لماذا لا تعتبر نفسك منحرفاً فكرياً؟
سعيد يعقوب الأغا
تساءل الدكتور أديب سالم الأغا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" السؤال التالي : لماذا لا تعتبر نفسك منحرفاً فكرياً؟
فكانت إجابتي كالتالي :
الانحرافات الفكرية واردة ولا مجال أن تتجنبها ،، نحن لم نخلق في بيئة متجانسة تماما فمن الطبيعي أن ننحرف تبعاً للافكار المحيطة طالما أننا اشخاص طبيعيين نتفاعل مع البيئة المحيطة .
ما هي الضوابط التي تحكم هذه الانحرافات و لا تترك لها مجال أن تتعمق في دواخلنا و تصبح تطرف و سلوك مستديم ؟!
نحن نتحدث عن انحرافات أخلاقية ، انحرافات في السلوك اليومي ، انحرافات عقائدية ، انحرافات مجتمعية ، و قد تمتد هذه الانحرافات و تزيد تبعاً لتنوع المجتمع و تنوع التسهيلات .
و نحن نتحدث عن أسرة و مدرسة و حارة و عائلة و مسجد و خطيب جمعة و سائق سيارة و"مننساش" الأقران،، و نسرح في مجال تاني نحكي عن التكنولوجيا بإعلامها المجتمعي و الموجه و منتجات المعرفة لهذا المجتمع و اتجاهات التفكير الإنساني البحت و خصائص المجتمع المدني الذي تكون عبر الزمن و مكونات هذا المجتمع ،، ضف عليهم الاتجاهات السياسية على اختلاف مصادرها و قوتها .
لماذا أنا لست منحرف !
لأنني استطعت تطويع جميع المدخلات السابقة و استخدمتها لتقويم الانحراف و هذا ما منع الانحراف أن يتحول إلى سلوك و من ثم الى تطرف ،
استطعت أن أكوّن اسئلة نقدية تبحث في أصل القول أو السلوك ..
استطعت أن أصل لمرحلة لا بأس بها من تقبل الرأي الآخر و احترامه ..
استطعت أن أصل لمرحلة لا بأس بها من مهارات الاستماع الجيد ..
استطعت أن افهم فلسفة الدين و المغزى من وجوده و أن الدين ليس غاية ..
استطعت أن أذهب باتجاه الترغيب و أحيد عن الترهيب ..
استطعت الوصول إلى قناعة حقيقية عن النهايات ..
كل ماسبق كوَّنَ بداخلي عقيدة لا يمكن حلها بسهولة و بالتالي عملت كمؤشر ضابط لكل الانحرافات التي مررت بها،، منها ما تخلصت منه و منها ما أحاربه حتى هذه اللحظة .