ذكرى رحيل اللواء الركن محمود دعاس "أبو خالد"
لواء ركن/ عرابي كلوب
اللواء الركن/ محمود أحمد دعاس من مواليدِ قريةِ حجه/ قضاءَ قلقيلية عام 1934م، عاشَ طفولتهُ في مدينةِ الكرك الأردنيَّةِ حيثُ كان والدهُ يعملُ في الشرطةِ البريطانية آنذاك، أنهى دراستهُ الأساسيةَ والإعداديةَ ومن ثمَّ الثانويةَ في مدارسِ الكرك، والتحقَ بعدها مُتَطوِّعاً في مدرسةِ المرشحين بالجيشِ الأردنيِّ وبعد تخرجهِ خدمَ في سلاحِ الهندسة.
حصلَ على العديدِ من الدوراتِ العسكريَّةِ في كلٍّ من بريطانيا، وأمريكا، وكذلكَ حصلَ على دورةِ القيادةِ والأركانِ من بريطانيا.
استلمَ العديدَ من المهامِّ في سلاحِ الهندسةِ الأردنيِّ منها قائدُ السريةِ السابعةِ في الكتيبةِ الثانيةِ من سلاحِ الهندسةِ ومن ثمَّ قائدِ الكتيبةِ الثانيةِ في سلاحِ الهندسةِ حتى عام 1970م، تسلسلَ في الرتبِ العسكريَّةِ والمسؤوليّاتِ في الجيشِ الأردنيِّ حتى وصَلَ إلى رتبةِ المقدِّمِ الركن.
تعرضَ للاعتقالِ أثناءَ خدمتهِ بالجيش الأردني، وأُطلِقَ سراحهُ بعد ثُبوتِ براءتهِ من الإشتراكِ في محاولةِ إنقلابٍ ضد النظامِ في خمسينياتِ القرنِ الماضي.
خلالَ أحداثِ أيلول الأسود عام 1970م بين المقاومةِ الفلسطينيةِ والجيشِ الأردني، تركَ الجيشَ الأردنيَّ والتحقَ بقواتِ الثورةِ الفلسطينيةِ ضمنَ قواتِ اليرموكِ التي تشكَّلَتْ من ضباطِ وأفرادِ الجيشِ الأردني، وعُيِّنَ نائباً لقائدِ قوّاتِ اليرموك.
عُيِّنَ عضواً في المجلسِ الثوريِّ لحركةِ فتح في المؤتمرِ الثالثِ الذي عُقِدَ في حموريا بدمشق بشهرِ سبتمبر عام 1971م عن المجلسِ العسكري.
أصبحَ قائداً لقواتِ اليرموكِ بعد عام 1972م حيثُ انتقلَ العميد/ سعد صايل/ أبو الوليد إلى جهازِ الأرض المحتلة أنذاك.
في المؤتمرِ الرابعِ الذي عُقِدَ في مدينةِ أبناءِ الشهداءِ بدمشق في شهر مايو 1980م عُيِّنَ عضواً في المجلسِ الثوريِّ لحركةِ فتح، وكذلكَ أصبحَ عضواً في المجلسِ العسكريِّ الأعلى للثورةِ الفلسطينيَّة.
بعد خروجِ قواتِ الثورةِ الفلسطينيةِ من بيروتَ عام 1982م، إثرَ الاجتياحِ الإسرائيليِّ لِلُبنان، وتوزيعِ قوّاتِنا في الدولِ الصديقة، عُيِّنَ العقيد الركن/ محمود أحمد دعاس، بقرارٍ من الأخ/ أبو عمار القائدِ العامِّ لِقُوّاتِ الثورةِ الفلسطينيَّةِ واعتباراً من 5/2/1983م قائداً لمجموعةِ العملياتِ الخاصَّةِ والمكوَّنَةِ من:
أ- قوات بيروت الصمود – السودان.
ب- قواتِ شهداءِ صبرا – صفاء.
ج- قواتِ شهداءِ شاتيلا – عدن.
وذلك بالإضافةِ إلى مهامِّهِ السابقة.
عام 1985م عُيِّنَ العميد الركن/ محمود دعاس (أبو خالد) مسؤولاً للأمنِ الخارجِيِّ في الدائرةِ السياسيَّةِ لمنظمةِ التحريرِ الفلسطينية.
بعد اتفاقِ أوسلو في واشنطن بتاريخِ 13/9/1993، عُقِدَ اجتماعٌ للهيئةِ العليا لقيادةِ الأمنِ العام الفلسطينيِّ في تونس بتاريخ 18/9/1993م والمُشكَّلَةِ من الشرطةِ والمخابراتِ وقُوّاتِ الأمنِ الوطني، وأَوْصَتْ بتشكيلِ لِجانِ العملِ الميدانيِّةِ اللازمةِ للمتابعةِ وإتمامِ المهامِّ المكلَّفةِ منها في الساحاتِ المتواجِدَةِ بها قواتُ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ حيثُ تمَّ تشكيلُ كافَّةِ اللِجانِ في ساحاتِ العمل، وعُيِّنَ اللواء الركن/ محمود أحمد دعاس (أبو خالد) رئيساً للجنةِ الأمنِ والمخابرات، حيثُ صدَرَتْ تعليماتٌ إداريةٌ لرؤساءِ اللجانِ بإعدادِ وتحضيرِ وتدريبِ وتجهيزِ وتنظيمِ تلكَ القوّاتِ استعداداً للعودةِ إلى أرضِ الوطن.
بعد عودةِ قيادةِ المنظمةِ وقوّاتِها إلى أرضِ الوطن عام 1994م، وفي أولِ انتخاباتٍ تشريعيةٍ والتي عُقِدَتْ في شهرِ يناير عام 1996م انتُخِبَ اللواء الركن/ محمود أحمد دعاس (أبو خالد) نائباً في المجلس التشريعيِّ الفلسطينيِّ وبَقِيَ فيهِ حتى عام 2006م.
يُعَدُّ اللواء الركن/ محمود دعاس (أبو خالد) من القياداتِ العسكرِيَّةِ التاريخيَّةِ في حركةِ فتح ومنظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ ويتمتَّعُ بثقافةٍ عسكريةٍ كبيرة.
سافرَ ضمنَ وفودِ حركةِ فتح ومنظمةِ التحريرِ الفلسطينيَّةِ إلى العديدِ من الدولِ الصديقةِ والدولِ الاشتراكيَّةِ سابقاً.
اختارَهُ الرئيس/ ياسر عرفات ليكونَ مستشاراً له في الشؤونِ العسكريَّة، وهو عضوٌ في مجلسِ الأمنِ القوميِّ الأعلى.
انتقلَ اللواء الركن/ محمود أحمد دعاس إلى رحمةِ الله تعالى في الأردن خلالَ علاجهِ هناكَ وتمَّ إحضارُ جثمانهِ وشُيِّعَ إلى مثواهُ الأخيرِ بجنازةٍ عسكريةٍ رسميةٍ مهيبةٍ شاركَتْ فيها قواتُ الأمنِ الوطني، والأجهزةُ الأمنيةُ وقياداتٌ عسكريةٌ وسياسيةٌ ومحافظُ قلقيلية، حيثُ تمَّ مواراةُ الجثمانِ في قريةِ حجه.
رحِمَ الله اللواءَ الركن/ محمود أحمد محمود دعاس (أبو خالد) وأسكنهُ فسيحَ جنّاتِه.