الدولة الكردية والجغرافيا السياسية في اسيا

تابعنا على:   22:37 2017-09-25

سميح خلف

نصت معاهدة سيفر نسبة لمدينة سيفر المجاورة لباريس بانشاء دولة كردية في الاراضي التركية وبعد سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى وتقسيم اراضيها وكان لبريطانيا وفرنسا النصيب الاكبر وتقسيم الارض العربية التي تحت سيطرة الامبراطورية بين تلك الدول وذلك في 20 اب عام 1920م ولكن كمال اتاتورك مؤسس تركيا العلمانية الحديثة لم يعترف بتلك المعاهدة ، وكان يمكن لتلك الدولة ان تمتد الى اربيل في شمال العراق اما الاكراد في الدول المجاورة فلهم الحق بالاندماج مع تلك الدولة او انشاء كيانيات خاصة بهم .

خاض صدام حسين حرب ضروس مع الاكراد استمرت 14 عام محافظا على وحدة العراق الى ان اجتاحت القوات الامريكية العراق فطالب الملا برازان توسيع سلطات الحكم الذاتي الممنوحة للاكراد حرب الاجتياح الامريكي ودول التحالف عام 2003م التي انهارت امامها الدولة العراقية حيث اعاد المبعوث الامريكي للعراق برايمر اعادة تشكيل الجيش العراقي والمؤسسات السيادة في العراق وفي ظل مقاومة عنيفة من فصائل مقاومة عراقية استمرت لعام 2011م حيث بدأ الربيع العربي الذي افرز فصائل اسلامية متطرفة امتدادا لدولة الزرقاوي السنية وباسم جديد " داعش" والتي اتت من خلال اضطهاد مذهبي من دولة يسيطر عليها النفوذ الشيعي وبالتالي حكمت الاغلبية الشيعية الاقليات من السنة والاكراد والاركن والمسيحيين والازيديين .

في ظل ضعف الدولة العراقية منح الاكراد مزيدا من ادارة شؤونهم والاستيلاء على ابار النفط التي تقدر قيمة صادراتها عبر الاراضي التركية الى 750 الف برميل يوميا مع ارتباط شكلي بالحكومة المركزية في بغداد وبوجود رئيس للدولة من الاكراد حيث الدستور ينص في العراق بدولة برلمانية وليست رئاسية .

سياسيا الحرب على الارهاب وعلى داعش واستعادة الموصل التي شارك فيه الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المدعومة من ايران وقوات البشمركة التي كان لها ذراع كبير في مواجهة داعش سواء في شمال العراق او في الشمال الشرقي من سوريا وعلى حدود تركيا وبتعزيز لوجستي امريكي ما فتح شهية الاكراد للاعلان عن دولتهم ورجوع الزعيم الكردي لنصوص معاهدة سيفر عن طريق اعلان استفتاء بالاستقلال .

اليوم الاثنين 25/9 /2017 بدأ الاستفتاء في اربيل ومناطقها المجاورة في ظل رفض كامل لمثل هذا الاستفتاء ن قبل الحكومة المركزية في بغداد ومطالبة الحكومة العراقية حكومة كردستان بتسليم المطارات والمعابر الحدودية ومناشدة الدول بعدم التعاون مع تلك الحكومة في تصدير النفط اما موقف الحكومة التركية فاعلنت بانها لن تسمح لهذا الاستفتاء في تهديد تركيا وانابيب النفط المارة من تركيا للمتوسط تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد وتحالف ايراني تركي وزيارة عاجلة لرئيس الاركان التركي لايران لبحث تداعيات هذا الاستفتاء اما بغداد فقد اعلنت انها ستتخذ الاجراءات المناسبة للحفاظ على وحدة العراق.

الموقف الاسرائيلي وكما افادت وسائل بعض الوسائل الاعلامية تتحدث عن دعم لوجستي اسرائيلي وعسكري واتفاقيات لنقل اليهود الاكراد الى منطقة كردستان .

وجود دولة كردية ستهدد الامن القومي لتركيا وايران والعراق وسوريا وستخدم الحلف العربي الامريكي في تهديد الهلال الايراني الممتد من ايران الى العراق الى سوريا ولبنان ، صراع متداخل يحدث تعديلات في الجغرافيا السياسية للمنطقة وهذا ما كان يرنو اليه مبتدعي الربيع العربي وتقسيم جديد لدول المنطقة ، السعودية التي ما زالت في خطر حقيقي يهدد وحدة اراضيها بسيطرة الحوثيين على اليمن وحكومة مذهبية في بغدادن قد يكون من المفيد تأييد السعودية لدولة كردية في شمال العراق لاضعاف حكومة بغداد واشغالها في حرب مع الاكراد كما هو الحال لايران التي يوجد على اراضيها ملايين من الاكراد .

الدول الكرى ما زالت صامته بريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا والمانيا

الاكراد الاصول والتواجد:

ترجع اصول الاكراد الى غرب اسيا وينتشرون في تركيا والعراق وسوريا وايران وغرب ارمينيا ولبنان واذربيجان ويبلغ عددهم 40 مليون نسمة وتعود اصولهم لاصول ايرانية ويمثل اكراد تركيا 65% من عدد افراد الاكراد في العالم اما اكراد ايران فيمثلون16% واكراد سوريا 6% واكراد ارمينيا1 ونصف% والباقي موزع على دول العالم.

يخشى الاتراك من ان تمتد الدولة الكردية فيشمال العراق الى تركيا والاراضي السورية مما يهدد الامن القومي لوحدة الاراضي التركية وكذلك الايرانيين اما العراقيين فهم واقعين تحت التقسم لدولة سنية بحكم ذاتي وشيعية وكردية والارمن رغم ان حكومة العبادي اتت بمطلب امريكي لارساء منظومة الدولة بعيدة عن المذهبية .

برزاني اصر على عمل الاستفتاء رغم تحذيرات متعددة فهل ينجح في ولادة دولة كردية في المنطقة ام ان العوامل الجغرافية ستسقط هذا الخيار فيحد الدولة الكردية المنشودة في شمال العراق الحكومة المركزية في بغداد واراضي متنازع عليها في كركوك والموصل واراضي اخرى وايران وتركيا التي تتحكم في خطوط النفط تلك الدولة المحاصرة التي لا تمتلك ميناء بحرى ومحاصرة من جميع النواحي هل يقدر لها النجاج..؟؟ لن تستطيع تلك الدولة ان تبقى حية بدون ان يكون لها شريك على حدودها والاهم الحدود التركية ومن خلال قائمة مصالح تربط الاكراد مع اسرائيل من ناحية وبين اسرائيل وتركيا ثانيا اما ايران والعراق وسيطرة تلك الدولة على ابار البترول في كركوك وشمال العراق اما سوريا تجد من بلورة تلك الدولة خطرا ليس فقط على وحدة العراق العربية بل تهديد للبنية السياسية والجغرافية والاجتماعية لكلا من ايران وسوريا ولبنان .

اذا نحن نشهد نتائج الفوضى التي بدأت بغزو العراق وامتدت وتجذرت بما يسمى الربيع العربي وضظهور ظاهرة الارهاب الداعشي الممنهج ليكون ذريعة لتقسيمات جغرافية معدلة وبعضها لم ينفذ في اتفاقية سايكس بيكو.

اخر الأخبار