أزولاى

تابعنا على:   17:52 2017-10-16

طارق حسن

فازت ادورى أزولاى بمنصب مدير عام اليونسكو، فسارعت بعض الأصوات قائلة: «إنه فوز لصالح إسرائيل ولخدمة إسرائيل، لا لشىء إلا لكون أزولاى يهودية الديانة.. مع إنها مغربية الأصل وفرنسية الجنسية، وسبق لها أن حازت مناصب عليا فى الدولة الفرنسية».

لن أقول فى أصحاب مثل هذا الفهم إن لديهم مشكلة مع الديانة اليهودية.. إنما أقول إنهم يعتبرون أن كل يهودى هو بالضرورة إسرائيلى، ولو كان مثل هذا المنطق صحيحًا لوجدنا كل يهود العالم فى إسرائيل، ولما وجدنا ما يقرب من ثلثهم فقط إسرائيليًا.. بينما يتوزع أغلبية اليهود على بقية دول العالم.. ولو أرادت أزولاى أن تكون إسرائيلية لهاجرت من المغرب إلى هناك، كما فعل قسم من اليهود المغاربة لكنها اختارت فرنسا.

لنا حصة فى أزولاى، وعلينا أن نتعامل معها بما لنا فيها، ليس لأن مصر اختارت جانبها بعد خسارة مرشحتنا.. إنما أيضًا لكونها عربية الأصل، فهى تنحدر من عائلة مغربية يهودية لها باع طويل فى السياسة والثقافة.. والدها أندريه أزولاى، عمل مستشارًا لملك المغرب محمد السادس، ووالده الحسن الثانى، أما والدتها وعمتها فكانتا كاتبتين وعملتا فى الصحافة.

وخذ عندك المشكلة الأخطر فيمن يعتبرون أن كل يهودى إسرائيلى بالسليقة.. هؤلاء لا يميزون بين اليهودى العربى أو الشرقى ونظيره الأوروبى أو الغربى بصفة عامة مع أنك لو نظرت فى داخل إسرائيل لرأيت بوضوح كيف يضطهد يهود الغرب نظراءهم من يهود العرب والشرق.. وكيف أننا أولاً كمصريين أو كعرب نعتبر كل الإسرائيليين شيئا واحدا وكل اليهود شىء واحد مع أنهم أشكال وألوان وبينهم ما بينهم كما كل البشر.

وكيف أننا ثانيًا بمثل هذا التفكير الخاطئ أهدينا إسرائيل يهودًا عربًا تم تهجيرهم من بلدانهم الأصلية قسرًا، وأخذنا بدلاً منهم لاجئين فلسطينيين تم تهجيرهم من وطنهم قسرًا.

وكيف أننا ثالثًا لم نتعامل سياسيًا وفكريًا مع اختلاف تكوينات إسرائيل الداخلية، ولا الاختلاف بين إسرائيل ويهود العالم، وأن لنا فيهم يهودًا عربًا، فلم نحقق أى استفادة ولا مكسب فى جبهة لا تحتاج منا إلى حرب ولا يحزنون.. فقط تحتاج منا إلى فهم.

عن روزاليوسف

اخر الأخبار