ذكرى رحيل بديع محمد الجبين والشهيد فايز الوحيدي
ذكرى رحيل الرفيق بديع محمد أحمد أبو الجبين
لواء ركن/ عرابي كلوب
بديع محمد أحمد أبو الجبين من مواليد قرية هربيا بتاريخ 10/12/1943م، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948م واستقرت العائلة في مخيم النصيرات للاجئين، أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات.
بدأ بديع أبو الجبين عمله السياسي عام 1959م وذلك بالتحاقه لحزب البعث العربي الاشتراكي.
غادر قطاع غزة بتاريخ 18/3/1963م متوجهاً إلى العراق من أجل الالتحاق بالكلية العسكرية هناك، إلّا أنه لم يحالفه الحظ بسبب الانقلاب الذي حدث في العراق حيث حال دون تحقيق رغبته في الالتحاق بالكلية العسكرية.
عمل بديع أبو الجبين مدرساً في إحدى المدارس في محافظة الموصل قضاء حمام العليل وفي مدرسة العليل، وهناك مارس نشاطه الحزبي.
تم انتخاب بديع أبو الجبين عام 1966م كعضوِ قيادة فرقة ومن ثم انتخب مرة ثانية عضو قيادة فرقة في أواخر عام 1968م.
خلال وجوده في بغداد التحق بالجامعة وحصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة بغداد.
بعد ثورة عام 1968م وتسلم الحزب السلطة في العراق عاد إلى بغداد وكان أحد أفراد الدورة الأولى الذين التحقوا عام 1969م بمدرسة الأعداد الحزبي، وفي نفس العام تم تعيينه عضواً في قيادة جبهة التحرير العربية، وبعدها تم انتخابه نائباً لأمين عام اتحاد المعلمين الفلسطينيين فرع العراق، والتحق بالمؤتمر الأول الذي عقد في دمشق، وشارك في العديد من مؤتمرات الاتحاد العام للمعلمين العرب الأمر الذي تطلب وجوده في دمشق منذ عام 1972م.
في عام 1973م أصبح بديع أبو الجبين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
ومنتصف عام 1975م عقد المؤتمر الثاني لاتحاد المعلمين في تونس، وبعد عودته إلى دمشق بتاريخ 10/8/1975م جرى اعتقاله من قبل المخابرات السورية حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب نقل بعدها إلى المستشفى للعلاج من شدة التعذيب حيث بقي في الزنزانة قرابة الشهرين، أفرج بعدها عنه وطلب منه مغادرة دمشق فوراً والعودة إلى بغداد.
بتاريخ 8/6/1976م تم تكليفه بمسؤولية حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية في الكويت، حيث لم يمكث طويلاً وعاد إلى العراق.
عام 1979م عين نائباً لرئيس قسم المنظمات الفدائية في مكتب فلسطين والكفاح المسلح في بغداد ضمن القيادة القومية للحزب.
بتاريخ 27/11/1980م عين بديع أبو الجبين معاون آمر قاطع للجيش الشعبي في قصر شرين.
عام 1981م عين آمر قاطع للجيش الشعبي في المحمرة.
بتاريخ 19/5/1982م كلف كمدير مكتب جبهة التحرير العربية في القيادة القومية.
عام 1984م عين بديع أبو الجبين عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بتاريخ 18/3/1986م أصبح بديع أبو الجبين آمر قوة جبهة التحرير العربية شرق مدينة البصرة جزر مجنون.
في شهر أغسطس عام 1987م تم تشكيل مكتب تنظيم فلسطين في القيادة القومية وأصبح بديع أبو الجبين عضواً فيه، وعضو لجنة مركزية في جبهة التحرير العربية، وفي عام 1991م أصبح مدير مكتب تنظيم فلسطين في القيادة القومية.
في عام 1992م نقل بقرار من الحزب إلى تونس حيث انتدبته الجبهة ليصبح مسؤول مكتب جبهة التحرير العربية في تونس حيث يوجد مقر منظمة التحرير الفلسطينية.
عاد الرفيق/ بديع أبو الجبين إلى أرض الوطن بتاريخ 28/9/1994م بعد عودة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن.
وبتاريخ 22/10/1994م عين من قبل الرئيس/ أبو عمار مديراً عاماً في وزارة العمل الفلسطينية.
تقاعد الرفيق/ بديع أبو الجبين بتاريخ 28/9/2007م.
انتقل الرفيق/ بديع محمد أبو الجبين إلى رحمته تعالى يوم 8/6/2008م حيث تم الصلاة عليه ووري جثمانه الثرى إلى مثواه الأخير.
رحم الله الرفيق/ بديع محمد أحمد أبو الجبين وأسكنه فسيح جناته.
ذكرى الشهيد المناضل فايز فندى عويدات الوحيدي (أبو جلال)
ولد الشهيد/ فايز فندى عويدات الوحيدي في قرية (أم نخيله) قضاء بئر السبع عام 1942م، وعلى أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م هجر مع عائلته وباقي عشيرة الوحيدات إلى قطاع غزة وتحديداً بتاريخ 07/07/1948م حيث كان يصادف الأول من رمضان عام 1367هـــ، ولم يتجاوز عمره آنذاك السادسة، واستمرت رحلة التنقل من مكان إلى مكان ابتدأت بالانتقال إلى أقرب منطقة قرب أرضهم شرق مدينة غزة ومن ثم تلاها رحلة طويلة من المعاناة والتنقل والبحث عن الاستقرار، فكان التنقل ما بين مدينة دير البلح إلى مدينة رفح ثم الانتقال إلى العريش، والشيخ زويد حيث كانت الإقامة متقطعة لبضعة شهور، تلاها رحلة العودة إلى مدينة رفح ومن ثم إلى حي الزيتون وحي الشجاعية وبعدها انتقلت العائلة إلى مخيم جباليا شمال مدينة غزة.
