ما بعد "سقوط" اتفاقات المصالحة!

تابعنا على:   10:13 2018-03-12

كتب حسن عصفور/ حركة الوفد المصري الرسمي داخل قطاع غزة، في الأسبوع الماضي أشارت الى أن المسألة لم تعد تتعلق فقط بمحاولة "إنقاذ مصرية" مستحيلة لما سمي في الأشهر الأخيرة بـ"اتفاقات المصالحة"، لكنها  تبحث حالة من "التعايش" و"ترتيبات خاصة" للوضع في القطاع، فيما بعد ذلك..

مصر الدولة أدركت بما لا مجال للشك، أن اتفاقات المصالحة، لم تعد قابلة للحياة، وأنها لن تكون جزءا من الحالة الفلسطينية في المرحلة القادمة، خاصة بعد أن قرر الرئيس عباس، ودون أي "تشاور سياسي" بفرض عقد المجلس الوطني الفلسطيني، بمن حضر من قوى وشخصيات في نهاية شهر أبريل (30 أبريل) 2018..تحت عنوان كاذب "تجديد الشرعية"، التي أنهكها هو قبل غيره وأصابها بحالة "سرطانية"، الشفاء منها يحتاج مهارة تفوق ما تمتلكه "الزمرة السياسية القائمة".

المصالحة ليست نصا أو عملية تقاس بقياس بارومتري، بل قياسها بحساب سياسي وطني، وأي تقصير أو خلل في تنفيذ المتفق، لا يعالج بما ذهبت اليه تلك الزمرة، لنقل الحالة الإنقسامية الى مرحلة جديدة أخطر كثيرا مما كانت عليه منذ تم الإتفاق بين أمريكا - إسرائيل وقطر مع عباس، على فتح باب "الجريمة السياسية" التي أنتجت الإنقسام، في شهر أكتوبر 2005، وفرض إجراء انتخابات "جديدة" للمجلس التشريعي استجابة لأمر أمريكي..

مجلس رام الله القادم، سينقل الإنقسام الى مرحلة أكثر خطورة، وأكثر اتساعا، تؤسس لجديد في التمثيل والمشهد، داخل "بقايا الوطن" والشتات، وستبدأ معه "حالة تحالفية" تختلف كثيرا عما كانت، خلال السنوات السابقة، مشهد سياسي تمثيلي جديد، "فتح - المؤتمر السابع" برئاسة عباس وجماعة "مجلس رام الله" القادم" مقابل "تحالف سياسي جديد" من حماس والجهاد، وربما الجبهة الشعبية وتيار الإصلاح بقيادة النائب محمد دحلان، ونواب منتخبين من المجلس التشريعي يقاربون ثلثي المجلس، ما يمنحهم قوة خاصة، الى جانب شخصيات وأطراف في مناطق الشتات الفلسطيني..

المشهد القادم، وبعد "مجلس رام الله" سيؤدي الى نقل الإنقسام الى مرحلة أوسع وأشمل، خاصة مع تطورات العمل المستمر من فرض "صفقة ترامب الإقليمية" عمليا، دون إنتظار فعل من قبل السلطة القائمة في رام الله، بل علها تساعد بسلوكها السياسي - الإنقسامي الجديد تسهيل تنفيذ تلك المؤامرة الجديدة..بالهدية الأمثل ليس بالحفاظ على الإنقسام القائم، بل بنقله الى درجة أعلى وأكثر اتساعا وشمولا داخل وخارج..

المصالحة عمليا ورسميا، إنتهت باعلان "زمرة عباس" عن عقد مجلس رام الله، وبعد أن أصبحت "غرفة التنسيق الأمني" هي صاحبة القرار الرسمي في المقاطعة برام الله، بات الحديث ليس عن المصالحة بل عما هو بعد قبرها..!

اعتماد "الطغمة العباسية" على "شرعية القرار الرسمي" لن يمنحها شرعية شعبية أو تمثيلية مستقبلا، ومحاولة البحث عن "تجديد شرعية متهالكة" أصابها "فيروس سام" ليس سوى وهم من نوع خاص..

لا ضرورة للقول أي "الزمرة العباسية" لا تجرؤ على القيام بأي انتخابات لتجمع فلسطيني في أي مكان بالعالم، حتى بالمخيمات التي تقع ضمن سلطتها، ولو أرادت هذه الزمرة أن تعلم حقيقة تمثيلها لتسأل مخميات لبنان ومخميات سوريا، بعد سؤالها مخميات الضفة والقدس، وقطاع غزة..

التمثيل الفلسطيني بعد مجلس رام الله لن يكون كما قبله..مهما حاولت الزمرة غير ذلك..ولنا لقاء قريب!

ملاحظة: شو هالصدفة بحضور رئيس اتحاد كرة القدم القطري مع اعلان قناة عبرية رسمية حقها في نقل مباريات كأس العالم بروسيا باللغة العربية..وهل سيعلن عن زيارته لتل أبيب أم تبقى سرية .. أركان "الزمرة" انخرسوا عن فضيحة قطر إسرائيل..

تنويه خاص: اللي مصاب بهلع شامل من "غضب دولة الكيان" معقول يقدر يعمل شي ضدها..بس شوية تفكير وبعدها نقرر هو شو مشروعه صحيح!

اخر الأخبار