شِدوا الرِحَال الي مَسجِدكُم..!

تابعنا على:   14:41 2017-07-23

محمود سلامة سعد الريفي

" لا حق للإرهابين العرب والقتلة الفلسطينيين "بأورشليم" وحائط المبكي المقدس وعلينا ان نعيد بناء هيكلنا المقدس هنا من جديد" هذا ما يؤمن به شلومو وديفيد ونتاشا ممن جاءوا مستوطنين من بلاد بعيدة تنطلق مفاهيم هؤلاء الغزاة العراه من عنوان الصهيونية وشعار اليهودية المتطرفة التي لا تعترف بالوجودي العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه علي ارض فلسطين وفي المدينة المقدسة الزاخرة بالمقدسات الاسلامية والمسيحية, وعلي الدوام شكلت القدس والمسجد الأقصى مركز للصراع الكوني , وتاريخياً لا حق بالمطلق لليهود في القدس ولا في المسجد الأقصى المبارك هي ارض اسلامية ومسجدها المبارك يدحض خرافاتهم واسفارهم ومعتقداتهم هو الشاهد علي رحلة الاسراء والمعراج وموطأ قدم نبي الأمة "محمد بن عبد الله صل الله علية وسلم" برهان كاف وخير دليل ما أنزله الله في كتابه العزيز وذكر في اكثر من محل المسجد الأقصى واكنافه في اشارة واضحة لا تقبل التأويل لإسلامية القدس ومساجدها والمكانة السامية والمقدسة للمسجد كأولي القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين الدفاع عنه جزء من عقيدة الاسلام و المسلمين الراسخة مهما كلف الامر من ثمن سيكون رخيصاً امام طهارة وقداسة المكان بقيمته المادية والمعنوية كمعلم اسلامي مقدس والاكثر طهارة و قداسة بعد بيت الله الحرام اللذان شهدا علي رسالة السماء الي الارض, علي كل المسلمين شد الرحال الية ونصرته وحمايته من الاقتحام و التدنيس ومحاولات تهويده المتواصلة وفك اسره ومنع تقسيمه هذه مسؤولية دينية واخلاقية وروحية لا تقف عند المقدسين و الفلسطينيين وحدهم وان كان لهم شرف الدفاع عنه و الموت علي اعتابه وانما واجب الامة الاسلامية اليوم ان تنهض من كبوتها وتستجمع قوتها لتدافع عن شرف الأمة وقدسها ومقدساتها امام الهجمة الاحتلالية المستعرة يقودها اليمين المتطرف ويدعمها غلاه المستوطنين و الاحزاب الدينية التلمودية المتطرفة.

لم تتجرأ دولة الاحتلال علي وضع البوابات الالكترونية حول المسجد الأقصى

المبارك الا بسبب حالة الوهن العربي السائدة وانقسام الفلسطينيين الأمر الذي اثر علي بشكل واضح علي مواقفنا وردود افعالنا تجاه ما تقوم به دولة الاحتلال من قتل وتنكيل وتدنيس للمقدسات ونهب للموارد ومصادرة للأرض استطاعت هبة القدس ان ترمم ردود الفعل وتوجيه البوصلة نحو الاحتلال ومواجهة اجراءاته القمعية وسياساته العنصرية بحق المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة ومواطنيها وخلق واقع جديد يمتلك زمامه الفلسطيني ويقف نداً اعزلاً في مواجهة اجراءات فاشية فرضها علي المسجد الأقصى بعد تنفيذ ثلاثة من فلسطيني الداخل المحتل عملية عسكرية عند اسواره استغلتها دولة الاحتلال لتنفيذ مخططها التهويدي التلمودي والهيمنة عليه وتقييد الدخول الية من خلال اتباع اجراءات صارمة بدأتها بإغلاق المسجد امام روادها ومنع الصلاة فيه من خلال احاطته ببوابات الكترونية لتفتيش المصلين وكشف اي اسلحة تدخل باحات الحرم المقدسي..! ما دفع بالمدينة المقدسة نحو تفجر الاوضاع وتعاظم كرة اللهب وخروج الاوضاع الامنية عن دائرة السيطرة وهذا ما لم يكن متوقع ومثل فشلا ذريعا لأجهزة الامن الاحتلالية واخفاق في تقدير الموقف..! علي اعتبار ان الامر سيتعاطى معه المقدسيين والفلسطينيين..! لكن تطور الاحداث بشكل دراماتيكي الي صدام برهن علي حقيقة ان الوضع في القدس وحول المسجد قابل للاشتعال السريع وقد تمتد النيران الى ابعد من ذلك حينها لا يمكن السيطرة علي الحريق وانتشاره في كل الاتجاهات..! ولا يمكن المرور علي ما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحديداً مركز الاحداث في المديمة المقدسة وحول مسجدها الأقصى دون تسليط الضوء علي قراءة ما يحدث حيث

