لماذا لا نعيد ترتيب أوراقنا من جديد ..؟

تابعنا على:   15:22 2018-01-22

م.أحمد منصور دغمش

إنتظرنا المؤتمر السابع لحركة فتح وكنا نأمل بأن إنعقاده بمثابة تجديد الدماء في حركتنا العملاقة ونتائجه ستصب في مصلحة الوطن ووضعنا للمؤتمرين الذرائع الوهمية لنقنع بها أنفسنا وغيرنا بأننا سنلمس التغيير والنهوض بحركتنا ليتسنى لها أن تعود فعلياً لقيادة وريادة وعودة الثقة لها من جماهيرها التي تأملت خيراً في هذا المؤتمر ولكن إنتهت السنةالأولي على المؤتمر السابع ولم نجد تغييراً إلا للأسوأ ..! هل صحيح أن فتح هرمت كما يقول البعض ..؟ إن كانت كذلك فهي كالشجرة كلما كبرت إشتد عمق جذورها بالأرض ... فلماذا ألا نعيد ترتيب أوراقنا قبل حلول المؤتمر الثامن ..؟ ألا تستحق فتح أن يضحي البعض من أجل علوها ومجدها بالكرسي والمكتب وبطاقة الـ V . I . P ...
وبعض الإمتيازات الفانية وترك المجال للذين يريدون العمل فعلاً ..؟ فالمنصب التنظيمي كلما إرتفع من المفترض أن يزيد صاحبه حباً للعطاء ومزيداً من التفكير في مصلحة الجماهير والوطن ومزيداً من إبتكار الأساليب التي تحبب الناس بالحركة لأن حركة بحجم حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " حطمت أرقاماً قياسية في عدد الشهداء والجرحى والأسرى وعدد العمليات الفدائية تستحق أن نصنع لها مجداً بحجم تضحياتها ووفاء للدماء التي سالت من قادتنا قبل مقاتلينا ومن جنرالاتنا قبل جنودنا فنحن نستحق أن نستظل بظل راية عالية خفاقة ونكون خدماً للوطن والفتح وليس العكس كما هو الأن حيث أن من لا يعمل وهو في منصب مرموق لا يكتفي بذلك بل يضع العراقيل في طريق من يحاول أن يعمل ..! لماذا أرى المؤتمرات لا تنجب إلا مؤامرات على فتح التي أراها مستهدفة من العدو والصديق والبعيد والقريب حتى من أبنائها ..؟ لماذا لا تظهر إلا المعاول الهدامة في حركتنا ..؟ أين قوة حركة فتح في الدفاع عن أبنائها ورفع الظلم عنهم ..؟ حررت حركة فتح مناطق لدول كانت تحتلها دولاً أخرى كالخلاف بين ليبيا وتشاد في وقت سابق ولم تريد تحرير قطاع غزة الذي هو بمثابة الرئة الثانية للوطن الغالي ..؟ نعم لا تريد ولو أرادت ستستطيع ذلك في زمن قياسي ..! إلى متى سيبقى الخضوع لأرادة الأعداء والتغني بعدم الرغبة في إراقة الدماء وكسر العظم ..؟ هل أصبح الدم والعظم أغلا من الوطن ..؟ لا ورب الكعبة إن كل حبة تراب من ترابنا تستحق أن يموت من أجلها الكثير ... لماذا لا نشهر سيوفنا إلا في وجوه بعضنا البعض ؟ ودائماً نخرب بيوتنا بأيدينا ..؟ فعندما تتحول الثورة إلى " ثروة " ونخرج من الخنادق لنسكن الفنادق لا ننتظر التقدم للأمام ولو خطوة ولن نراوح حتى مكاننا بل نرجع للخلف أميال وأميال ... إن غيرتنا على حركتنا يحتم علينا أن نخرج من صمتنا وننتقد أنفسنا نقداً بناءاً وليس هداماً كما يظن الجاهلون ... إن فتح إنطلقت من رحم ومعاناة الشعب الفلسطيني ومن أجل هدف سامي وهو تحرير فلسطين فمن الجدير بنا أن نفاوض ونحن نقاوم وننظر لمصلحة الوطن وأبنائه وعيننا لا تغض النظر عن القدس والأسرى والإهتمام بذوي الشهداء والجرحى وهذا لا يكلفنا الكثير فلو قلصنا نصف فواتير تلفونات وجوالات ونتريات القادة ووزعنا الأموال التي وفرناها على اللجان التعبئية الفكرية والإجتماعية والتعليمية ومجالس الطلبة والنقابات داخل إطار حركة فتح ستكفي وتفيض وسنجد التغيير الذي نتمناه ولو إتبعنا سياسة الثواب والعقاب على قاعدة الشفافية وعدم الظلم أو المحسوبيات ووضعنا الشخص المناسب بالمكان المناسب سنرتقي لمستوى نحسد عليه وستكون تلك أقصر الطرق للإنتصار والتحرير ... إن سوء الإدارة المالية والإدارية تهدم دولاً مستقلة من مئات السنين وليس حركة تحرر ... إتقوا الله بأبناء فتح وإتركوا لأشبالها إرثاً يفخروا به فالجميع سيرحل يوماً ما وستبقى فتح وكما مرّ عليها رجالاً أوفياء سيأتي عليها رجال ليس أقل بطولة أو وفاء وإن مرحلة المد التي إستمتعت به في بداية عملها سيعود بعد مرحلة الجزر الذي طال وما ذلك على الرجال ببعيد ... فلنعمل جميعاً بحب ليتسنى لنا العطاء ولنعمل بمنافسة شريفة ليتسنى لنا الإنتصار ولنبقى دوماً أوفياء لدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى والمهجرين وحتماً سيكون الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ولا ننسى قول ربنا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " صدق الله العظيم

هذا غيض من فيض ودقة على جرس ذاكرة المتناسين من المنسيين أن إتقوا الله بفتحكم وأبنائها ... اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

اخر الأخبار