ابرز ما تناولته الصحف العبرية08/10/2017

تابعنا على:   11:24 2017-10-08

المجموعة العربية في اليونسكو تسحب مشروع قرار ضد سياسة اسرائيل في الاراضي الفلسطينية

كتبت صحيفة "هآرتس" ان مجموعة الدول العربية، برئاسة الأردن والسلطة الفلسطينية، تراجعت عن نيتها طرح مشروع قرار ضد اسرائيل للتصويت عليه في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة اليونسكو، الذي سيبدأ اعماله في باريس، هذا الأسبوع. وينتقد مشروع القرار سياسة الحكومة الاسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة. وهذه هي المرة الأولى منذ نيسان 2013، التي لا يتم فيها طرح مشروع قرار يتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في مؤتمر لمؤسسات اليونسكو.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاسرائيلية، ان الدول العربية قررت سحب مشروع القرار بعد اتصالات دبلوماسية هادئة بين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة اليونسكو مايكل فورباس، والسفير الاسرائيلي لدى اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، والسفير الأردني، مكرم قيسي. وقال المسؤول ان بعض الدول الغربية كانت ضالعة في الاتصالات، ايضا، بينها الولايات المتحدة. ووفقا للمسؤول الاسرائيلي فقد تدخل المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات في الاتصالات بشكل شخصي.

وكجزء من التفاهم بين الجانبين، تقرر أنه بدلا من التصويت على مشروعي قرارين بشأن القدس الشرقية و"الأوضاع في فلسطين المحتلة"، قدمتهما الدول العربية، بصيغتين مطابقتين للقرارات التي اتخذت قبل ستة أشهر، سيقدم رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة اليونسكو مشروعي قرار لتأجيل التصويت لنصف سنة، وسيتم اعتمادهما بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء ال 56 في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

وادعى مسؤول كبير بوزارة الخارجية أن إسرائيل لم تعد بتقديم أي شيء في المقابل. وأضاف أنه بالتوازي مع تأجيل التصويت، عملت إسرائيل مع سفراء الدول الأعضاء لضمان ازدياد معسكر الدول التي تصوت ضد هذه القرارات.

وأكد المسؤول الكبير أنه في اجتماع اللجنة التنفيذية لليونسكو في تشرين اول 2014، كانت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي أيدت إسرائيل وصوتت ضد القرارات المتعلقة بالقدس، ولكن خلال التصويت في أيار الماضي، وصل عدد المؤيدين لإسرائيل الى رقم قياسي، بلغ 10 دول. وقال ان المعارضة المتزايدة للدول الاعضاء في اليونسكو للقرارات السياسية حول القدس اقنعت الاردنيين والدول العربية الاخرى انه من المفيد سحب مشاريع القرارات في المؤتمر القادم. واضاف: "الدول العربية تفهم انه في كل تصويت يتقلص التأييد لها وانها ببساطة لا تريد التعرض للإهانة".

وقال شاما كوهين انه على الرغم من التفاهمات التي تم التوصل اليها، الا انه لا يزال يستعد لإمكانية التصويت على القرارات الناقدة لإسرائيل. وقال: "طالما لم اسمع وقع شاكوش الرئيس يعلن ذلك، لن أصدق ان هذا يحدث، ومن ناحيتي سأكتب خطابين للرد. في هذه المرحلة، قررنا أن نرى في ذلك خطوة هامة نحو وقف وشطب المقترحات بشكل مطلق. إن سحب المقترحات وتأجيلها لمدة ستة أشهر هو على الأقل أمر مشجع، وبالتأكيد فيما يتعلق بالاضطهاد المهووس لدولة إسرائيل، لكن هذا ليس كافيا".

على مدى السنوات الأربع الماضية، وبشكل خاص في العامين الأخيرين، جرى كل شهرين تقريبا، تصويت في اليونسكو على قرارات مؤيدة للفلسطينيين وتنتقد سياسة إسرائيل في المناطق. ومنذ نيسان 2015 صادقت اليونسكو على خمس قرارات في موضوع القدس، لم يعترف بعضها بوجود علاقة لليهود بجبل الهيكل (الحرم القدسي). وبالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ قرار يعترف بالحرم الابراهيمي كموقع تراثي فلسطيني. وقد أدت سلسلة القرارات إلى أزمة حادة في العلاقات بين إسرائيل واليونسكو وتجميد بعض التعاون معها، واوقفت اسرائيل دفع رسوم العضوية للمنظمة وقامت بتخفيض رسوم العضوية التي تنقلها إلى الأمم المتحدة بشكل عام.

ويأتي قرار الدول العربية سحب مشاريع القرارات المتعلقة بالقدس والمناطق الفلسطينية، أيضا، على خلفية الانتخابات التي ستجريها اللجنة التنفيذية لليونسكو خلال اجتماعها القادم، للمدير العام الجديد للمنظمة. ومن بين المرشحين الثمانية ممثلون من مصر وقطر والعراق، ويسود التقييم في القدس بأن تأجيل التصويت يرتبط أيضا بالرغبة في عدم تخريب فرص انتخاب أحد المرشحين العرب لمنصب المدير العام لليونسكو.

وعلى الرغم من أن اليونسكو تحولت الى ساحة للعراك الدبلوماسي بالنسبة لإسرائيل، الا ان وزارة الخارجية في القدس حافظت على تعامل سلبي مع انتخابات المدير العام للمنظمة. ورغم ان إسرائيل لا تملك الحق في التصويت، الا انه يمكن لها ان تقوم بحملة كبيرة، عامة أو هادئة، لدعم أحد المرشحين. وقد فكرت اسرائيل في البداية بدعم وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة اودري ازولاي، وهى يهودية وابنة اندريه ازولاي الذى اعتبر مستشارا مقربا للملك المغربي محمد السادس. لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية قال انه تقرر عدم تأييدها بسبب مواقفها الناقدة لإسرائيل في الموضوع الفلسطيني.

والمرشح الثاني الذي فكرت إسرائيل بتأييده هو تشيان تانغ، وهو صيني شغل منصب نائب المدير العام لليونسكو في السنوات الأخيرة، ويعتبر في القدس شخصا مهتما بإعادة اليونسكو إلى الانشغال المهني وإبعادها عن القضايا السياسية قدر الإمكان. واكتشفت اسرائيل ان الولايات المتحدة تعارض انتخاب المرشح الصيني، فقررت تجنب دعمه. وقال المسؤول: "لقد بقينا في وضع لم نتمكن فيه من مساعدة المرشح الذي كنا نريده، ومع مرشحة كنا نستطيع مساعدتها لكننا لم نرغب بذلك بكل بساطة".