فقد الشهيد فايز حنان الأم بوفاة والدته عام 1953م وأستمر والده برعاية الأسرة التي كان فايز أكبرهم، حيث كان مجال عمل الوالد في الزراعة وتجارة المواشي.
أنهى الشهيد دراسته الابتدائية في مدارس الوكالة برفح والاعدادية في مدرسة الفلاح بغزة، وبعد المرحلة الإعدادية أختار التعليم المهني حيث تعلم مهنة النجارة في مركز وكالة الغوث، وبدأ العمل في المهنة التي اختارها.
عام 1964م وبعد أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية بدأ التجنيد لكل شباب جيله حيث سارع الشهيد في تلبية النداء والالتحاق في جيش التحرير الفلسطيني، وتلقي تدريب أولي ومن ثم حصل على عده دورات عسكرية منها ما هو متخصص في الأسلحة المضادة للدروع.
شارك من خلال موقعه في صد العدوان على القطاع عام 1967م حيث كان في موقع شرق مدينة جباليا على الطريق العام.
اعتقل مع العديد من زملاءه أثناء حرب حزيران عام 1967م من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لفترة تحقيق، ومن ثم تم ابعاد المجموعة عبر صحراء سيناء إلى مصر، حيث أكمل الشهيد هناك مسيرته مع جيش التحرير الفلسطيني (قوات عين جالوت).
خلال أحداث أيلول الأسود عام 1970م في الأردن حضر الشهيد ضمن قوات عين جالوت للمشاركة في الدفاع عن الثورة وكانت القوات تتمركز قرب مدينة درعا السورية على الحدود الأردنية حيث بقيت لمدة عام تقريباً ثم عادت القوات إلى مصر حيث تمركزها على جبهة قناة السويس.
الشهيد/ فايز فندي الوحيدي التحق بتنظيم حركة فتح وهو ضمن قوات عين جالوت وذلك عام 1970م.
شارك في حرب أكتوبر عام 1973م على الجبهة المصرية، حيث كان موقعه على قناة السويس بمنطقة الإسماعيلية إلى جانب القوات المصرية وقد حوصر مع قوات الجيش الثالث المصري، ومنح الشهيد نوط الواجب العسكري من الجيش المصري.
خلال أحداث الحرب الأهلية في الساحة اللبنانية عام 1976م كان الشهيد/ فايز الوحيدي ضمن كتائب قوات عين جالوت التي وصلت إلى لبنان للدفاع عن وجود الثورة ومخيمات شعبنا الفلسطيني، وكان موقعه قرب مستديرة المطار القريبة من حي الغبيري في بيروت، حيث تم قصف موقعهم بالصواريخ من قبل القوات السورية المتواجدة في موقع قرب المدينة الرياضية.
أصيب فايز الوحيدي أصابه مباشرة من شظايا صاروخ في رأسه بعد ظهر يوم 8 حزيران 1976م، مما أدى إلى أستشهاده على الفور، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت وبعد أيام تم ترتيب جنازة للشهيد إلى مطار بيروت ليتم نقله إلى القاهرة لمواراته الثرى مكان إقامة زوجته وابناءه.
كما تخللت رحلة فايز الوحيدي في حياته العديد من المحطات، فقد واجه جثمانه الطاهر نفس المعاناة والمتاعب، حيث لم تتكلل عملية نقل جثمانه بنجاح في ذلك اليوم، وذلك لقصف مطار بيروت وتعطل العمل فيه وأعيد الجثمان إلى مستشفى الجامعة الامريكية وبعد أيام تم نقل الجثمان على ظهر سفينة كانت متجهة من جنوب لبنان (صيدا) إلى ميناء الإسكندرية برحلة مرهقة وشاقة ومن ثم برأ إلى محافظة الشرقية، الزقازيق حيث أجريت له جنازة جماهيرية كبيرة ومهيبة من أهلنا في مصر ومن ثم وورى جسده الطاهر في المقبرة القريبة من مكان أقامه أسرته في مدينة الزقازيق.
الشهيد/ فايز فندى الوحيدي هو شقيق الشهيد/ جلال فندى الوحيدي الذي أستشهد في مخيم ضبيه بتاريخ 02/05/1973م.
الشهيد/ فايز الوحيدي تزووج من سيدة فاضلة مصرية وقد رزق منها بطفلة عام 1974م أسماها فاطمة وطفل عام 1976م أسماه جلال على اسم شقيقه الشهيد حيث لم يكن قد تجاوز هذا الطفل شهرين عندما أستشهد والده، وقد شب الأبناء على حب وطنهم في ظل رعاية والدتهم واشراف خالهم وعمهم وقد حصلا على الشهادة الجامعية وتزوجا ويعيشان حياتهم بالقرب من والدتهم الفاضلة المصرية الأصيلة التي أدت رسالتها كأم على أكمل وجه وينتظرون بفارغ الصبر عودتهم إلى أرض الآباء والأجداد.
كان الشهيد/ جلال الوحيدي صاحب أخلاق حميدة وقيم وطنية رفيعة.
ناضل من أجل فلسطين والقضية، وترجل شهيداً فكان حقاً علينا أن نستذكره في تاريخ استشهاده، لقد أديت واجبك الوطني، نتمنى لك الرحمة والثبات عند السؤال.
رحم الله الشهيد البطل/ فايز فندى الوحيدي (أبو جلال) وأسكنه فسيح جناته