شفيق والإخوان وآخرون..

تابعنا على:   12:12 2017-12-03

أحمد عبد التواب

المُرَجَّح أن تصطف جماعة الإخوان تلقائيا فى دعم الفريق شفيق فى معركته على كرسى الرئاسة إذا جرى ترشحه رسميا. ومن الوارد ألا يحدث بينهما أى تنسيق حول تأييده، وإنما هو احتمال يدعمه المنطق السياسى العملى الذى تأخذ به الجماعة، بما يتوقع معه أن يساندوا أى مرشح جاد ضد السيسى الذى استجاب للإرادة الشعبية فى التخلص من كابوس حكمهم، ثم ثباته على رفض المصالحة معهم، مما يحفر من فرصة فوز منافس له ثغرة تُحدِث لصالحهم تغييرا نوعيا، يستطيعون منها أن ينفذوا إلى العودة مجددا دون أن يلتزموا بالشروط الصارمة المفروضة عليهم من أهم القوى المشاركة فى العمل العام، والتى تبدأ بالاعتذار عن جرائمهم، ولا تنتهى عند الالتزام بالدستور والقانون وإثبات تخليهم عن العنف..إلخ.

هذا التأييد الإخوانى التلقائى لشفيق هدفه أولا وأخيرا مصلحتهم، ولن يتأثر حتى إذا أعلن شفيق نقده أو حتى رفضه لهم، وهو ما يُفترَض معه أنه متحرر من أن يُلزِم نفسه بأى تعهدات لصالحهم، بل أن يتخفف من عبء التورط معهم لأنهم أيضا أعجز من أن يساعدوه بشكل حَدِّى بعد أن تراجع تأثيرهم كثيراً عما كان عليه فى انتخابات 2012.

وأما المفارَقة، فتأتى الآن من جانب بعض من يحسبون أنفسهم قوى مدنية ثورية الذين أعلنوا فوراً تأييدهم لترشح شفيق، فى حين أنهم عارضوه فى منافسته أمام مرسي، ووصلوا إلى حد وصمهم بخيانة الثورة لمن شارك فيها وساعد قبلها فى انطلاقها، وكان يرى آنذاك وجوب تأييد شفيق كبديل وحيد مطروح حتى تأمن مصر من خطر الإخوان. بل إن مؤيدى شفيق الآن من هؤلاء يبررون موقفهم الجديد بأنه مجرد اختيار عملي، وهو ذات المنهج الذى خوَّنوا به من أيّدوه فى السابق، برغم أن شفيق لم يبرئ نفسه من أكبر تهمة كانوا يوجهونها له وهى الانتماء لنظام مبارك، بما يعنى أن انتخابه الذى يسعون إليه يستعيد مجددا نظام مبارك إلى الحكم، فى حين أنهم فى نفس الوقت، وحتى الآن، يعارضون بشدة مجرد ظهور بعض رجال مبارك فى المشهد العام.

عن الاهرام

اخر الأخبار