تقديرات الجهاز الامني: "مقتل اليهودي في كفر قاسم تم على خلفية قومية"

تنقل "هآرتس" عن مصادر في الجهاز الامني قولها ان التحقيقات في مقتل المواطن اليهودي رؤوبين شمارلينغ في كفر قاسم، تعزز الشبهات بإمكانية حدوث القتل على خلفية قومية. وتم حتى الان فحص امكانية قيام فلسطينيين يعملون لدى شمارلينغ بضربه حتى الموت بسبب خلاف مادي. ويشار الى ان التحقيق يخضع للسرية التامة ولا يسمح بالنشر عنه.

وتم العثور على جثة شمارلينغ يوم الثلاثاء الماضي، في مخزن للفحم يملكه ابنه في المنطقة الصناعية في كفر قاسم. وكان شمارلينغ قد وصل الى المخزن في الصباح ولم يرجع الى بيته في مستوطنة "الكناه"، فاستدعت زوجته ابنه، والذي عثر على الجثة في المخزن.

صافرة انذار وهمية في منطقة عسقلان

تكتب "هآرتس" انه تم مساء امس السبت اطلاق صافرة الانذار في منطقة المجلس الاقليمي "شاطئ عسقلان". وحسب الجيش، يتبين من الفحص انه تم تفعيل الصافرة بالخطأ. وهذه هي المرة الثانية التي يتم اطلاق صافرات الانذار بالخطأ في مناطق الجنوب القريبة من قطاع غزة، خلال شهرين ونصف.

اسرائيل فكرت في مهاجمة "محرقة الجثث" في سجن سوري

تكتب "يسرائيل هيوم" انه في ضوء التقارير الواردة من سورية حول قتل السجناء وحرق جثثهم في سجن دمشق، كان في إسرائيل من طرحوا إمكانية مهاجمة محرقة الجثث.

وتم الكشف عن المحرقة في العالم في ايار الماضي، حين كشفت معلومات استخباراتية جمعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، وقدمتها الى وزارة الخارجية الأمريكية، عن اقامة محرقة الجثث بالقرب من سجن صيدنايا في ضواحي دمشق، بهدف إخفاء الأدلة على قيام النظام بارتكاب جريمة قتل جماعي لخصومه. وأظهر الأميركيون أيضا صور الأقمار الصناعية التي تدل على وجود المحرقة في السجن.

وكشفت المعلومات، التي تم تدعيمها بصور الأقمار الصناعية، أن المحرقة عملت طوال عدة سنوات في السجن المعروف باسم "المسلخ"، والذي يسود الاشتباه بأنه تم فيه اعدام عشرات المعارضين للنظام كل يوم. وذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية أن نظام الأسد اعتقل وعذب عشرات الآلاف خلال سنوات الحرب، وأعدم الآلاف منهم أو ماتوا بسبب التعذيب.

وادعى الأمريكيون أن بناء المحرقة كان يهدف إلى التغطية على الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد، والتي شملت أيضا الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين. وفي بعض المواقع في سوريا هناك أدلة على وجود مقابر جماعية دفن فيها المعارضون للنظام الذين تم قتلهم، ولكن من غير المعروف كم عدد السجناء الذين اختفوا في المحرقة ولذلك لا يمكن اتهام النظام السوري بقتلهم.

ورفض النظام السوري، كما هو متوقع، الادعاءات، متهما الولايات المتحدة بأن المقصود "قصة هوليوودية" هدفها تبرير تدخلها العسكري في الحرب الأهلية السورية، وساد التخوف الواضح لدى السوريين من صدور قرار في واشنطن بمهاجمة محرقة دمشق، لتوضيح الخطوط الامريكية الحمراء. لكن الأمريكيين امتنعوا عن شن الهجوم، واكتفوا بعرض الأدلة ومطالبة روسيا بمنع الفظائع التي ينفذها نظام الاسد بحق المواطنين السوريين.

لكن "يسرائيل هيوم" علمت أن إسرائيل بالذات فكرت بمهاجمة المحرقة، لكي توضح أن هناك أعمالا لا يمكن للإنسانية التسامح معها. وقال مسؤول رفيع المستوى شارك في المناقشات ان "دولة تم اعدام الملايين من أبناء شعبها في المحرقة لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي عندما يحدث الأمر لشعب اخر على بعد عشرات الكيلومترات من حدودنا"، خاصة حين  "تقف معظم دول العالم بصمت كما فعلت قبل 70 عاما".

وخلال المشاورات التي جرت في إسرائيل كانت هناك آراء مؤيدة للهجوم واخرى ضده، فيما كان واضحا لجميع المشاركين أن هذا لم يكن تهديدا أمنيا لإسرائيل بل مسألة أخلاقية. وفي النهاية، قررت إسرائيل أيضا تجنب أي هجوم على خلفية علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك من اجل تجنب التصعيد غير المرغوب فيه على الجبهة الشمالية.

اسرائيل تدعم ترامب وتدعو إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات ثقيلة عليها

تكتب "يسرائيل هيوم" انه في أعقاب التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي ينوي إبلاغ الكونغرس بأن إيران لا تمتثل للاتفاق النووي، نقل مكتب رئيس الوزراء مؤخرا رسالة واضحة إلى البيت الأبيض، مفادها ان إسرائيل تقف الى جانب ترامب وتدعو إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات ثقيلة على إيران. واذا لم يتم الغاء الاتفاق، فان اسرائيل تطالب بإجراء ثلاثة تغييرات فيه: الغاء الشرط الذي يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في نهاية الاتفاق، ومنعها من تطوير قدرات بالستية بعيدة المدى، وفرض عقوبات على ايران حتى يتم تفكيك منشآتها النووية.

وقال ديوان رئيس الوزراء ان الغاء او تغيير الاتفاق سيعزز فقط مكانة امريكا في العالم وينقل رسالة الى كوريا الشمالية التي تمتلك اسلحة نووية. واذا لم يتم الغاء الاتفاق فان اسرائيل تقترح تشديد الرقابة على المواقع المشتبه فيها في ايران وتشديد العقوبات او الغرامات.