-        فشلت دولة الاحتلال وعلي رأسها اليمين المتطرف وغلاه المستوطنين في تمرير مخطط السيطرة علي المسجد وتقسيمه زمانيا ومكانيا كما حدث سابقاً مع المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة علي اثر مذبحة الحرم منتصف شهر رمضان من العام 1993م.

-        اثبتت الهبة الجماهيرية ان الشعب الفلسطيني شعب حي و عوامل ومقومات وحدته تفوق كثيرا بقاء انقسامه الي الابد وان الهم واحد والمصاب واحد وواجب الدفاع عن الارض والمسجد يجتمع حوله كل فرقاء السياسة والمتخاصمين والخصوم, وانه بالإمكان انهاء الانقسام الفلسطيني وطي صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني جاءت وبالاً عليه واثرت علي قضيته العادلة ومعركته العادلة مع الاحتلال المغتصب استفاد من استمراره ويسعي جاهداً لبقائه.! ان الاوان لينتهي الانقسام البغيض وتوحيد الجهد والادوات والطاقات والامكانات المتعددة و المتنوعة بما يخدم نضال الشعب الفلسطيني وتحقيق حريته وانهاء الاحتلال.

-        جماهير القدس المحتلة يقفون في الصف الاول في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وفشلت رهانات واجراءات دولة الاحتلال العنصرية التي تتبعها منذ 5 عقود بحق المدينة المقدسة ومواطنيها من نزع الارتباط الفطري والعضوي بالمدينة ومسجدها ويحسب لصمودهم الف حساب امام اجراءات قاسية ومجحفة يتحداها المقدسيون طالت كل مناحي حياتهم وحقوقهم واثبتت فشلها من النيل منهم..!

-        الهبة الجماهيرية في القدس وفي الاراضي الفلسطينية ارسلت رسائل عديدة لم تتوقف عند دولة الاحتلال بل تعدتها الي اطراف عدة نال الادارة الامريكية قسطاً منها التي وعدت الكيان المحتل بنقل سفارتها الي مدينة القدس على اعتبار انها عاصمة دولته وان امر النقل مسألة وقت وغالباً ما اكدت علية الخارجية الامريكية وحتى وقت قريب..! لكن علي ما يبدو مع الوضع القائم وحجم الاستنهاض والزخم الشعبي الرافض لإجراءات الاحتلال تجاه المسجد سيكون علي امريكا ان اقدمت علي ارتكاب حماقة بنقل سفاراتها الي القدس تحمل تداعيات النقل..! الامر ان حدث سيصب مزيداً من الزيت علي النار المشتعلة علي اعتبار ان القدس عاصمة الفلسطينيين الابدية ولا دولة بدونها لم يعد مجرد شعار فقط .! والاعتراف الدولي بها جاء واضحاً وصريحاً ولا يقبل التأويل وفق ما صدر عن الامم المتحدة وهيئات ومؤسسات دولية اخري تتبع لها تعتبر القدس ومقدساتها اراضي احتلت عام 1967م ومنها اليونيسكو التي اقرت بحق الشعب الفلسطيني بالمسجد الأقصى المبارك وان لا حق لليهود فيه او بأي من معالمه ما يدحض الرواية الاحتلالية بحق اليهود بالمسجد وحائط البراق يطلقون علية "حائط المبكي".

