سيناريوهات عزل نتنياهو

تابعنا على:   11:27 2018-02-24

عمر حلمي الغول

 

بعدما وقع شلومو فيلبر على إتفاق مع الشرطة، لإن يكون شاهد ملك ضد نتنياهو في ملف قضية الفساد 4000، قضية بيزك، تعززت عملية العزل لرئيس الحكومة الإئتلافية، ولم يعد يفيده شيء من التغريدات، التي ينشرها على مواقع التواصل الإجتماعي دفاعا عن نفسه، ولا حتى خطابة في مؤتمر هامبورغ الأمني، ولا لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في 5/3 القادم، لإنها في نظر الشارع الإسرائيلي فقاقيع لا تسمن ولا تغني من جوع. والبكاء على أطلال الماضي لا يقدم أو يؤخر بشيء، لإن المقولة العالمية تقول: قد يبدأ أي إنسان بغض النظر عن موقعه مخلصا لمشروع ورؤية محددة، ولكنه ليس بالضرورة أن يبقى كذلك طيلة حياته. لإنه قد يتغير بتغير عوامل الزمن، ونتاج التطور ببعديه السلبي أو الإيجابي في المواقع، التي يتبوأها. 

بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هو صهيوني متطرف، لكنه إنتهازي وتاجر رخيص، وبسبب ذلك إستغل مرقعه الرسمي للحصول على رشاوي متعددة من جهات مختلفة شركات خاصة ورجال أعمال وإعلام ومواقع أليكترونية، معتقدا أن بإمكانه الإفلات من الملاحقة، كونه في سدة الحكم، وبالتالي يستطيع تجاوز جهاز الشرطة أو قوى المعارضة من خلال تعزيز إئتلافه الحاكم، ومداهنة المستعمرين المستوطنين، والتساوق وحتى المزاودة على أقرانه في الإئتلاف اليميني المتطرف الحاكممع انه هو نفسه،الذي دعا إيهود أولمرت، رئيس الوزراء السابق للذهاب للبيت وقبل ان يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في قضايا الفساد، التي أثيرت ضده آنذاك.

لكن حسابات بيدر نتنياهو، لم تكن على مقاس العيون المتربصة ببوره ومآسيه وسقطاته الرعناء، وإستسلامه لنزعات سارة وأبناءه، مما أوقعه في شر أعماله، فبات بعد الشهادة، التي قدمها فيلبر بشأن ملف بيزك، وهو الملف الرابع أمام خمس سيناريوهاتالأول الذهاب إلى إنتخابات مبكرة، لاسيما وان إستطلاعات الرأي تمنح الليكود بوجوده وبدونه القوة الأولى في الإنتخابات القادمة، وفي حال فاز وهو على رأس قائمة الليكود، قد يعود متسلحا بنتائج الإنتخابات، ولكن لن تحول تلك النتائج عن ملاحقته وقض مضاجع ترأسه لحكومة خامسة؛ ثانيا الإنسحاب من الساحة السياسية، وترك رئاسة الوزراء لزميل له من الليكود؛ ثالثا إنسحاب أحد أركان الإئتلاف من الحكومة، مما سيؤدي إلى تفكك وقطع الحبل السري للإئتلاف، والذهاب لإنتخابات مبكرة؛ رابعا إصرار نتنياهو على مواصلة البقاء وتحدي إرادة الشارع والقانون الإسرائيلي، وهو ما يعني ذهابه إلى نفس السجن، الذي أُعتقل فيه أولمرت؛ خامسا، الذهاب لسياسة خلط الأوراق عبر اللجوء لخيار الحرب على إحدى الجبهات (الشمال او الجنوب أو توجيه ضربة جوية لإيران مع ما تحمله من تداعيات متشعبة، ومع ذلك لن يفيده ذلك بالهروب من حبل المشنقة السياسية

مصير بيبي بات أكثر تعقيدا، ولن تحمية جعجعات إمسلم رئيس الإئتلاف الحاكم في الكنيست ضد شاهد الملك الجديد، ولا صمت أقرانه في الإئتلاف المعيب، الذين صمتوا صمت أهل القبور، مع ان رئيس حكومتهم غارق حتى أذنيه في مستنقع الفساد الآسن، وكل ما تجرأوا على إعلانه أمثال كحلون، وزير المالية، بأنه سينتظر قرار المستشار القضائي للحكومة، وإتخذ بينت نفس الموقف، أما ليبرمان لاذ بالصمت، ولم ينطق بحرف ضد حليفه الفاسد، خاصة وان عددا من قادة حزبه يخضعوا للملاحقة بقضايا فساد، وكل منهم يحسس على رأسه، ولا يرغب بالذهاب لإنتخابات مبكرة، لانهم جميعا يخشون صناديق الإقتراع لسبب بسيط، عدم ضمانهم تأمين ذات المقاعد في الكنيست القادمومع ذلك لن يساعدوا انفسهم، ولن يساعدوا نتنياهو، لإن الحبل يشتد أكثر فأكثر حول عنقه، ولن يطول الوقت لعزله عن سدة الحكم، حتى لو حصل الليكود على الأغلبية في الإنتخابات القادمة.

اخر الأخبار