التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة (29 مارس – 04 ابريل 2018)

تابعنا على:   18:45 2018-04-05

أمد/ واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي (29/3/2018 – 4/4/2018)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتجلت تلك الانتهاكات في استخدام القوة المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين، والإمعان في سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين والصيادين.  وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، رفعت قوات الاحتلال وتيرة الاستخدام المفرط للقوة ضد المشاركين في تظاهرات احتجاجية في الذكرى 42 ليوم الأرض وتحديدا في قطاع غزة وهو ما شكل سابقة خطيرة تتناقض مع القانون الدولي.  تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

 وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

 * أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

 أفرطت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المسلحة المميتة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية التي جرى تنظيمها في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، وبخاصة في قطاع غزة، الذي شهد مسيرات سلمية على المنطقة الحدودية الشرقية للقطاع بعشرات الآلاف من المدنيين العزل من الشبان والنساء والأطفال والشيوخ. فقد شهد القطاع يوم 30/3/2018 يوما دموياً هو الأكثر عنفا منذ عدوان عام 2014، حيث قتل 13 مدنياً، بينهم طفل، في يوم واحد، وأصيب (1067) آخرون، بينهم (208) أطفال، و(40) امرأة بجراح، وصفت العديد منها بالخطرة. واستمرت تلك الفعاليات خلال هذا الأسبوع، فيما واصلت قوات الاحتلال استهداف المدنيين الذين يتوافدون بشكل يومي على المنطقة الحدودية للقطاع، حيث ارتفع عدد القتلى خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير إلى (15) مدنياً فلسطينياً، بينهم طفل، وعدد المصابين إلى (1143) مدنياً، بينهم (218) طفلاً، و(40) امرأة، في القطاع.  وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال (26) مدنياً فلسطينياً، بينهم طفلان.

 ويدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في قطاع غزة، على استمرار قوات الاحتلال في اقتراف المزيد من جرائمها، واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم بقرار سياسي رسمي.  ويشير المركز على أن تلك القوات استبقت المسيرات، التي أعلن القائمون عليها بشكل مسبق أنها سلمية، بإرسال رسائل تهديد وتخويف للمنظمين ولسكان القطاع، كما نشرت القناصة على طول الحدود مع قطاع غزة، وفق ما أعلنه الناطق باسمها على صفحته على فيسبوك.

  وتؤكد تحقيقات المركز ومشاهدة باحثيها الميدانيين على ما يلي:

 أن المسافة التي تمركز خلفها جنود الاحتلال تبعد حوالي من 30-70 متراً من السياج الفاصل، وأن أكثر نقطة اقترب منها المتظاهرون في اغلب المناطق  لا تتعدى 50 متراً غرب السياج الفاصل، وبهذا تكون المسافة ما بين الجنود والمتظاهرين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشكل أي خطر على حياة الجنود، وبخاصة أن المتظاهرين عزل.

يؤكد المركز أنّ قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر عدداً من النشطاء الميدانيين، والذين يتواجدون باستمرار على الشريط الحدودي في أي فعالية سلمية، حيث قتل ثلاثة منهم في شمال القطاع.

كما وتشير تحقيقات المركز أن جميع القتلى كانت إصاباتهم في الرأس والعنق والصدر والبطن، وهناك واحد منهم أصيب من الخلف في الرأس. وتعمدت قوات الاحتلال إيقاع أكبر عدد من الإعاقات في صفوف المتظاهرين، حيث كانت الإصابات في الركبة.

وفقا لما صرحت به المصادر الطبية في مستشفيات القطاع من خلال تعاملهم مع المصابين، بان معظم من اصيبوا بالرصاص الحي كان لديهم تهتك كبير في الانسجة، وفتحات كبيرة مكان الإصابة ، مما يدلل على ان الرصاص المستخدم هو من الرصاص الحي المتفجر.

 وفضلاً عما ورد أعلاه، ففي تاريخ 30/3/2018،وفي ساعات الصباح الباكر، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مزارعاً فلسطينياً كان يعمل على قطف البقدونس، وأصابت آخر بجروح، بعد استهدافهما بقذيفتين مدفعيتين، خلال تواجدهما في أرض زراعية تبعد أكثر من كيلومتر عن الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق بلدة القرارة، شرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع، وذلك دون أي مبرر، أو تهديد على حياة جنودها.

 وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 29/3/2018، ثلاث قذائف مدفعية تجاه منطقة مفتوحة شرق حي الأمل، شمال شرقي بلدة بيت حانون، شمال القطاع، دون أن وقوع إصابات في الأرواح.

 وفي تاريخ 30/3/2018، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة مدفعية تجاه قطعة أرض زراعية في قرية وادي غزة (جحر الديك). وفي تاريخ 31/3/2018، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة مدفعية تجاه قطعة أرض زراعية في قرية وادي غزة (جحر الديك). وبعد ساعات، أطلقت تلك القوات قذيفة مدفعية ثانية تجاه قطعة أرض زراعية في القرية المذكورة، ولم يبلغ عن إصابات في الأرواح. 

 وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد وتيرة اعتداءاتها ضد صيادي الأسماك الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. وخلال هذا الأسبوع رصد المركز (4) اعتداءات على الصياديين، منها (3) اعتداءات شمال غرب بلدة بيت لاهيا، واعتداء واحد غرب منطقة السودانية، غرب جباليا.

