ذكرى الشهيد النقيب بحرى تاج الدين رجب سالم المصري
لواء ركن/ عرابي كلوب
تاج الدين رجب سالم سليمان المصري أحد أبناء عائله المصري العريقة في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي جادت بخيرة شبابها اعلاء لكلمة الله تعالي ودفاعاً عن أرض فلسطين، حيث ولد في القاهرة بتاريخ 01/05/1971م، عاش تاج الدين المصري في كنف أهله بالقاهرة منذ ولادته حتى عام 1974م، حيث انتقلت العائلة إلى ليبيا مع الوالد بسبب عمله مدرساً في مدينة ترهونه.
منذ أن كان شاباً يافعاً وهو يحب المطالعة وكان طموحه أن يكون طياراً، لكن الله تعالي لم يقدر له ذلك، وقدر له أن يكون قبطاناً بحرياً بدلاً من أن يكون قبطاناً جوياً وتعلم السباحة والغوص، حيث كان يستغل أوقات فراغه في الصيف في الغوص والصيد.
أنهى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدينة ترهونه بليبيا.
في عام 1989م تم اختياره لدراسة العلوم البحرية في ألمانيا الشرقية، إلاَّ أنه لم ينهي دراسته بسبب توحيد الألمانيتين عام 1991م، وتم طرد جميع الطلبة الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية.
عاد والتحق بالأكاديمية الليبية للعلوم البحرية (تخصص ملاحة بحرية) مبتدئاً دراسته من جديد حيث تخرج من الأكاديمية الليبية عام 1994م، وبدأ بالتدريب العملي على سفن البحرية الليبية، وبعد انتهاء فترة التدريب بدأ في دراسة المجال المدني في الملاحة، حيث بداء بالدراسة النظرية مع التدريب العملي على سفن الشحن المدنية، حتى أكمل دراسته المدنية وتحصل على شهادة ضابط ثان (نائب قبطان) على السفن التجارية المدنية عام 1995م.
أستمر تاج الدين في الابحار على متن السفن التجارية التي تنوعت بين سفن الشحن وبين ناقلات النفط لمدة عامين، كان يجوب فيها العالم على متن تلك السفن، حيث لم يتمكن من العودة إلى أرض الوطن عندما دخلت قيادة المنظمة وقواتها عام 1994م.
بذلت محاولات عدة من أجل حضوره إلى أرض الوطن وفي نهاية المطاف ثم عمل تصريح زيارة له عام 2000م، وبعد قضاء عدة أيام بطرف ذويه توجه مباشرة إلى قيادة الشرطة البحرية في منطقة السودانية لترتيب إجراءات التحاقه بها.
كانت انتفاضة الأقصى قد اندلعت قبل دخول تاج الدين إلى أرض الوطن بفترة وجيزة.
بعد التحاقه في الشرطة البحرية وتحديداً بتاريخ 06/12/2001م، الموافق 21، رمضان، 1422هـــ.
كانت قوات الشرطة البحرية الفلسطينية في حالة استنفار نتيجة المواجهات مع العدو الصهيوني، وكان تاج الدين قد مضي في دوامة ثلاثة أيام دون العودة إلى منزله، وكان هذا هو اليوم الرابع وكان ينتظر مناوبته على حاجز الشرطة البحرية مقابل منتجع الواحة التي تبدأ الساعة الواحدة بعد الظهر، حيث قامت دبابات الجيش الإسرائيلي بالتوجه إلى شواطئ بيت لاهيا وبدأت بإطلاق النار بكثافة على الحواجز التابعة للشرطة البحرية وكذلك بدأت الزوارق البحرية الإسرائيلية بإطلاق قذائفها أيضاً على المواقع الفلسطينية، مما أدى إلى استشهاد النقيب البحري/ تاج الدين رجب المصري واصابة زميله الرقيب/ عبد الرحمن بريك بإصابات خطيرة تمكن من الزحف حتى أحتمي بأنقاض المقر المدمر، أما الشهيد النقيب/ تاج الدين تم احتجاز جثمانه الطاهر من قبل الجيش الإسرائيلي لعدة ساعات، سلم بعدها إلى الارتباط العسكري الفلسطيني والذي قام بدورة بنقله إلى مستشفى الشفاء بغزة، تم تشييع جثمانه الطاهر بعد أحضاره إلى المنزل لألقاء نظرة الوداع عليه من قبل أهله، وشيع من قبل عدد كبير من ذويه وأهالي مدينة بيت لاهيا وقادة ضباط وجنود الشرطة البحرية بعد الصلاة عليه إلى مثواه الأخير في المقبرة بعد صلاة العشاء.
الشهيد النقيب/ تاج الدين المصري ترعرع منذ نعومة أظفاره على حب الوطن، وذلك ابتداء من بيت العائلة الذي كان فيها والده أحد كوادر حركة فتح، وكان رئيساً لاتحاد المعلمين في منطقة ترهونه بليبيا، شارك في العديد من معسكرات الأشبال والفتوة على الأراضي الليبية أثناء دراسته وكذلك حضر دورة أشبال عام 1981م والتي عقدت في معسكر أشبال حركة فتح بمنطقة (عذرا) السورية أحد ضواحي مدينة دمشق.
تربي رحمة الله على حب الوطن، وكان مفعماً بالأمل بأن يكون يوماً جندياً مخلصاً في ملحمة تحرير فلسطين.
لقد أستشهد النقيب بحري/ تاج الدين المصري في يوم مبارك من أيام رمضان وكان صائماً وكان قد صلى جماعة في زملائه في الموقع قبل التوجه إلى الحاجز وكان مصحفه في جيبه لا يفارقه يتلوا القرآن في كل وقت.
رحم الله الشهيد النقيب بحرى/ تاج الدين رجب المصري وأسكنه فسيح جناته