ابرز ما تناولته الصحف العبرية10/05/2017

تابعنا على:   15:12 2017-05-10

الفيفا" تزيل مشروع القرار المتعلق بفرق المستوطنات عن جدول اعمال مؤتمرها!

تكتب صحيفة "هآرتس" ان اتحاد كرة القدم العالمي "الفيفا"، قرر امس الثلاثاء، إزالة مشروع القرار المتعلق بفرق كرة القدم من المستوطنات، عن جدول أعمال مؤتمره، الذي سيفتتح اليوم في البحرين. وجاء في إعلان رسمي نشره اتحاد "الفيفا"، أنه، وبعد مداولات في الموضوع، قرر مجلس الاتحاد، الذي  اجتمع يوم أمس، في المنامة، عاصمة البحرين، أن هذه المرحلة مبكرة جدا لاتخاذ قرار في الموضوع.

وعقد يوم أمس، اجتماع مشترك للجنة "الفيفا" الخاصة بشؤون إسرائيل - فلسطين في المنامة برئاسة توكيو سكسفالا، بمشاركة رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية، جبريل الرجوب ورئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلية، عوفر عيني. ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن فرق المستوطنات، فتم تحويل الموضوع لمناقشته على نطاق أوسع في مؤتمر "الفيفا"، الذي تتمثل فيه عشرات الدول الأعضاء في الاتحاد. وخلال المداولات، التي هدفت إلى تحديد جدول أعمال مؤتمر "الفيفا"، التي سيفتتح اليوم بمشاركة جميع الدول الاعضاء، استمع أعضاء المؤتمر إلى تقرير من "سكسفالا"، حول قضية فرق كرة القدم من المستوطنات، وصدر قرار بعدم مناقشة الموضوع والتصويت عليه خلال المؤتمر. وأشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إلى أن مجلس "الفيفا" اتخذ قرارا بإزالة النقاش في موضوع فرق المستوطنات عن جدول الأعمال.

وزارة الصحة في السلطة تقرر وقف تزويد الادوية وحليب الاطفال لمستشفيات غزة

تكتب صحيفة "هآرتس" ان وزارة الصحة في رام الله، ابلغت، أمس الثلاثاء، وزارة الصحة في قطاع غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس، انها قررت وقف إمدادها بالأدوية وحليب الأطفال، حسما نشرته وزارة الصحة في غزة. وكان مدير عام هيئة الصيدليات، التابع لوزارة الصحة في غزة، دكتور منير البرش، قد صرح لعدة مواقع إخبارية فلسطينية محسوبة على حماس، أن القرار سياسي وبأنه يقوم بإجراء اتصالات مع مسؤولين في وزارة الصحة في رام الله، من أجل الاستفسار عن تفاصيل إضافية حول القرار.

وقال البرش ان "القرار يحمل آثارا مدمرة على السكان، خصوصا على المرضى المزمنين والأطفال. غزة تعاني خلال الأيام الأخيرة من نقص حاد في الأدوية، بسبب عدم وصول إرساليات أدوية منذ ثلاثة شهور". وحسب قوله، فإن الإرساليات كانت تصل في الماضي، مرة واحدة كل شهرين.

وأشار البرش إلى أن بعض  مشافي القطاع أعلنت عن نقص خطير في 17 نوعا من الدواء الذي يقدم لمرضى السرطان. وحذّر من نتائج وخيمة في حال استمرار هذا الوضع وقال: "90% من مرضى السرطان في غزة لا يملكون أدوية، والكثير منهم سيضطرون للتوجه الى إسرائيل للحصول على الدواء".

وكانت "هآرتس" قد نشرت، خلال الشهر الماضي، ان السلطة الفلسطينية تعتزم اتخاذ خطوات عقابية تجاه حكومة حماس في غزة، في أعقاب قرارها تشكيل هيئة لإدارة القطاع. وتسبب قرار حماس بمواجهة مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي أعلن ردا على القرار عن تقليص رواتب موظفي السلطة في القطاع ووقف تسديد ثمن الكهرباء، الذي تزوده إسرائيل للقطاع. وقال يوسف المحمود، الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية في رام الله، أمس، لـ "هآرتس" ان عباس  أعلن فعلا عن اتخاذ خطوات تصعيدية تجاه حركة حماس في غزة، إلا أن الرئيس عباس، حسب قول المحمود، لا يعرف بخصوص قرار وقف نقل الأدوية أو الحليب إلى المشافي في غزة.

 وصرح مصدر مسؤول في وزارة الصحة في غزة، لصحيفة "هآرتس"، أنه "لا يزال من غير الواضح إن كان الحديث يدور عن تأجيل مؤقت لتزويد القطاع بالأدوية، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس، أو أن الأمر يعني الوقف الشامل لنقل الأدوية، وهو ما يعني تصعيدا خطيرا في المواجهة بين فتح وحماس".

الشرطة تعرض امام طلاب يهود طريقة اطلاق النار على "مخرب"!

تكتب صحيفة "هآرتس" ان رجال الشرطة استعرضوا خلال لقاء مع مئات الطلبة من صفوف الخامس في مدارس مدينة رمات هشارون، "طريقة إطلاق النار الحية على "مخرب" ملقى على الأرض. وجاء ذلك في إطار ما يسمى "يوم العلاقات بين المجتمع والشرطة".

ووصل التلاميذ  إلى المنتزه البلدي مع معلميهم، حيث شاهدوا استعراضا لعمل قوات الإنقاذ والشرطة، شمل أحدها كيفية السيطرة على "مخرب". حيث قام أحد رجال الشرطة بتحذير التلاميذ من أنهم سيسمعون صوت إطلاق نار خلال العرض، وطلب منهم عدم الخوف، ثم قام أربعة رجال شرطة من وحدة "يسام" [الوحدة الخاصة في الشرطة] بالدخول راكبين على دراجات نارية واطلقوا النار الحية تجاه الـ"مخرب". وبعد سقوطه على الأرض، ترجل رجال الشرطة عن الدراجات النارية، وواصلوا إطلاق النار عليه للتأكد من مقتله، حسبما تم توضيحه للجمهور.

وهذه ليست  المرة الأولى التي يثير فيها استعراض شرطي أمام التلاميذ جدلا عاما. ففي عيد الاستقلال الأخير دعا وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، المحتفلين إلى يوم مفتوح تجريه الشرطة في منطقة النصب التذكاري لقتلى سلاح حرس الحدود لكي يسمعوا عن عمل الشرطة. وشاهد الجمهور كلابا هجومية وهي تقوم بتمزيق "مشبوهين"، إلى جانب السيطرة على باص تعرض للخطف، ووسائل تفريق المظاهرات التي تستخدمها الشرطة بشكل أساسي ضد مظاهرات العرب في اسرائيل.

وردت الشرطة على الموضوع: "يؤسفنا أن هناك من يختارون بشكل متحيز إظهار هذا الحدث الإيجابي، الذي يعزز علاقة الشرطة بالمجتمع، حيث يتعلم الأطفال حول المواطنة الصالحة ودور الشرطة في المجتمع، وكل ذلك جرى بالتنسيق مع، وبطلب من، الطاقم التربوي وإدارة المدرسة". وأضاف بيان الشرطة أنها سعت إلى "استعراض محاكاة أمام التلاميذ وإيضاح دور الشرطي أمامهم، حيث تم استعراض وسائل متنوعة يستخدمها رجال الشرطة في عمليات الإنقاذ".!

شاهد عيان: "اطلاق النار على الفتاة فاطمة حجيجي لم يكن ضروريا"

كتبت صحيفة "هارتس"،ان شاهد عيان على قتل الفتاة فاطمة حجيجي، أمس الأول، في منطقة باب العامود في القدس، اكد بأن اطلاق النار لم يكن ضروريا. وكانت حجيجي، البالغة من العمر 16 عاما، من قرية قراوة بني زيد، قد قتلت بنيران رجال الشرطة في باب العامود في القدس، بعد أن حاولت طعنهم. لكن شهود عيان فلسطينيين، اكدوا أن رجال الشرطة اطلقوا النار عليها من مسافة عدة امتار، وواصلوا إطلاق النار تجاهها، حتى بعد عدم تشكيلها لاي خطر عليهم.

وكانت الشرطة قد نشرت بعد الحادث، أن "مخربة تقدمت من جهة شارع السلطان سليمان باتجاه مدرج باب العامود، واقتربت من قوة للشرطة وحرس الحدود في المكان، واستلّت سكينا وهي تهتف "الله أكبر"، وحاولت المس بالجنود، فردت قوة الشرطة بشكل حازم ومهني وقامت بإحباطها". وبعد وفاة الفتاة عثر على جسدها على رسالة وداع تتضمن آيات قرآنية موقّعة بلقب "الشهيدة".

وروى حسام عابد، من سكان المدينة، الذي كان جالسا على مدرجات باب العامود، على مسافة تبلغ نحو 15 مترا من موقع الحادث، لصحيفة "هآرتس" ما حدث قائلا: "رأيت الناس يركضون فجأة، بعدما رفع الجنود سلاحهم وبدأوا بإطلاق النار. نظرت إلى الخلف فرايتهم يطلقون النار باتجاه الفتاة، التي وقفت على بعد مسافة 4-3 أمتار منهم. لقد أطلقوا، حسب رأيي، ما بين 20-25 رصاصة، ثم واصلوا إطلاق النار بعد ان سقطت على الأرض". وبحسب شهادة عابد وشهود آخرين، فقد وقف رجال الشرطة  خلف حاجز منخفض، ولم تشكل الفتاة خطرا عليهم.

وسقطت حجيجي إلى جانب سيارة أجرة كانت متوقفة في المكان. وقال سائق سيارة الأجرة، أبو حازم، أن ست أو سبع رصاصات أصابت الإطارات والقسم السفلي من سيارته. وبحسب عابد، فإن هذا إثبات على كون الشرطة قد صوبت السلاح إلى الأسفل، أي بعد سقوط الفتاة أرضا، وواصلت إطلاق النار تجاهها. وقام الباحث، احمد لبن، من جمعية "مدينة الشعوب" (جمعية حقوقية إسرائيلية عاملة في القدس)،  بتوثيق إصابة أحد الأعيرة النارية لإحدى نوافذ المباني على الطرف الآخر من الشارع، على مسافة تبلغ نحو ثلاثين مترا، تقريبا، من موقع الحادث.

اعتقال فلسطيني يتهمه الجيش بإطلاق النار على محور قرب الخليل

تكتب "يديعوت احرونوت" ان قوات الجيش الاسرائيلي من كتيبة الهندسة الحربية 601 والمسؤولة عن منطقة جنوب الخليل القت القبض على فلسطيني في سن الثلاثين من عمره من قرية رابود القريبة من بلدة الضاهرية، بعد ان اشتبه باطلاق النار بالقرب من سيارات اسرائيلية على شارع رقم 60. وادعى المشتبه انه اطلق النار دفاعًا عن النفس.

وحسب الصحيفة فقد تم التقاط الصورة بواسطة كاميرا المراقبة بضعة مرات، وحسب الفحص الذي اجراه الجيش فقد اطلق اكثر من 15 رصاصة. لم تكن هنالك اصابات ولم يتم الحاق الضرر بأحد، لكنه اتضح ان الخطر بان تصيب احدى الرصاصات السيارات الاسرائيلية الكثيرة التي تمر من المحور الرئيسي على بعد 20 مترا من هناك كان واردا.

وقال ضابط الكتيبة 601 المسؤولة عن المنطقة، الكابتن ناريا جور، انه "في حوالي الساعة 19:30، سمع احد جنودنا في حرس الحدود بالقرب من عتنئيل صوت اطلاق رصاص كثيف وبعد ذلك سمعت ذلك انا من مكان قريب". واضاف: "ذهبنا فورًا الى القرية المجاورة لعتنئيل من اجل اجراء مسح للمنطقة، وبمساعدة الاستخبارات السريعة تمكنا من معرفة هوية المشتبه، فصعدنا الى منزله واعتقلناه خلال ساعة. لقد تم اخفاء السلاح بالقرب من البيت بذريعة الدفاع عن النفس، لكننا نعرف ان كل سلاح غير قانوني، مثل المسدس الذي اطلق منه النار، قد يُستخدم لعمليات تخريبية وليس فقط جنائية. كانت للمتهم خلفية سابقة وتم تحويله الى التحقيق." 


مقالات

"يوجد شريك فلسطيني"

تحت هذا العنوان تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، واليمين الصهيوني، يدعون منذ سنوات أنه ما من أحد فلسطيني يمكن التحدث إليه. إن ادعاءات هؤلاء معروفة: في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى السلام، بل كانت مستعدة للموافقة على تنازلات مؤلمة عن الأرض، فإن الجانب الفلسطيني هو الذي لم يبد استعداده للتخلي عن أرض فلسطين الكاملة؛ ورفض جميع مقترحات التقسيم واتفاقيات التسوية الكريمة (بشكل بالغ) التي اقترحتها إسرائيل. فقد رفض الفلسطينيون مقترح ايهود براك السخي في كامب ديفيد، ولاحقا رفضوا الاقتراح الأشد سخاء الذي عرضه عليهم ايهود أولمرت. هكذا يدّعي اليمينيون قائلين: لا مفر أمامنا من الاعتراف بالحقيقة، والحقيقة هي أنه ما من أمل في تحقيق تسوية دائمة. لأنه "لا يوجد شريك" بكل بساطة.

يكرر نتنياهو من على كل منبر ممكن، الادعاء بأن إسرائيل ترغب في السلام. ومع استلام دونالد ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة، أصر رئيس الحكومة على تأكيد الأمر على مسامعه أيضا: فهو مع حل الدولتين، إلا أن الفلسطينيين رافضين بطبعهم، فهم يرفضون الاعتراف بإسرائيل باعتبارها دولة يهودية؛ ولم يتخلوا عن القدس، حيفا، أو يافا؛ ولم يتنازلوا عن حق العودة؛ ويحرضون أطفالهم على الكراهية وممارسة العنف تجاه إسرائيل؛ ويقومون بتمويل الإرهابيين ويحولون هؤلاء إلى أبطال قوميين.

إن الواقع مختلف قليلا. فمنذ تعيين محمود عباس رئيسا في العام 2005، يدعو الرجل إلى تحقيق حل الدولتين لشعبين في حدود 1967، وهو مصر على دعوته إلى إجراء تسوية. فالخرائط التي عرضها عباس على الرئيس ترامب اثناء اللقاء في واشنطن، خلال الأسبوع الماضي، من أيام المحادثات السلمية مع أولمرت، تثبت أمران: الفلسطينيون مستعدون للتنازل عن أراضي، والفروقات بين مواقف الطرفين في موضوع الحدود صغيرة ("حيث تم الحديث عن تبادل أراضي تبلغ مساحتها 1.0%، فيما اقترح أولمرت 6.3%). لقد اقترح عباس التعامل مع التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين كنقطة انطلاق لاستمرار المفاوضات. وبكلمات أخرى: هنالك شريك فلسطيني، وهو بانتظار إسرائيل بالضبط في المكان التي فارقته فيه.

على العكس من زعماء آخرين كثيرين، أصرّ نتنياهو على التعامل بجدية مع ترامب منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن ترشحه للمنصب الرئاسي.  كان الحري بنتنياهو أن يواصل هذا وأن يتعامل بجدية أيضا مع تصريحات ترامب المتعلقة برغبته الكبرى في إحلال السلام بين الشعبين و "عقد صفقة".

على الحكومة الإسرائيلية أن تتخلى عن رفضها الشعبوي وأن تباشر في إظهار الاستعداد الحقيقي وحسن النية. ومن أجل ذلك، سيترتب على نتنياهو أن يتغلب على العائق الأكبر الكامن في الطريق إلى السلام، وهو الذي ينتظره في معسكر اليمين، ولنكن أكثر دقة: في تيارات معينة داخل الليكود وفي حزب البيت اليهودي، حيث يحلم هؤلاء بضم الضفة الغربية بأكملها ولا يسعون إلى أي نوع من التسوية التاريخية مع شركائنا في هذه الأرض.

"ما هو مستوى تدني أردان؟

تحت هذا العنوان تكتب عميرة هس في "هآرتس" ان الوزير غلعاد أردان نجح في مفاجأتنا مجددا. لقد تردى في هذه المرة إلى مستوى أشد انخفاضا من الدناءة التي عوّدنا عليها ( ادعائه بوجود حملة ينظمها الفلسطينيون لإحراق الأحراش، وادعائه بأن تصفية يعقوب أبو القيعان في أم الحيران كانت ردا على تنفيذه لهجوم)، وفي طريقه إلى هنالك، إلى القاع، يسحب معه كل من يبدي سروره، مثل أردان، للخدعة. القاع الإسرائيلي مزدحم، إنه يزدحم بالإسرائيليين الذين يتعاملون مع النضال الفلسطيني باعتباره سلسلة من جولات الملاكمة، يمكن لنا دائما أن ننتصر عليهم فيها بالضربات القاضية، وبذا فإنه ما من سبب يدعونا إلى القلق، بل إن الأمر يدعونا لمواصلة العجرفة.

أردان ينتسب إلى شعبه. لقد فشل إضراب الأسرى في محاولة التغلغل إلى داخل المجتمع الإسرائيلي، في محاولة خلق فهم ضمن الحد الأدنى لمسألة الحقوق المتمثلة في إجراء محادثة هاتفية (خاضعة للرقابة وللتسجيل) بين السجين الفلسطيني وعائلته، أو، مثلا، إجراء زيارات عائلية منتظمة. إن هذا الإضراب عن الطعام، كما هو حال الإضرابات التي سبقته، لم يوقظ المسؤولين في الأكاديميات القانونية في الجامعات والكليات. هذا الإضراب لم يدفعهم إلى التذكر بأن الاعتقال الإداري، كما تتم ممارسته في إسرائيل، من حيث كونه اعتقالا يتم بالجملة ومن دون تحديد مدة الحكم، ومن دون حتى إجراء محاكمات ولو عسكرية، هو أمر غير قانوني. وان هذا الإضراب لا يتسبب في إيقاظ علماء الاجتماع، وعلماء النفس، والأطباء النفسيين (باستثناء أولئك المشتبه بهم دائما بكونهم يساريين)، لكي يحذروا بصوت عال مما قد يتسبب به كسر الإضراب، كما قد تتسبب به سائر خطوات القمع الإسرائيلية، للطبيعة الجماعية الإسرائيلية، ولكل من يمارس القمع على المستوى الفردي.

أنا أشك أيضا إن كان معلمو مادة التاريخ في المدارس الإسرائيلية يستغلون الإضراب لكي يعلموا تلاميذهم عن نضالات الشعوب الأخرى، بعيدة كانت أم قريبة، عن الحرية والاستقلال: حتى لو تم ضمن نضالات هذه الشعوب استخدام طرق نضال عنيفة تنزف دما (والتي تعتبر دائما ردود فعل باهتة في مواجهة العنف الدموي الذي يمارسه القامعون)، فإن الأمر لم يغيّر من مصداقية طريق هذه الشعوب. كما حدث في الجزائر، على سبيل المثال. هذه فرصة لنتذكر مجددا أن نائب مصلحة السجون هو إيلان مالكا، الذي كان قائد لواء غفعاتي، أثناء الهجوم على غزة في العام 2009 والذي أصدر أمرا بإطلاق الصواريخ على منزل مليء بمدنيين من عائلة سموني، الذين أمرهم جنوده بالتجمّع في ذلك المنزل بالذات، كملجأ، وقادوهم إليه. لقد قتل في هذا الهجوم وحده 21 إنسانا، من كبار السن، النساء، المعاقين، الأطفال، والآباء وشبان في بداية طريقهم، وقد جرح كثيرون آخرون، والباقون لا يزالون يعانون من أعراض ما بعد الصدمة.
لقد ألزم هذا الإضراب السلطة الفلسطينية على التحرر، مسبقا، من محاولة وضع العصي في عجلة "وقف دفع رواتب المخربين"، ونجح هذا الإضراب بدفع إسماعيل هنية وسائر زعماء حماس لإصدار تصريحات تأييد رغم أن منظمي هذا الإضراب هم خصومهم في فتح. كما أن من يطلقون تشكيكهم حول دوافع الإضراب غير قادرين على إخفاء دهشتهم من إصرار المضربين: حتى لو قاموا جميعا، في الخفية، بتناول قضمة من حبة بطاطا، وحتى لو أدخلوا مقدار 1 على 8 من ملعقة الملح إلى كوب الماء، فهم لا يزالون يجوّعون أنفسهم، ويعرضونها، بوعي كامل، للممارسات العقابية القاسية التي تمارسها مصلحة السجون.

لديكم، على سبيل المثال "عمليات النقل" من سجن إلى سجن. إن كل عملية نقل كهذه في الـ"بوسطة" [وهي عربة نقل المعتقلين التي تحمل قفصا حديديا ويستمر النقل فيها لساعات طويلة يكون المعتقل خلالها مكبلا في يديه وساقيه] تعد تعذيبا جسديا ونفسيا في الأيام العادية، فما بالكم بها في وقت الإضراب عن الطعام؟. كما يتم وضع المعتقلين المضربين في زنازين العزل، ويتم سلب أغراضهم الشخصية منهم. فصلهم عن العالم - بشكل يفوق الوضع المعتاد- قادر أيضا على كسر البشر. الإلغاء التام للزيارات العائلية هو أمر يتسبب بالألم بشكل خاص. فرض الغرامات العالية (لصالح خزينة الدولة اليهودية)، على المضربين عن الطعام. هذا القلق الرهيب الذي يعتري العائلات على أبنائها، والذي لا ينفكّ يتصاعد. 
بناء عليه، إن الاستعداد عن سابق وعي للدخول إلى معركة كهذه هو أمر كاف لكي يعترف المجتمع بسجنائه باعتبارهم أبطالا، وبالإضراب باعتباره مرحلة سياسية هامة على طريق شعب متعطش للحرية.

تطبيق رؤية ترامب

يكتب زلمان شوفال في "يسرائيل هيوم" ان التجهيزات التنظيمية لزيارة الرئيس ترامب في اسرائيل في اوجها، لكن الاهم منها هو التجهيزات من اجل انجاح الزيارة من ناحية مضمونها وجوهرها. هناك من يعتقد بان زيارة الرئيس الجديد للقدس خلال جولته الاولى خارج الولايات المتحدة، هو الحدث السياسي والرمزي المهم وانه بطبيعة الحال لا يمكن ان نتوقع حدوث نقاشات عميقة، لكن نظرًا لشخصية ترامب وتعهده بإرساء السلام الاسرائيلي-الفلسطيني- بالإضافة الى طريقة العمل التي تميّزه- نفترض ان الزيارة معدة لأسباب ذات مغزى. 

وفق المعلومات الصادرة من واشنطن، خلال نهاية الاسبوع، من خلال تقرير موّسع نشرته "نيويورك تايمز"، فقد استثمرت الرئاسة مجهودا كبيرا من اجل تحويل الزيارة الى محاولة اولى وعملية لتعزيز الاجراءات التي يقودها ترامب. من الممكن ان يختار الضيف المحترم ان قضاء 48 ساعة في اسرائيل والسلطة الفلسطينية عبر تحديد حقائق سياسية والتعبير عن ارائه المختلفة حول دور كل جهة في عملية بناء "الاتفاقية الاخيرة والقصوى"، كما يصفها هو، وما هو شكل السلام الذي يسعى اليه.  

لقد تطرق الصحفي في "نيويورك تايمز" ايال فيشر، خلال هذا الاسبوع الى "الصراع المستشري على مدار 50 عاما، منذ ان استولت اسرائيل على الضفة الغربية، غزة وشرقي القدس"، وتجاهل الحقيقة ان الصراع مستشري منذ اكثر من 100 عام، سنوات طويلة قبل استيلاء اسرائيل في الحرب على هذه الاماكن. لم تظهر هذه الحقيقة في اقوال المصادر الحكومية الاجنبية حول الصراع، خاصًة في عهد الرئيس اوباما. وعلى الرغم من اننا نستبعد امكانية اتهام ترامب بالأفكار النمطية في هذا السياق، الا انه هو ايضًا، ووفق تصريحات مختلفة له، يرى المشكلة وحلها بطريقة لا تأخذ بالحسبان جميع الجوانب المركبة. 

على السيناريوهات التي ميزت المحاولات السابقة الفاشلة للرؤساء السابقين ان تعود. لم يكن هنالك رئيس اهتم اكثر من بيل كلينتون في القضية، حتى رأى تصرفات ياسر عرفات وابو مازن خلال مؤتمر كامب ديفيد، والتي اقنعته، كما اعترف، بعدم وجود شريك لإسرائيل في السلام. ترامب يريد ان يبقي التاريخ في الماضي وكتابة سيناريو جديد، وعلينا ان نمدحه على نيته هذه، لكنه يجب ان يعلم ان السيناريو الحقيقي يُكتب على يد المقاومة الفلسطينية، اي ان السلام بين اليهود والعرب في اسرائيل ليس خرافة ومعادلات دبلوماسية، انما هو بدايًة هدم حائط العداء لدى الفلسطينيين الذين لا يريدون تقبل حق الشعب اليهودي في دولة قومية ولا يوافقون على ايجاد حلول وسط في القضايا الاساسية للصراع.

مع ذلك، ليست اسرائيل هي من سيبرز في افشال امكانيات ترامب بالنجاح. علينا ان نكون شركاء لتفاؤله وان نترك الامر للحقائق. علينا ان نفترض بان الزمن سيقوم بواجبه وان ترامب سيصل عاجلًا ام اجلًا الى الاستنتاج العملي بان الحل هو التركيز على محاولات تعزيز اتفاقيات جزئية ومؤقتة بدلًا من الحلول الكاملة والنهائية.

اخر الأخبار