ونشر نائب الوزير في ديوان رئيس الوزراء، مايكل اورن، امس، مقالا في صحيفة نيويورك تايمز، ادعى فيه ان الاتفاق مع ايران لن يمنع الحرب مع ايران، ولكنه سيخلق العديد من الحروب في الشرق الاوسط بسبب ترسيخ الوجود الايراني في مختلف الحلبات ودعمهم للإرهاب. وحسب اورن فان الاتفاق النووي لم يمنع إيران من تطوير صواريخ بالستية دولية، قادرة على حمل رؤوس نووية، بل على العكس من ذلك، فقد سمح الاتفاق لإيران بتطوير هذه القدرة. وحسب اقواله فان الادعاء بأن إيران كانت ستصل إلى قنبلة لو لم تتم الصفقة، هو ادعاء خاطئ، لأن إيران تخشى الرد العسكري الإسرائيلي أو الأمريكي.

"ازدياد عدد المتجندين المسيحيين في الجيش الاسرائيلي"

تكتب "يسرائيل هيوم" انه في ضوء النشر المتزايد عن نهاية الحرب الاهلية السورية، قامت بفحص العلاقة بين الربيع العربي كله والحرب الاهلية السورية خاصة، وانعكاسها على العرب الذين يعيشون في اسرائيل.

وتكتب: "لقد عرفت منظومة العلاقات بين عرب اسرائيل والدولة صعودا وهبوطا، لكنه يبدو في الواقع الحالي ان المواطنين العرب يعترفون بالأمن النسبي للحياة هنا. ويقول د. يسري خيزران، الخبير في الشؤون السورية واللبنانية والشرق الاوسط، والمحاضر في الجامعة العبرية والجامعة المفتوحة ومركز شليم في القدس، ان "الربيع العربي توقف في الحرب الاهلية السورية، وهناك تم صد توجه الثورات الشعبية، لأن النتائج كانت مدمرة جدا". وحسب اقواله فقد "هدأ التحمس منذ ذلك الوقت، بل هناك خيبة الامل بسبب الشعور بأن العالم العربي كله يتفكك".

في اسرائيل يتبين من معلومات سلمها الجيش، بناء على طلب "يسرائيل هيوم" انه منذ عام 2012، طرأ ارتفاع كبير على عدد العرب المسيحيين الذين يتجندون للجيش الاسرائيلي، وهذا مقابل تأسيس منتدى تشجيع الخدمة لديهم، حين كان الحرب السورية في عامها الثاني. وقبل اقل من شهر تم في كيبوتس بيت هزيراع، في غور الأردن، فتح كلية عسكرية للمسيحيين والاراميين واليهود، وذلك لأول مرة في تاريخ اسرائيل. ويقف وراء هذه المبادرة احد مؤسسي المنتدى، النقيب (احتياط) شادي حلول، من قرية الجش. وقال: "لدينا 500 شاب يتجندون سنويا للخدمة الوطنية. وهذا يساوي ثلث الشبان المسيحيين ابناء جيل 18 سنة الذين يعيشون في اسرائيل".

وقاد منتدى حلول في 2015 الى قرار اتخذه وزير الداخلية غدعون ساعر، يعترف بالقومية الآرامية في بطاقة الهوية. وفي رده على سؤال حول ما اذا سيتواصل تقارب الاقليات من دولة اسرائيل، يقول حلول: "انظروا الى ما يحدث في الشرق الاوسط. يوجد تطهير عرقي وقتل للشعب المسيحي في الدول العربية. من بين 2 مليون مسيحي عاشوا في سورية قبل الحرب، بقي اليوم نصف مليون فقط. اعتقد ان المسيحيين في اسرائيل يفهمون هذا الواقع. وتدريجيا يتغلغل الفهم بأنه على الرغم من وجود مشاكل هنا وان الحياة ليست عسلا، الا انها لا تزال افضل واكثر آمنة من الخارج".

ويشارك الدكتور خيزران أيضا في هذا التقييم، ويقول: "إن تفكك الدولة السورية وصعود المنظمات الجهادية جعل ابناء الأقليات يدركون أن وجودهم في الشرق الأوسط ليس بديهيا". ويعتقد أن هناك اتجاها مماثلا في القطاع الإسلامي أيضا، ويقدر أن السكان العرب مستعدون للتركيز على الحياة اليومية. ويقول: "إن هذه الخطوة في المجتمع العربي في إسرائيل تنبع أكثر من استيعاب الواقع وليس من استيعاب الصهيونية"، موضحا أن "المواطن العادي يريد أن الاهتمام بمشاكل حياته اليومية والتركيز على الخطاب المدني، وعدم البقاء الى الأبد مرتبطا بالخطاب الوطني".

"حماس ترفض نزع اسلحتها ولو كلف ذلك الغاء اتفاق المصالحة"

تكتب "يسرائيل هيوم" انه قبل ان يجف حبر اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي، بين فتح وحماس، وفي الوقت الذي لا يزال يتردد فيه صدى تصريحات ابو مازن واسماعيل هنية بأن المقصود "مصالحة حقيقية من اجل التعزيز القومي للشعب الفلسطيني"، بدأت تظهر الخلافات بشأن تنفيذ الاتفاق.

وردا علة ما نشر حول مطالبة ابو مازن بتفكيك اسلحة حماس كشرط لرفع العقوبات التي فرضها على القطاع، والتقارير الاعلامية في مصر حول توضيح رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي لعباس، بأن حماس لن توافق على طلبه، صرحت قيادات رفيعة في حماس، في نهاية الاسبوع، بأن الحركة لن توافق على أي املاء او شرط يشمل تجريدها من سلاحها.

وقال اسماعيل رضوان في مقابلة مع قناة "الميادين" اللبنانية ان "الكفاح المسلح ضد اسرائيل هو الذي سيؤدي الى نتائج". وقال ان "طريق المقاومة اثبتت نفسها وطريق المفاوضات مع اسرائيل لم تحقق نتائج". كما أعلن المتحدث باسم حماس في غزة مشير المصري أن منظمته لن تنزع سلاحها حتى على حساب إحباط اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلي.

وقال المصري في مقابلة مع جريدة حماس "الرسالة": "إن مسألة حيازة الأسلحة مرتبطة بالنضال ضد العدو الصهيوني، ولن نتخلى عن أسلحتنا إلا بعد تحرير الوطن، حتى لو كان الثمن التراجع عن تفاهمات المصالحة ... إخواننا في مصر ايضا، يعلمون أننا لا نستطيع الموافقة على هذا الطلب" .

بين حزب الله والقطاع

وقد أثير النقاش حول نزع سلاح حماس في اعقاب المقابلة التي منحها أبو مازن للتلفزيون المصري والتي أعلن فيها أنه لن يقبل بوجود حماس في قطاع غزة كنموذج لحزب الله في لبنان، وأنه سيصر على تفكيك الجناح العسكري لحماس، والا سيبقي على العقوبات الاقتصادية المفروضة على غزة.

وأفيد أيضا بأن اجتماع مجلس الوزراء الفلسطيني الاحتفالي الذي عقد الأسبوع الماضي في غزة، وتفاهمات اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، كانت على وشك الإلغاء بسبب المقابلة مع أبو مازن التي تم بثها قبل ساعات قليلة من وصول رئيس الوزراء الفلسطيني الحمدالـله والوفد المرافق له من رام الله إلى غزة لعقد الجلسة وتسلم صلاحيات السلطة .

ووفقا للتقارير، فإن الوسطاء المصريين مارسوا ضغوطا شديدة على أبو مازن للتراجع عن تصريحاته وعلى حماس لعدم إلغاء اجتماع الحكومة في غزة. ونقل عن مسؤولين مصريين كبار قولهم إن الرئيس المصري السيسي تدخل شخصيا في الأزمة التي اندلعت في اللحظة الأخيرة قبل اجتماع الحكومة الفلسطينية يوم الثلاثاء الماضي في غزة.

شكيد تدعي نجاح معركتها القضائية ضد تنظيمات المقاطعة

تكتب "يديعوت احرونوت" ان تكاليف المعركة القانونية التي تقودها وزيرة القضاء أييلت شكيد ضد حركة المقاطعة BDS بلغت 1.5 مليون شيكل، وسجلت العديد من النجاحات. فمنذ دخولها الى منصبها، تعمل شكيد على اجتثاث المقاطعة لإسرائيل بالوسائل القضائية. ولهذا الغرض تم انشاء طاقم بين وزاري يقوده نائب المستشار القانوني للشؤون الدولية، المحامي روعي شايندروف. كما تعاقدت وزارة القضاء مع مكتبي محامين رائدين في اوروبا والولايات المتحدة، للعمل بشكل مكثف في المحاكم المحلية في كل الملفات ذات العلاقة بحركة BDS. ويبدو حتى الان ان التعاقد معهما يثبت نفسه، اذ انتهت كل الملفات تقريبا بالنجاح.

على سبيل المثال، كجزء من محاولات إيذاء المستوطنات في يهودا والسامرة، رفع الفلسطينيون دعوى قضائية إلى المحكمة الاتحادية في واشنطن ادعوا فيها أن الأشخاص والمنظمات العاملة في المستوطنات يرتكبون جرائم ضد الإنسانية. وتم رفض الدعوى بعد أن رفضت المحكمة الدخول في القضية، وقررت بأنها محاولة لإحضار قضايا سياسية حساسة إلى طاولتها.

وفي إسبانيا، صدر في العام الماضي، 24 قرارا قضائيا، ووجهات نظر وأوامر ضد حركة المقاطعة. وفي فرنسا، صدرت أحكام هامة ضد النشطاء الذين حاولوا قيادة مقاطعة إسرائيل. ومن الأمثلة على ذلك قرار الحكم الذي فرض غرامة على نشطاء حركة المقاطعة الذين تظاهروا أمام سوبر ماركت وطالبوا بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

والى جانب الانجازات القضائية، تم تسجيل انجازات في المجال القانوني، حيث تم في العام الماضي، سن قوانين ضد حركة المقاطعة في مختلف الولايات الأمريكية. على سبيل المثال، في ايار، صادقت ولاية تكساس على قانون يحظر على الدولة التعاقد أو الاستثمار في الشركات التي تقاطع إسرائيل.

وقالت شكيد: "من خلال العمل الشاق نقوم بكشف الوجوه الحقيقية للناشطين في مجال حقوق الانسان وناشطي السلام في العالم، الذين لا هدف لهم الا اضعاف دولة اسرائيل. هذه هي معاداة السامية الجديدة، لكنها اليوم تجد امامها دولة قوية وحازمة".

الحكم على سلطة السجون الاسرائيلية بدفع تعويضات لأسير فلسطيني

تكتب "يديعوت احرونوت" ان محكمة الصلح في القدس فرضت على سلطة السجون دفع مبلغ 20 الف شيكل للأسير الفلسطيني نديم انجاص، بسبب قيام قائد القسم 12 في سجن ايشل في بئر السبع، بنطحه في وجهه. وقد التقطت كاميرات الحراسة الاعتداء على انجاص وهو مقيد الأيدي، بعد اخراجه من الغرفة التي سجن فيها، رغم معارضته، لنقله الى قسم آخر. ويظهر قائد القسم بوضوح وهو ينطح الأسير امام عشرة سجانين وقفوا من حوله، والذين كان يمكنهم بسهولة السيطرة عليه. وتم تقديم الشريط الذي يوثق الحادث كجزء من لائحة الاتهام.

وادعى الضابط في البداية ان الأسير بصق على وجهه وان نطحه جاء بفعل الغريزة. وفي اعقاب الحادث ادين الضابط في المحكمة التأديبية لسلطة السجون وتم توبيخه.

وكانت المحكمة قد حكمت على انجاص في تشرين اول 2010 بالسجن لمدة عامين، بعد اقتحامه للسفارة التركية في تل ابيب في ظروف خطيرة وتهديد المتواجدين فيها. كما ادين بالتواجد غير القانوني في اسرائيل.

وفي اطار الدعوى التي قدمها ضد سلطة السجون، ادعى انه تقرر نقله الى قسم السجناء الخاضعين للحماية بعد وصول معلومات استخبارية الى سلطة السجون حول نية الاعتداء عليه. وحسب محاميه فقد رفض انجاص الدخول الى قسم المحميين والجلوس مع السجناء المدانين بتهم الاعتداء الجنسي. وقال انه بدلا من تركه في قسم العزل جره السجانون بالقوة، وبعد معارضته لذلك نطحه احد السجانين في وجهه وهو مقيد الايدي.

وطالبت سلطة السجون بشطب الدعوى بادعاء ان الاسير استفز السجانين بشكل دائم، وبصق في وجه الضابط، فجاء رد الضابط بفعل الغريزة، ولم يتسبب ذلك بأي اذى للاسير. وكان انجاص قد طالب بتعويضه بمبلغ 100 الف شيكل بسبب المعاناة والألم، فتم الاتفاق بين الجانبين على 20 الف شيكل.

الجيش يشجع تجنيد البدو "لمنعهم من الانضمام الى داعش"!

تكتب يديعوت احرونوت" ان الجيش الاسرائيلي يحاول تشجيع الشبان البدو على التطوع للجيش، بهدف منعهم من الانضمام الى مجموعات ارهاب معادية لإسرائيل، وفي مقدمتها داعش!

ويشار الى ان معطيات التجنيد في صفوف البدو منخفضة جدا، وينوي الجيش "اغراء" الشبان بواسطة سلسلة من الامتيازات، التي ستكون مشروطة بالخدمة لمدة 24 شهرا على الاقل. وتشمل الامتيازات تخفيضات كبيرة في ثمن قطع اراضي البناء في بلدات البدو، ومنح الأولوية في مناقصات بيع قطع الارض للمسرحين من الخدمة. ويصل حجم التخفيض الى 90% من سعر الارض في شمال البلاد، وحوالي 50% من سعر الارض في جنوب البلاد. كما يعرض الجيش على البدو الخدمة لفترة 28 شهرا. كما تشمل الامتيازات دورات تحضيرية مجانا لامتحانات البسيخومتري، واعدادهم للدراسة الجامعية والمشاركة في رسوم التعليم الجامعي وتمويل شبه كامل لمن يدرسون مهن معينة، وكذلك مساعدتهم في العثور 

على عمل بعد الخدمة، وغير ذلك.

وقال الرائد شادي غريفات، قائد القسم البدوي في الجيش ان "وزير الامن ورئيس الأركان اصدرا اوامر بتوسيع منظومة تجنيد البدو. هدفنا من تقديم الامتيازات هو مساعدة المجندين البدو على الخروج من المكان الذي يتواجدون فيه. ايضا من ناحية اكاديمية، نريد ابقاء النخبة لدينا، بدلا من سفرهم للدراسة في الأردن او اماكن اخرى يخضعون فيها للتأثير السلبي. اذا لم نقم باحتضانهم ونقلهم الى جانبنا، سيصلون الى اماكن معادية لإسرائيل: الحركة الاسلامية، الانضمام الى داعش وما اشبه. اذا بقي الشاب البدوي داخل الخيمة، والجهات الوحيدة التي تتعامل معه هم اولئك الوعاظ، فسياتي اليوم الذي يتواجد فيه في الملعب ضدنا. نريد احتضان الجمهور البدوي والقول له: جيد لكم هنا، وفي مكان اخر، لا".

مقالات

بوسطن ام بسطة

يكتب امير اورن، في "هآرتس" ان بن تسيون نتنياهو (والد رئيس الحكومة نتنياهو) شاهد من منزله في شارع "هفورتسيم"، سيارات الكرايزلر دي سوتو الداكنة – الوزارية في إسرائيل، والشعبية في أمريكا - تقترب من مقر وزير المالية ليفي اشكول في الشارع المجاور، بستناي. ثم شاهدهم وهم يخرجون منها لإجراء مناقشات مع زعيم الاقتصاد قبل ترقيته لرئاسة الوزراء. كانوا مدراء ونوابهم ومستشارين وخبراء. "موظفون" قال نتنياهو، حسب اقوال أحد أبنائه، الذي سمع وتذكر واعتاد تكرار الحديث.

موظفون. جيد انه لم يقل كتبة. بيروقراطيون قاتمون، كتبة يحققون قرارات القادة، حواجز بشرية ضد تحقيق رؤية الشخصيات العليا. لقد تم قمع الازدراء ليعود وينفجر مرة أخرى كلما واجه بنيامين نتنياهو الانتقادات والتحقيقات والضغط لترتيب وظائف للمقربين. في العام الماضي سخر من الالتزام القديم بالإجراء والدستور وقدس اختبار النتائج، طبعا وفقا لتعريفه الذي يصب في مصلحته الذاتية. وهذا العام أطلق العنان كله، وبادر الى الاستيلاء العدائي على مفوضية خدمات الدولة، وطالب بتشريعات من شأنها أن توفر سبل العيش لمؤيديه مقابل الطاعة لكل نزوة للوزراء، وهو على رأسهم.

هذا هو نتنياهو، خريج المدرسة الأمريكية - الاقتصادات الأوروبية "بائسة" في نظره بسبب المسؤولين - والذي نسي لأسباب مريحة له، كيف اقيمت في نهاية القرن التاسع عشر مفوضية خدمات الدولة  للحد من تقسيم الغنائم وإنشاء آلية نوعية، لا يوجد بدونها نمو واستقرار وتكافؤ فرص. تعليم عالي وتدريب مهني، وتفضيل المهارات على العلاقات والمهارات على الولاء. هذا هو نتنياهو، الذي كان في بداية حياته يقطع التذاكر في المحطات الممتازة. دراسة في معهد ام. أي. تي، عمل في شركة استشارات هامة في نفس المدينة الباردة، بوسطن. وهو بنفسه، يا للعار، عمل لمدة ست سنوات ونصف موظفا في السفارة في واشنطن وفي البعثة الاسرائيلية في الأمم المتحدة.

ثلاثة عقود من العمل السياسي اعادت بث فيلمه مرة أخرى. في المعتاد، سياسي محلي، يجد مكانه للكنيست ومن هناك إلى الحكومة، يطمح إلى العظمة، إلى الحنكة السياسية. واليرقة السياسية تريد أن تصبح فراشة سياسية. لكن الوضع لدى نتنياهو كان معكوسا: من بوسطن إلى البسطة، من مركز العالم إلى مركز الليكود.

وتتمثل المرحلة المطلوبة التالية في إلغاء لجنة تيركل لتصفية التعيينات العليا، وربما أيضا لجنتي اختيار المستشار القانوني للحكومة والمدعي العام. فنتنياهو هو السيادة في الواقع، لأنه يسيطر على الحكومة المسيطرة على الكنيست. وبالتالي، يمكن له تغيير أي قانون والغاء أي إجراء. يجب على الشرطة والمدعين العامين ألا ينسوا: هم أيضا موظفون.

وفي الواقع، ما هم الضباط، إن لم يكونوا موظفين بالزي العسكري؟ حتى الاجماع الذي يمنح رئيس الأركان سلطة التعيينات في الجيش حتى رتبة العقيد، والتوصية التي تتطلب موافقة وزير الأمن على التعيينات للمستويات العليا، تم إنشاؤها من قبل شخص، ويمكن لشخص آخر ان يأتي ويغيره.  ووفقا للمعطيات الجديدة التي اعدتها العميد ميخال تشوفا، رئيسة إدارة شؤون القوى العاملة، هناك نحو 100 جنرال في الجيش الإسرائيلي، من رتبة عميد وحتى جنرال - و 75 عميدا، (في الواقع هناك 87، لكن ستة منهم يمرون بإجراءات التقاعد وستة يحملون درجات تمثيلية فقط ويتلقون راتب العقيد)، 21 جنرالا ورئيس اركان واحد. في مثل هذه المجموعة الكبيرة، من الصعب جدا تعيين نصف دزينة من أعضاء الفروع؟ لا بد من تعيين رئيس للأركان يوافق مسبقا على العبودية لاستعباد للإملاءات (وهذا لا يضمن الايفاء بالتزامه عندما يصل إلى المنصب).

غادي ايزنكوت يرفض السير في التلم الإيراني، يوافق على تقييمات الاستخبارات التي تحذر من كسر الاتفاق النووي، ويتفق مع موقفه قرينه الأمريكي جوزيف دانفورد. لقد امتنع زئيف شنير، مدير لجنة الطاقة الذرية، في الخطاب الذي القاه في فيينا عن الادعاء بان ايران تنتهك الاتفاق النووي. هؤلاء موظفون سيئون. ولا يشعر نتنياهو بالارتياح الا من رئيس الموساد يوسي كوهين الذي يفهم سبب دخول العروس إلى المظلة ويساهم بمشاركته في الوفود وبصوته العلني للترويج لخط نتنياهو. يمكن قرض أي مبلغ لكوهين عن طريق التصفيق، من دون أي قلق؛ لأنه من المضمون انه سيعيده. فهو موظف مثالي.

"المصالحة" الفلسطينية والواقع

يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" انه بمناسبة المصالحة التي تجري بين السلطة الفلسطينية وحماس، انضم كبير الإرهابيين صالح العاروري، المسؤول منذ سنوات عن حلبة تآمر حماس على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كلاعب تعزيز إلى المحادثات في القاهرة، وهو يحتل حاليا المرتبة الثانية بعد اسماعيل هنية، في قيادة التنظيم، الى جانب الزعيم الثالث لحماس يحيى سنوار. هؤلاء الثلاثة، الذين يفاوضون السلطة الفلسطينية هم شخصيات ميدانية يرتبطون مباشرة بالجناح العسكري وليس بنزلاء الفنادق الفاخرة، مثل خالد مشعل. وبسبب معرفتهم بمحنة غزة، فانهم يظهرون كأنهم شخصيات براغماتية مستعدة للمصالحة مع السلطة الفلسطينية، باستثناء الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن الكفاح المسلح ضدها.

وتجري حاليا مناقشات حول عودة الأجهزة المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وسيطرة رجال شرطتها على المعابر الحدودية، وجمع الضرائب، وفصل مستخدمين في الجهاز المتضخم لنشطاء غزة، وغيرها من رموز الحكومة المركزية - تحت قيادة حكومة الحمدالـله في الضفة الغربية. ظاهرا يبدو ان المقصود شروط اولية جيدة، لكنه من الواضح ان المقصود عرض زائف.

امام سماع الكلمات المتآمرة ورسائل الخداع حول فك الارتباط مع الإخوان المسلمين وتغيير مضمون ميثاق حماس، هناك في السلطة الفلسطينية مسؤولون كبار يبدون استعداهم لتجاهل رفض حماس نزع أسلحتها وآلاف مخربيها ونسيان المذابح الوحشية التي ارتكبتها ضد رجال السلطة في غزة عام 2006.

ويعتقد محللون فلسطينيون أنه بسبب الكارثة التي يعيشها قطاع غزة، تطمح حماس إلى التخلص من الحصار الاقتصادي والأمني والسياسي الذي واجهته، والحصول على "انعاش" مالي، والانزلاق إلى الشرعية الفلسطينية والعالمية من خلال الانتخابات التي ستجرى في ظل المصالحة، بهدف الاطاحة بالسلطة الفلسطينية.

وكما كان الحال في الماضي، حاولت مصر تعليق جرس على عنق حماس. وفي ضوء التهديد الإيراني ودورها كداعمة لدول خليجية في حال وقوع مواجهة، تطمح مصر لاستعادة دور "الأم العربية" وتحقيق فائدة استراتيجية من دور الوسيط في المصالحة.

وتشهد الاجتماعات في القاهرة على تأثير مصر الكبير على حماس. بعد قيامها بتشديد الخناق الأمني والاقتصادي حول رقبتها كعقوبة على مساعدتها لنشطاء داعش في سيناء والمتآمرين من الإخوان المسلمين في الداخل، تخلت مصر عن ذلك في توقعاتها لتحقيق إنجاز. كما يؤثر نظام السيسي على السلطة الفلسطينية باعتبارها سندا للشرعية السياسية والمساعدات الدولية من خلال إعادة أبو مازن إلى غزة كسيادة على طريق "الدولة". ولكن على الرغم من فرصة مصر التاريخية، إلا أن مصر رفضت مطلب السلطة الفلسطينية (وإسرائيل) بتفكيك حماس من قوتها العسكرية كشرط للمصالحة.

لقد رفضت اسرائيل النسخة المصرية السخيفة التي تقول ان حماس ستحتفظ بأسلحتها "حتى بعد تحقيق السلام مع اسرائيل". والمحاولة المصرية لإحياء المفاوضات من خلال تنازل كهذا، والذي سيترك المشاكل الأساسية حتى النهاية، تذكرنا بعملية أوسلو الفاشلة، هذا يعني أن السلطة الفلسطينية في غزة ستكون بمثابة ورقة التين التي ستقدم الخدمات الحكومية للسكان وتكون عنوانا للعقاب الإسرائيلي، في حين ستحتفظ حماس باحتكار القوة العسكرية وتواصل التآمر على السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، والتمسك بالإيديولوجية الإرهابية، ومطالبة السلطة الفلسطينية بوقف التعاون الأمني ومواصلة الكفاح المسلح في تناقض مع أوسلو والعملية السياسية.

حماس الان هي أكثر عرضة للضغط من أي وقت مضى. وعلى الرغم من ميثاقها الكاذب، فإن الغرب يضع المنظمة (المرتبطة بإيران) في سلسلة الإرهاب جنبا إلى جنب مع داعش وجبهة النصرة والقاعدة والإخوان المسلمين. راعيتها قطر تخضع الان للحصار، في حين قامت تركيا "بتشريع" علاقاتها مع الصهاينة ومنشغلة في سورية والعراق وإيران وكردستان. وتنضم الى ذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضها أبو مازن على حماس. في حالات ضائقة مماثلة في الماضي، بادرت المنظمة الى القتال ضد إسرائيل. وفي ضوء الضربات التي تلقتها في "الجرف الصامد"، يبدو أنها فقدت رغبتها، في الوقت الحاضر، بمغامرة مماثلة.

لقد فوتت مصر فرصة للضغط على التنظيم القاتل الذي يواجه انهيارا وكارثة من الداخل. وبدلا من المصالحة، ستحظى السلطة الفلسطينية بانتصار بيروس الإبيري (بمعنى انتصار باهظ الثمن). لقد تعمقت ميدانيا، الثغرات الأيديولوجية والصراعات التنظيمية والشخصية على "الكراسي"، ولم يتم مسح رواسب الدم السيئة. موقف مصر يعني تقليد نموذج حزب الله في غزة (السلطة تحكم وتعيل وحماس تتمرد وتطلق النار)، وهذا ما رفضه ابو مازن. لقد أوضح شيخ فلسطيني ذات مرة، أن "فلسطين" بدايتها "فلس" ونهايتها "طين". وفي الوقت الحالي يحاولون الجمع بينهما.

رياح المواجهة

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" ان المواجهة بين إسرائيل وإيران، التي تجري علنا على الأرض السورية، أصبحت لا رجعة فيها.

ويتضح أن النظام الإيراني لا يأخذ على محمل الجد التحذيرات التي أدلى بها علنا رؤساء المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، ويواصل بشكل محموم، الاتصالات مع الحكومة السورية والجولات الميدانية لإيجاد قاعدة جوية عسكرية بالقرب من دمشق، لتكون قاعدة لطائرات الحرس الثوري الإيراني. وفي الوقت نفسه، تتقدم الاتصالات بين الإيرانيين والسوريين لإنشاء رصيف عسكري إيراني مستقل في ميناء طرطوس، وإنشاء فيلق إيراني على الأراضي السورية.

وقد أوضحت إسرائيل من جانبها للإيرانيين، وللسوريين، وكذلك للروس، أنها لن تسمح بوجود إيراني في سورية، مما يعني رفض السماح بهبوط الطائرات المقاتلة أو إنشاء رصيف إيراني في ميناء طرطوس.

وتدعي السياسة الإسرائيلية في الأزمة الحالية انه لا توجد أي طريقة دبلوماسية لإحداث تغيير كبير في السلوك الإقليمي لإيران، وبالتالي فإن السبيل الوحيد للتعامل معها هو تكثيف العقوبات، بمعنى معاقبتها، أو عن طريق ما يسمى ب "أزمة أخرى" في المنطقة.  أي توجيه تهديد عسكري لإيران، في سورية او في أي حلبة اخرى.  وتسهم الأجواء التي أنشأتها إدارة ترامب ضد الاتفاق النووي في عاصفة الإعصار الذي يقترب من هنا.

ستستأنف الجهود الرامية إلى منع التدهور مباشرة بعد عطلة الأعياد. وبعد تسعة ايام سيصل وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو الى اسرائيل للاجتماع بوزير الأمن افيغدور ليبرمان وكبار مسؤولي المؤسسة العسكرية. وفي اليوم التالي، سيغادر ليبرمان الى الولايات المتحدة للاجتماع بوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. في مركز كل هذه الاجتماعات، ستقف المسألة الايرانية، على المستويين الإقليمي والعالمي، فيما بات الرئيس ترامب يشير في الخلفية إلى التغيير المحتمل في السياسة الأمريكية تجاه الاتفاق النووي مع طهران.

خلال جلسة استماع التي جرت في الكونغرس، الأسبوع الماضي، أعلن ماتيس انه يعارض أي تغيير في سياسة العقوبات ضد إيران. وخلال لقائهما في واشنطن، سيعرض ليبرمان امامه تقييم إسرائيل الذي يعزز موقف ترامب ويشير إلى نقاط الضعف الثلاث في الاتفاق النووي: أولا - بعد عشر سنوات، في نهاية الاتفاق، لن تكون هناك آلية لكبح استئناف السباق النووي الإيراني. ثانيا - الاتفاق الحالي يسمح لإيران بمواصلة البحث وتطوير الأسلحة النووية، وبالتالي فإنه يمكنها منع المفتشين من دخول عشرات المنشآت العسكرية التي لا تظهر في الاتفاق كواقع خاضعة للمراقبة. والنقطة الثالثة - لا يوجد في الاتفاق أي كبح دولي لتطوير الصواريخ.

وعلى الرغم من هذه الحجج، من المشكوك فيه ما إذا كانت إسرائيل ستكون قادرة على تغيير موقف مؤسسة الدفاع الأمريكية بشأن القضية النووية. لكنه من المتوقع تحقيق نجاح اكبر في تجنيد دعم البنتاجون لزيادة الحرب ضد التوسع الإيراني الهدام في الشرق الأوسط، من اليمن إلى غزة ولبنان. وجاء التلميح الى هذه الحرب في صحيفة "لندن تايمز"، امس، التي نشرت عن خطة اميركية لمهاجمة حزب الله في اطار الحرب ضد ايران ونقائلها. وتندرج هذه الحرب بشكل جيد في الصراع السري المنسوب إلى إسرائيل ضد التوسع الإيراني في المنطقة وضد تهريب الأسلحة.

وعلى النقيض من نظيره الأمريكي، فإن مدى تأثير وزير الدفاع الروسي على تحديد السياسة تجاه إيران هامشي، إن وجد تأثير كهذا. شويجو هو رجل التنفيذ - ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع بين بوتين ونتنياهو قبل شهر ونصف، سيتفق عليه شويجو مع الإسرائيليين وسينفذه. ولكن فيما يتعلق بتجديد العقوبات ضد إيران، لن تجد إسرائيل لغة مشتركة مع الروس.

وستطلب اسرائيل من الروس منع انشاء قواعد ايرانية في سورية ومنع استئناف العمل في مصنع الصواريخ السوري الذي تعرض لهجوم مجهول قبل بضعة اسابيع. كما ستطلب إسرائيل من الروس العمل في اطار التسوية الدائمة في سورية، على اعادة الوضع في هضبة الجولان إلى ما كان عليه وفقا لاتفاقات وقف إطلاق النار لعام 1974، التي تلزم نزع السلاح الكامل على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود وتخفيف القوات باتجاه العمق السوري. بل ستطلب اسرائيل ان سكون شارع درعا – دمشق هو الخط الذي لا يجتازه أي ايراني باتجاه الغرب.

