ذكرى رحيل بديع محمد الجبين والشهيد فايز الوحيدي

تابعنا على:   13:57 2017-06-08

ذكرى رحيل الرفيق بديع محمد أحمد أبو الجبين

لواء ركن/ عرابي كلوب

بديع محمد أحمد أبو الجبين من مواليد قرية هربيا بتاريخ 10/12/1943م، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة ‏بعد نكبة عام 1948م واستقرت العائلة في مخيم النصيرات للاجئين، أنهى دراسته الثانوية في مدرسة ‏خالد بن الوليد في مخيم النصيرات.‏

بدأ بديع أبو الجبين عمله السياسي عام 1959م وذلك بالتحاقه لحزب البعث العربي الاشتراكي.‏

غادر قطاع غزة بتاريخ 18/3/1963م متوجهاً إلى العراق من أجل الالتحاق بالكلية العسكرية هناك، ‏إلّا أنه لم يحالفه الحظ بسبب الانقلاب الذي حدث في العراق حيث حال دون تحقيق رغبته في الالتحاق ‏بالكلية العسكرية.‏

عمل بديع أبو الجبين مدرساً في إحدى المدارس في محافظة الموصل قضاء حمام العليل وفي مدرسة ‏العليل، وهناك مارس نشاطه الحزبي.‏

تم انتخاب بديع أبو الجبين عام 1966م كعضوِ قيادة فرقة ومن ثم انتخب مرة ثانية عضو قيادة فرقة ‏في أواخر عام 1968م.‏

خلال وجوده في بغداد التحق بالجامعة وحصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة بغداد.‏

بعد ثورة عام 1968م وتسلم الحزب السلطة في العراق عاد إلى بغداد وكان أحد أفراد الدورة الأولى ‏الذين التحقوا عام 1969م بمدرسة الأعداد الحزبي، وفي نفس العام تم تعيينه عضواً في قيادة جبهة ‏التحرير العربية، وبعدها تم انتخابه نائباً لأمين عام اتحاد المعلمين الفلسطينيين فرع العراق، والتحق ‏بالمؤتمر الأول الذي عقد في دمشق، وشارك في العديد من مؤتمرات الاتحاد العام للمعلمين العرب ‏الأمر الذي تطلب وجوده في دمشق منذ عام 1972م.‏

في عام 1973م أصبح بديع أبو الجبين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.‏

ومنتصف عام 1975م عقد المؤتمر الثاني لاتحاد المعلمين في تونس، وبعد عودته إلى دمشق بتاريخ ‏‏10/8/1975م جرى اعتقاله من قبل المخابرات السورية حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب نقل بعدها ‏إلى المستشفى للعلاج من شدة التعذيب حيث بقي في الزنزانة قرابة الشهرين، أفرج بعدها عنه وطلب ‏منه مغادرة دمشق فوراً والعودة إلى بغداد.‏

بتاريخ 8/6/1976م تم تكليفه بمسؤولية حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية في ‏الكويت، حيث لم يمكث طويلاً وعاد إلى العراق.‏

عام 1979م عين نائباً لرئيس قسم المنظمات الفدائية في مكتب فلسطين والكفاح المسلح في بغداد ضمن ‏القيادة القومية للحزب.‏

بتاريخ 27/11/1980م عين بديع أبو الجبين معاون آمر قاطع للجيش الشعبي في قصر شرين.‏

عام 1981م عين آمر قاطع للجيش الشعبي في المحمرة.‏

بتاريخ 19/5/1982م كلف كمدير مكتب جبهة التحرير العربية في القيادة القومية.‏

عام 1984م عين بديع أبو الجبين عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.‏

بتاريخ 18/3/1986م أصبح بديع أبو الجبين آمر قوة جبهة التحرير العربية شرق مدينة البصرة جزر ‏مجنون.‏

في شهر أغسطس عام 1987م تم تشكيل مكتب تنظيم فلسطين في القيادة القومية وأصبح بديع أبو ‏الجبين عضواً فيه، وعضو لجنة مركزية في جبهة التحرير العربية، وفي عام 1991م أصبح مدير ‏مكتب تنظيم فلسطين في القيادة القومية.‏

