لقاء عربي ينتظر "مساومة" على المقدس..عاركم يتسع!

تابعنا على:   11:01 2017-07-24

كتب حسن عصفور/ منذ عملية "الأسباط" في القدس المحتلة، ولعبة حكام تل أبيب لمحاول استراق "واقع" جديد لفرض "تهويد" منطقة المسجد الأقصى وساحته، اعتمادا على موافقة فئة فلسطينية، قدمت له "البراق ساحة وحائطا"،  والنظام الرسمي العربي، كما كان الفلسطيني يتعامل مع "هبة القدس"، كأنها حدث عابر مصيره الى "هدوء ونسيان"، تنتهي بما يرده الكيان والبعض الرسمي من فرض "تقاسم" بين مقدس اسلامي" و"مقدس يهودي"، كما أعلن من باتوا خارج النص الوطني مهما غلفوا ذاتهم بكذب سياسي حباله لن تطول..

الرسمية العربية، أنظمة وجامعة، تحركت كلاما وهاتفا، بعد أن أدركت حكومة تل أبيب، بلسان قادتها الأمنيين، ان القائم الكفاحي الراهن يحمل بعضا مما لم يكن قديما، هبة تتسم بروح الكفاح الوطني والتحرري الى جانب عمق الأثر الديني فيما يدافعون، ببعد ثقافي وتاريخي بأن حماية المكان من التهويد هو حماية لفلسطين الهوية والقضية والتاريخ، وأن "معركة القدس" هي اختبار لمعركة المشروع الوطني..

فجأة أعلن أحمد أبو الغيط امين عام "الجامعة العربية" عن إجتماع عربي وزاري يوم الأربعاء، بعد أن تذكر أن القدس "خط أحمر"، رغم ان الحرب العملية بدأت يوم 14 يوليو، وليس 22 يوليو، وكان الاعتقاد أن العرب الرسميين جاءوا متأخرين، خيرا من أن لا يأتوا أبدا، ويبدو أن "زحمة سياحة الصيف" أجبرت ابو الغيط على تأجيل اللقاء الى يوم الخميس..

لا نعلم هل يعلم من سيلتقي وزاريا عربيا كم شهيدا وجريحا سيكون سقط قبل أن يجد "وزاري عربي" مكانه في القاهرة، وقبل هذا كيف يمكن أن يكون هناك لقاء في مجلس الأمن اليوم 24 يوليو لمناقشة تطورات القدس، واللقاء العربي سيأتي بعد ذلك بأيام..

نظريا، أو أبجديا، كان على العرب "شكليا"، ان يبدأوا هم قبل غيرهم، اللقاء الوزاري، ومنه يتم "صياغة موقف موحد متفق عليه"، يصبح ملزما لأي حراك سياسي مع كل أطراف المنظومة السياسية، والتي عليها أن تلتزم بقرار عربي، وليس ان تناقش مؤسسة دولية الوضع في القدس والأقصى، وقد تخرج ببيان ما، لا يريح ولا يرضي، وقد لا يسمن عن "جوع" ثوار الهبة المقدسية، بل ربما تبث سموما كما بثها الأمين العام للأمم المتحدة الذي كسر كل إحترام سياسي للهيئة الدولية عندما "سال دمعه" على مقتل مستوطنين هم جزء من آلية احتلال، ولم ينبس بحرف على اعدام عشرات شباب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال..والعار أن تصمت المؤسسة الرسمية الفلسطينية على تصريحات غوتيريش.

بالتأكيد، سنجد من بين عرب المنظومة المثقلة ببلادة الشعور السياسي نحو فلسطين والمقدسات الوطنية، من يختبئ خلف عدم رغبة قيادة سلطة الحكم المحدود بلقاء رسمي، كي لا تصبح ملزمة بقرارات محددة، تربك "حركة المساومة" التي تعتقد انها قد تقدم عليها مع سلطات الاحتلال، أو بعض دول عربية تبحث كل منها عن "تسوية ما" للأزمة، بما يحقق لها مكانة ما على حساب "المقدس الفلسطيني"..

نعم، تأجيل اللقاء العربي هو انتظار لمساومة ما قبل اللقاء، علها تأتي من هذا أو ذاك، الرسمي الفلسطيني أو رسمي عربي، خاصة بعد أن بدأت شبكة الموقف الاسرائيلي تتآكل مع حضور شعبي ووطني مختلف، رغم الانقسام والخداع السياسي لغالبية فصائل العمل، من يحكم أو يساند أو يبحث عن مكانة ودور..

دون مبالغة، لهؤلاء بلا أي مسمى ، هبة القدس تقول لكم مسبقا "نأبكم طلع على شونة"..لن تحصلوا على ما تأملون..المقدس الديني هو مقدس وطني، وأماني المتخاذلين لن ترى نورا كافيا لتمرير الانكسار!

ملاحظة: عار أن تصمت الرسمية الفلسطينية على كل مؤسسة دولية تدين أي عمل ضد المستوطنين كونهم جزء من آلية الاحتلال الاستعماري الاستيطاني..صمت على غوتيريش وصمت على الاتحاد الأوروبي و"الرباعية الدولية"..كلمنجية البعبعة ضد الآخر وينكم!

تنويه خاص: غياب أداة موحدة، وغياب اللقاء الرسمي اليومي وعدم تشكيل أدوات متفق عليها، مؤشرات أن الهبة المقدسية تنال "العاطفة" أكثر من الحق العملي!

 

اخر الأخبار