القيادي الفتحاوي سمير المشهراوي يكشف كواليس اجتماعات "فتح" و"حماس" في القاهرة

تابعنا على:   02:09 2017-06-14

أمد/القاهرة- متابعة: يكشف القيادي الفتحاوي، سمير المشهراوي، كواليس الاجتماعات بين حركتي فتح وحماس، التي تمت مؤخرا في القاهرة، وما تم الاتفاق عليه.

المشهراوي أكد، في حواره مع الإعلامي أحمد بصيلة عبر شاشة الغد، أن مصر تحتضن الفلسطينيين والقضية الفلسطينية على مر التاريخ والعصور، وأن الدور المصري حاضر تاريخيا، ويحتضن أي تفاهم فلسطيني، كما لفت إلى أن أهل الإمارات فرسان وعرب محترمون أحسنوا استقبالنا وأحسنوا ضيافتنا.

وأشار المشهراوي إلى أنهم تحدثوا عن ملفات شائكة، وعن حجم المعاناة الهائلة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، منها الكهرباء، والمعبر، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار.

كما تم التطرق إلى كم هائل من الملفات من أجل وضع حل لها، واتفقوا على البدء بالمشكلة الكبرى، وهي ملف الدم، ملف الضحايا، وتم الاتفاق على وجود مباشر لهذا الملف من خلال لجنة وصندوق سيرصد به مبالغ معينة حتى تبدأ هذه اللجنة عملها لتضميد الجراح.

نص الحوار:

كيف تم الترتيب لهذه الاجتماعات؟ وهل هذا التوقيت المناسب؟

بداية مساء الخير لك وللمشاهدين ولمصر وشعب مصر، التي تحتضننا في هذه الأيام، كما احتضنتنا دائما على مر التاريخ والعصور، بلا شك السؤال لماذا الآن؟ كيف تم الترتيب؟ أنا أعتقد أن السؤال الذي يجب أن يطرح علينا دائما لماذا ليس الآن؟ ولماذا لم يكن من قبل؟ ولماذا انتظرتم نحو 11 عاما على نكبة فلسطينية أخرى سالت فيها دماء ذكية لأعزاء وأصدقاء وأحبة، والوضع الفلسطيني من سيء إلى أسوأ يتردى، ولا أعتقد أن هناك دركا أسفل أكثر مما نحن فيه الآن، ما الذي يحركنا؟ يحركنا واقع وطن وشعب يذبح من الوريد إلى الوريد، يحركنا حجم العواصف العاتية في المنطقة التي تهدد قوة المنطق الفلسطيني وقوة القضية الفلسطينية، وحجم الهوان الذي أوصلتنا له القيادة الفلسطينية.

يحركنا حجم الفقر والجوع والهوان الذي يعيشه شعبنا في كل مكان، بما فيه قطاع غزة، وحجم الحصار، وانعدام الأفق أمام جيل بأكمله، أمام الشباب الفلسطيني، يحركنا أن هناك محاولات لإشغال الناس وإغراقها في مشكلات الحياة اليومية، وعشرات الآلاف الشباب معدومي الأفق والمستقبل يبحثون عن فرصة عمل وسفر ويبحثون عن أمل في الحياة.

يحركنا حجم البلادة الوطنية التي أوصلنا إليه منطق التدجين، الذي تمارسه القيادة الفلسطينية، كما رافق إضراب الأسرى على سبيل المثال، ولو هذا في وضع وطني صحي صدقني لحدثت انتفاضة ثالثة رافقت إضراب الأسرى، فليس فقط تنكرت القيادة لإضراب الأسرى، بل تآمرت على هذا الإضراب، يحركنا أن نرى تقديس التنسيق الأمني أمرا يشعر الكل الفلسطيني بالعار، ويشعر أصحابه بالعار، يحركنا أن نرى بسهولة بشديدة أي أحد تحت مسمى قائد فلسطيني يخرج ليقول أن حائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية، وهو أمر مقبول، ولو في الوضع الوطني الصحي الطبيعي كان أعدم في الساحات في وضح النهار، كل هذا يحركنا.

