ذكرى الشهيد النقيب بحرى تاج الدين رجب سالم المصري

تابعنا على:   11:08 2017-12-06

لواء ركن/ عرابي كلوب

تاج الدين رجب سالم سليمان المصري أحد أبناء عائله المصري العريقة في مدينة بيت لاهيا شمال ‏قطاع غزة والتي جادت بخيرة شبابها اعلاء لكلمة الله تعالي ودفاعاً عن أرض فلسطين، حيث ولد في ‏القاهرة بتاريخ 01/05/1971م، عاش تاج الدين المصري في كنف أهله بالقاهرة منذ ولادته حتى ‏عام 1974م، حيث انتقلت العائلة إلى ليبيا مع الوالد بسبب عمله مدرساً في مدينة ترهونه.‏
منذ أن كان شاباً يافعاً وهو يحب المطالعة وكان طموحه أن يكون طياراً، لكن الله تعالي لم يقدر له ‏ذلك، وقدر له أن يكون قبطاناً بحرياً بدلاً من أن يكون قبطاناً جوياً وتعلم السباحة والغوص، حيث ‏كان يستغل أوقات فراغه في الصيف في الغوص والصيد.‏
أنهى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدينة ترهونه بليبيا.‏
في عام 1989م تم اختياره لدراسة العلوم البحرية في ألمانيا الشرقية، إلاَّ أنه لم ينهي دراسته بسبب ‏توحيد الألمانيتين عام 1991م، وتم طرد جميع الطلبة الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير ‏الفلسطينية.‏
عاد والتحق بالأكاديمية الليبية للعلوم البحرية (تخصص ملاحة بحرية) مبتدئاً دراسته من جديد حيث ‏تخرج من الأكاديمية الليبية عام 1994م، وبدأ بالتدريب العملي على سفن البحرية الليبية، وبعد ‏انتهاء فترة التدريب بدأ في دراسة المجال المدني في الملاحة، حيث بداء بالدراسة النظرية مع ‏التدريب العملي على سفن الشحن المدنية، حتى أكمل دراسته المدنية وتحصل على شهادة ضابط ‏ثان (نائب قبطان) على السفن التجارية المدنية عام 1995م.‏
أستمر تاج الدين في الابحار على متن السفن التجارية التي تنوعت بين سفن الشحن وبين ناقلات ‏النفط لمدة عامين، كان يجوب فيها العالم على متن تلك السفن، حيث لم يتمكن من العودة إلى ‏أرض الوطن عندما دخلت قيادة المنظمة وقواتها عام 1994م.‏
بذلت محاولات عدة من أجل حضوره إلى أرض الوطن وفي نهاية المطاف ثم عمل تصريح زيارة له ‏عام 2000م، وبعد قضاء عدة أيام بطرف ذويه توجه مباشرة إلى قيادة الشرطة البحرية في منطقة ‏السودانية لترتيب إجراءات التحاقه بها.‏
كانت انتفاضة الأقصى قد اندلعت قبل دخول تاج الدين إلى أرض الوطن بفترة وجيزة.‏
بعد التحاقه في الشرطة البحرية وتحديداً بتاريخ 06/12/2001م، الموافق 21، رمضان، 1422هـــ.‏
كانت قوات الشرطة البحرية الفلسطينية في حالة استنفار نتيجة المواجهات مع العدو الصهيوني، ‏وكان تاج الدين قد مضي في دوامة ثلاثة أيام دون العودة إلى منزله، وكان هذا هو اليوم الرابع ‏وكان ينتظر مناوبته على حاجز الشرطة البحرية مقابل منتجع الواحة التي تبدأ الساعة الواحدة بعد ‏الظهر، حيث قامت دبابات الجيش الإسرائيلي بالتوجه إلى شواطئ بيت لاهيا وبدأت بإطلاق النار ‏بكثافة على الحواجز التابعة للشرطة البحرية وكذلك بدأت الزوارق البحرية الإسرائيلية بإطلاق قذائفها ‏أيضاً على المواقع الفلسطينية، مما أدى إلى استشهاد النقيب البحري/ تاج الدين رجب المصري ‏واصابة زميله الرقيب/ عبد الرحمن بريك بإصابات خطيرة تمكن من الزحف حتى أحتمي بأنقاض ‏المقر المدمر، أما الشهيد النقيب/ تاج الدين تم احتجاز جثمانه الطاهر من قبل الجيش الإسرائيلي ‏لعدة ساعات، سلم بعدها إلى الارتباط العسكري الفلسطيني والذي قام بدورة بنقله إلى مستشفى الشفاء ‏بغزة، تم تشييع جثمانه الطاهر بعد أحضاره إلى المنزل لألقاء نظرة الوداع عليه من قبل أهله، وشيع ‏من قبل عدد كبير من ذويه وأهالي مدينة بيت لاهيا وقادة ضباط وجنود الشرطة البحرية بعد الصلاة ‏عليه إلى مثواه الأخير في المقبرة بعد صلاة العشاء.‏
الشهيد النقيب/ تاج الدين المصري ترعرع منذ نعومة أظفاره على حب الوطن، وذلك ابتداء من بيت ‏العائلة الذي كان فيها والده أحد كوادر حركة فتح، وكان رئيساً لاتحاد المعلمين في منطقة ترهونه ‏بليبيا، شارك في العديد من معسكرات الأشبال والفتوة على الأراضي الليبية أثناء دراسته وكذلك ‏حضر دورة أشبال عام 1981م والتي عقدت في معسكر أشبال حركة فتح بمنطقة (عذرا) السورية ‏أحد ضواحي مدينة دمشق.‏
تربي رحمة الله على حب الوطن، وكان مفعماً بالأمل بأن يكون يوماً جندياً مخلصاً في ملحمة ‏تحرير فلسطين.‏
لقد أستشهد النقيب بحري/ تاج الدين المصري في يوم مبارك من أيام رمضان وكان صائماً وكان قد ‏صلى جماعة في زملائه في الموقع قبل التوجه إلى الحاجز وكان مصحفه في جيبه لا يفارقه يتلوا ‏القرآن في كل وقت.‏
رحم الله الشهيد النقيب بحرى/ تاج الدين رجب المصري وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار