التصالح الغائب عن "الإعلام الرسمي"!

تابعنا على:   11:02 2017-10-07

كتب حسن عصفور/ حركة التصالح التي بدأت عمليا بذهاب وفد "حكومة الرئيس عباس" الى قطاع غزة، وإعلان الوزير الأول رامي الحمدالله، انهم تسلموا ما يجب أن استلامه، وطاف بعض الوزراء والموظفين "الساميين" في زيارات محسوبة على بعض المكاتب الوزارية في قطاع غزة..

وفد حكومة الرئيس عباس، عاد "فرحا جدا" بما كان من أهل القطاع نحوهم، رغم كل إجراءات "البطش" السياسي - العقابي، بل والتي يمكن وصفها بالمجازر الانسانية، المنفذة بأمر "الكبير"، لكن روح الوحدة - التوحد انتصرت مؤقتا على حركة الواقع، ولذا كل مؤشرات الزيارة تؤكد ان حماس أكثر من "جادة" للمضي قدما لتنفيذ ما كان في "إعلانها المفاجئ" بعد "تفاهمات القاهرة"، وحتى ساعته دون أي "مقابل سياسي"، بل ربما العكس رسائل فتحاوية - عباسية سلبية وتهديدية..

وبعد "الفرح الحكومي المؤقت" بالعودة الى القطاع، والمغادرة الى "المقر الرسمي" بشمال بقايا البقايا من الوطن، كان التقدير أن يحتل الوفد الحكومي "الاعلام الرسمي"، المفترض نظريا انه جزء من ادوات العمل، ويظهر الوزير الأول ومن رافقه كل في مجاله ليتحدث عن تلك العودة، ليس كي يشكر أهل القطاع، فهم لا يحتاجون "شكرا بلاغيا"، كونهم يعلمون ما لهم وعليهم، خلافا لما يسمى "قيادة"، ولكن حضورا اعلاميا لتبدأ حركة "التصالح الوطني" مؤسساتيا وليس فقط على موائد الغذاء الكلامي..

أي مفارقة تلك، التي لم يفتح "الاعلام الرسمي"، اي مساحة حقيقية لوفد الحكومة رئيسا وأعضاء، ومنهم عضو مركزية ومدير المخابرات "الرجل العباسي القوي" اللواء ماجد فرج، حيث احتلت "وشوشاته الخاصة" مع قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، مكانتها في وسائل اعلام عالمية تجنبها اعلام الرئيس عباس..

فتح باب الاعلام لتغطية ما بعد الرحلة أكثر قيمة بكثير من تغطية موائد الغذاء الخاصة، التي كان هدفها معلوما تماما، إلا أن ذلك لم يكن جزءا من برامج وسائل الاعلام "العباسية" تلك، بل المفارقة الأهم أنها لا تزال تحظر تغطية اي خبر يتعلق بحركة حماس..

المسألة هنا ليس بحثا عن خبر في وسيلة لا نعلم مدى تأثيرها الحقيقي على الشعب الفلسطيني، لكنها تعكس موقفا "رسميا" من صاحب الأمر في حركة فتح، حول كيفية التعامل مع تطورات الحدث "الأبرز" فلسطينيا، بل وربما الأهم إقليميا في الوقت الراهن، كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطورات المقبلة في المنطقة، لما لفلسطين القضية من أثر وتشابك مع مختلف قضايا المنطقة، وليس عبثا التكرار الذي يعلم (...)، بأنها لب الصراع..

الاستمرار في سياسة "الحظر" الاعلامي من قبل اعلام السلطة الرسمي هو مؤشر على عدم اقتناع هذا الطرف بأنه يبحث حقا عن إنهاء الانقسام، بل وكأنه يسير مرغما في حقل من ألغام، ولا زال "الشك السياسي" هو السيد الناظم لمجمل التوجه والقرار حتى ساعته!

يبدو أن "ثقافة التمكين" بدأت تتسلل الى فريق الرئيس عباس، على أمل أن يجد "عثرة" في طريق التصالح القائم، ليصرخ على الطريقة "الفيثاغورسية" وجدتها..وجدتها.. وجدتها ..ألم نقل لكم!

أيام وتبدأ حركة اللقاءات في القاهرة، الثلاثاء المقبل 10 أكتوبر 2017، ولا تزال فتح وفريق الرئيس عباس يتحدثون بكل "أشكال الريبة"، بل والارتباك وعدم "التوازن" فكل منهم يتذكر شرطا للحديث عنه، حتى وحدتهم في "التشريط السياسي" مفقودة، لا زالوا غير قادرين بلورة الشروط، خاصة ما يتعلق بسلاح حركة حماس، والواقع الأمني في قطاع غزة..كل يقول ما يرى وفقا ما يحب أن يرسل رسائله..

ايام وتنطلق اللقاءات ما يفترض من فتح واعلامها "الرسمي ( الحكومي) والخاص الحزبي"، أن يعلن خريطة طريق جديدة تتناغم وروح التصالح الوطني، ولا يعني ذلك رفع كل أشكال "الحظر" عن حماس ونشاطاتها..لكن تمهيدا لما سيكون لا يضر بعضا من "حسن النوايا الاعلامية"..ولا ضرر لقاء مع رئيس حركة حماس اسماعيل هنية لتبدأ رحلة "التطبيع" الاعلامي علها تخفف بعضا من مخزون الكراهية المتبادل..!

ملاحظة: أجهزة الأمن في قطاع غزة أعلنت عن اعتقالها "خلية داعشية"، بعض أنصار حماس يفضلون تسميتهم أصحاب "فكر منحرف"، لكن وزارة الداخلية لم تعلن شيئا عن ذلك..ليش طيب يا رامي!

تنويه خاص: بعد قرار أمريكا بخصوص د.رمضان شلح وقفت فصائل العمل الوطني كافة تدين ذلك الإرهاب عدا حركة فتح - المؤتمر السابع..لعل المانع خير مش أكتر..!

اخر الأخبار