يحركنا أنه أصبح هناك خطر وطني يداهم قضيتنا الوطنية الفلسطينية، يحركنا حجم الاستهداف لقطاع غزة، استهداف أبنائنا والاعتداء على قيم وطنية سامية وراقية يعتدى عليها الآن، حيث يعتدى على قوت وأرزاق الناس ويعتدى على رواتب الأسرى، حتى الأسرى يستهدفون الآن في قطاع غزة، ويراد من غزة أن تركع، وهي التي لم تركع إلا الله عز وجل، وشكلت على مدار التاريخ مخزونا وطنيا مشرفا لكل الفلسطينيين.

طرف آخر .. يقول من أنتم حتى تتحدثون باسم كل هؤلاء، لا تمثلون الشعب الفلسطيني بأكلمه كي تتحدثون باسمه؟

نحن لم نأت بدين جديد، حتى تكون الأمور واضحة، هناك اتفاقات موقعة، وأبو مازن بارك هذه الاتفاقيات، وأرسل عزام الأحمد الذي وقع أكثر من اتفاقية، ومنها اتفاقيات القاهرة المتتالية، واتفاق الشاطئ، واتفاق الدوحة، وبالتالي وقعت اتفاقيات مصالحة مع حركة حماس نحن لم نأت بجديد، حتى لا يدخلنا أحد في مربع المزايدات.

نحن لم نأت بأمر جديد، ولكن لم ينفذ ولم تكن هناك نوايا صادقة ربما لدى بعض الأطراف هنا وهناك، وبالتالي نحن نستكمل وبالعكس نحن ربما نخفف ونسهل على البعض، لا يجوز لنا أن نرتهن لمزاج شخص، القيادة الفلسطينية تريد عمل مصالحة تفعل أو تعطلها، نحن نتحدث عن مصير شعب ومستقبل شعب بأكمله، وبالتالي نحن قررنا أن نغادر مربع العجز والهوان وأن ننطلق لاقتحام الصعاب مهما كلفنا الأمر من ثمن وهذا مكلف.

وأهل الإمارات فرسان وعرب محترمون أحسنوا استقبالنا وأحسنوا ضيافتنا، أقدر أقول أنا عايش في الإمارات مرتاح، الأخ محمد دحلان عايش في الإمارات ومبسوط ومرتاح، ولا ينقصه شيء، ولكن إذا أردت أن تتعامل مع مناضلين أفنوا عمرهم وزهرة شبابهم في السجون الإسرائيلية والمعتقلات من أجل قضية وطنية، نعم هذا يجذبنا ويجعلنا لا نقبل على أنفسنا، ونشعر بالخزي أحيانا، إذا ابتعدنا عن شعبنا ومعاناة شعبنا الفلسطيني، إذا هذا هو الذي يحركنا أولا.

ثانيا من نحن؟ نحن تيار وطني داخل حركة فتح، تيار ديمقراطي إصلاحي يمتد على مدار مشارق الأرض ومغاربها في غزة والضفة والساحة اللبنانية والساحات الأوروبية والساحة المصرية، في كل ساحة يمكن أن تخطر على بالك عشرات الآلاف من قيادات وكوادر هذا التيار، هم يمثلون ويردون ويقولون من نحن شاء من شاء وأبي من أبى، من يحاول تقزيم الأمور أو تسخيف الأمور الرد يأتي إليه عبر الساحات دائما، وليس بالضرورة وجود تنظيم رسمي أو جهة رسمية من حقها أن تقتحم الصعاب من أجل أن تخلق أملا للشعب الفلسطيني، أي مواطن فلسطيني يستطيع أن يساهم ويقدم شيئا من أجل أن نتكاتف معا، ونضرب لك مثالا من الذي انزعج من تلك اللقاءات؟ هو الجانب الإسرائيلي، واليوم تصريحات ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي بتهديد الأخ يحيي السينوار تعني أن هناك انزعاجا إسرائيليا مما حدث في القاهرة، وهذه ليست أول مرة، لأن هذا العدو يفهم تماما أن قوتنا تكمن في وحدتنا، وهو ما يزعجه، من يريد أن يصطف بجانب ليبرمان فلينزعج وليشرب من البحر.

على ماذا اتفقت فتح مع حماس؟ هل هي اتفاقيات أم تفاهمات؟

نحن كما ذكرت لك على ضوء متابعتنا ومراقبتنا لحجم الهوان والعجز والتردي في الساحة الفلسطينية، التي أصبحت تشكل نتيجة سياسات الهوان والتفريط والاستسلام والنظر إلى شعب بأكمله إلى 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة نظرة عدم احترام واستخفاف واستهداف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى كل هذا جعلنا نتحرك، ونحن نعلم أن الأمر ليس سهلا والطريق ليس سهلا، بل هي بداية طريق محفوفة بالكثير من الصعاب والمزايدات والتعقيدات، ولكن الفرق بين من يتحمل المسؤولية ويريد أن يقتحم الصعاب ويضحي من أجل ذلك وبين من يقف جانبا ويشاهد الناس ويدغدغ مشاعرهم، نحن كان بإمكاننا أن نقف مشاهدين ومرتاحين ونطلق شعارات التهديد "سنسحقن حماس" و"ندوسن حماس"، والكلام سهل وأسهل بكثير من أن تغامر وتحمل على عاتقك مسؤولية وطنية بهذا القدر من الخطورة، ومن أجل ذلك تداعينا ووجدنا أن هناك رغبة مماثلة لدى قيادة حماس التي تسلمت زمام الأمور في قيادة قطاع غزة وعلى رأس الوفد الأخ يحيي السينوار وزملائه، حيث التقينا وعقدنا عدة اجتماعات، وستكشف الأيام القادمة ردا على بعض المشككين عن أنه حصل هناك تفاهمات وأننا التقينا قيادة حماس وأننا وضعنا تفاهمات مبدئية تلامس معاناة الناس، وتلامس حل مشاكل الناس، أفكار ومقترحات بالتأكيد ستصبح موضع التنفيذ في القريب العاجل بإذن الله.

 

نتمنى ألا نجعلهم ينتظروا أياماً فلنقول لهم ما وصلتم إليه من تفاهمات، حتى الموضوعات أو رؤوس الموضوعات التي توقفتم عندها وخرجتم بحلول؟

نحن كما ذكرت لك لم نحبذ أن ننخرط كثيرا وعميقا في الماضي، لأن الماضي مرير ومؤلم ومزعج، كلفنا دماء عزيزين على قلوبنا جميعا، وأنا شخصيا فقدت ابن ابن عمي في هذه الأحداث، حيث أعدم في فترة الاشتباكات بيننا وبين حركة حماس، وبالتالي أنا لست متفرجا أو مراقبا على الوضع الفلسطيني، أنا دفعت في رأس المال، وفي فاتورة الدم، مثلي مثل كثيرين ممن فقدوا عزيزا، أردنا أن نتطلع للمستقبل، وأن ننقل شعبنا إلى نوع من الأمل، وبالتأكيد لامسنا مجموعة من القضايا الهامة على مدار 4 اجتماعات بيننا وبين الأخوة في حماس، الموضوع الأول الذي تم مناقشته هو الهم الوطني والبوصلة الوطنية، لأن هناك شعور يملأنا رعب من حجم الهوان وحجم الانحدار الذي وصلت له القضية الفلسطينية وحجم الخطر المحدق، ونحن في مرحلة أصبحت جزءا من الدول ربما تعتبر إسرائيل صديقا في مواجهة عدو آخر، واليوم تصريحات ليبرمان أخطر ما فيها وما سمعته قوله لا تتخيلوا أنه سيكون هناك حل في المنطقة مع القضية الفلسطينية، يعني أنه سيكون هناك حل في المنطقة دون القضية الفلسطينية، والمقصود هنا التطبيع مع الدول العربية، إذن هذه العبارة وحدها تشعرنا جميعا بحجم الخطر الداهم على القضية الفلسطينية، فعندما نفقد أوراق القوة ونصل لحالة من الهوان، التي تمارسها بعض القيادات هنا وهناك، كل هذا دفعنا أن نتحدث أولا عن أن التفاهمات بيننا وبين الأخوة في حماس يجب أن تبدأ ضمن رؤية وطنية تستند إلى مفهوم وطني وإلى برنامجنا الوطني القاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها، وحق عودة اللاجئين، واعتمدنا على مجموعة من الوثائق، منها وثيقة الأسرى وهي وثيقة الوفاق الوطني، وهذه عليها إجماع وطني، ووثيقة القاهرة، وبالتأكيد برنامج الإجماع الوطني الذي يجب أن نستند إليه في تفاهمتنا بالمعني الوطني والسياسي، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والروح الكفاحية، وعدم الاعتماد فقط على خيار واحد فقط أعرج، وهو خيار المفاوضات في ظل عدم تكافؤ القوى الموجود بيينا وبين الجانب الإسرائيلي.

أما الجانب الآخر فنحن تحدثنا عن ملفات شائكة، وعن حجم معاناة هائلة يعاني منها الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، منها الكهرباء، والمعبر، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وكم هائل من الملفات التي طرقناها من أجل أن نضع لها حلا واتفقنا على أن نبدأ بالمشكلة الكبرى التي تلامس مشاعرنا جميعا، وهي ملف الدم، ملف الضحايا، ملف الأعزاء الذين فقدناهم، وبالتالي تم الاتفاق على وجود مباشر لهذا الملف من خلال لجنة وصندوق سيرصد به مبالغ معينة حتى تبدأ هذه اللجنة عملها لتضميد الجراح.

القضايا المتعلقة بالحدود والعاصمة.. لا يوجد خلاف بين الفصائل حول هذه النقطة؟

ليس بالضرورة.. لم أعد مطمئنا بالضرورة أنه لا يوجد خلافات في ظل السياسة التي تمارسها القيادة الفلسطينية الحالية، وأخشى أن كل هذا المسلسل من استهداف غزة والاعتداء على رواتب الناس وحقوقهم، حتى رواتب الشهداء والأسرى، وإغراق الناس في حالة من الإحباط، ربما كل هذا مقدمات لتمرير مشروع سياسي مشبوه ينتقص من حقوق شعبنا حتى في هذه الحدود، التي تعتبر حدود دنيا عند الفصائل، لذلك لا يمكن أن تأخد الأمور على عواهنها، ويجب أن تؤكد على ذلك كل مرة حتى لا تسمح بالمزايدين بالنفاذ من خلال هذه الثغرات التي يرددها البعض بشأن الاتفاق بين فتح وحماس على إنشاء دولة في غزة، وهذا كلام سخيف، وكتب من بعض السطحيين الذين لم يعرفوا شيئا، ولا أحد فيهم يعلم الذي جرى في القاهرة، ولا يمتلك معلومة، أو حصل على جزء من المعلومة وبنى عليها رواية.

بعضهم قال «هي ليست تفاهمات، بل صفقات بينكم وبين حماس»؟

من تعود على إجراء الصفقات يستطيع أن يصف ما يشاء ويتحدث بما يشاء، نحن نتحدث عن مشروع وطني ينهار أمام أعينا، نحن نتحدث عن مجتمع ينهار أمام أعيننا ونحن نتفرج عليه، نحن نتحدث عن مفاهيم وطنية انهارت وقيم وطنية ديست بالنعال من هذه القيادة، فنحن مقبلين على تأدية واجب وطني نعطي به أمل لناس، نستطيع فيه أن نغير وأن نخفف عن شعبنا، وهناك فرائس ترتعد من أي تفاهم بين فتح وحماس وأولها ليبر مان، وهناك فرائس ترتعب في رام الله، فهناك من يبلغ الرئس الفلسطيني محمود عباس، بأن دحلان اتفق مع السنوار وهذا يضر بمصالحه. ونحن جاهزون لكي نكون وقودا لأي اتفاق قادم بين حركة حماس وبين أبو مازن، ونطالبه بالذهاب والاتفاق مع حماس، وسوف نصفق لهذا الاتفاق وندعمه، فنحن نتحدث بمنطق أناس يشعرون بالمسؤولية تجاه شعبهم، ولا داعي لتشغيل الفزاعات عند أبو مازن لأنهم أصبحوا يتصرفون بشكل مضلل، حتى وصل الأمر إلى أن الأمن الوقائي في رام الله اقتحموا مكتب نواب من المجلس التشريعي، منتهكا كل الأعراف الدولية، وأنا جاهز لتقديم رأسي وروحي قربانًا لأي اتفاق بين حماس وفتح لكي ننهي هذه المرحلة من الانقسام ويتوحد الشعب الفلسطيني.

هموم المواطن الفلسطيني، حياته اليومية، حجم المعاناة التي يعانيها.. ماذا يمكن أن تقدموا له؟

نحن سنلامس مجموعة من الملفات الشائكة والمعقدة التي تمس الشأن الوطني، وهذه الملفات تعالج عبر فتح حوار شامل مع كل القوى الفصائل والشخصيات المستقلة، أنت بتحكي عن تفهمات مبنية على رؤية وطنية لم ترق إلى مستوى اتفاق كامل ونهائي، والكل الوطني مدعو أن يشاركنا وينتقدنا وأن يسجل ملاحظات على أي تفاهمات عملناها مع حماس، ليس هناك سرا في الاتفاقيات التي أجريت بين حماس وفتح، ولا يوجد أي شيء تحت الطاولة أو فوقها، فنحن نحكي بشكل مباشر وأعيننا في عيون الشعب الفلسطيني.

شهداؤنا الذين قدموا دماءهم من أجل القضية الفلسطينية نقول لهم "نحن نلامس مجموعة من القضايا بدأناها بالهم العربي العام وكيف نعيد الاعتبار لقضيتنا، وكيف نعيد الروح الكفاحية لشعبنا، لأن عدونا المركزي هو الاحتلال الإسرائيلي، وليس القضايا الثانوية كقيادة العجز في هذه المرحلة، ثانيا سننتقل إلى الملفات التي تمس بعض المناطق، مثلا "القدس" فنحن نتحدث عن مشاريع ستشكل حماية لها، فقطاع غزة بما عاناه من حصار ومن قهر واستهداف، وفي النهاية أبو مازن يستهدف حركة حماس.

كانت هناك محاولات كثيرة تدخلت فيها دول ومنظمات وكانت تفشل، وفتح تتهم حماس بأنها السبب في الإفشال؟

الثقة أمر نسبي بين الناس في العمل السياسي، ولكن مررنا بمحطات كثيرة سادت بيننا وبين قيادات حماس ثقة، وأنا على المستوى الشخصي كانت تربطني علاقات مميزة بمعظم قيادات حماس قبل وبعد 2007. ونحن لسنا مشوهين وطنيا، ونعتز بكل رصاصة يطلقها فلسطيني، ونعتز بكل نصر يفعله أصغر فلسطيني، فالأصحاء وطنيا لا يفقدون البوصلة، ويفخرون بأي انتصار يحققه أي فلسطيني، فنحن لسنا صغارا ولا نفكر بمنطق الحاقدين الذين أعمت الأحقاد بصيرتهم. وأنا لا أدافع عن حماس، وأقول إن حماس لم تخطيء، لكن أنا دائمًا أقول "عندما تريد أن تبني نظاما ديمقراطيًا وأن تنتقد فابدأ بنفسك"، وعندما تريد أن تقيم فبدأ بنفسك، عندما تريد أن تهاجم فابدأ بنفسك، فحماس أخطأت أخطاء كبيرة ونحن أيضا أخطأنا، وبالتالي لا يستطيع أبو مازن الحصول على المنصب رقم واحد في السلطة الفلسطينية. وبمتابعة الأداء على مدار السنوات الماضية نحن وصلنا إلى الدرك الأسفل، فهذه التفاهمات هي حجر الأساس بناء من أجل إنجاز الوحدة الفلطسينية.

ما الضمانات لتنفيذ هذه التفاهمات أو الاستمرار فيها؟ وما الدور المصري؟ هل هو ضامن؟

الدور المصري حاضر تاريخيا ويحتضن أي تفاهم فلسطيني، ولا يعارض أي تفاهم فلسطيني، ودور مصر له شقان، الأول: البعد القومي ودور مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، الذي وصل في مراحل تاريخية إلى أن يختلط دم الجندي المصري في تراب غزة وفلسطين، فمصر تستكمل هذا الدور تاريخيا، وهي أكثر حرصا على وحدة الشعب الفلسطيني، وحاولت وتحاول وستحاول في هذا المجال، ويظهر هذا الجهد في اللقاء الذي جمع بيننا وبين وفد حماس على أرض القاهرة مؤخرًا.

الشق الثاني لدور مصر هو مقتضيات الأمن القومي والمصري، فلا يستطيع أحد لوم مصر على أي دور، وهي تريد أن تهدأ ساحة قطاع غزة وتستقر، لأن هذه الخاصرة الموجعة لمصر.

متى الاجتماع المقبل بينكم وبين حماس؟

إن شاء الله يكون في غزة، وأتمنى أن يكون الاجتماع في قطاع غزة قريبا جدا، فنحن عقدنا أمس الاجتماع الرابع وآخر الاجتماعات، وكان جزء منه وداعًا للإخوة المسافرين وكان برفقته الأخ ماجد أبو شمالة وسامي أبو سمهدانة وسلمان أبو مطلق، وفي اللقاءات السابقة كان مع آخرين وكان دائمًا على رأسنا الأخ محمد حلان.

لماذا أخذ لقاء دحلان والسينوار أكثر من حجمه؟

عندما تريد أن تتحدث عن تجاوز مرحلة غاية في التعقيد، وهناك دم فلسطيني سال، وهناك حجم من الأحقاد أحيانًا، وهناك حجم من المغرضين والصغار الذين يتربصون شرًا بكل شيء، ولا يتمنون أن تسير المركب أو يدعوا لها بالصلاح. فنحن بدأنها طريقًا ليس سهلًا بل صعبًا، وهناك مزايدين، لكننا عاقدون العزم على أن نمضي ونعطي أملا لشعبنا. وأعتقد أن وفد حركة حماس الذي التقيناه 4 مرات لديه من الاستعداد والأريحية والجو الإيجابي باتجاه وطن واحد يغتصب، وبأن الله سنسوي هذه المسألة.

هل تستمرون في هذه المباحثات مع حماس وحدكم أم يمكن أن ينضم إليكم من يريد؟

هذا الأمر مفتوح للكل الفلسطيني، فنحن لا نعمل "دكاكيني" مع أحد على الإطلاق، وحاولنا أن نحرك هذه المياه الراكدة، طالما هذا الصخب أثير حول هذا الاتفاق فنحن مبسوطين، وإذا شعر أحد بالخوف، فنحن نطمئنه وندعوه إلى سباقنا إلى هذا الاتفاق، فنحن في أواخر عام 1995 أجرينا اتفاقا مع قيادة القسام حتى تنضم للسلطة أسوة بالمطاردين من حركة فتح، وسارعت إسرائيل باغتيال يحيى عياش لنسف هذا الاتفاق، وحديث عمليات 1996 كرد فعل. نحن بادرنا في 2004 إلى اللقاء مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، والشهيد سعيد صيام، في منزل الشهيد إسماعيل أبو شنب، وبمبادرة من محمد دحلان، لطرح الشراكة وتشكيل جيش وطني، ووافق الشهيد الرنتيسي، فسارعت إسرائيل إلى اغتياله، أقول هذا الكلام لأن تصريحات ليبرمان ذكرتني في هذا الشأن، فإسرائيل تعلم أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومن يريد أن يكون في جانب إسرائيل فليقف في الصف المعادي لشعبنا.                       

 

اخر الأخبار