 وفي الضفة الغربية، أصيب بتاريخ 31/3/2018، مواطن فلسطيني بعيار ناري في الركبة اليمنى عندما أطلق أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية أعيرة نارية تجاهه. كان المصاب يقود مركبة غير قانونية على المدخل الشرقي لقرية قصرة، جنوب شرقي مدينة نابلس، فارتطمت سيارته بسيارة شرطة إسرائيلية كانت تسير في المكان، فتركها المواطن عودة، وحاول الفرار. 

 وفي تاريخ 1/4/2018، أصيب (6) مدنيين فلسطينيين شاركوا بالتظاهر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة أبوديس، شرق مدينة القدس الشرقية المحتلة، وتمركزت بالقرب من حرم جامعة القدس في البلدة.

 وفي تاريخ 2/4/2018، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على (حاجز عناب) شرق مدينة طولكرم، النار تجاه المواطن محمد صبحي عنبر، 46 عاماً، من مخيم طولكرم للاجئين، بادعاء محاولته تنفيذ عملية طعن، ثم قامت باعتقاله.

 * في تاريخ 3/4/2018، أصيب مواطنان من بلدة سبسطية، شمال غربي مدينة نابلس، وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة، وتمركزت في منطقة الآثار، لحراسة مئات المستوطنين الذين اقتحموا المنطقة، فتظاهر عدد من المدنيين ضدها.

 وفي تاريخ 4/4/2018، أصيب مدنيان فلسطينيان عندما نظم مئات المستوطنين، وبحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة ضخمة في أراضي بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس، وشرعوا بإقامة طقوسهم الدينية وصلواتهم التلمودية بمناسبة الاحتفالات اليهودية. تجمهر عدد من المواطنين وتصدوا للمستوطنين وقوات الاحتلال، فأطلقت تلك القوات قنابل الغاز والأعيرة المعدنية تجاههم.

 وفضلاً عن الإصابات المشار إليها أعلاه، أصيب خلال هذا الاسبوع (14) مدنياً فلسطينياً، بينهم طفلان، بجراح، بعد إطلاق النار وقنابل الغاز تجاههم بشكل مباشر، أثناء مشاركتهم في مسيرات سلمية، وإلقاء حجارة باتجاه جنود الاحتلال المتمركزين على مداخل التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة. وتأتي تلك المسيرات في إطار الاحتجاجات التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الاستيطان ومصادرة الأراضي، وبمناسبة الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض.

 * أعمال التوغل والمداهمة:

 خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (48) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (8) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها.  أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (41) مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم (5) أطفال، في الضفة الغربية، فيما اعتقل (23) مواطنا آخرون، بينهم (10) أطفال في مدينة القدس وضواحيها.

 

* جرائم الاستيطان والتجريف واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم:

  ففي تاريخ 29/3/2018، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنَينِ في منطقة صاف، شمال بلدة بيت أمر، شمال مدينة الخليل، إخطارين بوقف العمل في منزلين بذريعة البناء غير المرخص في المنطقة المصنفة (C).

 وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي تاريخ 30/3/2018، أصيب المواطن سامي الهريني، 21 عاماً، من سكان قرية توانه، شرق مدينة يطا، جنوب محافظة الخليل، بكسور في ساقه اليمني، بعد تعرضه للدهس المتعمد من قبل أحد المستوطنين.

 وفي تاريخ 1/4/2018، أقدم المستوطنون القاطنون في مستوطنة “غوش عتصيون” جنوب مدينة بيت لحم، على إغراق أراضي المواطنين في منطقة واد شخيت، شرق بلدة بيت أمر، شمال مدينة الخليل، والمزروعة بأشجار العنب بالمياه العادمة.

 وفي التاريخ نفسه، تعرضت عدة مركبات لمواطنين فلسطينيين لإلقاء الحجارة من قبل مجموعة من المستوطنين على الطريق الالتفافية المتاخمة لمستوطنة “بيت حجاي”، جنوب مدينة الخليل.

 وفي تاريخ 4/4/2018، اعتدت مجموعة من المستوطنين، انطلاقاً من مستوطنة “حفات جلعاد”، على (5) مركبات تابعة لمواطنين من قرية فرعتا، شمال شرقي مدينة قلقيلية، حيث خطوا شعارات عنصرية معادية عليها، وإعطاب إطاراتها.

 * الحصار والقيود على حرية الحركة

 واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

  ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي منذ أكثر من 11 عاما متواصلة، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه.  ومنذ عدة سنوات قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت  تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل من أربعة معابر رئيسة بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد” كرم أبو سالم”، جنوب شرقي القطاع، والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات للقطاع، فيما خصصت معبر ايرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد،  ووفق  قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل من ذويهم وأقرانهم في الضفة وإسرائيل، كما حرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية والقدس المحتلة. أدى هذا الحصار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

  وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

 وفي سياق متصل، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً على الأراضي الفلسطينية المحتلة بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وذلك من فجر يوم الجمعة الموافق 30/3/2018، وحتى فجر يوم الأحد الموافق 8/4/2018. وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، أغلقت تلك القوات معبر الكرامة (أللنبي) الحدودي مع المملكة الأردنية الهاشمية بشكل كامل يوم الجمعة الموافق 30/3/2018، فيما خفّضت ساعات العمل على المعبر باقي أيام الأسبوع من الساعة 7:30 صباحاً وحتى الساعة 1:00 ظهراً.

اخر الأخبار