الذكرى الأولى لرحيل القائد تيسير قبعة
اللواء ركن / عرابي كلوب
اليوم هي الذكرى الأولى لرحيل القائد / "محمد تيسير" يوسف قبعة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، والقيادي المؤسس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد قيادات حركة القومين العرب والذي انتقل الى رحمة الله تعالى يوم الخميس الموافق 21/7/2016م في العاصمة الأردنية عمان.
ولد " محمد تيسير " يوسف قبعة في مدينة قلقيلية بتاريخ 20/8/1938م انهى دراسته الأساسية والإعدادية ومن ثم الثانوية في مدارسها عام 1958م، التحق بعدها بجامعة دمشق للدراسة ( كلية الحقوق ) وأثناء ذلك انتخب رئيساً لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سوريا، حيث كان عضواً في حركة القومين العرب.
اعتقل تيسير قبعة في دمشق بعد الانفصال عن مصر عام 1961م وأبعد بعدها الى القاهرة حيث التحق بكلية الآداب بجامع القاهرة، انتخب في ذلك الوقت رئيساً للاتحاد العام لطلبة فلسطين وبقي رئيساً لها حتى عام 1967م.
أثناء ترأسه للاتحاد قام بالعديد من الزيارات للدول العربية والأوربية وتحديداً الدول الاشتراكية وذلك لتنظيم الطلبة الفلسطينيين في تلك الدول ضمن اطار الاتحاد العام للطلبة، وكذلك شرح عدالة القضية الفلسطينية أثناء توليه رئاسة الاتحاد لطلبة فلسطين حضر الرفيق/ تيسير قبعة العديد من المؤتمرات الطلابية في أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية وأفريقيا، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وكان عضواً في مجلس السلم العالمي ، وعضواً في منظمة التضامن الأفرو اسيوي، شارك في المؤتمر الأول للمجلس الوطن الفلسطيني الذي عقد في مدينة القدس عام 1964م ممثلاً عن الاتحاد العام لطلبة فلسطين.
نال الرفيق / تيسير قبعة درجة البكالوريوس ثم الماجستير، في التاريخ في حزيران عام 1967 وخلال العدوان الاسرائيلي ترك الجامعة والاتحاد وعاد مع العديد من الطلبة الفلسطينيين الى الضفة الغربية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
تم اعتقال تيسير قبعة في مدينة القدس بتاريخ 20/12/1967م وبقي في السجن أكثر من ثلاث سنوات حيث شنت حملة عالمية لإطلاق سراحه عام 1971م وتحت الضغط العالمي تم ابعاده الى الأردن عن طريق صحراء النقب.
غادر الأردن بعد احداث تموز عام 1971م واستقر به المطاف في لبنان، وكان يتنقل ما بين سوريا ولبنان والعراق.
انتخب الرفيق/ تيسير قبعه عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الدورة التاسعة من 13/07/1971م إلى 12/04/1972م وكذلك الدورة العاشرة من 12/04/1972م إلى 12/01/1973م، كأول ممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فيها.
ترأس الرفيق/ تيسير قبعه الوفد الفلسطيني لمؤتمر الشباب العالمي في برلين وكوبا عامي 1973-1978م.
الرفيق/ تيسير قبعه كان عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
خلال مسيرته النضالية عام 1964م زار الرفيق / تيسير قبعه على رأس وفد من الاتحاد العام لطلبه فلسطين الصين الشعبية، كما زارها ثلاث مرات اخرى خلال سفره مع وفود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما زارها على راس وفد المجلس الوطني الفلسطيني أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للاتحاد البرلماني العالمي.
حضر الرفيق/ تيسير قبعه العديد من مؤتمرات القمة العربية والقمة الأفريقية ودورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما حضر العديد من المؤتمرات البرلمانية للاتحاد البرلماني الدولي والعربي، وقابل العديد من الرؤساء العرب والأجانب .
لم يمنعه المرض من الاستمرار في مسيرة النضال حتى آخر يوم في حياته.
تزوج الرفيق / تيسير قبعه من السيدة/ ابتسام نويهض ورزق بثلاث بنات وولد اسماه ( فارس )
عمل الرفيق/ تيسير قبعه لسنوات طويلة في المجلس الوطني الفلسطيني، وكان عنواناً للوحدة الوطنية، كما كان سفيراً لوجه فلسطين المشرق والوطني بكافة المؤتمرات والندوات الدولية واللقاءات التي كان يمثل فيها فلسطين على أكمل وجه.
كان الرفيق/ تيسير قبعه فلسطينياً بامتياز، وهو جزء من تاريخ شعبنا الفلسطيني، تاريخ حافل بالنضال الوطني والقومية العربية، حافظ على وحدة الصف الفلسطيني في اطار ( م. ت . ف )
لم يترك الرفيق / تيسير قبعه ساحة من ساحات النضال الوطني والقومي الا وترك اثراً فيها، وكانت له بصماته من خلال عمله في السنوات العشرين الأخيرة كنائب اول لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني وفي المحافل البرلمانية العربية والدولية.