في عام 1992م نقل بقرار من الحزب إلى تونس حيث انتدبته الجبهة ليصبح مسؤول مكتب جبهة ‏التحرير العربية في تونس حيث يوجد مقر منظمة التحرير الفلسطينية.‏

عاد الرفيق/ بديع أبو الجبين إلى أرض الوطن بتاريخ 28/9/1994م بعد عودة قيادة منظمة التحرير ‏الفلسطينية إلى أرض الوطن.‏

وبتاريخ 22/10/1994م عين من قبل الرئيس/ أبو عمار مديراً عاماً في وزارة العمل الفلسطينية.‏

تقاعد الرفيق/ بديع أبو الجبين بتاريخ 28/9/2007م.‏

‏ انتقل الرفيق/ بديع محمد أبو الجبين إلى رحمته تعالى يوم 8/6/2008م حيث تم الصلاة عليه ووري ‏جثمانه الثرى إلى مثواه الأخير.‏

رحم الله الرفيق/ بديع محمد أحمد أبو الجبين وأسكنه فسيح جناته.‏

ذكرى الشهيد المناضل فايز فندى عويدات الوحيدي (أبو جلال)‏

ولد الشهيد/ فايز فندى عويدات الوحيدي في قرية (أم نخيله) قضاء بئر السبع عام 1942م، وعلى ‏أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م هجر مع عائلته وباقي عشيرة الوحيدات إلى ‏قطاع غزة وتحديداً بتاريخ 07/07/1948م حيث كان يصادف الأول من رمضان عام 1367هـــ، ‏ولم يتجاوز عمره آنذاك السادسة، واستمرت رحلة التنقل من مكان إلى مكان ابتدأت بالانتقال إلى ‏أقرب منطقة قرب أرضهم شرق مدينة غزة ومن ثم تلاها رحلة طويلة من المعاناة والتنقل والبحث ‏عن الاستقرار، فكان التنقل ما بين مدينة دير البلح إلى مدينة رفح ثم الانتقال إلى العريش، والشيخ ‏زويد حيث كانت الإقامة متقطعة لبضعة شهور، تلاها رحلة العودة إلى مدينة رفح ومن ثم إلى حي ‏الزيتون وحي الشجاعية وبعدها انتقلت العائلة إلى مخيم جباليا شمال مدينة غزة.‏

فقد الشهيد فايز حنان الأم بوفاة والدته عام 1953م وأستمر والده برعاية الأسرة التي كان فايز ‏أكبرهم، حيث كان مجال عمل الوالد في الزراعة وتجارة المواشي.‏

أنهى الشهيد دراسته الابتدائية في مدارس الوكالة برفح والاعدادية في مدرسة الفلاح بغزة، وبعد ‏المرحلة الإعدادية أختار التعليم المهني حيث تعلم مهنة النجارة في مركز وكالة الغوث، وبدأ العمل ‏في المهنة التي اختارها.‏

عام 1964م وبعد أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية بدأ التجنيد لكل شباب جيله حيث سارع الشهيد ‏في تلبية النداء والالتحاق في جيش التحرير الفلسطيني، وتلقي تدريب أولي ومن ثم حصل على عده ‏دورات عسكرية منها ما هو متخصص في الأسلحة المضادة للدروع.‏

شارك من خلال موقعه في صد العدوان على القطاع عام 1967م حيث كان في موقع شرق مدينة ‏جباليا على الطريق العام.‏

اعتقل مع العديد من زملاءه أثناء حرب حزيران عام 1967م من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لفترة ‏تحقيق، ومن ثم تم ابعاد المجموعة عبر صحراء سيناء إلى مصر، حيث أكمل الشهيد هناك مسيرته ‏مع جيش التحرير الفلسطيني (قوات عين جالوت).‏