-        ما اقدمت علية سلطات الاحتلال من اجراءات تعسفية وعنصرية بحق مسري نبي الأمة صل الله علية وسلم استفز واستنفر الشعوب العربية وهذا ما لم تتوقعه علي اعتبار ان الدول العربية منشغلة بأوضاعها الداخلية وتتسابق حكوماتها للتطبيع مع دولة الاحتلال..! لكن الوقائع علي الارض اثبتت عكس ذلك..! ظهر ذلك من حجم التفاعل والاستنكار لما اقدم علية الكيان المحتل ودللت تظاهرات الغضب ورد الفعل الغير متوقع علي ان الشعوب العربية لازالت بخير ويمكن استنهاضها والتعويل عليها وان حب فلسطين حاضر والقدس ومسجدها حاضرين في وعي ووجدان وقلوب الشعوب العربية وان الرهان عليها لا يخسر بالمطلق علي عكس حكوماتها ما يضع التطبيع مع دولة الاحتلال في مهب الريح وما يؤكد ذلك البرهان بالدليل القاطع الذي يعكسه التطبيع الغير مكتمل والمنقوص رغم مرور عقود علي اتفاقيتي السلام بين مصر والاردن من ناحية ودولة الاحتلال من ناحية اخري رغم محاولات الاخيرة لتحقيق تطبيع شامل وارساء علاقات بمجملها تقتصر على الحكومات الرسمية دون امكانية التطبيع مع الشعوب التي تناصب دولة الاحتلال العداء ولا تستسيغ وجودها واعتبارها جسم غريب عن الدول العربية كانت ولازالت سبباً في معاناة شعب عربي احتلت ارضه وطردته واقامت كيانها علي انقاضه وهذا ما لا يمكن اغفاله او نسيانه بالتقادم.

-        الرهان الراسخ والحقيقي والمتين والقوي والعميق يكون علي وحدة الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه السياسية وانتماءاته الحزبية اولاً..! وأي رهانات أخري علي تحالفات اقليمية لن تخدمنا كفلسطينيين .! والان الكل الفلسطيني مطالب بموقف وطني جمعي يرتقي الي مستوي الحدث ومواجهة ما تتعرض لها المدينة المقدسة ومقدساتها من هجمة شرسة تستدعي توحيد الصف الوطني ونبذ أي خلافات وتوجيه البوصلة من جديد نحو من يحتل الارض وينكل ويقتل ويستبيح الحرمات و المحرمات ويدنس المقدسات ويفرض قيودا عنصرية علي مقدساتنا ومساجدنا مستفيدين من الزخم الجماهيري وحجم الحراك الشعبي المعبر عن عروبة القدس والرافض لأي اجراءات احتلالية تهدف الي تغير الواقع القائم في المسجد ومحيطه سواء كان بتركيب البوابات الالكترونية التي تسببت بتفجر الاوضاع الامنية او أي استبدالها بأي وسائل تقنية اخري مهما كانت يرفضها الفلسطينيون ولا يمكن تمريرها.! هذا ما تحاول سلطات الاحتلال القيام به للتخفيف من حالة الاحتقان السائدة ولكن الامر عبثاً لن يهدأ ويتجه نحو مزيد من التصعيد وانفجار الوضع الميداني الي نقطة يصعب الرجوع عنها امام تعنت وصلف قادة الاحتلال وهنا الاختبار الابرز للقوي والفصائل و الفعاليات الشعبية و الرسمية الفلسطينية وامام ذلك فرصة تاريخية سانحة لتطبيق عاجل وفوري للدعوات بتحقيق الوحدة و ترجمة التصريحات والاقوال الي فعل لو تم من المؤكد سيحدث تغيرا ويخلق حالة من التوازن والقوة والزخم في التصدي لسياسات الاحتلال وغطرسته واجراءاته ليست في القدس المحتلة وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك فقط.! وانما تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتبني مواقف ثابتة وموحدة وراسخة ستؤثر ايجاباً علي الحالة الفلسطينية وتدعم المشروع الوطني التحرري وانتزاع الحقوق الوطنية الثابتة بالدولة المستقلة علي حدود حزيران 1967م وعاصمتها القدس الشريف دولة كاملة السيادة علي جزء من فلسطين التاريخية..

اخر الأخبار