بعد قطر.. مقاطعة تركيا

تابعنا على:   12:59 2017-06-22

عباس الطرابيلي

خير الكلام ما قل ودل.. شعرت بذلك فى الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى، ونحن نفطر معه، إفطار الأسرة المصرية، أمس الأول.. وأعترف أننى أحسست برنة ألم وحزن فى جانب من كلماته.. وشعرت بالتحدى والرغبة الحقيقية فى التنمية.. والأهم تأكدت كم هو «الرئيس الإنسان» فيما يخص تخفيف أعباء الإصلاح الاقتصادى عن البسطاء من الناس.

ولكننى أقف هنا اليوم أمام ما قاله إنه كان لابد من وقفة حقيقية أمام الدول التى تمول وتدعم الإرهاب.. من فرط أدب الرئيس.. لم يصرح بأسماء هذه الدول.. وتعمدت أن أنظر فى عينى الرئيس، وهو يعلن ذلك.. فوجدت إصراراً على قبول التحدى.. والمضى قدماً فى طريق التصدى لمن يرتكب هذه الجريمة ضد كل المصريين.

أما وقد اتخذنا خطوة حاسمة مع قطر.. نحن والأشقاء فى السعودية والإمارات والبحرين.. يبقى أن نأخذ هذه الخطوة مع تركيا التى أعلنت عداءها لنا منذ اليوم الأول لهبة الشعب المصرى، بالذات فى 30 يونيو وإقصاء رجالهم وحلفائهم الإخوان عن كراسى الحكم.. فهل نجد موقفاً مصرياً وخليجياً رادعاً لتركيا التى تحتضن الإرهابيين وتسهل لهم العمل السياسى والتخريبى ضد مصر.. بل وضد العديد من الدول الشقيقة.

وبعد التصنيف الذى أبعد إيران، وجمدنا علاقتنا معها.. وقطر التى قطعنا علاقتنا معها.. ماذا عن تركيا التى تعتبر من أكبر المصدرين لمصر من سلع زراعية وغذائية وصناعية.. وهى أيضاً أكبر جاذب للسياحة المصرية.. إلى هناك!! ولو حدثت هذه المقاطعة الاقتصادية للمنتجات التركية سوف تخسر تركيا الكثير جداً.. ولن نخسر نحن شيئاً يذكر. وقولوا للناس: كم نستورد من تركيا «ومستلزمات رمضان مجرد مثال» والأدوات الصحية والسباكة والمنسوجات والملابس والفواكه والمنتجات الصناعية.

أما ما نستورده من تركيا فمهما كان كبيراً يمكننا تعويضه من دول شرق أوروبا «رومانيا وبلغاريا وقبرص اليونانية واليونان»، وهدفنا هنا هو تحريك أصحاب المصالح الاقتصادية التركية.. ضد حكومتهم المدعمة للإرهاب ليس ضدنا فقط.. ولكن ضد الكثير من الدول العربية!! وهذه المقاطعة تعتبر ضربة موجعة للاقتصاد التركى.. وتزيد قوتها لو اتخذت الدول الشقيقة نفس موقف المقاطعة، وفى مقدمتها السعودية والإمارات وباقى دول الخليج التى تمثل الصادرات التركية إليها جانباً كبيراً للغاية.

نقول ذلك لأن أصابع تركيا «الإرهابية» تعبث بشكل رهيب فى سوريا والعراق وليبيا، وتونس واليمن.. وبالطبع مصر فى المقدمة.. وليس فقط بالتمويل.. بل وبالجيوش أيضاً.. فجيوشها تعمل ضد الشعب السورى، وضد العراق، وأيضاً فى ليبيا، وكانت قواتها أول قوات عسكرية ترابط فى قطر دفاعاً عن حليفتها الأساسية فى الخليج، فهل تقبل دول مجلس التعاون الخليجى هذا التدخل التركى فى أمور دول الخليج؟!

■ ■ وعن السياحة الخليجية - والمصرية أيضاً - إلى تركيا يطول الحديث.. وهى أكبر جاذب لهذه السياحة بسبب رخص الحياة هناك.. ولكن الأهم أن الجاليات العربية الخليجية والسياح المصريين «هم سياح شراء» إذ ما أكثر ما يشترون من تركيا.. وما أكثر ما ينفقون.

■ ■ ومن المؤكد أن مقاطعة الأشقاء - ونحن معهم - لشركات الطيران التركية أمر مؤثر للغاية ويضرب السياحة إلى تركيا.. وينزل ضربات مؤثرة فى نشاطها التجارى.. وبالمناسبة دول الخليج من أكبر مستوردى السلع الغذائية والصناعية التركية.. ومن المؤكد أن هذه المقاطعة ستحدث أثرها فى تركيا.

■ ■ ويا سلام لو اقتنعت الدول الخليجية بهذه المقاطعة.. التى أراها أكبر أثراً مما حدث مع قطر.. هنا تكون النتيجة أفضل، لنا وللأشقاء، وللدول التى تعانى من الدعم التركى للإرهاب فى مصر.. وفى غيرها من الدول الشقيقة.

حقاً يا سيادة الرئيس: لابد من وقفة حقيقية أمام الدول الداعمة للإرهاب.

عن المصري اليوم

اخر الأخبار