تيسير قبعه قائداً وطنياً فلسطينياً، قومياً، عربياً، أصيلاً.
كان فلسطينياً حتى النخاع وقومياً أممياً عملاقاً ومدرسة في النضال، قد تختلف معه في الرأي ولكنك، لا تملك الا ان تقدر وتحترم رأيه وتستفيد من تجربته الغنية.
أعطى وافني عمره وحياته من اجل قضية شعبه، سجن وعذب وأبعد عن الوطن، لكنه لم يتراجع ولم ينحني وبقي شامخاً حتى وافاه الأجل المحتوم.
عاد الرفيق/ تيسير قبعه الى ارض الوطن في شهر نيسان عام 1996م خلال انعقاد المجلس الوني الفلسطيني في غزة، حيث لم تكن اسرائيل موافقة على عودته سابقاً، اعيد انتخابه نائب لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني وفي كانون اول عام 2015م انتخب نائباً لرئيس البرلمان الانتقالي، كما انتخب نائباً لرئيس الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية في شهر آذار عام 2006م.
سافر الى المانيا من اجل العلاج الا انه عاد الى عمان قبل الوفاة
انتقل الرفيق/ محمد تيسير قبعه ( أبو فارس ) الى رحمة الله تعالى صباح يوم الخميس الموافق 21/7/2016م في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز الثامنة السبعين عاماً بسبب المرض اللعين، بعد حياة حافلة بالنضال الوطني من اجل حرية شعبنا الفلسطيني واستقلاله ، تجاوزت خمسة عقود كان خلالها مثالاً للمناضل الوطني الملتزم في كافة الميادين.
وقد شيع جثمانه الطاهر بعد صلاة يوم الجمعة الموافق 22/6/2016م من مسجد الكالوني في عمان ووري الثرى في مقبرة سحاب الإسلامية ، احد ضواحي العاصمة الأردنية، حيث شارك في وداعه لفيف من الجماهير الفلسطينية والأردنية والقيادات الفلسطينية وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المتواجدين في عمان.
هذا وقد نعي السيد الرئيس/ محمود عباس ( ابو مازن ) القائد الوطني الكبير تيسير قبعه الى جماهير شعبنا الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم رفيق الدرب / تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، احد القادة التاريخيين المؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائد من قادة الثورة الفلسطينية الذي وافقته المنية في العاصمة الأردنية عمان صباح اليوم.
وأكد سيادته عمق انتماء الفقيد الكبير لوطنه فلسطين ودفاعه المتواصل عن قضية شعبه الوطنية العادلة وتمسكه وإصراره على الوحدة الوطنية وعلى الحقوق الوطنية العادلة المشروعة لشعبنا حتى نيل أهدافه وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما نعي رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأخ / سليم الزعنون ( أبو الأديب ) واعضاء المجلس المناضل الكبير / تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الذي توفي صباح اليوم في عمان، واضافة المجلس في بيانه أن المناضل / تيسير قبعة أمن بحقوق شعبنا الثابتة ومثل فلسطين والمجلس الوطني الفلسطيني في الكثير من المؤتمرات والاتحادات البرلمانية العربية والدولية، وتقدم المجلس الوطني الفلسطيني من الشعب الفلسطيني ومن عائلة الفقيد وآل قبعه باحر مشاعر التعازي والمواساة.
ونعت كذلك اللجنة التنفيذية ل ( م. ت . ف ) نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وفاة المناضل / تيسير قبعه وتقدمت من الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيس المجلس وأعضاءه وعموم آل قبعه وعموم شعبنا الفلسطيني باحر التعازي واصدق مشاعر المواساة.
كما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الأممي والقومي الكبير المناضل / تيسير قبعه ، حيث كان رمزاً وعنواناً من عناوين القضية الفلسطينية .
هذا وقد أقام المجلس الوطني الفلسطيني يوم الجمعة الموافق 22/7/2016م في عمان بيت عزاء للمناضل الراحل القائد/ تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، وحضر العزاء رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وعضو اللجنة التنفيذية ب ( م. ت . ف ) عبد الرحيم ملوح وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني والقيادات الفلسطينية في الساحة الأردنية وذوو الفقيد ورفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
لقد كان الراحل الكبير / تيسير قبعه مناضلاً صلباً وأحد أبطال الجيل المخضرم ، جيل الزمن الجميل، وسوف يبقي سجله مليء بالعطاء الثوري من أجل فلسطين.
لقد فقدت فلسطين أبناً باراً من أبناءها ، رحل وفي جعبته الكثر من الأسرار ، حيث كان يهتم بأدق التفاصيل، دائم الاهتمام بالآخرين.
رحم الله القائد الكبير / " محمد تيسير " يوسف قبعه ( ابو فارس ) واسكنه فسيح جناته