خلال أحداث أيلول الأسود عام 1970م في الأردن حضر الشهيد ضمن قوات عين جالوت ‏للمشاركة في الدفاع عن الثورة وكانت القوات تتمركز قرب مدينة درعا السورية على الحدود الأردنية ‏حيث بقيت لمدة عام تقريباً ثم عادت القوات إلى مصر حيث تمركزها على جبهة قناة السويس.‏

الشهيد/ فايز فندي الوحيدي التحق بتنظيم حركة فتح وهو ضمن قوات عين جالوت وذلك عام ‏‏1970م.‏

شارك في حرب أكتوبر عام 1973م على الجبهة المصرية، حيث كان موقعه على قناة السويس ‏بمنطقة الإسماعيلية إلى جانب القوات المصرية وقد حوصر مع قوات الجيش الثالث المصري، ‏ومنح الشهيد نوط الواجب العسكري من الجيش المصري.‏

خلال أحداث الحرب الأهلية في الساحة اللبنانية عام 1976م كان الشهيد/ فايز الوحيدي ضمن ‏كتائب قوات عين جالوت التي وصلت إلى لبنان للدفاع عن وجود الثورة ومخيمات شعبنا ‏الفلسطيني، وكان موقعه قرب مستديرة المطار القريبة من حي الغبيري في بيروت، حيث تم قصف ‏موقعهم بالصواريخ من قبل القوات السورية المتواجدة في موقع قرب المدينة الرياضية.‏

أصيب فايز الوحيدي أصابه مباشرة من شظايا صاروخ في رأسه بعد ظهر يوم 8 حزيران 1976م، ‏مما أدى إلى أستشهاده على الفور، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت وبعد ‏أيام تم ترتيب جنازة للشهيد إلى مطار بيروت ليتم نقله إلى القاهرة لمواراته الثرى مكان إقامة زوجته ‏وابناءه.‏

كما تخللت رحلة فايز الوحيدي في حياته العديد من المحطات، فقد واجه جثمانه الطاهر نفس ‏المعاناة والمتاعب، حيث لم تتكلل عملية نقل جثمانه بنجاح في ذلك اليوم، وذلك لقصف مطار ‏بيروت وتعطل العمل فيه وأعيد الجثمان إلى مستشفى الجامعة الامريكية وبعد أيام تم نقل الجثمان ‏على ظهر سفينة كانت متجهة من جنوب لبنان (صيدا) إلى ميناء الإسكندرية برحلة مرهقة وشاقة ‏ومن ثم برأ إلى محافظة الشرقية، الزقازيق حيث أجريت له جنازة جماهيرية كبيرة ومهيبة من أهلنا ‏في مصر ومن ثم وورى جسده الطاهر في المقبرة القريبة من مكان أقامه أسرته في مدينة الزقازيق.‏

الشهيد/ فايز فندى الوحيدي هو شقيق الشهيد/ جلال فندى الوحيدي الذي أستشهد في مخيم ضبيه ‏بتاريخ 02/05/1973م.‏

الشهيد/ فايز الوحيدي تزووج من سيدة فاضلة مصرية وقد رزق منها بطفلة عام 1974م أسماها ‏فاطمة وطفل عام 1976م أسماه جلال على اسم شقيقه الشهيد حيث لم يكن قد تجاوز هذا الطفل ‏شهرين عندما أستشهد والده، وقد شب الأبناء على حب وطنهم في ظل رعاية والدتهم واشراف خالهم ‏وعمهم وقد حصلا على الشهادة الجامعية وتزوجا ويعيشان حياتهم بالقرب من والدتهم الفاضلة ‏المصرية الأصيلة التي أدت رسالتها كأم على أكمل وجه وينتظرون بفارغ الصبر عودتهم إلى أرض ‏الآباء والأجداد.‏

كان الشهيد/ جلال الوحيدي صاحب أخلاق حميدة وقيم وطنية رفيعة.‏

ناضل من أجل فلسطين والقضية، وترجل شهيداً فكان حقاً علينا أن نستذكره في تاريخ استشهاده، لقد ‏أديت واجبك الوطني، نتمنى لك الرحمة والثبات عند السؤال.‏

رحم الله الشهيد البطل/ فايز فندى الوحيدي (أبو جلال) وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار