شهداء معركة "البوابات"..مشاعل للقادم الكفاحي!

تابعنا على:   11:04 2017-07-25

كتب حسن عصفور/ لن تنتهي معركة القدس والأقصى، بإزالة "البوابات الإلكترونية" واستبدالها بأدوات "ذكية ومتطورة"، للسيطرة على حركة القادمين للحرم القدسي الشريف، بل فتحت "معركة الأيام الإثنى عشر"، "أبوابا كفاحية" بعد ان أصباها "خمول مفاجئ" نتيجة الملاحقات الأمنية المشتركة لكسر روح المقاومة..

دولة الكيان تزيل "أبوابها الإلكرتونية"، ضمن ما يمكن تسميته "مساومة ملتبسة"، ستعرف لاحقا بمساومة "ازمة الحارس القاتل"، حيث وجدت حكومة نتنياهو في ما حدث في سفارتها بعمان، "فرصة لتغطية قرار كانت ستجبر على إتخاذه"، بل وبدأت عمليا بتركيب البدائل، قبل أزمة السفارة، لكنها كما التقليد تعمل على الظهور بمن يقدم "شيئا مقابل شيء"..

والحق أن الأردن أيضا وجد بها ما عزز مكانته في التأثير على مجرى معركة القدس، وظهر كأنه "صاحب اليد الطولى" فيما سيكون لاحقا من "ترتيبات"، تمت دون الأخذ بأي رأي لسلطة الحكم المحدود ورئيسها في رام الله، ما يمثل "نكسة له وفريقه" الذي تعامل مع المعركة متأخرا جدا، وبشكل "إستعراضي" خارج الفعل الحقيقي"، ولم يقدم خطوات جادة لتصويب مسار الواقع الوطني..

معركة الأيام الإثنى عشر، سيكون لها ملامح تأثير تفوق مدتها الزمنية، وتفوق كثيرا ما حدث من انفجار وطني وشعبي، قادته القدس أهلا ومكانا، وكسرت كل محاولة صنع "جدار" بين المقدسيين وأهل بقايا الوطن، بل ربما فتحت المعركة سؤالا حول ما سيكون لها من أثر على مضمون القيادة السياسية للشعب الفلسطيني في ما بعد عباس، وربما قبل رحيله..

معركة الأيام الإثنى عشر، هي البداية الحقيقية لفتح جوهر المواجهة الكبرى التي لم تنته بعد، حول حقيقة المكان تاريخا وواقعا ومسمى، وأن معركة مقاومة التهويد هي القادمة وقد لا يطول حضورها، فمن حاول تمرير موافقته على التهويد، ومنح البراق "هدية" لدولة الكيان، أسقط من حساباته "مخزون الغضب" الذي سينفجر يوما، ليكسر ظهر المؤامرة وصانعيها..وما حدث في الأيام الماضية ليس سوى "بروفة عملية معمدة بدم شهداء وجرحى وأسرى ومعتقلين" للقادم الأكبر..

معركة الإثنى عشر يوما لإزالة البوابات ليست سوى رسالة "قصيرة جدا" على طريقة "تغريدات وسائل التواصل الإجتماعي"، ستجد فيما تحقق ملمح ربح سياسي مؤقت، لكنه ليس "نصرا سياسيا"، ولذا ما سيكون هو العمل على معركة "اليوم التالي" لهزيمة الكيان المؤقتة"، والاستعداد لمواجهة قد لا تتأخر كثيرا، ستبدأ حكومة الاحتلال بالعمل على فرض وقائع تهويدية جديدة بمساعدة الإدارة الأمريكية، التي ستستغل "هوان سلطة الحكم المحدود" وتبدأ في عملية إبتزاز سياسي لها، كي لا تبدو أنها خارج النص السياسي - هذه مسألة ستناقش في قادم الأيام لو كان هناك عمرا - ..

معركة الإثنى عشر يوما لنصرة القدس والأقصى قدمت صورة كفاحية أربكت المحتل، وجهازه الأمني، ولخصها رئيس اركان جيشه "إيزنكوت" بتعريف ما كان، أنه عمل جديد يختلط به الوطني بالديني، ومخاوف من بروز "قيادة" لها سمات غير التي يعرفها الآن..كلمات لن تمر مرورا عابرا، وستجد "تحالف شيطاني" جديد لمواجهة المخاوف الجديدة التي ستحاول حكومة نتنياهو تقديمها لسلطة عباس..

معركة الإثنى عشر يوما قدمت ستة كواكب روت بدمها أرض الوطن وأرض عما، وغالبهم يحملون اسم محمد، من غنايم الى الجواودة في عمان..شهداء يستحقون جميعها تكريما خاصا، وأن تصبح اسماء هذه الكوكبة من الشهداء حاضرة في شوارع بقايا الوطن أو مدارسه أو مؤسسات وطنية، كي يعلم العدو قبل الصديق مغزى هذه المعركة..شهداء أرض فلسطين الخمس مضافا لها الشهيد محمد الجواودة "إبن عشيرة الدوايمة" الفلسطينية هم شهداء يستحقون التكريم بطريقة مختلفة..الى جانب جرحى المعركة وأسراها عل هذه الدماء والمعاناة تفتح "وعيا" لمن فكر بحصار الشهداء والأسرى والجرحى اياما ما قبل معركة الأقصى..

المعركة لم تنته بعد..لكن دروسها تفوق كثيرا ايامها..دروس سياسية - وطنية كشفت كثيرا من روح الكفاح المخزون وكثيرا من "عار مخزون" ايضا..

للشهداء الستة رحمة وفخرا..ولجرحى المعركة ومعتقليها تقديرا ووساما وطنيا، ولشعب أكد ان مقولة الخالد المؤسس الشهيد ياسر عرفات، بأنه شعب أعظم من قيادته لم ينل منها محاولات البعض كسر شوكته..

ملاحظة: ما كشفته الجبهة الشعبية عن تطاول رئيس سلطة الحكم المحدود عباس على ممثلها في لقاء "القيادة" مؤشر أن اللقاء كان تلفزيوينا لإنقاذ ماء الوجه بعد عار الهروب..عفكرة التطاول بلا سبب اسمه قلة أدب..هيك من زمان قالوا!

ممثل فلسطين في الأمم المتحدة قال فشلنا بأي شي في مجلس الأمن بسبب أمريكا..سنرى كيف لهذا القول أن يكون مع لقاء عباس وممثلي ترامب!

اخر الأخبار