سامح تؤجر..!

تابعنا على:   23:21 2018-01-12

محمود سلامة سعد الريفي

شعار من حروف قليلة و كلمتين عميقتين بتأثيراتهما اللامحدود واللامتناهي اطلقه نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي وبات يتدول وينتشر بشكل واسع على صفحاتهم الخاصة لم تتوقف تلك الكلمات عند حدود الشعارات فقط ..! بل تخطته الى الترجمة الواقعية لتلامس وتعانق مشاكل وهموم واعباء اثقلت كاهل شرائح مجتمعية مختلفة نتج عنها ردود فعل ايجابية واسعة عكست اتجاهاً سامياً من التكافل والتعاضد الاجتماعي قام به البعض واضرب مثالاً على احد التجار ممن شطب وألغي ديون متراكمة على فئات واشخاص ممن هم مدانون له بمبالغ وذمم مالية لا حصر دقيق لها..! ما يجعنا نقف ملياً عند اقدام هذا التاجر على عمل يتسم بالفعل النموذج والغير مسبوق فى ظل اوضاع كارثية تعانيها غزة نبع من احساسه بالمسؤولية الاخلاقية وعكس حس وطني عالٍ تفوق على كثيرين من اصحاب الاموال ممن لهم مديونات واموال لم يستطع اصحابها الايفاء بها بفعل ضيق الحتل وشظف العيش وضنك الحياة الذي تعيشه غزة دفعه ضميره واخلاقه وتعاليم دينه العظيم لاتخاذ خطوة تعود علية بالمنافع الكثيرة لا تقف عند حدود استعادة امواله فقط..! هو بذلك تقدم خطوات محسوبة على مئات من التجار واصحاب المديونات ممن غابت ضمائرهم وسرقت الدنيا وتفوق جشعهم واتخذوا اجراءات مغايرة تامة لاسترداد ديونهم واروقة المحاكم النظامية والنيابة ولجان الاصلاح العشائري والعرفي الى تعج بالمراجعين والغارمين تشهد على ذلك..! مع ان هناك حقوق لاخرين لا تقتصر على ديون مالية مقابل الحصول على الاحتياجات اليومية والمستلزمات الاساسية وتشكل حقوق اساسية بالطبع لا يمكن التنازل عنها ولكن ما اشير الية المديونات الشخصية والتى بمكن شطبها او التخفيف عنها تأتى تخيفاً عن كاهل الناس..! سامح تؤجر شعار وممارسة بحجم الوطن ومن ساهم فى تجسيده واقعاً بكل تأكيد فى ظل الظروف القاسية التى تعانيها غزة تفوق على ذاته اولاً وعلى مؤسسات خاصة وعامة وافراد بعينهم ممن لهم مديونات تقدر بمبالغ مالية كبيرة لا حصر دقيق لها تراكمت بسبب الحصار الصهيوني الجائر والانقسام البغيص وما احدثه من واقع صعب تمر به غزة مع انعدام العمل والسيولة المااية وحالة الخواء التى تعانيها جيوب الغزيين الفارغة بعد توقف سبل الكسب المالي وانعدام شبكة امان معيشية اوغلت فى تأثيراتها ولا مست كل الشرائح والفئات بلا استثناء وهذا واقع ما يعيشه الغزيين وينامون ويستيقظون علية بلا افق ينهى شبح حقبة سوداء من الحصار والانقسام اللذان يتسببان بظروف قهرية لا تطاق مع ما يحذوهم من أمل تحول الى ألم شديد مع انطلاق قطار مصالحة بطئ وكثير من الامنيات بغدٍ افضل وتغير احوالهم وظروفهم وواقعهم تذهب ادراج الرياح مع ما تمر به المصالحة الوطنية من منغصات ومكدرات انعكست سلباً وتنحصر فرص اتمامها واقعاً مع ما يشاع من تصريحات تُترجم على الواقع ما تسبب بحالة من الركود الاقتصادي والافلاس المالي ومايزيد الطين بِله..! غض بصر بعض المؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية عن اتباع اجراءات تخفف عن المواطن والذهاب الى ابعد من ذلك الملاحقة القضائية لأصحاب المديونات دون التخفيف عنهم بشروط ميسرة وسهلة يستفيد من المواطن والمؤسسة صاحبة المديونية..! وهذا حاضر بقوة فى بعض المؤسسات المالية والاقراضية والبنوك بشكل عام التى لا تتوان عن خصم كامل قيمة مديونتها من رواتب متهالكة ويصبح حينها شريحة كبيرة من الموظفين فى مهب الريح وما يتبقى لا يفى بإلتزاماته تجاه اطفاله..! وكان الاجدر ومن أهمية ملامسة الواقع المزري والمأزوم ان يتم التسهيل على تلك الشرائح من قبيل دعمهم ومساندتهم والوفاء لهم..! لا التنغيص عليهم واضافة هموم وضغوطات كبيرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها وتأثيراتها وتداعياتها..! سامح تؤجر شعار بحجم القيم الدينية والوطنية والاخلاقية تغيب عن مؤسسات المال والاعمال والخدمات المدفوعة الأجر..! ويتفوق فيه من أطلقه ونفذه ومارسه واقعاً وفاء لأبناء شعبه الذين يتحملون اعباء وضريبة النضال الوطني ويصرخون دون مجيب..! اثبت هذا الشعار بما لا يدع مجالاً للشك تفوقاً ملحوظاً لأفراد على لهم حقوق مالية على المؤسسات والشركات العامة والخاصة والخدماتي التى تقدم خدمات مدفوعة واذكر منها الوزارات والبلديات ومجالس القري وشركة توزيع الكهرباء والمؤسسات الاقراضية والتمويلية التى تحمل اسماء وعنواين عريضة ترتبط بالوطن الأم فلسطين ويمكنها ان تخفف عن المواطن وتعايش ازماته وهى بكل تأكيد يمكنها تحمل اعباء ذلك على الاقل لحين الخروج من النفق المظلم بسلام..! والامر لا يتوقف عند تلك الجهات فقط..! ويقفز الى قمة الهرم السياسي واصحاب القرار..! ومن هنا لا بد من دعوة للجميع للوقوف عند مسؤولياته الأدبية والاخلاقية والوطنية واتخاذ خطوات جادة وجدية تعالج تداعيات حقبة قاسية زادت من معاناة غزة وأهلها تكون بحجم المعاناة والتخفيف من حدة اوضاع ضاغطة لامست وتلامس الجميع لم تتسبب بها..!

والا سيحسب يوماً ما أن أفراداً رغم امكانياتهم المحدودة تفوقوا على مؤسسات وشركات كل ما يهمها تحقيق الارباح والعائد المالي دون الانصات لنداءات استغاثة تصدر عن المقهورين والمعذبين والمكلومين والمحزونين..! سامح تؤجر..! وخفف تؤجر شعار أوجه لأرباب المال والاعمال والخدمات وولاة أمورنا من وليناهم أمرنا ولم يكترثوا لأمورنا وأحوالنا ودعوتى لهم أعيدوا النظر بكل ما تقومون به من أجل غزة التى تعاني الويلات والفقر والجوع والبطالة والواقع الصعب والمستقبل القاتم ما ان استمر الحال على ما هو علية..! اعتقد جازماً ومن خلال تجربتى ان غزة لا يمكنها الصمت على الأذي وسوء الحال وتردي الاوضاع الى الأبد..! ان سكتت اليوم لن تصمت غداً ولا بد لها من قول فصل وكلمة حق فى وجه سلطان جائر تغافل نداء استغاثتها وصراخها المدوي..! لنجعل من التسامح سمة فيما بيننا ومن يستطع ان يسامح فى حقوقه حتماً سينال الأجر العظيم فى دنياه وآخرته..! ولمن لا يرد ذلك هذا حقه..! وهو مطالب ان ينتظر او يتغافل قليلاً حتى يفي كل متعسر او مديون بديونه من واقع التخفيف عن الناس..!

ووفاء لمن صمدوا وناضلوا وتحملوا تداعيات الحصار المجحف وعانوا بفعل الانقسام المقيت..! الخير موجود و باقٍ والا نقول على الدنيا السلام..!

اخر الأخبار