ذكرى رحيل المناضل عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس

تابعنا على:   13:00 2017-04-29

لواء ركن/ عرابي كلوب

المناضل/ عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس من مواليد قرية أسدود بفلسطين عام 1935م، أنهي ‏دراسته الابتدائية حيث ولد، وكان يساعد والده في أعمال الزراعة والتجارة، حيث كانت هكذا حياة ‏القرويين الفلسطينيين قبل النكبة عام 1948م.‏

هاجر هو وأسرته المكونة من (9) أفراد على أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م ‏حيث عانى وأسرته معاناة أبناء شعبنا من الهجرة والشتات بسبب هذه النكبة، وتوجهوا إلى قطاع غزة ‏وأستقر بهم المطاف فيها.‏

أتم تعليمه الاعدادي ومن ثم الثانوي في مدرسة الإمام الشافعي في غزة، وخلال الدراسة تعرف على ‏أهم قيادات الثورة الفلسطينية فيما بعد مثل الشهداء/ أبو أياد وأبو جهاد وكذلك اللواء/ أحمد مفرج ‏‏"أبو حميد".‏

يعتبر عبد الهادي الدعليس من ضمن المجموعة الأولي في تأسيس حركة القوميين العرب في قطاع ‏غزة بعد العدوان الثلاثي على مصر وغزة عام 1956م وحتى عام 1967م والتي كانت باكورة العمل ‏العسكري المسلح فيما بعد.‏

كان من أوائل الذين التحقوا في قوات جيش التحرير الفلسطيني في بداية تأسيسه في غزة ضمن أفراد ‏الكتيبة (11) بقيادة اللواء/ عبد المنعم عبد الرؤوف واللواء/ يحيى مرتجي في ذلك الوقت.‏

خلال عدوان عام 1956م كان من الذين لهم دور نضالي مشهود في التصدي للعدوان الثلاثي على ‏قطاع غزة من خلال مشاركته في المقاومة الشعبية في ذلك الوقت، حيث غادر قطاع غزة عن طريق ‏البحر إلى العريش بعد البحث عنه ومطاردته من قبل القوات الإسرائلية وظل ماكثاً فيها حتى ‏انسحبت القوات الإسرائيلية، حيث كان مطلوباً لها في ذلك الوقت.‏

بعد انسحاب القوات الإسرائيلية عام 1957م كان من أوائل من عاد إلى القطاع حيث كان يوماً ‏مشهوداً في تاريخ النضال الفلسطيني.‏

بعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م كان المناضل/ عبد الهادي الدعليس من ‏المقربين من الأستاذ/ أحمد الشقيري رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة حيث أوكلت إليه العديد من ‏الأعمال داخل قطاع غزة.‏

وعند أنشاء مكتب (م.ت.ف) في القطاع عمل مع الأستاذ المرحوم/ مجدي أبو رمضان عضو ‏اللجنة التنفيذية لـــ (م.ت.ف) وأول مدير لمكتب المنظمة في قطاع غزة في ذلك الوقت.‏

بعد احتلال قطاع غزة عام 1967م بقي في القطاع وأنضم إلى المقاومين لقوات الاحتلال ضمن ‏مجموعة من خيرة المناضلين.‏

أضطر إلى مغادرة قطاع غزة إلى الأردن بعد مطاردة العدو الإسرائيلي له بصفة دائمة ومداهمة منزله ‏باستمرار، وتعريض أهله وأولاده للمضايقات الدائمة حيث كان مطلوب اعتقاله.‏

التحق بقوات التحرير الشعبية في الأردن وشارك في معركة الكرامة عم 1968م وكذلك في مكتب ‏‏(م.ت.ف) حيث كان يؤدي خدمات عديدة لأبناء شعبنا وخاصة أبناء الشهداء والمعتقلين.‏

شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970م.‏

بعد أنهاء أحداث أيلول نقل إلى القاهرة للعمل في مكتب المنظمة هناك وبقي على رأس عمله حتى ‏عام 1989م، حيث كان ذو كفاءة إدارية عالية أهلته ليكون المسؤول الأول عن شؤون إدارة المكتب ‏تحت رئاسة كل من الأخوة (جمال الصوراني، سعيد كمال، زهدي القدرة).‏

عين عبد الهادي الدعليس أمين سر وسكرتير المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم في (م.ت.ف) ‏والذي كان يترأسه المرحوم الدكتور/ أحمد صدقي الدجاني المفكر وعضو اللجنة التنفيذية، عين فيما ‏بعد رئيس قسم في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، دافع عن القرار الوطني المستقل في ‏كل المحافل والمنتديات السياسية وكان بليغاً خطيباً قومياً وطنياً.‏

كان/ عبد الهادي الدعليس مثالاً للعمل الوطني الشريف، وقد أفني حياته وشبابه من أجل احقاق ‏الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني.‏

كان عبد الهادي الدعليس جندياً مجهولاً في العديد من المجالات الوطنية، وكان على علاقة جيدة ‏مع كل الفصائل وبدون منازع.‏

كان يؤمن بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ويؤمن بمبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاَّ بالقوة.‏

أنتقل إلى رحمة الله تعالي في القاهرة بتاريخ 30/04/1989م، حيث كان يستعد للتوجه إلى تونس ‏وتم مواراة جثمانه الطاهر في مقبرة الفلسطينيين بالقاهرة.‏

كان رحمه الله يؤمن بحق العودة وكان يعتبره حق مقدس لا يجوز التنازل عنه بأي حال من ‏الأحوال، وكان مدرسة في تعليم هذه المبادئ ومدفعاً عنها.‏

كان رحمه الله يولي أهتماماً خاصاً برعاية أسر الشهداء والأسري حيث كان يتفانى في خدمة هذه ‏الشريحة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.‏

رحم الله المناضل/ عبد الهادي محمد عبد الرحمن الدعليس وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار