ذكرى استشهاد المناضل علي العبد إبراهيم أبو عيشة (أبو المهد)

تابعنا على:   14:04 2017-08-13

اللواء ركن/ عرابي كلوب

على العبد إبراهيم أبو عيشة من مواليد مدينة بئر السبع عام 1933م، أمضي فيها مرحلة طفولته حتى عام النكبة 1948م التي حلت بالشعب الفلسطيني وتم تهجيره وطرده من دياره آنذاك مجبراً على الرحيل حيث شاهد بأم عينه عدداً من المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أبناء شعبنا المدنيين العزل.

بعد الهجرة أستقرت العائلة في حي الشجاعية بقطاع غزة مخلفة وراءها بقية أهله الذين فرقتهم النكبة في بلاد الشتات العربي.

أصبح معيلاً لأسرته المهجرة، ومأخوذاً بروح الثورة التي كانت تنبض في قلوب الفلسطينيين ومجموعات الفدائيين التي تشكلت ضمن وحدات سرية وآخري علنية في خمسينيات القرن الماضي والتي كانت تقوم بعمليات فدائية داخل أرضنا الفلسطينية المحتلة، فالتحق عام 1955م في كتيبة الفدائيين الفلسطينيين التي كانت برأسة العقيد/ مصطفى حافظ والتي أطلق عليها الكتيبة (41)، حيث لاقت الكتيبة ترحيباً شعبيا من أبناء شعبنا الفلسطيني وانخرط فيها العديد من الشباب في ذلك الوقت لأداء الواجب الوطني.

شارك مع رفاقه الفدائيين في العديد من العمليات الفدائية داخل الأراضي المحتلة والتي أقلقت مضاجع العدو الإسرائيلي من جراء تلك العمليات، حيث أصيب في احدى العمليات بإصابات متفرقة في جسده وفقد أحدى عينيه خلال تنفيذه لاحدي العمليات الفدائية داخل فلسطين المحتلة.

بعد هزيمة حزيران عام 1967م واحتلال ما تبقي من الأرض الفلسطينية وبعض الأراضي العربية، قرر مغادرة القطاع حيث أنضم إلى صفوف حركة فتح في الأردن، وعمل في العديد من المواقع منها القطاع الجنوبي.

شارك في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/03/1968م، وأصيب مرة أخرى في بطنه.

بعد أحداث أيلول الأسود عام 1970م غادر الأردن إلى سوريا وعمل مدرباً في معسكر بيت نايم ومن ثم انتقل إلى الهامة حيث عين مديراً للسجن في معسكر الهامة وحتى قصف المعسكر بتاريخ 08/09/1972م، أنتقل بعدها وعمل في المالية العسكري تحت أشراف الأخ/ فؤاد الشوبكي.

اعتقل من قبل المخابرات السورية عام 1976م ومكثت بضعة أشهر في السجون السورية وتم ترحيله إلى لبنان.

بعد وصوله إلى لبنان التحق للعمل في المقر العام والذي شكلت منه القوه المركزية في لبنان تحت قيادة العقيد/ إبراهيم أبو شلحة (أبو فجر) وأستمر في عمله حتى تاريخ استشهاده.

أستشهد المناضل/ علي العبد أبو عيشة (أبو المهد) بتاريخ 13/08/1978م إثر عملية التفجير الجبانة للمبني الذي كان يقطنه مدنيون وتتواجد به قيادة جبهة التحرير الفلسطينية في مقرهم الموجود بالعمارة بمنطقة الفاكهاني والذي كان مؤلفاً من عشرة طوابق وراح ضحية أكثر من 230 شهيد، منهم 35 شخص يتبعون جبهة التحرير الفلسطينية و17 شهيد من حركة فتح ونحو 176 شهيد من المدنيين الأبرياء حيث نفذت تلك العملية الجبانة بأيدي عميلة تتبع الجبهة الشعبية (القيادة العامة) بقيادة أحمد جبريل حيث كان مستهدفاً اجتماع لقيادة جبهة التحرير الفلسطينية.

كان الشهيد/ أبو المهد واحداً من أبناء فلسطين الذين نذروا أنفسهم من أجل الوطن والشعب والقضية، كان ذو سمعة طيبة وأخلاق حميدة، كان مدافعاً صلباً وفدائياً حقاً منذ نعومة أظفاره.

رحل أبو المهد مبكراً والعين تدمع على فراقه، ملتحقاً بقوافل المناضلين الشهداء الذين رحلوا ليعبدوا الطريق للأجيال القادمة.

لقد غرس الشهيد/ أبو المهد في أبناءه حب الحق وكره الباطل، وعلمهم حب الوطن وعشق المقاومة.

رحم الله الشهيد المناضل/ علي العبد إبراهيم أبو عيشة (أبو المهد) وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار