ابرز ما تناولته الصحف العبرية 29/05/2017

تابعنا على:   12:12 2017-05-29

قراقع يتحدث عن تحقيق انجازات كبيرة للأسرى واسرائيل تصر على الادعاء بأنها لم تفاوضهم

تكتب "هآرتس" ان رئيس دائرة شؤون الأسرى الفلسطينيين، عيسى قراقع، نشر ظهر امس الأحد، الشروط التي تم الاتفاق عليها لوقف اضراب الأسرى في السجون الاسرائيلية. وحسب اقواله فانه حسب التفاهمات التي تم التوصل اليها مع مصلحة السجون الاسرائيلية، فان الاسرى سيتمكنون من التقاء اولادهم من دون حواجز فاصلة بينهم، وسيتم السماح لعائلات الاسرى من غزة بالزيارة مرة كل شهر بدلا من مرة كل شهرين، وسيتم وقف التفتيش في غرف الأسرى في ساعات الليل. لكن مصلحة السجون نفت ما قاله قراقع واعتبرته أكاذيب، وادعت انها لم تفاوض الاسرى بهذا الشأن.

وعقد صباح امس، اجتماع بين محامين من دائرة شؤون الاسرى وقيادة الاسرى في السجون، تم خلالها اطلاع المحامين على التفاهمات التي تم التوصل اليها مع مصلحة السجون. وكان الأسرى قد انهوا اضرابهم المفتوح عن الطعام بعد 40 يوما، امس الاول السبت، اثر الاتفاق على زيادة عدد زيارات الاهالي من مرة الى مرتين شهريا.

وقال قراقع ان ابن عائلة الأسير، من الدرجة الاولى، الذي كان يمنع من الزيارة لأسباب امنية، سيتاح له منذ الان وصاعدا الزيارة بعد تقديم طلب مسبق. وقال قراقع انه تم التوصل الى تفاهمات اخرى مع مصلحة السجون، من بينها نقل الاسرى الى عيادات افضل من عيادات مصلحة السجون في الرملة، والاسيرات الامنيات ستتواجدن في قسم واحد ويمنع اجراء تفتيش على اجسادهن الا من قبل سجانات. كما سيتم انشاء زاوية للطهي في كل سجن، وسيتم تمديد فترة التواجد في الساحة من عشر ساعات الى 12 ساعة. وتم الاتفاق ايضا على اضافة قنوات للتلفزيون، واضافة مواد استهلاكية اخرى للكنتين، والسماح بإدخال اغراض من الخارج، كالملابس والشراشف، وكذلك السماح للأسير بالتقاط صورة مع زوجته واولاده من دون حواجز.

وحسب قراقع فان هناك قضايا اخرى لم يتم الاتفاق عليها بعد، من بينها تركيب هواتف عمومية خاضعة للمراقبة في اقسام السجن، والسماح للأسرى بالدراسة الجامعية، ومسألة عزل الأسرى. وقال قراقع انه تم تشكيل لجنة من قبل الاسرى برئاسة الأسير كريم يونس، لمناقشة بقية القضايا مع مصلحة السجون والجهات الأمنية. وحسب اقواله فان الدائرة ستنشر بيانا من مروان البرغوثي حول الاضراب والتفاهمات.

وقال الناطق بلسان مصلحة السجون ان انتهاء الاضراب تم في اعقاب موافقة السلطة الفلسطينية على تمويل الزيارة الثانية للعائلات، بدلا من الصليب الأحمر، كما كان متبعا الى ما قبل عدة اشهر". وحسب اقواله فان "التقارير التي صدرت عن عيسى قراقع حول تقديم امتيازات للأسرى الامنيين مقابل انهاء الاضراب هي تقارير كاذبة، كما انه لم يتم اجراء مفاوضات في هذا الشأن".

حكومة نتنياهو تصادق على سلسلة من مشاريع لترسيخ الاحتلال في القدس الشرقية

تكتب "هآرتس" ان الحكومة صادقت، صباح امس الاحد، على سلسلة من المشاريع الخاصة بالقدس، من بينها خطة لإنشاء القطار الجوي الى حائط المبكى. ومن المتوقع ان يمر القطار بجانب اماكن حساسة، من بينها الحرم القدسي في البلدة القديمة. ومن المخطط في المرحلة الاولى انشاء محطتين، الاولى في محطة القطار التاريخية على اطراف شارع "عيمك رفائيم"، والثانية بالقرب من باب المغاربة، قرب مدخل مدينة داود، على بعد مسافة قصيرة من حائط المبكى.

وقررت الحكومة تخصيص 15 مليون شيكل من ميزانية وزارة السياحة لتخطيط المشروع، بهدف جعل البلدة القديمة في متناول يد السياح وخلق جاذبية سياحية لمشاهدة المدينة ومحيطها من الجو. وكان هذا المشروع قد واجه في السابق مصاعب اثر قرار شركة "سافاج" الفرنسية التي دفعت المشروع، الغاء مشاركتها فيه بسبب تحذيرها من قبل وزارة الخارجية الفرنسية، من الأبعاد السياسية للمشروع.

وخلال اجتماع الحكومة الذي عقد في نفق حائط المبكى، بمناسبة "يوم القدس"، صودق على مشروع كبير آخر، لإنشاء مصعد كهربائي بين الحي اليهودي وساحة حائط المبكى، وذلك من اجل تسهيل وصول المقعدين والمسنين من الحي اليهودي الى حائط المبكى. وسيكلف هذا المشروع حوالي 50 مليون شيكل. ويشمل المشروع حفر نفق للمشاة بطول 65 مترا، بين مخرج المصعد وساحة حائط المبكى، وبناء قاعة دخول وسلسلة من الحوانيت. وفي المستقبل البعيد يخطط لوصول القطار الثقيل من تل ابيب الى محطة ارضية تحت حائط المبكى، وربطها بقاعة الدخول.

كما صادقت الحكومة على خطة لتشجيع انتقال مستخدمي الدولة الى القدس، حيث سيتم اقامة منطقة سكنية خاصة لهم، علما ان اقل من نصف مستخدمي الدولة، الذين يبلغ عددهم 18 الف مستخدم، يقيمون في القدس، حسب معطيات مفوضية خدمات الدولة.

وصادقت الحكومة، ايضا، على خطة لمعالجة النفايات والبنى التحتية للصرف الصحي في احياء القدس الشرقية، وخصصت لذلك 90 مليون شيكل، بإضافة 16 مليون شيكل لمراقبة وتطبيق القانون بشأن مخلفات البناء. وتشمل الخطة تحسين البنى التحتية وجمع واخلاء النفايات المنزلية، وتحسين وانشاء خطوط للصرف اصلحي وترميم مناطق وازالة مخلفات البناء.

كما صادقت الحكومة على تخصيص مبلغ 10 ملايين شيكل لبلدية القدس، من اجل انشاء منطقة هواء نقي في مركز المدينة، سيتم منع دخول السيارات الملوثة للأجواء اليها. وسيتم تخصيص 10 ملايين اخرى من وزارة شؤون البيئة لدعم تركيب مئات اجهزة تصفية الجزيئيات التي تتسلل الى جهاز التنفس. وسيتم تركيب المصافي في اول 100 حافلة ركاب حتى نهاية العام الجاري 2017. وستشتري شركات المواصلات العامة الفاعلة في القدس 10 حافلات ركاب كهربائية بقيمة اربعة ملايين شيكل، بمساعدة وزارة شؤون البيئة.

درعي يرفض لم شمل مئات العائلات الفلسطينية 

تكتب "هآرتس" انه بعد سنة من وعده، اعلن وزير الداخلية ارييه درعي بأن 449 فلسطينيا كان يفترض حصولهم على مكانة في اسرائيل في اطار لم شمل العائلات، لن يحظوا بمكانة مقيم دائم او مؤقت، لأنهم لا يستجيبون لمعايير الوزارة. وحسب درعي فقد تم رفض 106 طلبات لأسباب جنائية او امنية.

وكان مركز الدفاع عن الفرد وعدة محامين قد قدموا في العام الماضي، التماسا الى المحكمة العليا بعد رفض الدولة منح مكانة لآلاف الفلسطينيين الذين تزوجوا من مواطنين ومواطنات من اسرائيل. وردا على الالتماس، ابلغ درعي المحكمة العليا في نيسان 2016، بأنه ينوي منح تأشيرات لحوالي 2000 فلسطيني يعيشون اليوم في اسرائيل وفقا لتصاريح مؤقتة، وبدون أي مكانة او حقوق اجتماعية.

وقدمت عضو الكنيست عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) مؤخرا، استجوابا الى درعي حول هذا الموضوع، في محاولة لتعقب مصير تصريحه. وردا على استجوابها حول اليها الوزير في الاسبوع الماضي، وثيقة اشار فيها الى ان مئات الفلسطينيين الذين شملتهم القائمة لن يحصلوا على تأشيرات. وجاء في الوثيقة انه "من بين 2020 حالة طلب اصحابها الحصول على مكانة، تبين ان 1533 استجابوا لمتطلبات القرار وتم ترقية مكانتهم الى مكانة مؤقتة. ووجد الوزير 449 طلبا بأنها لا تتفق مع المعايير". كما كتب درعي انه تم رفض 106 طلبات لأسباب جنائية وامنية.

وحسب درعي فان هناك اسباب اخرى لرفض الطلبات، لكنه لم يتم الاشارة اليها في الوثيقة، باستثناء حالات – لم يتم كشف عددها – اتضح فيها ان مقدمي الطلبات ماتوا او تخلوا عن طلباتهم. وهناك 38 طلبا لا تزال قيد الفحص.

يشار الى ان الأمر الطارئ الذي يمنع لم شمل العائلات يتم تمديده سنويا منذ عام 2003، ويفرض القيود على منح المواطنة او تصاريح بالتواجد في اسرائيل لفلسطينيين تزوجوا من اسرائيل، وكذلك لمواطنين من ايران، لبنان، سورية والعراق، الذين يطلبون الحصول على مكانة مقيم بناء على لم شمل العائلات. وحسب درعي، فانه منذ سن الأمر الطارئ قبل 15 سنة، تم تنظيم مكانة 2569 فلسطينيا.

وقالت النائب عايدة توما سليمان، ان "وعد وزارة الداخلية من السنة الماضية، يشكل الحد الادنى من الحد الأدنى، لكنهم لم ينجحوا بتنفيذ حتى هذا". وقالت ان "هذه المعطيات تدل على الظلم المتواصل الذي يسببه امر منع لم شمل العائلات. وراء كل طلب يتم رفضه هناك حكاية كاملة لعائلة لا ذنب لها الا انها ولدت فلسطينية، ولغتها هي العربية".

ومن المتوقع ان تصادق الكنيست مجددا على تمديد العمل بأمر منع لم شمل العائلات. وخلال تمديد الأمر في حزيران الماضي، قال النائب افي ديختر (ليكود)، رئيس اللجنة التي فحصت تمديد الأمر، انه في الحرب ضد الارهاب "لا يوجد مفتاح واحد يوقف كل العمليات. هناك عدة مفاتيح ويجب انزال اكثر ما يمكن منها. احدها هو قانون المواطنية والدخول الى اسرائيل الذي تم سنه خلال الانتفاضة الثانية، عندما قتل مئات الاسرائيليين وجرح الآلاف في العمليات الارهابية. احدى طرق التعامل مع الموضوع هي الجلد الذاتي، والاخرى هي الفهم بأنه توجد قاعدة لبرميل الارهاب هذا".

وقالت النائب توما سليمان ان هذا القانون "يعكس العنصرية في افضل اوجهها. يصعب العثور على تفسير اخر له. انه ينضم الى قائمة طويلة من القوانين والنظم العنصرية التي تلاحق ابناء الشعب الفلسطيني. في كل مرة يطرحون هذا القانون للتصويت عليه مجددا، يشكل اختبارا اخلاقيا لبيت المشرعين، والانطباع هو فشل اخلاقي كبير".

وحسب معطيات الجهاز الامني، فان 17 فلسطينيا ممن حصلوا بين 2001 و2016 على مكانة مقيم في اسرائيل بفعل الزواج، تورطوا في عمليات ارهابية. وكان 87 من الضالعين في العمليات هم ابناء عائلات الحاصلين على مكانة اقامة. وحسب المعلومات التي تسلمتها اللجنة التي عالجت الموضوع، فقد تورط 30 شخصا من ابناء عائلات الحاصلين على مكانة في العمليات التي وقعت بين تشرين الاول 2015 وحزيران 2016.

استبعاد موافقة اسرائيل على اعادة التنسيق مع الاوقاف في الحرم القدسي

تكتب "هآرتس" ان استئناف التنسيق بين اسرائيل ودائرة الأوقاف حول ما يحدث في الحرم القدسي ينطوي على فوائد لكل الأطراف، لكن اسرائيل لا يتوقع ان تتجاوب مع النداء الذي وجهه مدير عام الاوقاف الشيخ عزام التميمي، امس، والذي دعا الى البدء بمفاوضات من اجل اعادة الوضع الراهن الذي ساد في الحرم حتى سنة 2000.

بالنسبة لإسرائيل، يمكن لهذا التنسيق الاسهام في تهدئة الأجواء ومنع اندلاع اعمال عنف في الحرم القدسي، وان يقود الى استئناف التنسيق بشأن كل اعمال الحفريات الأثرية في الحرم. وهكذا يمكن منع كوارث اثرية، كما حدث في 1999، عندما قامت الاوقاف بحفر مدخل الى المسجد المرواني. وقد تم وقف التنسيق مع دائرة الآثار في 1996، قبل اربع سنوات من وقف التنسيق الامني في اعقاب احداث نفق حائط المبكى.

وقال عوفر زلتسبرغ، الباحث في مجموعة الازمات الدولية، ان تجديد التنسيق يمكنه تحقيق مكاسب لإسرائيل من ناحية سياسية ايضا، لأن مثل هذا الاتفاق سيعزز مكانة الأردن في الحرم القدسي، ويمنع استمرار تعزز قوة تركيا التي تطالب لنفسها بمكانة في الحرم الشريف. ويشار الى ان تركيا عقدت في الاسبوع الماضي مؤتمرا في اسطنبول في موضوع الدفاع عن الأقصى، ويبدو ان الأردن يتواجد في حالة دفاع في هذا الشأن.

وقال د. يتسحاق رايتر، الباحث في معهد القدس لدراسة السياسات، والذي ألف كتابا عن الوضع الراهن في الحرم القدسي، ان "الاقصى يستخدم كوقود للعنف الفلسطيني، ومن مصلحة اسرائيل منع الاشتعال من خلال العودة للتنسيق مع الاوقاف بشان دخول المجموعات وعدم خرقها للشروط. كما ان المجموعات التي تدخل الى الحرم لن تتعرض للملاحقة كما يحدث اليوم".

وقال رايتر ان حقيقة الدعوة الصادرة عن المدير العام لدائرة الأوقاف تعتبر مسألة هامة. "الدعوة العلنية تعتبر تجديدا ويمكن الفهم بأنه يقول ذلك بمصادقة الاردن. وهذا يدل على الضائقة التي يعانون منها. انهم يشعرون بأن الشرطة نفعل ما تريد في المكان وتحاول ارضاء الجميع بما في ذلك انصار الهيكل".

بالنسبة للأوقاف، من شأن اعادة التنسيق ان تعزز مكانتها ومكانة الاردن في الحرم القدسي، وضمان مدخول مالي مكن بيع التذاكر للزوار. ان عدم التنسيق مع اسرائيل يثقل جدا على ادارة وتطوير الموقع، وكل عملية لوضع كابل كهرباء او ترميم بناية تشكل محفزات للصدام مع البلدية وسلطة الآثار والشرطة. ويمكن للتنسيق ان يسهل جدا عملية الادارة اليومية للمكان.

كما سيحقق مثل هذا الاتفاق فائدة للإسرائيليين اليهود والسياح الذين يصلون الى القدس. فبعض المباني القائمة في الحرم القدسي هي من اجمل المباني القديمة في اسرائيل، واغلاقها منذ 17 عاما ام الجمهور مس بشكل كبير بالسياحة والعلوم وقدرة الاسرائيليين على معرفة ميراث القدس.

لكن الخبراء يتكهنون بأن اسرائيل لن تستجيب لدعوة مدير عام الاوقاف. ويسود في الشرطة والحكومة الشعور بأن جهود قمع العنف في الحرم حققت نتائج وان الوضع يخضع للسيطرة نسبيا. ويدل على ذلك ازدياد عدد اليهود وعدد المجموعات التي تدخل في آن واحد الى الحرم. وقال رايتر ان "من يملك القوة لا يسارع للتخلي عنها".

تعيين ايوب القرا وزيرا للاتصالات

تكتب "هآرتس" ان رئيس الحكومة قرر تعيين ايوب القرا (ليكود) وزيرا للاتصالات، حسب ما اعلن ديوان نتنياهو صباح امس الاحد. وصادق الحكومة بالإجماع على هذا القرار امس. وكان نتنياهو قد قرر في كانون الثاني تعيين القرار وزيرا بدون حقيبة، وتم تعيين هنغبي قائما بأعمال وزير الاتصالات قبل ثلاثة اشهر، وامس، انتهت فترة التعيين المؤقت. وقال هنغبي انه لم يطلب تسلم الحقيبة بشكل دائم، ولم يتم اقتراح هذا الأمر عليه.

وقد فوجئ مسؤولون كبار في الليكود بقرار نتنياهو، وقالوا انهم توقعوا الابقاء على الحقيبة في ايدي هنغبي الذي يظهر الولاء لنتنياهو. وقال مسؤول رفيع في الليكود لصحيفة "هآرتس" ان نتنياهو شعر بالخيبة ازاء النتيجة التي تم التوصل اليها في موضوع اتحاد البث، والضعف الذي اظهره هنغبي في هذا الشأن. مع ذلك، قال المسؤول، لا يزال نتنياهو يثق بهنغبي وسيواصل تكليفه بمهام سياسية مختلفة. وكان هنغبي قد قال في وقت سابق من الاسبوع المنصرم، انه في ظل الظروف الناشئة، لا يرغب بتسلم حقيبة الاتصالات.

الشخص الآخر الذي خاب امله من قرار تعيين القرا، هو رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيطان، الذي خاض الصراع ضد اتحاد البث خدمة لنتنياهو، والذي كان يعتقد انه آن الوقت كي يصبح وزيرا.

قائد المنطقة الوسطى يوقع على أمر إنشاء مستوطنة جديدة لسكان بؤرة عمونة سابقا

تكتب "هآرتس" ان قائد المنطقة الوسطى، روني نوما، وقع مساء امس الاحد، على امر عسكري يخصص مساحة من الاراضي في منطقة مستوطنة شيلو، لأنشاء مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم سحبهم من بؤرة عمونة. وستقام المستوطنة الجديدة على التلة التي تحمل اسم "غؤولات تسيون". ويضيف الأمر العسكري حوالي 170 دونم من الأراضي الحكومية الى منطقة نفوذ المجلس الاقليمي مطي بنيامين، لغرض انشاء المستوطنة، التي ستكون مفصولة عن كتلة مستوطنات شيلو.

وتم توقيع الأمر العسكري بعد تسلم التصديق السياسي، وحسب ما جاء في الأمر، سيتم تسمية المستوطنة الجديدة باسم "عميحاي". ورحب مستوطنو عمونة بالقرار، لكنهم طالبوا بمواصلة دفع الخطوات التي تتيح لهم استيطان التلة.

سرقة اكثر من 30 قطعة سلاح من معسكر في الجنوب

تكتب "هآرتس" ان الناطق العسكري اعلن ، امس، انه تم سرقة اكثر من 30 قطعة سلاح من مستودع الاسلحة في معسكر "سديه تيمان" في الجنوب. وتقوم قوات من الجيش والشرطة بتمشيط المنطقة في محاولة للوصول الى الأسلحة واللصوص. وحسب البيان، فقد عين قائد المنطقة الجنوبية الجنرال ايال زمير، لجنة تحقيق برئاسة العميد ايتاي برين، قائد لواء المدرعات في الجيش الاحتياطي.

كما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا لمعرفة ظروف الحادث، وستقوم بفحص ما اذا تعاون الجنود الذين يخدمون في المعسكر مع اللصوص. ويشار الى انه تم قبل سنة سرقة 77 قنبلة دخان و13 صاروخ "لاو" وصاروخ "متادور" من المعسكر نفسه. وتبين ان جنيدا وقائد كتيبة كانا ضالعين في السرقة.

ويشار الى ان الجيش اعلن قبل اسبوع واحد فقط عن تغيير اوامر فتح النيران بسبب كثرة اعمال سرقة الأسلحة العسكرية. ووفقا للأوامر الجديدة يسمح للجنود بإطلاق النار على مشبوهين بسرقة الأسلحة.

على ذمة "يسرائيل هيوم": "لقاء عباس- ترامب في بيت لحم كان مشحونا"

تزعم "يسرائيل هيوم" ان اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (في بيت لحم) لا يزال يثير الصدى، وتكتب انها بعد ان نشرت في الأسبوع الماضي، عن رغبة ترامب بدفع مبادرة السلام العربية اولا، ومن ثم مناقشة القضية الفلسطينية، كشف مصدر رفيع في ديوان ابو مازن تفاصيل اخرى عن اللقاء الذي "بدأ في اجواء ايجابية وسرعان ما وصل الى اجواء صعبة بعد اتهام ترامب لعباس بدعم التحريض والارهاب بواسطة دفع الرواتب للأسرى".

وحسب المصدر فقد اوضح ترامب لرئيس السلطة ابو مازن انه لا يمكنه تجاهل التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني ودفع الرواتب للمخربين، وفي الوقت نفسه طرح شروط تمنع أي امكانية للتقدم في العملية السلمية. وقال المسؤول ان ابو مازن رد على ترامب قائلا: "في الماضي كانت هناك لجنة مشتركة للسلطة واسرائيل عالجت مسائل التحريض في الجانبين، لكن اللجنة لم تجتمع منذ سنوات، اما رواتب الأسرى فتحولها دائرة الاسرى بواسطة صندوق في منظمة التحرير وليس بواسطة الحكومة الفلسطينية".

وحسب أقوال المسؤول الرفيع فان ترامب فقد صبره وقاطع ابو مازن وهو يضرب بقبضة يده على الطاولة ويوبخه: "انت تتحدث عن مدى رغبتك بالسلام، وعمليا لا يوجد لذلك أي تعبير. الاسرائيليون عرضوا امامي اثباتات على انك ضالع شخصيا في التحريض، تشجع من مس باليهود وتدفع لهم تعويضات. ليس هكذا يتصرف من يريد التوصل الى السلام. عندما كنت في واشنطن عرضت امامي صورة مختلفة تماما لكل ما يتعلق بجهودك لاستئناف المفاوضات والعملية السلمية، لكن شعوري هو انك خدعتني".

ويدعي المسؤول الفلسطيني انه في هذه المرحلة من المحادثة قال ترامب لعباس ان سلوك الادارة الامريكية في موضوع الصراع سيكون مختلفا تماما خلال ولايته، وانه في ضوء حقيقة ان فرص التقدم حسب مخطط الدولتين ضعيفة، فان ترامب يريد دفع افكار اخرى، وعلى رأسها خطة اقليمية تقوم على المبادرة العربية للسلام، في المقابل التقدم في المسألة الفلسطينية بواسطة المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

وحسب المسؤول الفلسطيني فقد قال ابو مازن لترامب ان الفلسطينيين يصرون على معارضة أي خطة سياسية لا تشمل اولا المسألة الفلسطينية، فرد عليه الرئيس ترامب بأنه خلال زيارته الى السعودية قيل له بشكل واضح من قبل قادة دول عربية، ومن بينها مصر والأردن ودول الخليج، انهم سيدعمون خطوة اقليمية اذا قدمت الولايات المتحدة ضمانات بأن هذه الخطوة لن تمس بالمصالح الفلسطينية وانما تساعد على دفعها.

عائلة غولدين تهاجم الاتفاق مع الاسرى

تكتب "يسرائيل هيوم"، ان عائلة الجندي القتيل في غزة هدار غولدين، اعلنت غضبها على الاتفاق الذي وقعته حكومة اسرائيل مع الاسرى الامنيين في السجون، والذي سيتم بموجبه السماح لعائلات الأسرى بزيارتين شهريا. وحسب العائلة فانه "يبدو ان الحكومة برئاسة نتنياهو، استسلمت مرة اخرى لأسرى حماس الارهابيين، الذين يحتجزون الجنديين هدار غولدين واورن شاؤول. هذه فوضى من قبل الحكومة التي ترفع مرة تلو اخرى، راية بيضاء امام الد اعداء اسرائيل. بدلا من تطبيق قانون المجلس الوزاري في بداية 2017، قررت الحكومة مواصلة تفعيل رياض الاطفال في السجون".

مقالات

مفوض شكاوى الجنود: التقليصات الواسعة في الجيش مست بالمعنويات وخلقت ثقافة تدوير الزوايا

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان الجنرال احتياط يتسحاق بريك، يعمل منذ ثماني سنوات ونصف، وبمبادرة منه، كنوع من البوصلة الخارجية لقادة الجيش. في الوقت الذي تعاني فيه اجهزة المراقبة والاشراف المدني على الجيش من الضعف المتواصل، يأخذ مفوض شكاوى الجنود، بريك، على عاتقه، في التقرير الذي نشره امس، مهمة المراقبة والاشراف بشكل اساسي ومتماسك، لا يسر دائما رؤساء الاركان المتعاقبين.

في الوقت الذي تتوقف فيه الكثير من التغطية الاعلامية للجيش على الاطراء على ادائه لمهامه، ونشر تقارير تشجع محفزات الخدمة في الوحدات القتالية (والتي يؤكد تقرير بريك انخفاضها)، يصر بريك على وضع مرآة امام قيادة الجيش، لا تثني عليها في اغلب الحالات. وعلى غرار مراق بالدولة السابق ميخا لندنشتراوس، يصر المفوض على ان دوره هو ليس فقط معالجة وحل الادعاءات المعينة، وانما فحص الظواهر بشكل عميق بهدف تحسين سلوك الجهاز العسكري.

في التقرير السابق الذي نشره قبل سنة، كشف بريك الاخفاق في مستودعات الطوارئ – سنوات من الاهمال في معالجة البنى التحتية لمستودعات الطوارئ في الجيش، والى جانب ذلك تآكل متطرف في شروط الخدمة وجودة القادة الذين يعالجونها. وفي حينه ادت اجراس الانذار التي اطلقها المفوض، الى حث رئيس الاركان غادي ايزنكوت على العمل، ويقوم الجيش حاليا باستثمار مئات ملايين الشواكل لمعالجة المشكلة التي يمكن ان يتضح بأنه نقطة ضعف مركزية في حال اندلاع حرب اخرى مع حزب الله. وهذه المرة، يشير التقرير الخامس والاربعين للمفوض الى سلسلة من الظواهر الاخرى، التي يعكس بعضها اهمالا وعيوبا مشابهة لتلك التي كشفها في قضية مستودعات الطوارئ.

لقد حظي الجيش بقيادة رئيس الاركان الحالي بالكثير من الاطراء، المبرر، لأنه نجح اخيرا بإطلاق خطة متعددة السنوات، شملت اجراء تقليصات واسعة في قسم من مجالات نشاطه، فصل حوالي 5000 جندي في الخدمة الدائمة، وتحويل الميزانيات الى نشاطات اكثر حتمية. الادعاء الرئيسي لبريك هو انه في خضم التحمس لإجراء التغيير، هبط الجيش في قسم من الوحدات الى ما دون الخط الاحمر المرغوب فيه – والان يطالب رجال الخدمة الدائمة والوحدات التي تعتبر اقل اهمية بتنفيذ مهام بحجم واسع، دون ان تحظى بالموارد والقوى البشرية المطلوبة.

ويحذر بريك من الضرر المعنوي الذي يسببه الأمر لهذه الوحدات، ولكن ايضا الى المخاطر التنفيذية النابعة من ذلك. بما ان القيادة العليا مقتنعة بضرورة الخطة ويسعى الضباط الصغار الى التمشي مع روح القائد، فانه لا تتدنى جودة التنفيذ فحسب، وانما تتسع ظاهرة تدوير الزوايا، بل والتقارير الكاذبة بهدف الاظهار للجهات العليا بأن الامور تجري حسب الخطة. هذه المشاكل شائعة بشكل خاص في جيش اليابسة وفي المناصب الداعمة للقتال، الغلاف الذي لا يمكن لكتيبة المدرعات او سلاح المشاة اداء مهامه من دونه، سواء في الاوقات العادية او خلال الحرب.

وترتبط هذه الظاهرة بشكل مباشر لمشكلة اخرى – انخفاض بارز في استعداد الضباط والقادة الصغار نسبيا، حتى درجة رائد، التوقيع على الخدمة الدائمة. عدم اليقين بشأن مسار خدمتهم، الى جانب ضغط المهام المتزايدة والاداء الضعيف للوحدات، يردع الجيل الشاب في الجيش الاسرائيلي عن الالتزام بالخدمة لفترة متواصلة.

يركز تقرير المفوض على منظمة داعمي القتال، ولكن في الاشهر الاخيرة هناك دلائل على تغلغل هذه الظاهرة الى رأس الحربة في الجيش – ضباط الجهاز الحربي في سلاح اليابسة. هذا يرتبط بظاهرة اخرى يتعامل معها التقرير، وليس لأول مرة. بريك، ابن الجيل الذي حارب في حرب الأيام الستة وحرب يوم الغفران، حيث حظي بوسام الشجاعة لدوره في معارك المدرعات في سيناء، لم يتوقف عن الوعظ للقادة حول الحاجة لتبني اسلوب قيادة آخر.

المفوضية لا توفر حلا لمشاكل موضعية للجنود، وانما تشير الى المشاكل العميقة. ويفصل التقرير سلسلة من الاحداث التي سلك خلالها القادة بشكل عدائي وعنيف ازاء الجنود او اهانوهم على خلفية عنصرية او جنسية. لكن بريك يشعر بالقلق ايضا من المشكلة البارزة بشكل خاص في المنظومات غير القتالية: الثقافة المعيبة في اصدار الأوامر والحوار الشائب بين الرتب المختلفة. فالكثير من الضباط يميلون الى التعامل مع انفسهم كمهنيين فقط وليس كقادة يتحملون مسؤولية كاملة عن رجالهم. عندما تتم القيادة بوساطة جهاز تحكم عن بعد، ويتم نشر الاوامر عبر البريد الالكتروني وتطبيق ووتس أب، وبتهرب بعض القادة من الحوار المباشر مع جنودهم، تتعرض جودة اداء الجيش لمهامه الى المس. في كثير من الوحدات، كما يدعي التقرير، لا تسود ثقافة داخلية من الشفافية والانفتاح – وهذا الأمر يسحق ثقة الجنود بقادتهم.

في اسرائيل يوجد تضخم من التقارير العامة. حتى القضايا المشحونة، الحساسة سياسيا، كمعالجة تهديد الانفاق من غزة، الذي ناقشه تقرير مراقب الدولة الذي نشر في مطلع السنة، تزول نهائيا عن جدول الاعمال بعد عدة ايام من نشر التقرير. وكما يبدو فان المصير ذاته ينتظر وثيقة بريك السنوية – وفي غياب ابعاد سياسية، من المؤكد ان هذا سيحدث بأسرع مما حدث في قضية الأنفاق.

ورغم ذلك، فان ما يكشفه مفوض شكاوى الجنود يعتبر بالغ الاهمية. ومن دون معالجة المشاكل العميقة التي تشير اليها المفوضية، ستزداد هذه الاتجاهات خطورة وربما تؤثر على اداء الجيش لمهامه في حال اندلاع مواجهة عسكرية اخرى.

يجب الاصغاء لمحمود عباس

تقتبس "هآرتس" في بداية افتتاحيتها الرئيسية، اقوال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرسالة التي وجهها الى الجمهور الاسرائيلي خلال المظاهرة التي نظمتها حركة "سلام الان" بمناسبة مرور 50 عاما على الاحتلال والتي دعت الى تبني حل الدولتين. وجاء في رسالة عباس: "لا يوجد صوت اقوى من صوت السلام العادل والشامل، ولا يوجد صوت اقوى من حق الشعوب بتقرير المصير والحرية من ظلم الاحتلال. حان الوقت لنعيش، انتم ونحن، بسلام، بتناغم، بأمن واستقرار. الطريق الوحيد لإنهاء الصراع والكفاح ضد الارهاب في المنطقة وفي العالم، يكمن في حل الدولتين على حدود حزيران 1967، فلسطين الى جانب اسرائيل. لقد وافقنا على قرارات الامم المتحدة، اعترفنا بإسرائيل ووافقنا على حل الدولتين، واعترف العالم، ايضا، بدولة فلسطين. حان الوقت كي تعترف دولة اسرائيل بدولتنا وتنهي الاحتلال. نحن لا نزال نمد يدنا للسلام".

وتكتب "هآرتس" انه لا يمكن تجاهل هذه الكلمات: فهي تعكس بصورة واضحة، حادة ودقيقة ليس فقط طموحات الشعب الفلسطيني وانما طموحات كل مواطن اسرائيلي مناصر للسلام ويريد العيش في دولة طبيعية.

ورغم حقيقة ان من شاركوا في المظاهرة يتماثلون مع الجانب اليساري للخارطة السياسية في اسرائيل، الا انه يتضح بأن عدد الداعمين لحل الدولتين اكبر بكثير، وله شركاء ايضا في الاحزاب اليمينية. فهكذا يظهر على الاقل من الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية في التلفزيون مساء السبت، حيث قال نصف المشاركين في الاستطلاع بأنهم يدعمون اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين على اساس حدود 1967.

يدعي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل دائم، انه يطمح الى اتفاق مع الفلسطينيين. بل قال خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انه "لأول مرة في حياتي ارى فرصة كبيرة للتغيير". اذا كان الأمر هكذا، فانه يحظر على نتنياهو تجاهل هذا التصريح الهام لعباس. يجب عليه المبادرة الى التقاء الرئيس الفلسطيني والتوقف عن اختراع الشروط المسبقة للمفاوضات، كتلك التي تهدف الى افشالها، سواء كان ذلك المطلب القديم بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، او المطلب الجديد بوقف تحويل المدفوعات من السلطة الى عائلات المخربين.

نتنياهو يعرف ان المعتدلين في الجانبين يريدون السلام ويفهمون جيدا انه لا يوجد أي حل اخر الا حل الدولتين. وفي ضوء التصريح الحالي للرئيس الفلسطيني، يجب على كل مواطن اسرائيلي سؤال نفسه، لماذا بدلا من اعادة مد اليد الى الزعيم الفلسطيني المعتدل، في محاولة لإنهاء 50 سنة من السيطرة على شعب آخر، يفضل نتنياهو وحكومته مواصلة سياسة الرفض التي يتزايد تضخم ثمنها.

بعد الرياض والقدس: بين الرؤية والواقع

يكتب زلمان شوفال، في "يسرائيل هيوم" انه ذات مرة كان هناك من قالوا بأن احباط التهديد الايراني مشروط بحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – وهو ادعاء غير منطقي، لأن ايران ليست معنية بتسوية القضية الفلسطينية، وانما مواصلة اشعالها كوسيلة لمناطحة اسرائيل واعدائها العرب. كما ينوي الرئيس دونالد ترامب خلق ارتباط بين الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني والموضوع الايراني – ولكن بشكل معكوس: من وجهة نظره، فان تقارب المصالح بين اسرائيل والدول العربية السنية والولايات المتحدة، في الموضوع الايراني، سيشكل رافعة لدفع السلام.

هكذا تبدو الصفقة، نظريا على الاقل. المسألة هي ما اذا كانت هذه الافكار، الايجابية في حد ذاتها، تتفق مع الواقع، سوءا من ناحية العالم العربي السني، او من يحث الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. التحالف الذي يجري الحديث عنه هو بين دول عربية وامريكا، وليس مع اسرائيل. توجد مصالح براغماتية مشتركة في الموضوع الايراني، وليس اكثر من ذلك. ولا يتوقف الأمر على ان المبادئ التي تقوم عليها الديموقراطية الاسرائيلية، تثير غثيان المدرسة الدينية والسلطوية في السعودية، وانما على حقيقة عدم رغبة الشارع العربي، بما في ذلك في مصر والاردن، بالسلام والتطبيع مع اسرائيل، وتماثله العاطفي مع اعدائها. ولذلك، الى أي مدى سيرغب الحكام العرب بالمخاطرة بمكانتهم لدى شعوبهم من اجل تحقيق خطوات تقارب ملموسة مع اسرائيل؟

"الصفقة" الوحيدة الممكنة هي ليست الحل "النهائي" الذي يسعى الرئيس ترامب لتحقيقه، وانما في اقصى الحالات، التوصل الى اتفاقيات مرحلية، بهذا الشكل او ذاك. يجب النظر بالإيجاب، ايضا، الى حقيقة تطور العلاقات النفعية بين العالم العربي واسرائيل، ولكن فحص ما اذا كان هذا الواقع سيساعد على حل المشكلة الاسرائيلية – الفلسطينية، حسب مخطط ترامب، لا يزال بعيدا عن تقديم جواب، خاصة عندما يتضح للرئيس انه لا توجد في الجانب الفلسطيني، رغم رسالة السلام التي وجهه ابو مازن الى تظاهرة اليسار في تل ابيب، أي رغبة او قدرة على التجاوب مع الحد الادنى من المطالب التي يحتمها كل اتفاق سلام.

كما ان حل مسألة القدس لا يبدو في متناول اليد في الاجواء الحالية. الرئيس ترامب يريد فك العقدة المستعصية من خلال الاتفاق المبكر على الحدود، الا ان الحدود المستقبلية بين اسرائيل واي كيان فلسطيني، ترتبط بتحقيق الاتفاق في غالبية المسائل الاخرى ذات الصلة، بما في ذلك الامن – وليس العكس.

حسب مصادر فلسطينية، يجري الحديث الان عن مبادرة امريكية لتدشين المفاوضات بين الجانبين خلال قمة ثلاثية – ترامب، نتنياهو وابو مازن – في واشنطن، وانه سيتم تكريس تسعة اشهر للمفاوضات. يجب ان نتذكر بأنه تم تحديد جدول زمني ايضا للمفاوضات التي قادها وزير الخارجية السابق جون كيري، والنتيجة معروفة. حقيقة طرح مثل هذا الاقتراح يثير الشعور بأن الاجراءات التي نشهدها من قبل الادارة الجديدة لا تختلف عن تلك التي كانت متبعة خلال الادارة السابقة، ولذلك يجب ان نضيف بأن معادلة الدعم الامريكي للسعوديين مقابل السلام مع اسرائيل يمكن ان تعمل في الاتجاه المعاكس، أي "تطبيع" العلاقات بين السعودية واسرائيل مقابل تنازلات اسرائيلية للفلسطينيين.

امس الاول قال الرئيس ترامب ان السلام الاسرائيلي – الفلسطيني "سيحقق السلام في الشرق الاوسط كله". هذا توقع صادق، ولكن من المستحيل ألا نتذكر، عندما نسمعه، ذات الادعاء التقليدي الذي طرحه "الخبراء" في وزارات الخارجية المختلفة، وكأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مصدر كل المشاكل في الشرق الأوسط. وبالتالي، يجب ان نأمل، بأن لا يتطور في نظام العلاقات الخارجية لترامب مفهوم أن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة التحالف مع المملكة العربية السعودية، تتوقف على التقدم في المسار الإسرائيلي الفلسطيني، وان لا تقوم ادارة ترامب الرصينة والعملية والتي لا شك بأنها صديقة لإسرائيل، ب تكرار أخطاء أسلافها.

