"فعلة المحمود" و"مصالحة الصرف الصحي"!

تابعنا على:   10:02 2018-03-13

كتب حسن عصفور/ في خبر مفاجئ، وبلا اي مؤشرات مسبقة اعلن موقع جامعة د.رامي الحمدالله، أنه سـ"يزور" قطاع غزة برفقة مدير مخابرات "سلطة عباس"، ويبدو أن الخبر شكل مفاجأة ليس للشعب الفلسطيني، الذي لم يلمس أي مقدمات للقيام بتلك "الزيارة" - الكلمة هذه لإعلام السلطة -، بل وللناطق باسم حكومة رامي اللحمدالله..

وبعد ساعات من انتشار الخبر "الصادم" للناطق الحكومي خرج ليرسل "بشرى وطنية كبرى"، ويكشف "سبب الزيارة المفاجأة" للوزير الأول ومدير مخابرات الرئيس الى قطاع غزة، سبب ليس سياسي ولا "تصالحي" ولا هم يحزون، بل هي  لـ"إفتتاح محطة صرف صحي" على طريق تعزيز "التمكين"..

كم هو خبر "مزلزل"، ان يقطع رامي الحمدالله نشاطاته التي توسعت جدا، بعد الحديث عن "ترتيبات ما بعد عباس"، وهو يرى انه الأكثر ملائمة لأن يكون خليفة، ومعه ماجد فرج الشخص الذي لا يملك كثيرا من الوقت، لمراقبته كل ما يخص "نشاطات المعارضين لعباس وأمريكا والمحتل الاسرائيلي"، ومتابعة دقيقة لـ"غرفة التنسيق الأمني" وقدرتها على منع اي حالة إختراق لتعكير "صفو الأمن الاسرائيلي"، ومعها الخدمات "الخاصة جدا" للمخابرات الأمريكية في سياق "التحالف ضد الإرهاب"..

لأن الإستخفاف بات سمة لكل أعمال ونشاطات "الزمرة العباسية"، ولم يعد يحسبون حسابا لرد فعل الشعب الفلسطيني، على أي من أفعالهم أو أقوالهم، جاءت تصريحات هذا الناطق باسم حكومة رامي، ومر الكلام مرورا عابرا، دون أن يستحق وقفة من الذين أشار لهم أو أي جهة أخرى..

ربما أن "المحمود" وقع ضحية رامي الحمدالله، عندما سأله لما تذهب، فكان جوابا "هزليا لإفتتاح محطة صرف صحي"، دون ان يعتقد ان الناطق بإسمه سيأخذ الجواب محمل الجد، أو أن رامي نصب له كمينا ليقدمه هزيلا أمام اعلام جامعته، الذي سيكون له الدور الرئيسي في حملة ترويج "رامي رئيسا"، التي قد تنطلق قريبا وجدأ..

ولأنهم لا يقيمون وزنا لإحترام الشعب، فلم يخرج منهم ما يؤدي لتصويب التصريح، ليس نفيا له، بل إضافة مهام عمل لتلك "المهمة التاريخية"، التي إكتشفها "المحمود"..

لعل المحمود يكون "صادقا" فيما ذهب اليه، بأن يكون الهدف المركزي لتلك الزيارة، الرد عمليا على مؤتمر "البيت الأبيض" الذي سيفتتح اليوم الثلاثاء أيضا، لمناقشة الوضع الإنساني في قطاع غزة، فقررت حكومة عباس أن ترسل وفدا عاليا جدا للتعبير عن متابعتها الدقيقة لحال الأهل و"الأشقاء" في القطاع، وأن الاتهامات لها بالتقصير والإهمال وإدارة الظهر لكارثة القطاع الإنسانية ليس سوى "تشويه سياسي مقصود"..والدليل "محطة الصرف الصحي"..

 تصريحات الناطق باسم حكومة عباس، تكشف عمق الكارثة التي تعيش، تخبطا وتيها سياسيا، ودرجة من الإرباك الذي أفقدها "بوصلة التعبير" حتى عما تريد فعله..

قبل اسبوع من زيارة "الصرف الصحي" الحمداللية، رفضت تلك الحكومة عقد اجتماعها الإسبوعي في غزة، واصرت أن تعقده عبر "الفيديو كونفراس"، وهي تناقش أخطر مهام الحكومة (الميزانية العامة)، في سابقة خطيرة جدا، لكنها مرت مرورا عابرا في مشهد السواد السياسي القائم، وسرحان "كتل التشريعي"..

الحمدالله ومن معه، لم يكلف نفسه توضيح حقيقة الدافع المفاجئ لـ"فعلته"، وهل هي حقا جائت بعد نصيحة "أمنية إسرائيلية" للرئيس عباس أن لا يصل الى قطيعة مع الدور المصري، وخاصة بعد تصريحات رجل فتح - عباس رقم 3، ضد مصر وعبر وسيلة اعلام رسمية، ما يمنحها "الشرعية"، نصيحة كي لا تخطف حماس "قلب الشقيقة الكبرى"، بسبب رعونة "العباسيين"..فجاء القرار بالذهاب الى القطاع فجأة وبدون ترتيبات "إعلامية مقنعة"، خاصة انهم لا يستطيعون القول أنها لمتابعة ملف "التمكين"..لأسباب يعرفها رامي!

"فعلة المحمود" كشفت بين ما كشفت ان حكومة عباس لم تعد تدرك ما تفعل، فالتخطب السياسي بات السمة الأبرز في المشهد الرسمي..وكل يقول ما يحلو له في غياب "الراعي"..مشهد بات اقرب لـ"سوق رام الله السياسي" ينادي المنادي "على أونه على دويه..حلق حوش"..

مشهد يقدم لفوضى شاملة بدأت تدق الأبواب..!

ملاحظة: الصحفي نصر أبو الفول يعيش حالة مرضية منذ زمن..نقابة الصحفيين تعلم بحالته..حكومة عباس تعلم اكثر عنه لكنهم صمتوا الى أن وصل حافة الاستجداء الانساني فقرر عباس تحويله الى مشفى..عيب وعيب وعيب!

تنويه خاص: أثبت نتنياهو أن "الفساد" لم يعد جريمة وفقا لإستطلاعات الرأي، فالرجل لا زال المناسب للإسرائيليين..الآن عرفنا ليش "النتشة" صامت على قضايا "الفساد الكبرى" التي بين يديه لقادة من سلطة عباس ورجاله وطبعا ولداه..!

اخر الأخبار