الاستقلال الوطني الحقيقي في حال الإنتظار

تابعنا على:   22:46 2017-11-15

محمد جبر الريفي

ظلت وثيقة اعلان الاستقلال التي يصادف اعلانها في الجزائر العاصمة في مثل هذه الايام مجرد مفردات سياسية و حبرا على ورق دون أن تجد طريقها لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في العيش في دولة وطنية مستقلة كما هو حال الشعوب التي خضعت للاحتلال وناضلت حتى تحقق لها ألحرية والاستقلال الوطني . ..الثورات الوطنية في بلدان العالم الثالث التي لها تجارب ثورية رائدة تكللت بالانتصار كثورات فيتنام والجزائر وانجولا انتصرت على الاستعمار الكولنيالى وحققت الحرية والاستقلال الوطني لبلدانها لأنها توفرت لها قيادة وطنية ثورية واحدة رغم تعدد القوى السياسية في إطارها على اختلاف برامجها السياسية والفكرية وكان هم الجبهات الوطنية التي تشكلت في تلك البلدان تحرير البلاد فقط دون الاهتمام بمساعي التسويات السياسية بهدف الوصول للسلطة لذلك ظلت بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية فوجدت الدعم من كل قوى التحرر في العالم حتى من القوي الديموقراطية في البلدان الغربية الاستعمارية نفسها وكذلك من بلدان المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق . .اما الثورة الفلسطينية التي قادتها قوى البرجوازية الصغيرة فلم تستطع هذه الثورة رغم دعم قوى التحرر العربي والعالمي لها وكذلك التفاف الجماهير العربية حولها ..لم تستطع استلهام التجارب الثورية الرائدة وظلت بعيدة عن حالة الأنصهار في جبهة وطنية واحدة وظل التعدد الفصائلي هو الغالب على طبيعتها التنظيمية ومنظمة التحرير الفلسطينية رغم كونها مكسب كبير يجب التمسك به والمحافظة عليه وتطويره ليمارس دوره الفاعل كاعلي مرجعية للحركة الوطنية الفلسطينية فهي لم ترق في أي يوم من الأيام إلى مستوى الجبهة الوطنية الواحدة التي تقود النضال الوطني واستمر يغلب عليها التعدد الفصائلي مما جعل الاهتمام بالمصلحة التنظيمية فوق كل اعتبار وما حدث من أنقسام سياسي بغيض لم تفلح الاتفاقيات السابقه على أنهائه هو تتويج لحالة التشرذم التي سادت التجربة الفصائلية وهو الشيء الذي لم يحدث في أغلب التجاربح الثورية الوطنية في العالم. ..ذلك هو العامل الذاتي الذي طغى على مسيرة النضال الوطني الفلسطيني اما العامل الموضوعي الذي لم يكن متوفرا بشكل إيجابي فقد كان كافيا لإحباط تحقيق الاستقلال الوطني فقد أثبتت مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة أن الأنظمة العربية لا تستطيع احتمال ظاهرة الكفاح المسلح كما أن التعنت والصلف الإسرائيلي وايضا الانحياز الأمريكي وعدم اتخاذ الإدارات الأمريكية المتعاقبة اية ضغوطات مؤثرة كل ذلك جعل تحقيق الاستقلال الوطني الكامل في حال الإنتظار.

اخر الأخبار