أرجوكم: لا تحرموا الشباب حقوقهم فتكونوا على ما فعلتم نادمين

تابعنا على:   00:50 2018-01-20

د. إبراهيم محمد المصري

ليس غريبا أن يجد الإنسان نفسه هذه الأيام مثقلا بأقوال وشائعات كثيرة تشكك في شرعية الحراك الشبابي وأهدافه وحقيقة تمثيله لمجموع الشباب ، شكوك كثيرة تثيرها فصائل وجماعات ترى في هذا الحراك تهديدا لمصالحها ونفوذها ، تشكيك يتردد في أوساط منتمية لتيارات فكرية بعينها غير مؤمنة بالديمقراطية وبالحريات وفي أجواء الصراع ألفصائلي المقيت و بما يخالف الحقيقة والواقع ، حديث استغلته قوى متنفذة في إطار الشد والجذب بين فصائل العمل العام .

لماذا يدفن بعضنا رأسه في الرمال فلا يفقه أو يستخلص العبر من انطلاق فعاليات الشباب المحتجة على أوضاع غاية في السوء في ظل انسداد الأفق ؟

ان هذا التوقيت بالذات قد يفتح آفاقا جديدة وقد يمثل مرحلة فارقة وانعطافة سياسية تحمل دلالات إيجابية للشباب الطامح بما يحمله من أمل وطاقة وقدرة على منح الشباب فرصة الإبداع وقد لامس جميع المهتمين بالشباب مدى جديتهم وعنايتهم واجتهادهم بخطوات واثقة راسخة من أجل نيل حقوقهم ولنكن واثقين أن ليس لقدراتهم وعطائهم حدود فهم بالتأكيد يملكون إرادة لا تلين ولا تنكسر مهما اتخذ أولي الأمر بشأنهم من إجراءات مخالفة للقانون تحد من نضالهم المشروع بما يتفق مع النظام والقانون .

هل غاب عنهم أن الشباب يشكلون ثروة وطاقة بشرية غير محدودة ، وهم الجسر الحقيقي لتحقيق العدالة الاجتماعية ، لأن العدل أساس الملك "وأن إهمال دورهم وقدرهم يمثل خللا جسيما ، ويعبر عن غباء سياسي واجتماعي ، وبرغم المحاولات العديدة لمصادرة آراءهم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم فان هذه المحاولات قد باءت بالفشل ، فاستطاع الشباب الثبات على مطالبهم المستمرة الهادئة بدون أن يستطيع المناهضون لهم توفير أدنى مطالبهم لحياة كريمة بعيدا عن الفقر والقهر والعوز بما يؤكد على القصور والخلل تجاه حل قضاياهم .

إن انطلاق فعاليات الحراك الشبابي إذا تمت عملية بتره سيخلق بالتأكيد حالة من التذمر غير المسبوق وقد يشجع على العنف سبيلا لتحقيق المطالب في مواجهة القائمين على أمور الناس "بأذن من طين وأخرى من عجين "وأن تبريرهم إجراءات المنع بحجة عدم تمثيلهم للشباب أو للمجتمع وأن هذه الفعاليات تهدد حالة الأمن العام ، فإنهم تغافلوا مع سبق الإصرار حقائق الشعوب والثورات التي لازلنا نعيشها من أجل تحرير فلسطين وكرامة شعب فلسطين والأمة العربية والإسلامية .

ألم يحن الوقت للغافلين لأولي الأمر منكم أن يأخذ العبرة من شعب فلسطين الجبارين الذين لم يستكينوا أبدا أو ينكسروا ،أوقفوا الانهيار والهدم وليكن شعاركم : العدل أساس الملك ، فهل من عاقل مجيب يلبي مطالب الشباب التي هي مطالب المجتمع بأسره ، فناقوس الخطر قد دق أجراسه بأن الشباب قد يتجهون إلى الضياع والمجهول والعنف إذا فقدوا مبرر حياتهم ووجودهم ؟ 

اخر الأخبار