ذكرى رحيل المناضل موسى عيسى عبد الرحمن البطل (ابو محمد)

تابعنا على:   23:02 2017-09-01

لواء ركن/ عرابي كلوب

ولد المناضل موسى عيسى عبد الرحمن البطل رحمه الله عام 1932 في طيرة حيفا، لعائلة مناضلة.

وكان والده عيسى البطل احمد قيادات حركة الشيخ عزالدين القسام و قائد حركة الثوار في حيفا حتى 1948، و جدّه فهد العباس مختار الطيرة الذي عزله الانجليز و نفوه الى مدينة طبريا بسبب مواقفه الوطنية.

بعد نكبة عام 1948م التي حلت بالشعب الفلسطيني وتم طرده من أرضه ومدنه وقراه هاجرت العائلة الى قرية "سيلة الظهر" قضاء جنين واستُقبلت بحفاوة وكرم من رفاق عيسى البطل من مجاهدي حركة القسام وخصوصاً المناضل عبد الرحمن الحاج اسعد عثمان غانم " رحمه الله " والد الاخ الدكتور نبهان عثمان الذي اسكنه في منزله، وبعد مرور عدة اشهر توفي عيسى البطل عميد العائلة و معيلها. ففضلت العائلة الرحيل حيث رحل الاهل و الاقارب واستقرت في مدينة دوما شرق مدينة دمشق.

عمل موسى البطل في المؤسسة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق ، وفي منتصف الخمسينات تم نقله الى اللاذقية واستقرت العائلة في مخيم العائدين (مخيم الرمل).

كان ناصرياً وعند اعلان الوحدة بين سوريا و مصر عام 1958، قاد و عدد من رفاقه احتفالات المخيم لعدة ايام، وعند انهيارها عام 1961 تم اعتقاله لمدة 9 ايام ضمن الاعتقالات التحفظية التي طالت الآلاف من الناصرين و مؤيدي الوحدة.

في عام 1964 وقبل الانطلاقة بعدة اشهر التقى الاخوة:

-        سعد الغندور (ابو عمار سعد) مدير مديرية الزراعة في اللاذقية

-        احمد الشهابي     مدير شركة الاخشاب

-        غالب عويس      موظف في ميناء اللاذقية

-        موسى البطل      موظف في المؤسسة العامة لشؤون اللاجئين

-        فضل سلمان      موظف في وكالة الغوث

-        محمد حسين رنو  صياد سمك

-        سليم عاشور

وكانوا النواة الاولى لحركة فتح في محافظة اللاذقية و مدن الساحل وبعد فترة نقل الاخ سعد الغندور الى دمشق مسئولا عن التعاونات الزراعية في وزارة الزراعة، وتواصل مع قيادات الحركة في دمشق وبعد فترة قصيرة حضر الى اللاذقية ابو العبد العكلوك و سعيد المزين (ابو هشام) رحمهما الله.

والتقوا الاخوة موسى البطل وفضل سليمان وتم الاتفاق على آليات العمل .

وتشكلت اول منطقة تنظيمية في الساحل السوري و ضم الاخوة:

-        غالب عويس اميناً للسر

-        موسى البطل امينا للتنظيم

-        فضل سلمان مسئول مالي / عمال

بالإضافة الى الاخوة احمد عوض – احمد طه – محمد ابو شملة - احمد         داوود.

وعرف من الاخوة الذين بدأوا العمل التنظيمي في الساحل السوري الاخ عبد القادر بدرة في مدينة طرطوس والأخ المختار في بانياس، وعائلة استيتيه في جبلة و خصوصاُ الاخ ابو جمال و شقيقه معتصم الذي كان مدرباً و مسئولا في قطاع البحرية.

وبعد معركة الكرامة عام 1968م تم توسيع العمل النضالي و العسكري والتنظيمي على مستوى الساحل السوري وتم افتتاح معسكرات التدريب في اللاذقية في المدرسة الثانوية الصناعية والتي تخرج منها عدد كبير من الاخوة المناضلين.

وتم انشاء القاعدة البحرية في برج سلام وقواعد اخرى في جبلة و طرطوس وورشة لصناعة القوارب البحرية بتعليمات مباشرة من الاخ ابو جهاد ، وتم تصنيع اول زورق وأطلق عليه اسم رمزي (تحت قيادة وإشراف الاخ غالب عويس رحمه الله)، و لعب الاخوة حسن درويش و جلال عبد الله ومصطفى حمودة (ابو صلاح) من ابناء التنظيم دوراً كبيراً في الورش الفنية والقواعد البحرية.

في عام 1972 تفرغ الاخ عويس رحمه الله للعمل العسكري، كأحد القيادات المسئولة عن القاعدة البحرية وتم تعيين الاخ موسى البطل امين سر المنطقة.

شارك موسى البطل في عدة دورات عسكرية و كادر سياسي والتحق بالعمل العسكري عامي 1969 و 1973 في لبنان اثناء الازمات بين الثورة الفلسطينية والسلطات اللبنانية.

وارتبط الاخوة في قيادة التنظيم والإخوة قادة البحرية (علي حجاج – عبد الله امين – رشاد الكاسر – منذر ابو غزالة) وكوادرها بعلاقات اخوية و نضالية، وكان في قطاع البحرية نخبة من ابناء الحركة العسكريين خريجي الكليات العسكرية.

وازدادت العلاقات عمقاً ومتانة بعد تعيين الاخ رشاد الكاسر مسئولا عن قطاع البحرية 1973 الذي كان يحظى بالاحترام و التقدير.

وقام اثناء حرب 1973 بتسليح شباب التنظيم لحماية ساحل المخيم.

ولعب الأخ غالب عويس و بتعليمات مباشرة من الاخ القائد ابو جهاد الدور الابرز في تجهيز البواخر (الام) التي انطلقت منها الزوارق الحربية في عملية سافوي و دلال المغربي و باخرة ايلات، وكان هناك تكامل و مشاركة مباشرة من قادة التنظيم في التحضير و الاعداد.

يقول اللواء المتقاعد فؤاد البلبيسي "موريس" (الذي عمل سنوات طويلة مع الاخ القائد ابو جهاد).

{الشهداء القادة النوعين الذين قاموا بالإعداد والتجهيز والتدريب لعملية سافوي القائد البحري غالب عويس ابو نزار والقادة عزمي الصغير ومنذر ابو غزالة ومأمون مريش كايد يوسف و الاخوة في قيادة اقليم فتح فرع اللاذقية موسى البطل رحمه الله و فضل سلمان ...ويبقى الاخرين الاحياء جنوداً مجهولين}.

في عام 1981 تعرض الاخ موسى البطل للضغوط من طرف منظمة الصاعقة، التي استطاعت اصدار قرار بنقله من عمله الى محافظة اخرى، بذريعة انهم لا يستطيعون النهوض بتنظيم الصاعقة بوجوده و قد رفض النقل و استقال من عمله على أثر تلك الضغوط.

في عام 1982 وأثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان لبى موسى البطل نداء الواجب فجمّع 4 باصات من ابناء التنظيم وكان في مقدمتهم ومعه عدد من ابنائه و مكثوا فترة في البقاع اللبناني، ولكن تطورات المعارك حالت دون التحاقهم ببيروت.

في شهر مايو عام 1983 وقع الانشقاق في حركة فتح، وتم الاستيلاء على الممتلكات والمكاتب الحركية، وكان الانشقاق عصياً في منطقة الساحل السوري بوجود موسى البطل، وبذل سميح ابو كويك احد قادة الانشقاق جهوداً ضخمة لإقناعه بالانشقاق وحضر الى منزله مرتين ولكنه فشل في تحقيق مأربه.

