ذكرى رحيل المناضل عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس
لواء ركن/ عرابي كلوب
المناضل/ عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس من مواليد قرية أسدود بفلسطين عام 1935م، أنهي دراسته الابتدائية حيث ولد، وكان يساعد والده في أعمال الزراعة والتجارة، حيث كانت هكذا حياة القرويين الفلسطينيين قبل النكبة عام 1948م.
هاجر هو وأسرته المكونة من (9) أفراد على أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م حيث عانى وأسرته معاناة أبناء شعبنا من الهجرة والشتات بسبب هذه النكبة، وتوجهوا إلى قطاع غزة وأستقر بهم المطاف فيها.
أتم تعليمه الاعدادي ومن ثم الثانوي في مدرسة الإمام الشافعي في غزة، وخلال الدراسة تعرف على أهم قيادات الثورة الفلسطينية فيما بعد مثل الشهداء/ أبو أياد وأبو جهاد وكذلك اللواء/ أحمد مفرج "أبو حميد".
يعتبر عبد الهادي الدعليس من ضمن المجموعة الأولي في تأسيس حركة القوميين العرب في قطاع غزة بعد العدوان الثلاثي على مصر وغزة عام 1956م وحتى عام 1967م والتي كانت باكورة العمل العسكري المسلح فيما بعد.
كان من أوائل الذين التحقوا في قوات جيش التحرير الفلسطيني في بداية تأسيسه في غزة ضمن أفراد الكتيبة (11) بقيادة اللواء/ عبد المنعم عبد الرؤوف واللواء/ يحيى مرتجي في ذلك الوقت.
خلال عدوان عام 1956م كان من الذين لهم دور نضالي مشهود في التصدي للعدوان الثلاثي على قطاع غزة من خلال مشاركته في المقاومة الشعبية في ذلك الوقت، حيث غادر قطاع غزة عن طريق البحر إلى العريش بعد البحث عنه ومطاردته من قبل القوات الإسرائلية وظل ماكثاً فيها حتى انسحبت القوات الإسرائيلية، حيث كان مطلوباً لها في ذلك الوقت.
بعد انسحاب القوات الإسرائيلية عام 1957م كان من أوائل من عاد إلى القطاع حيث كان يوماً مشهوداً في تاريخ النضال الفلسطيني.
بعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م كان المناضل/ عبد الهادي الدعليس من المقربين من الأستاذ/ أحمد الشقيري رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة حيث أوكلت إليه العديد من الأعمال داخل قطاع غزة.
وعند أنشاء مكتب (م.ت.ف) في القطاع عمل مع الأستاذ المرحوم/ مجدي أبو رمضان عضو اللجنة التنفيذية لـــ (م.ت.ف) وأول مدير لمكتب المنظمة في قطاع غزة في ذلك الوقت.
بعد احتلال قطاع غزة عام 1967م بقي في القطاع وأنضم إلى المقاومين لقوات الاحتلال ضمن مجموعة من خيرة المناضلين.
أضطر إلى مغادرة قطاع غزة إلى الأردن بعد مطاردة العدو الإسرائيلي له بصفة دائمة ومداهمة منزله باستمرار، وتعريض أهله وأولاده للمضايقات الدائمة حيث كان مطلوب اعتقاله.
التحق بقوات التحرير الشعبية في الأردن وشارك في معركة الكرامة عم 1968م وكذلك في مكتب (م.ت.ف) حيث كان يؤدي خدمات عديدة لأبناء شعبنا وخاصة أبناء الشهداء والمعتقلين.
شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970م.
بعد أنهاء أحداث أيلول نقل إلى القاهرة للعمل في مكتب المنظمة هناك وبقي على رأس عمله حتى عام 1989م، حيث كان ذو كفاءة إدارية عالية أهلته ليكون المسؤول الأول عن شؤون إدارة المكتب تحت رئاسة كل من الأخوة (جمال الصوراني، سعيد كمال، زهدي القدرة).
عين عبد الهادي الدعليس أمين سر وسكرتير المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم في (م.ت.ف) والذي كان يترأسه المرحوم الدكتور/ أحمد صدقي الدجاني المفكر وعضو اللجنة التنفيذية، عين فيما بعد رئيس قسم في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، دافع عن القرار الوطني المستقل في كل المحافل والمنتديات السياسية وكان بليغاً خطيباً قومياً وطنياً.
كان/ عبد الهادي الدعليس مثالاً للعمل الوطني الشريف، وقد أفني حياته وشبابه من أجل احقاق الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني.
كان عبد الهادي الدعليس جندياً مجهولاً في العديد من المجالات الوطنية، وكان على علاقة جيدة مع كل الفصائل وبدون منازع.
كان يؤمن بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ويؤمن بمبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاَّ بالقوة.
أنتقل إلى رحمة الله تعالي في القاهرة بتاريخ 30/04/1989م، حيث كان يستعد للتوجه إلى تونس وتم مواراة جثمانه الطاهر في مقبرة الفلسطينيين بالقاهرة.
كان رحمه الله يؤمن بحق العودة وكان يعتبره حق مقدس لا يجوز التنازل عنه بأي حال من الأحوال، وكان مدرسة في تعليم هذه المبادئ ومدفعاً عنها.
كان رحمه الله يولي أهتماماً خاصاً برعاية أسر الشهداء والأسري حيث كان يتفانى في خدمة هذه الشريحة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
رحم الله المناضل/ عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس وأسكنه فسيح جناته