ذكرى رحيل اللواء عاطف عبد اللطيف بدوان

تابعنا على:   12:00 2017-06-23

اللواء عرابي كلوب

‏(عمار بن ياسر)‏

عاطف عبد اللطيف عبد الجبار بدوان من مواليد الأردن بتاريخ 21/04/1954م وهو من بلدة بيتين ‏قضاء رام الله، التحق بحركة فتح مبكراً وهو شبل عام 1968م، حيث كان من أشبال حركة فتح ‏الذين كتبت الثورة الفلسطينية سفراً خاصاً من كتابها الكبير (سفر الأشبال الثوار أو الأشبال الرجال).‏

كان عمار بن ياسر أحد أفراد دورية دخلت إلى الأرض المحتلة عام 1969م رغم صغر سنه، فهو ‏من أبطال عملية العمق واشتباك الجنيدية بالأغوار، وهو من الرجال الذين ينتظرون إلى التحديات ‏في وجهها، كان أصغر مقاتل، وكان من أشبال الشهيد القائد/ أبو علي إياد، عمل عمار بن ياسر ‏بالأغوار وقطاع (201) جرش، ثم عمل مع الشهيد/ عزمي الصغير والتحق بالقطاع الغربي عام ‏‏1969م ودخل في دورية العمق للمساهمة في استنهاض العمل الفدائي بالداخل مع زملائه، حيث ‏كان يشرف على ذلك في البدايات كل من المرحوم/ عمر الخطيب (أبو شامخ) والمرحوم/ احسان ‏سمارة (أبو القاسم)، استمر في العمل وتنقل في عدة مواقع في القوات العسكرية، كان ملاصقاً ‏للشهيد القائد/ أبو علي إياد في أحراش عجلون عام 1971م حيث صاحبه في المعارك التي حدثت ‏بين قوات الثورة الفلسطينية والجيش الأردني صيف عام 1971م، القي القبض عليه وأودع السجن ‏في الأردن وحكم عليه بالإعدام ومن ثم خفض السجن إلى لمدة أثنى عشر عاماً نظراً لصغر سنه ‏ومن ثم تم الافراج عنه لاحقاً.‏

أنتقل إلى سوريا ولبنان وشغل عدة مواقع قتالية حيث اقام علاقات وثيقة مع الأخوة/ حمدي وأبو ‏حسن قاسم ومن ثم عمل في لجنة التنظيم (77) التابعة للقطاع الغربي بعد تشكيلها وكانت تضم ‏كإطار نخبوي من المناضلين المميزين ويشهد له كثير من الضباط بشجاعته واخلاصه وتفانيه في ‏العمل.‏

كان عمار بن ياسر من أوائل من عمل في السرية الطلابية في سنوات نشأتها الأولي ومن ثم كتيبة ‏الجرمق فيما بعد.‏

شارك في دورية بفك الحصار عن مخيم تل الزعتر عام 1976م خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي ‏عصفت بلبنان آنذاك.‏

أصيب عمار بن ياسر بجراح في معارك بالجنوب اللبناني مع القوات الإسرائيلية عام 1977م.‏

شارك في الدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م.‏

تزوج عمار بن ياسر عام 1983م في طرابلس، لبنان، حيث كان يشارك في الدفاع عن القرار ‏الوطني المستقل ضد المنشقين والسوريين الداعمين لهم.‏

بناء لتعليمات القيادة فقد بقى عمار بن ياسر في طرابلس ولم يغادرها مع القوات التي غادرت وبقى ‏حتى منتصف عام 1984م، توجه بعدها إلى تونس.‏

عام 1985م صدرت له تعليمات بالعودة إلى بيروت ومكث حوالي الستة أشهر عاد بعدها إلى ‏تونس مرة ثانية وتوجه إلى الأردن مع الرئيس/ أبو عمار رحمه الله وذلك للمساعدة في حل مشكلته ‏السابقة مع الجهات الأمنية الأردنية المختصة.‏

بعد أقامته سنة في الأردن تمكن من لم شمل أسرته التي حضرت للالتحاق به وذلك بعد معاناة ‏طويلة.‏

عمل مع كل من الشهيد/ حمدي وأبو حسن قاسم ومروان كيالي الذين كانوا متواجدين في الأردن، ‏وتم اعتقاله من قبل المخابرات الأردنية لمدة عامين، اعتقل مرة ثانية عام 1991م لمدة ستة أشهر ‏وتم ابعاده إلى تونس.‏