وبعد ذلك تم تلفيق تهمة له من قبل اشخاص انشقوا عن الحركة، باتهامه بالتخطيط لتهريب الزوارق البحرية التابعة لحركة فتح المتواجدة الى جوار القطع البحرية السورية في ميناء اللاذقية الى الخارج بالاتفاق مع الاخ ابو جهاد.

فتم اعتقاله يوم 30/6/1985 ونقل الى دمشق وتم التحقيق معه تحت اشراف ومتابعة اعلى المستويات الامنية (اللواء علي دوبا) باعتبار ان التهمة قضية امن قومي و تعرض لتعذيب وحشي لمدة 15 يوماً وبعد ان تأكدت الجهات المسئولة ان التقرير كيدي اطلق سراحه.

وبعد فترة قصيرة تم اعتقال قيادات حركة فتح في الساحة السورية و بقي موسى البطل لمدة ثلاث سنوات في سجن الضابطة و كانت ظروف الاعتقال صعبة جداً في مكان ضيق تحت الارض وعدد كبير من المعتقلين ما بين 80 الى 120 معتقل وكان المعتقلون ينامون بالتناوب "سيوف".

وخلال الثلاث سنوات خرجوا للتعرض للشمس مرة واحدة.

وكان في سجن الضابطة خيرة ابناء فتح وقيادتها و كوادرها من سوريا و لبنان و غزة و الضفة .وكان من ابناء التنظيم في المخيم موسى البطل، غالب عويس، فضل محمد سلمان، مصطفى حمودة (ابو صلاح)، زهير محمد السمرة، حسن ابراهيم ريبة ، هشام حسن غبن بالإضافة الى محمود حسن غبن (ملاك الامن العام).

ومن ابناء غزة: حسن الصاوي، خليل عايش، الحاج عليان جبر والحاج خضر كرسوع.

ومن قيادات حركة فتح قيادات سوريا سليم حيدري، شفيق الصفدي، ابو فاروق زيدان، سمير الرفاعي

(الفرع العسكري) و من الضفة الاخ احمد الدباس ابو جعفر و الاخ اللواء سميح نصر.

وتم اطلاق سراحه في 15/7/1987 و سلم الى المنشقين عن حركة فتح وعرض عليه زياد صغير العمل معهم و عرض عليه مبلغ مالي فرفض، وغادر المكتب بملابس السجن وعند وصوله الى المخيم كان جميع ابناء المخيم بالانتظار حيث حملوه على الاكتاف هاتفين له ولفلسطين.

الى جانب دوره النضالي و الوطني تميز بدوره الاجتماعي على صعيد المخيم، كان موسى البطل محل حب و تقدير ابناء المخيم جميعاً سهر سنوات طويلة على خدمتهم و ساهم في حل اعتى المشاكل و اصعبها بحكمته و اخلاصه و حب الناس له.

لقد جاءت تلك اللحظة التي يترجل فيها المناضل/ موسى البطل (أبو محمد)، حيث كان لابد من راحة أبدية لذلك الجسد المنهك، حيث أعطي كل ما يملك من أجل الوطن والقضية.

انتقل الى رحمة الله تعالى يوم 2 سبتمبر 2008 وكان يوماً للحزن والوداع لمخيم الرمل (العائدين) لرجل ناضل سنوات طويلة في سبيل قضايا وطنه و شعبه.

لُف جثمانه بالعلم الفلسطيني وصلى عليه في جامع فلسطين وودعه ابناء شعبه من كافة المخيمات في اكبر جنازة شهدها المخيم والمنطقة وورى الثرى في المقبرة هناك.

لقد رحلت يا أبا محمد عنا جسداً ولكن روحك بقيت ترفرف حولنا، يامن رحلت عنا حيث أن العين لا تراك الآن لكن القلب لن ينساك وبالرغم من الرحيل لا زلت حياً في قلوب محبيك، حيث تركت ذكراك وعطرك وحنينك من خلال المبادئ التي آمنت بها، لقد كنت من الأوائل الذين حملوا الراية والشعلة.

رحم الله المناضل/ موسى عيسى البطل/ أبو محمد وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار