بعد إعلان حماس حل اللجنة الإدارية.. في غزة أجواء إيجابية ولكن..

تابعنا على:   14:07 2017-09-18

أمد/غزة- خاص: إستقبل سكان قطاع غزة، إعلان حركة حماس موافقتها على حل اللجنة الادارية، فجر أمس الأحد، بتفائل مشوب بالحذر، وذلك لكثرة ما تعرض له ملف المصالحة الداخلية لإنتكاسات، استمرت ما يقارب الثماني سنوات، ولكن في هذه المرة بات ملحوظاً إن تعامل حماس مع المصالحة مختلفاً، ظاهراً وفوق الأرض، إلا أن المتخوفين من صدمة جديدة في هذا الملف فتحوا الاحتمالات على أبوابها، من خلال اسئلة كانت بفترة من الفترات محرمة، حتى يواجهوا دفعة التفاؤل عند البعض.

مصير الاسلحة والأنفاق بالاتفاق؟

قال الكاتب والمحلل الفلسطيني أكرم عطا الله:" إنه ينبغي الحذر خلال الفترة الحالية بعد إعلان حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، خاصة أنه في عام 2011 تم توقيع اتفاق وعمت الأفراح في غزة لنكتشف بعدها أنها عبارة عن اتفاقات نظرية، مشيرا إلى أنه في عام 2014 تم توقيع اتفاق الشاطئ وأقر تشكيل حكومة وحدة وطنية إلا أنه بعد أقل من شهر اكتشف أن الأمر لم يكن جديا وأنه عبارة عن مناورات.

وأوضح عطا الله أنه لايزال هناك خلاف قائم بين حركتي "فتح" و"حماس" على النسبة في الانتخابات التشريعية، لافتا إلى أن النقطة الأهم هي ترسانة "حماس" العسكرية وهل سيقبل بها الرئيس "أبو مازن" بها، ورأى أن تلك المسألة تُشكل أكبر لغم في المصالحة، معربا عن اعتقاده بأنه من المبكر أن نتفائل رغم النوايا الطيبة والبشائر الجيدة".

الموقف الأمريكي من المصالحة

تقول الكاتبة واستاذة العلوم السياسية الدكتورة عبير ثابت:" إنهاء الانقسام الآن بارادة أمريكية دولية يعنى ببساطة أن غزة ستكون ضمن أى اتفاق تسوية قادم وهو ما كانت تعارضه اسرائيل فترة الانقسام بحجة سيطرة حماس عليها، لكن يبدو أن هناك تغير عميق قد حدث داخل حركة حماس وأن الوثيقة السياسية لم تكن إلا قمة جبل الثلج، وفى المقابل اذا ما تفحصنا نتائج الوقائع على الأرض فى الضفة خلال عقد الانقسام نستنتج أن اسرائيل بدأت سياسة جديدة فى تقليص سيادة السلطة ليس على الأرض بل على السكان عن طريق إحياء سلطة الادارة المدنية للحاكم العسكرى الاسرائيلى والتى تجرأت لأول مرة منذ العام 67 على منح بؤر استيطانية وضع بلدية وهو ما يتعدى شرعنة تلك البؤر إلى تطبيع وجودها فى الضفة وهو مايعنى أن اسرائيل عازمة على تحويل قضية الاستيطان الغير شرعى برمته الى قضية حقوق مستوطنيين باعتبارهم سكان طبيعيين فى أراضى الضفة الغربية، وهو ما يفتح المجال مستقبلا لتغيير طبيعة أى تسوية للصراع وإنهاء فكرة حل الدولتين لصالح تسوية أقرب تكون فيه غزة عاصمة الكيان الفلسطينى الفدرالى الذى تقسم فيه الضفة بين دولة اليهود المستوطنيين والدويلة الفلسطينية المقطعة الأوصال فى الضفة بفعل المستوطنات والتى ستكون مرادف لجمهورية صرب البوسنة فى دولة البوسنة والهرسك الاتحادية فيما سيمثل الفلسطينينيون أغلبية البوشناق المسلمة البوسنية، وتكون إسرائيل بمثابة الجمهورية الصربية" .

الرئيس عباس ودحلان وموقفهما من المصالحة

يقول الكاتب نضال خضرة:" الرئيس عباس من جهته بحسب ما ورد في الإعلام المحلي أبدي إرتياحه لما يجري في القاهرة .

ومن جهته النائب دحلان أعلن أنه وتياره مؤيدون لتلك المصالحة .

بحسب المراقبين والمتابعين للشأن السياسي الفلسطيني هناك من يعتقد أن الرئيس عباس ذهب بتجاه هذه الخطوة في إطار تكتيكي لأنه في إحتياج لهذا الإعلان قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الإمريكي دونالد ترمب في واشنطن ليذهب متسلحاً بوحدة الجغرافيا السياسية الفلسطينية .

وإن هذا الإتفاق سيكون علي غرار إتفاق الشاطئ ولن يأتي بشئ عملي وملموس.

 هناك تحليل أخر يشكك في نوايا الرئيس عباس في تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في القاهرة وحتي في ظل رفع الفيتو الإمريكي الإسرائيلي عن إتمام المصالحة بحسب تصريح عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق.

هناك عدة أسباب ستكون عائق لدى الرئيس عباس.

 أبرزها تفعيل المجلس التشريعي الذي سيعمل على إلغاء عشرات المراسيم  والتي أصدرها الرئيس عباس بدافع أهوائه السياسية" .

وموقف نشطاء الفيس بوك لم يختلف كثيراً عن موقف المحللين السياسيين وكتاب الرأي من موقف حماس الجديد وموافقتها على شروط عباس جميعها:

يقول شفيق التلولي: " البعض ادعى بأنه أسهم في حراك طويل أفضى إلى إنهاء الإنقسام.

هناك من أفرط بالأمل والتفاؤل ورفع سقف توقعاته في أن الوحدة الوطنية باتت ناجزة، وآخرون شككوا في إتمام المصالحة وإنجازها.

ثمة من نصب نفسه بأنه ولي الكلمة في الأرض ووصي على عهدة القلم فيها؛ فراح يكتب ويحلل مسقطاً ما في داخله من أمنيات سواء كانت سلبية أم إيجابية.

نفر قليل من التوتيريين لم يرق له هذا التقارب بين المتخاصمين الفلسطينيين بفضل مصر الكبيرة.

لا تغلقوا شبابيك المصالحة، دعوها مشرعة واعتبروا بأنكم جميعاً حركتم قطار المصالحة، أكتبوا، حللوا، نقلوا أقلامكم ما شئتم، لا توتروا أجواء المصالحة، تفاءلوا بالخير تجدوه، ولا تفرطوا في جرعات توقعاتكم.

المهم أن يتصالحوا ويخلصوننا مما نحن فيه ويعتقون رقابنا من الظلم والظلام ويخرجوننا من عقدة الإنقسام".

بينما الاعلامي حسن جبر فيدون على صفحته الخاصة الفيس بوك:" مطلوب ان ندخل في مرحلة صمت عام لمدة اسبوع حتى تتم المصالحة وان تعثرت مطلوب وقفة حداد على ارواحنا الميتة بدون قبور".

فيما تسرعت حركة حماس بإقتناص الفرصة وحشر الرئيس عباس بالزاوية ومطالبته بمبادرتها الفورية والاعلان من طرفه إلغاء جميع الاجراءات الأخيرة والتي اقرها ضد قطاع غزة.

يقول نائب حماس والناطق الاعلامي بأسمها مشير المصري:" يجب على الرئيس الاسراع في إلغاء الاجراءات ضد غزة".

اخر الأخبار