شمال السامرة اولا

يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت" انه يوم الخميس الماضي، كان من المقرر ان تجري، من تحت الرادار الاعلامي، جولة سرية، حساسة جدا من ناحية سياسية. فقد طلب جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الى الشرق الاوسط، اجراء جولة في منطقة شمال السامرة، التي اخلتها اسرائيل خلال الانفصال في 2005. لقد سبق وحددت ادارة ترامب منطقة شمال السامرة، كمنطقة يمكن لإسرائيل ان تقوم بخطوة فيها، تبث الى العالم العربي التزام اسرائيل بالاعتراف بالدولتين. والحديث عن تسليم مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، الى سيادة فلسطينية جزئية، مدنية فقط. وبلسان معروفة بشكل اكبر: نقل مناطق من المنطقة C الى المنطقة B. ويبدو ان هذه الخطوة ظهرت للأمريكيين وكأنها مهمة يمكن للحكومة الاسرائيلية الموافقة عليها ضمن الصفقة الكبرى مع العالم العربي,

لقد طلب غرينبلات بأن يرافقه في الجولة منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي. لكن مردخاي ما كان سيفكر بالانضمام الى الجولة، دون الحصول على موافقة من نتنياهو وليبرمان، اللذان كان يعرفان بالضبط ما الذي يفحصه غرينبلات. وبالتالي فان نفي ديوان رئيس الوزراء للأنباء التي قالت بأن الامريكيين عرضوا امام إسرائيل إمكانية نقل ملكية الأراضي من C إلى B - بعيد عن الحقيقة.

مساء الأربعاء، تسرب الى القناة 10 النبأ حول قيام الادارة الامريكية بطرح فكرة نقل مناطق للمسؤولية المدنية الفلسطينية، فتم إلغاء جولة غرينبلات في السامرة. وفي اليوم التالي التقى غرينبلات ونتنياهو، ومن المرجح أنه تم خلال اللقاء طرح أفكار حول دور إسرائيل في الصفقة المحاكة في الشرق الأوسط.

لقد سبق وأسمع غرينبلات ورجاله للسعوديين، والإماراتيين والفلسطينيين ما يظهر في أوراق عملهم كـ"اعادة تعريف لمناطق في الضفة الغربية ". انهم لا يتحدثون عن تغيير التعريف في مناطق واسعة، وانما في مناطق صغيرة. شيء رمزي في العالم العربي يوضح بأن إسرائيل مستعدة للتقدم في حل الدولتين ليس فقط بالكلمات ولا تنوي ضم المناطق.

الى جانب فكرة نقل المناطق في السامرة الى منطقة B، طرح الامريكيون فكرة اخرى سبق وطرحت في الجهاز الامني، مع دخول ليبرمان الى منصبه وزيرا للأمن، كسياسة "عصا وجزرة" املاها ليبرمان. والمقصود "تشريع" البناء الفلسطيني غير القانوني، الذي انتقل من المناطق B الى المناطق C، من اجل منع الانفجار على الأرض. والمقصود حوالي 20 الف بناية تنتشر في مئات النقاط. وقد صدرت اوامر هدم ضد 13 الف بناية منها، وتم تنفيذ 3500 منها. الفكرة التي باعها الجيش لليبرمان تبناه الامريكيون، ومضوا خطوة اخرى: امنحوا الشرعية للمباني واعلنوا بأن المقصود نقل مناطق من C الى B. والمقصود مئات النقاط الصغيرة، منطقة غير كبيرة، وفي هذه الاثناء سيكفي.

لقد تم عرض "تبييض المباني" امام المجلس الوزاري المصغر عشية زيارة ترامب الى اسرائيل، كلفتة اسرائيلية ازاء الرئيس غير المتوقع. لكن وزراء المجلس الوزاري خصوا النية الامريكية،. صحيح انهم وافقوا – لأسباب انسانية، على وقف هدم البيوت، لكنه يمنع التذكير بنقل مناطق من المنطقة C الى المنطقة B. يبدو ان رئيس الحكومة، في الائتلاف الحالي، سيجد صعوبة في الالتزام بمتوسط ما التزمت به الولايات المتحدة للعرب.

كما تطلب الولايات المتحدة من الفلسطينيين ما يبدو حاليا بأنه شبه مستحيل، مثل اخراج التعاون الامني مع اسرائيل من السرية الى النور، وقف توزيع الاموال للمخربين في السجون وما اشبه. وطلبوا من السعوديين، حسب "وول ستريت جورنال"، القيام بخطوات تطبيع اولية مع اسرائيل، كفتح خطوط الهاتف للاتصال المباشر بين البلدين، منح الاسرائيليين امكانية القيام بصفقات تجارية في السعودية، والسماح للطائرات الاسرائيلية بالتحليق في الاجواء السعودية، في طريقها الى الشرق الاقصى.

الان سيكون على كل طرف احضار حصته الى الطاولة. غرينبلات بقي في المنطقة لكي يتأكد من عدم تهرب أي طرف. في المرحلة القادمة تخطط الولايات المتحدة لعقد قمة في واشنطن، وبعدها مفاوضات فورية بين اسرائيل ودول سنية، على رأسها السعودية، ومع الفلسطينيين. البيئة المحيطة بترامب تضغط عليه من اجل عقد القمة في واشنطن خلال شهر من اجل عرض انجاز على الحلبة الدولية. اذا صودق على هذا التوجه، يمكن لإسرائيل ان تجد نفسها تحت طائلة كماشة ضغط سيقوم بتفعيلها بالذات اكبر صديق لنتنياهو في البيت الابيض.

اخر الأخبار