عمل عمار بن ياسر مع الشهيد الرمز/ ياسر عرفات رحمه الله في المهمات الخاصة.‏

ذاق عمار بن ياسر المر في السجون العربية وخرج منها مؤمناً، صابراً، مجاهداً، ملتزماً.‏

كان عمار بن ياسر الجندي المجهول، رجل المهمات السرية والأمين المؤتمن لتلك المهمات، كان ‏يعمل في أصعب وأدق الظروف يخطط وينفذ، وكان يتمتع بفكر متقد ومحبة من الجميع ويتمتع ‏بالإيثار والتضحية بالنفس، وكان من مميزاته الصبر والصمت الهادئ، حيث كان رجلاً صلباً بكل ‏ما تعنيه الكلمة، حيث كانت فتح والثورة تنبض في عروقه، وكان يتمتع بالأصالة والشهامة والشرف ‏الرفيع والاحترام والاعتزاز بالنفس عمار بن ياسر كان من أحباب الشهيد/ أبو عمار والشهيد/ أبو ‏جهاد، والشهيد/ أبو علي إياد وكان من الفعاليات الأساسية في القطاع الغربي.‏

 

كان عمار دوماً صديقاً وفياً لأعضاء القطاع الغربي، ربطتهم معاً علاقة روحية ونضالية وأخويه ‏متينة، وكان قدوة بسيرته الحسنة.‏

بعد عودة قيادة المنظمة والسلطة الوطنية إلى أرض الوطن رفضت السلطات الاسرائيلية بالسماح ‏لعمار بن ياسر بالعودة وبقي في تونس حتى انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في مدينة غزة عام ‏‏1996م حضر إلى أرض الوطن كعضو مراقب في المجلس.‏

بعد العودة إلى أرض الوطن للأسف لم ينل عمار بن ياسر أي موقع حيث بقى جندياً مجهولاً.‏

انتقل اللواء/ عاطف بدوان (عمار بن ياسر) إلى رحمه الله تعالي أثر أزمة قلبية آلمت به قبل ‏غروب شمس يوم الخميس الموافق 23/06/2011م ودفن بعد صلاة الجمعة الموافق ‏‏24/06/2011م في مقبرة قرية بيتن/ رام الله وقد شاركت هيئة المتقاعدين العسكرين اصدقاء الفقيد ‏في بيت العزاء الذي أقيم له.‏

اللواء/ عاطف بدوان متزوج ورزق بولدين وثلاث بنات.‏

كان عمار بن ياسر رحمه الله يتمتع بروح المغامرة ولديه تجربة غنية وكبيرة في العمل الفدائي ‏والتنظيمي.‏

كان رحمه الله طاهر الفرج، نظيف الكف، مناضلاً صلباً، وجريئاً في قول كلمة الحق، عاش صامتاً ‏ومات صامتاً.‏

كان عمار نموذج فذ وحمل فلسطين في حدقة العين، وحمل روجه فوق كفه في كافة المهام التي ‏كلف بها من قبل القيادة، وكتب في جبهة المجد أسم بلاده بالحبر الأحمر.‏

عمار قائد ومناضل فتحاوياً بامتياز، حمل الأمانة بكل اقتدار وأفنى حياته في سبيلها، والمحافظة ‏عليها، كان صلباً، وقدوة حسنة وذو سمعة طيبة وكان مثالاً للشجاعة والرجولة.‏

أنه المناضل الوفي الصادق صاحب الأخلاق الراقية، الجندي المجهول، صاحب الشخصية المحببة ‏لدى جميع من حوله.‏

تاريخه النضالي كان مميزاً في كافة المواقع التي عمل بها.‏

لقد كنت يا عمار تعلم أن نهاية كل مجاهد ومناضل هو الموت، لقد رحلت عنا يا عمار جسداً، ولم ‏ترحل من الذاكرة الوطنية، فأنت باق في قلب ووجدان كل مناضل، وتاريخك وعطاءك ووفاءك ‏ونضالك شاهد على ذلك.‏

هكذا يمضى الرجال ولكل واحد منهم حكايته ومواقفه في ساحات النضال الوطني الفلسطيني.‏

وأخيراً ترجل فارس من فرسان حركة فتح وقواتها العاصفة، رجل المهمات الصعبة، أعطى كل ما ‏يملك عندما بخل الكثيرون، بعد مسيرة طويلة بالعطاء منذ التحاقه شبل صغير بحركة فتح عاشها ‏في عمل دؤوب من أجل فلسطين حتى وفاته.‏

وداعاً يا مفخرة الرجال ... وداعاً يا ابن بيتين.‏

سلاماً عليك يوم ولدت .... وسلاماً عليك يوم تبعث حياً.‏

اخر الأخبار