لقد عارض الروس حتى يومنا هذا، الطلبات الإسرائيلية بشأن كل هذه القضايا المتعلقة بالانتشار الإيراني في سورية، ولكن في الأشهر الأخيرة تجد إسرائيل خلافات جوهرية ليست قليلة بين مصالح إيران ومصالح روسيا والتي يمكن أن تلعب لصالحها. وعلاوة على ذلك، يحتاج الروس إلى إسرائيل في عدة مجالات، أولها المخابرات. فعلى الرغم من أن الروس أعلنوا النصر مرتين في سورية في العام الماضي، إلا أنهم يواصلون القتال اليومي ضد قوات داعش وجبهة النصرة التي تسبب لهم خسائر في الممتلكات والارواح. وفي مثل هذه الحالة، لا يحتاج الروس إلى جبهة أخرى على الأراضي السورية بين إسرائيل وإيران وحزب الله، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليهم تنفيذ سياسة المصالحة.

وعلى هامش الطريق يكمن ما ينظر إليه على أنه دعم إسرائيلي للدولة الكردية المستقلة. من المؤكد انه سيكون لدى الروس ما يقولونه لإسرائيل حول هذه القضية أيضا، ومطالبتها بالحفاظ على ظهور منخفض في هذه المسألة. إذا لم تثمر الخطوة الدبلوماسية الإسرائيلية، فإننا نسير نحو المواجهة مع الإيرانيين.

مفاجأة سيئة لإسرائيل

تكتب سمدار بيري، في "يديعوت احرونوت"، انه ليس سرا أن الكاريكاتير في وسائل الإعلام العربية يساوي ما لا يقل عن عشرة مقالات، وأكثر من خمسة آلاف كلمة. منذ الربيع العربي، طور رسامو الكاريكاتير أساليب تحايل على الرقابة، وفي حالات نادرة فقط يتم رفض اعمالهم او القائها في القمامة. أولئك الذين يفتتحون الصباح مع الكتاب الممتازين في صحيفة "الحياة"، على سبيل المثال، أو بالنظر الى موقع اخبار الجزيرة، يعرفون التوصية بالبحث أولا عن رسوم الكاريكاتير، لتحديد ما يفكرون فيه حقا في منطقتنا.

أمية جحا، هي أول رسامة كاريكاتير (والمرأة الوحيدة) في الإعلام العربي، وحصلت على جوائز. وقد ولدت وعاشت في مخيم للاجئين في غزة، واصبحت أرملة مرتين (تم اغتيال زوجها الأول، وأصيب الثاني في "حادث عمل"، ومنعته إسرائيل من المغادرة لتلقي العلاج الطبي). وترافق جحا، التي توقع لوحاتها برسم المفتاح - رمز حق العودة - جهود المصالحة داخل المعسكر الفلسطيني بغمزة يومية تنشر في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المهم لها أن تعبر عن مجموعة متنوعة من الأصوات.

بعد استهزاء بالعناق "التاريخي" الذي منحه رئيس الوزراء في رام الله، "الموظف"، لزعيم حماس الذي رسمته كطفل رضيع – نوع من نسخة معتدلة لحماس التي ولدت ظاهرا، نتيجة "اغتصاب المصالحة" المفروضة على أبو مازن - تصر جحا على تبديد الأوهام: انها ترسم العروس الفلسطينية التقية، وفقا للتقاليد، بغطاء الرأس الكامل. وعندما يأتي العريس المتحمس لإزالة الحجاب، يشعر بالرعب حين يكتشف أنهم باعوه سلعة معيبة: العروس البشعة القبيحة تكشف عن ملامح وجه مهدد وأسنان حادة وخطيرة. وإذا لم يكن كل هذا كافيا، فإن الزوجة لا تتردد في استلال السلاح "للدفاع عن النفس" في ليلة الزفاف.

بعد غد سيتوجه وفد حركة فتح الى مقر المخابرات في القاهرة للجلوس الى طاولة العمل السوداء امام وفد حماس. ومن بين اعضاء الوفد هناك شخصيات معروفة مثل جبريل رجوب وعزام الاحمد وروحي فتوح. واتضح، يوم امس، ان حماس تصر على احضار صالح العاروري، الذي ارتبط اسمه بسلسلة من الهجمات الإرهابية في الضفة الغربية واختطاف الإسرائيليين. يبدو لي انه لا حاجة بي الى توضيح من هي العروس الخطيرة. المسؤولية تنتقل الان إلى الجنرال خالد فوزي، رئيس المخابرات المصرية. فهو الذي سيتراكض بين الغرف، ويبحث عن صياغات وسطية لضمان عدم انهيار المصالحة.

والحقيقة هي أن أيا من الأطراف المعنية ليس له مصلحة حقيقية في توحيد المعسكر الفلسطيني. أبو مازن ليس غبيا، وهو يهتم بإرسال وفده مع توجيه قاطع بعدم التنازل في موضوع جمع الأسلحة في غزة "لأنني لن أوافق على نموذج حزب الله". ومن جهتها، تشك حماس بأن الوسيط المصري يضغط على المصالحة فقط لمنع تسلل العناصر الإرهابية وتهريب الأسلحة إلى سيناء. وليس من قبيل المصادفة أن ناطقين باسم حماس يعلنان الآن عن تقارب مع إيران. ليس هناك تلميحا أكثر سمكا الى وجود خيار آخر وهو أن الموردين للأسلحة في طهران ليسوا نائمين. لقد تعهد يحيى سنوار الامين العام الجديد لحركة حماس بقطع عنق اي شخص يعيق المصالحة، فلنرى كيف سيعالج جمع الاسلحة ويتعامل مع 40 الف ناشط من الجناح العسكري لحماس ومسلحي الجهاد الاسلامي.

الرئيس السيسي ورئيس المخابرات يستعدان لعرقلة سيناريوهات الانهيار. ستكون مفاجأة سيئة جدا لإسرائيل إذا نجح رئيس المخابرات المصرية بالتوصل إلى اتفاق المصالحة. السؤال هو ما هو مدى ضلوع إسرائيل في الصورة، ومدى عمق التحديثات التي تصل من القاهرة؟ هاكم كاريكاتير متشكك آخر من انتاج امية جحا: على فرع شجرة واحدة يجلس نتنياهو والسيسي، كما لو انهما يستمتعان، حتى يقوم الرئيس المصري بقص الفرع الذي يجلس عليه نتنياهو – ويسقط كلاهما في الهاوية. وعلى فرع مقابل يجلس أبو مازن وسنوار، المتصالحين، ويقوم أمين عام حركة حماس بقطع الفرع لإسقاط أبو مازن. هذه الرباعية تسقط على رؤوس مليوني فلسطيني تعساء، وعاطلين عن العمل، ولديهم ايضا، لا يجدون أي بصيص من الأمل.

اخر الأخبار