الذكرى الأولى لرحيل القائد تيسير قبعة

تابعنا على:   12:28 2017-07-21

اللواء ركن / عرابي كلوب

‏ اليوم هي الذكرى الأولى لرحيل القائد / "محمد تيسير" يوسف قبعة نائب رئيس المجلس الوطني ‏الفلسطيني، والقيادي المؤسس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد قيادات حركة القومين ‏العرب والذي انتقل الى رحمة الله تعالى يوم الخميس الموافق 21/7/2016م في العاصمة الأردنية ‏عمان. ‏

‏ ولد " محمد تيسير " يوسف قبعة في مدينة قلقيلية بتاريخ 20/8/1938م انهى دراسته الأساسية ‏والإعدادية ومن ثم الثانوية في مدارسها عام 1958م، التحق بعدها بجامعة دمشق للدراسة ( كلية ‏الحقوق ) وأثناء ذلك انتخب رئيساً لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سوريا، حيث كان عضواً في حركة ‏القومين العرب. ‏

‏ اعتقل تيسير قبعة في دمشق بعد الانفصال عن مصر عام 1961م وأبعد بعدها الى القاهرة حيث ‏التحق بكلية الآداب بجامع القاهرة، انتخب في ذلك الوقت رئيساً للاتحاد العام لطلبة فلسطين وبقي ‏رئيساً لها حتى عام 1967م. ‏

‏ أثناء ترأسه للاتحاد قام بالعديد من الزيارات للدول العربية والأوربية وتحديداً الدول الاشتراكية وذلك ‏لتنظيم الطلبة الفلسطينيين في تلك الدول ضمن اطار الاتحاد العام للطلبة، وكذلك شرح عدالة ‏القضية الفلسطينية أثناء توليه رئاسة الاتحاد لطلبة فلسطين حضر الرفيق/ تيسير قبعة العديد من ‏المؤتمرات الطلابية في أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية وأفريقيا، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية ‏لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وكان عضواً في مجلس السلم العالمي ، وعضواً في منظمة ‏التضامن الأفرو اسيوي، شارك في المؤتمر الأول للمجلس الوطن الفلسطيني الذي عقد في مدينة ‏القدس عام 1964م ممثلاً عن الاتحاد العام لطلبة فلسطين. ‏

نال الرفيق / تيسير قبعة درجة البكالوريوس ثم الماجستير، في التاريخ في حزيران عام 1967 ‏وخلال العدوان الاسرائيلي ترك الجامعة والاتحاد وعاد مع العديد من الطلبة الفلسطينيين الى الضفة ‏الغربية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي. ‏

‏ تم اعتقال تيسير قبعة في مدينة القدس بتاريخ 20/12/1967م وبقي في السجن أكثر من ثلاث ‏سنوات حيث شنت حملة عالمية لإطلاق سراحه عام 1971م وتحت الضغط العالمي تم ابعاده الى ‏الأردن عن طريق صحراء النقب. ‏

‏ ‏

غادر الأردن بعد احداث تموز عام 1971م واستقر به المطاف في لبنان، وكان يتنقل ما بين سوريا ‏ولبنان والعراق. ‏

انتخب الرفيق/ تيسير قبعه عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الدورة التاسعة ‏من 13/07/1971م إلى 12/04/1972م وكذلك الدورة العاشرة من 12/04/1972م إلى ‏‏12/01/1973م، كأول ممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فيها. ‏

‏ ترأس الرفيق/ تيسير قبعه الوفد الفلسطيني لمؤتمر الشباب العالمي في برلين وكوبا عامي 1973-‏‏1978م. ‏

الرفيق/ تيسير قبعه كان عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ‏

‏ خلال مسيرته النضالية عام 1964م زار الرفيق / تيسير قبعه على رأس وفد من الاتحاد العام ‏لطلبه فلسطين الصين الشعبية، كما زارها ثلاث مرات اخرى خلال سفره مع وفود الجبهة الشعبية ‏لتحرير فلسطين، كما زارها على راس وفد المجلس الوطني الفلسطيني أثناء انعقاد المؤتمر الدولي ‏للاتحاد البرلماني العالمي. ‏

‏ حضر الرفيق/ تيسير قبعه العديد من مؤتمرات القمة العربية والقمة الأفريقية ودورات الجمعية ‏العامة للأمم المتحدة، كما حضر العديد من المؤتمرات البرلمانية للاتحاد البرلماني الدولي والعربي، ‏وقابل العديد من الرؤساء العرب والأجانب . ‏

‏ لم يمنعه المرض من الاستمرار في مسيرة النضال حتى آخر يوم في حياته. ‏

‏ تزوج الرفيق / تيسير قبعه من السيدة/ ابتسام نويهض ورزق بثلاث بنات وولد اسماه ( فارس ) ‏

عمل الرفيق/ تيسير قبعه لسنوات طويلة في المجلس الوطني الفلسطيني، وكان عنواناً للوحدة ‏الوطنية، كما كان سفيراً لوجه فلسطين المشرق والوطني بكافة المؤتمرات والندوات الدولية واللقاءات ‏التي كان يمثل فيها فلسطين على أكمل وجه. ‏

‏ كان الرفيق/ تيسير قبعه فلسطينياً بامتياز، وهو جزء من تاريخ شعبنا الفلسطيني، تاريخ حافل ‏بالنضال الوطني والقومية العربية، حافظ على وحدة الصف الفلسطيني في اطار ( م. ت . ف ) ‏

‏ لم يترك الرفيق / تيسير قبعه ساحة من ساحات النضال الوطني والقومي الا وترك اثراً فيها، ‏وكانت له بصماته من خلال عمله في السنوات العشرين الأخيرة كنائب اول لرئيس المجلس ‏الوطني الفلسطيني وفي المحافل البرلمانية العربية والدولية. ‏

‏ تيسير قبعه قائداً وطنياً فلسطينياً، قومياً، عربياً، أصيلاً. ‏

‏ كان فلسطينياً حتى النخاع وقومياً أممياً عملاقاً ومدرسة في النضال، قد تختلف معه في الرأي ‏ولكنك، لا تملك الا ان تقدر وتحترم رأيه وتستفيد من تجربته الغنية. ‏

‏ أعطى وافني عمره وحياته من اجل قضية شعبه، سجن وعذب وأبعد عن الوطن، لكنه لم يتراجع ولم ‏ينحني وبقي شامخاً حتى وافاه الأجل المحتوم. ‏

‏ عاد الرفيق/ تيسير قبعه الى ارض الوطن في شهر نيسان عام 1996م خلال انعقاد المجلس الوني ‏الفلسطيني في غزة، حيث لم تكن اسرائيل موافقة على عودته سابقاً، اعيد انتخابه نائب لرئيس ‏المجلس الوطني الفلسطيني وفي كانون اول عام 2015م انتخب نائباً لرئيس البرلمان الانتقالي، كما ‏انتخب نائباً لرئيس الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية في شهر آذار عام 2006م. ‏

سافر الى المانيا من اجل العلاج الا انه عاد الى عمان قبل الوفاة ‏

‏ انتقل الرفيق/ محمد تيسير قبعه ( أبو فارس ) الى رحمة الله تعالى صباح يوم الخميس الموافق ‏‏21/7/2016م في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز الثامنة السبعين عاماً بسبب المرض ‏اللعين، بعد حياة حافلة بالنضال الوطني من اجل حرية شعبنا الفلسطيني واستقلاله ، تجاوزت خمسة ‏عقود كان خلالها مثالاً للمناضل الوطني الملتزم في كافة الميادين. ‏

وقد شيع جثمانه الطاهر بعد صلاة يوم الجمعة الموافق 22/6/2016م من مسجد الكالوني في ‏عمان ووري الثرى في مقبرة سحاب الإسلامية ، احد ضواحي العاصمة الأردنية، حيث شارك في ‏وداعه لفيف من الجماهير الفلسطينية والأردنية والقيادات الفلسطينية وأعضاء المجلس الوطني ‏الفلسطيني المتواجدين في عمان. ‏

‏ هذا وقد نعي السيد الرئيس/ محمود عباس ( ابو مازن ) القائد الوطني الكبير تيسير قبعه الى ‏جماهير شعبنا الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم رفيق الدرب / تيسير قبعه نائب رئيس ‏المجلس الوطني الفلسطيني، احد القادة التاريخيين المؤسسين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائد ‏من قادة الثورة الفلسطينية الذي وافقته المنية في العاصمة الأردنية عمان صباح اليوم. ‏

‏ وأكد سيادته عمق انتماء الفقيد الكبير لوطنه فلسطين ودفاعه المتواصل عن قضية شعبه الوطنية ‏العادلة وتمسكه وإصراره على الوحدة الوطنية وعلى الحقوق الوطنية العادلة المشروعة لشعبنا حتى ‏نيل أهدافه وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية ‏المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ‏

كما نعي رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأخ / سليم الزعنون ( أبو الأديب ) واعضاء المجلس ‏المناضل الكبير / تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الذي توفي صباح اليوم في عمان، ‏واضافة المجلس في بيانه أن المناضل / تيسير قبعة أمن بحقوق شعبنا الثابتة ومثل فلسطين ‏والمجلس الوطني الفلسطيني في الكثير من المؤتمرات والاتحادات البرلمانية العربية والدولية، وتقدم ‏المجلس الوطني الفلسطيني من الشعب الفلسطيني ومن عائلة الفقيد وآل قبعه باحر مشاعر التعازي ‏والمواساة.‏

ونعت كذلك اللجنة التنفيذية ل ( م. ت . ف ) نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الى الشعب ‏الفلسطيني في الوطن والشتات وفاة المناضل / تيسير قبعه وتقدمت من الرفاق في الجبهة الشعبية ‏لتحرير فلسطين ورئيس المجلس وأعضاءه وعموم آل قبعه وعموم شعبنا الفلسطيني باحر التعازي ‏واصدق مشاعر المواساة. ‏

‏ كما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الأممي والقومي الكبير المناضل / تيسير قبعه ، ‏حيث كان رمزاً وعنواناً من عناوين القضية الفلسطينية . ‏

‏ هذا وقد أقام المجلس الوطني الفلسطيني يوم الجمعة الموافق 22/7/2016م في عمان بيت عزاء ‏للمناضل الراحل القائد/ تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، وحضر العزاء رئيس ‏المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون وعضو اللجنة التنفيذية ب ( م. ت . ف ) عبد الرحيم ‏ملوح وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني والقيادات ‏الفلسطينية في الساحة الأردنية وذوو الفقيد ورفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ‏

‏ لقد كان الراحل الكبير / تيسير قبعه مناضلاً صلباً وأحد أبطال الجيل المخضرم ، جيل الزمن ‏الجميل، وسوف يبقي سجله مليء بالعطاء الثوري من أجل فلسطين. ‏

‏ لقد فقدت فلسطين أبناً باراً من أبناءها ، رحل وفي جعبته الكثر من الأسرار ، حيث كان يهتم بأدق ‏التفاصيل، دائم الاهتمام بالآخرين. ‏

رحم الله القائد الكبير / " محمد تيسير " يوسف قبعه ( ابو فارس ) واسكنه فسيح جناته‏

اخر الأخبار