ذكرى رحيل المناضل مسمح سليمان حمد البلوي ( أبو نايف )

تابعنا على:   14:47 2018-01-20

لواء ركن/ عرابي كلوب

المناضل القديم/ مسمح سليمان حمد البلوي(أبو نايف) من الرعيل الأول للثورة الفلسطينية وواحداً من خيرة ابناءها المعطائين المشهود لهم عبر مسيرتهم النضالية الزاخرة منذ التحاقه بحركة فتح في البدايات ومن الذين كرسوا جل حياتهم في الدفاع عن حقوق شعبهم الفلسطيني وقضيته العادلة. 
المناضل/ مسمح سليمان حمدي البلوي من مواليد منطقة المنجرة قضاء مدينة بئر السبع عام 1929م جنوب فلسطين، نشأ وترعرع في كنف أسرة بدوية مناضلة محافظة على العادات والتقاليد وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، انهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدراس بئر السبع، وعمل مدرساً في نفس المدرسة عام 1947م وبعد النكبة عام 1948م والتي حلت بالشعب الفلسطيني هاجر من موطنه الى الأردن ومن ثم إلى مدينة بيت ساحور، وعمل في مجال الزراعة. 
تعرف في بداية الستينات من القرن الماضي على المرحوم/ رمضان البنا الذي نظمه للعمل في صفوف حركة فتح، بعدها تعرف على الشهيد/ ياسر عرفات وبعض الأخوة أعضاء القيادة وتم تكليفه بقيادة العمل التنظيمي العسكري في منطقة بيت لحم تحضيراً لإعلان الانطلاقة فيما بعد. 
كان المناضل/ مسمح البلوي (أبو نايف) من كوادر حركة فتح في الضفة الغربية، أمثال كل من ( الشيخ/ محمد أبو سردانه، محمد راتب غنيم، عبد الكريم العلمي، عمر الخطيب، اسحاق الزردار وخالد حمدان ومصطفى عيسى ( أبو فراس) وعبد الله جبر وهاشم أبو سردانه وسعدي الزميلي وموسى غيث ونواف سرحان الرماضين وآخرين). 
خضع المناضل/ مسمح البلوي لدورة عسكرية في معسكر الهامة عام 1964م، حيث كلف فيما بعد مع آخرين التخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية في جنوب فلسطين عند تلقى التعليمات الصادرة لهم. 
قبل الانطلاقة تلقى تعليمات بالبدء بالتنفيذ ضمن قوة من المجموعة الثالثة، وفي ليلة 27/12/1964م قاد عملية عسكرية في مناطق بئر السبع حيث تم نصب كمين على طريق بئر السبع- إيلات وقد قتل ثلاث جنود اسرائيليين وكانت المجموعة بقيادة المقاتل/ مسمح سليمان البلوي من عشيرة البلوي من بئر السبع والمقاتل/ محمد سلامة ناصر أبو داهوك من عشيرة الجهالين، حيث استشهد فيما بعد. 
وفي عام 1966م وبعد الانطلاقة تم اعتقال المناضل/ مسمح البلوي وأودع سجن الزرقاء العسكري مع مجموعة ( موسى أبو غيث، وعودة صالح أبو داهوك، ومحمد صقر الجهالين واسبيتان البلوي) ونقلوا فيما بعد الى سجن الجفر الصحراوي. 
أثناء حرب حزيران عام 1967م اطلق سراحهم وذهبوا الى الضفة الغربية وبعد انتهاء الحرب بأسابيع عادوا الى الأردن. 
أشرف المناضل/ مسمح البلوي على انشاء العديد من القواعد الفدائية في جنوب الأردن، وعمل كذلك كمسؤول استطلاع في الجنوب. 
تم استدعاءه الى سوريا وهناك قابل كل من الاخوة/ أبو عمار وأبو جهاد وأبو صبري حيث تم تكليفه بتأمين وإمداد السلاح لقوات الحركة في الأردن. 
شارك المناضل/ مسمح البلوي في دورة عسكرية في جمهورية الصين الشعبية عام 1968م. 
شارك في التحضير لعملية تدمير البارجة الإسرائيلية والتي نفذتها وحدة خاصة من الضفادع البحرية المصرية في ميناء ام الرشراش (إيلات) باسم مستعار هو (سالم). 
شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطينية في احداث ايلول الأسود عام 1970م وانتقل فيما بعد الى جرش ومن ثم عاد الى سوريا. 
خلال حرب اكتوبر عام 1973م كلف المناضل/ مسمح البلوي ( أبو نايف ) بالإشراف على عدد من العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة حيث قام بالدخول الى الأرض المحتلة جنوب فلسطين وتم تنفيذ العديد من العمليات الفدائية كان أهمها استهداف القاعدة الجوية في النقب ومكث داخل الارض المحتلة اثنى عشر يوماً. 
عمل المناضل/ مسمح البلوي في القطاع الغربي وساعد في الكثير من العمليات الفدائية التي نفذتها كل من (لجنة غزة ولجنة النقب ولجنة الخليل)، وكلها بتعليمات من الشهيد القائد/ أبو جهاد. 
استمر في عمله حتى الانشقاق عام 1983م التي قادته مجموعة بدعم من السوريين، حيث تم استدعاؤه عدة مرات الى مقر المخابرات السورية، الى أن تلقى أوامر من الشهيد/ أبو جهاد للانتقال الى الأردن للإقامة هناك. 
العم/ مسمح البلوي (أبو نايف) مناضل فتحاوي بامتياز، حمل الأمانة باقتدار عندما عز فيه الرجال، كان قدوة حسنة وذو سمعة طيبة وكان الأب الحنون والحضن الدافئ لكثير من أبناء الحركة ، كان يعرف الناس ، وطيب الخلق والسيرة، كان دائماً يعمل بصمت وبدون ضجيج اعلامي ولم يزاحم أحداً على موقع أو منصب في الحركة. 
عاش مناضلاً متواضعاً، محافظاً عصامياً، مثالياً فقيراً يحترم الجميع منذ أن تعرفنا عليه حيث كان مشهود له بالصدق والاستقامة والجرأة والشجاعة. 
انتقل المناضل العم/ مسمح سليمان حمد البلوي (أبو نايف) الى رحمة الله تعالى في الأردن بتاريخ 20/1/1986م، بعد أن عجز القلب عن تروية ذلك الجسد الذي جاب الأرض بحثاً عن حق مسلوب، حاملاً ذلك الأمل الثقيل بالعودة الى مضارب الأهل وعزوة العشيرة، حيث جاءت تلك اللحظة ليترجل فيها الفارس البطل المنهك جسده بعد صراع مع المرض، وورى جثمانه الثرى في منطقة الضليل، وقد شارك في تقديم واجب العزاء الأخ الرئيس/ أبو عمار والأخ/ أبو جهاد والشيخ/ عبد الحميد السائع رحمهم الله وغيرهم من القيادات الفلسطينية والأهل والأصدقاء. 
العم/ أبو نايف ناضل من أجل فلسطين وترجل لأجل ترابها بعد حياة حافلة قضاها مدافعاً صلباً عن قضايا وطنه وشعبه، وسوف يبقى العم/ أبو نايف في القلب والوجدان بفضل مسيرته النضالية الصادقة. 
رحم الله المناضل القديم/ مسمع سليمان حمد البلوي (أبو نايف) واسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار