الأسرى اهتمام "القيادة" .. واضح جدا و"حرب غزة" دليلا!

تابعنا على:   10:57 2017-04-29

كتب حسن عصفور/ دخل إضراب الكرامة والحرية لأسرى فلسطين يومه الثالث عشر، وخلال تلك الفترة أعيد الإعتبار سريعا الى "روح فلسطين شعبا وقضية" الى واقع المشهد السياسي العام، تحركات شعبية في مناطق من عالمنا الذي كاد أن "يخيم ظلامه" على ما هو ميزة "شعب الجبارين" من فعل كفاحي..

ودون أن نجلد الذات عن عدم اطلاق حركة شعبية عامرة عربيا، وأن تتحول "حركة الأقدام" بالتوازي مع "حركة اللسان"، فما حدث قياسا بواقع الحال الفلسطيني يعتبر "طفرة كبيرة"، بعد سنوات من تصدير "الظلامية السياسية" الفلسطينية الى العالم  عبر "مسرحية الانقسام"، التي باتت يوما بعد آخر، تكشف أنها أصبحت "هدفا" يراد له أن يستمر..

ولأن "قبضة أسرى الحرية والكرامة" دوما أقوى من الجلاد، محتلا كان أم حاكما متخاذلا أو مسميات أخرى، بدأ البعض الذي تعامل مع الإضراب وكأنه "مسألة رفع عتب"، وتحدث دون أن يكون جزءا من قناعة حقة، او جزءا من "خطة واضحة" لتطوير حركة الفعل التضامني بما يمنحها طاقة سياسية تعيد الاعتبار لمضون رسالة الأسرى، التي تلخص مطلبهم الحق الأصيل في كسر قيد "الجلاد" بكل مفاهيم الكسر..

لكن ما حدث، ان البعض تعامل معها ضمن "حركة الخوف السياسي" مما يراد لها، وتجاوب عمليا بشكل أو بآخر مع "رسائل" الجلاد التي حاولت منذ ما قبل "هبة الغضب" لأسرى الحرية، أن تلعب على "وتر الضعف الذاتي" عند البعض الذي قفز لمواقع مستغلا "الظلامية السياسية" التي فرضتها قوى الانقسام، لتشويه مسار ثورة شعب ولكبح جماح أمله الوطني وحصره في حدود هدفهم الفئوي!..

أرادوا تقزيم "هبة غضب الأسرى"، بـطموح ذاتي لقائدها مروان البرغوثي"، عبر كلمتين هزت أركان وأرجل مستغلي المشهد الوطني، أسير أم رئيس..تلك هي لعبة دولة الكيان التي منها أرادت أن تحاصر ثورة الأسر..

صاحب تلك الرسالة يعلم يقينا على أي وتر يلاعب الضعفاء، فأصاب بعض منهم فتواروا في ظل حركة نامية، يهمسون بعبارات لعثمتها أكثر وضوحا من اي قول، هرب البعض خلف "كلمات باردة" خالية من "الدسم الكفاحي"..

ومع كل يوم ترتفع قبضة الحرية ترتعش قبضة الجلاد والمتخاذلين..خاصة بعد أن سقط رهانهم المشترك، انها لحظات وتكسرها عصا المحتل، دون أن يحسب حسابه جيدا أن ظهر الفلسطيني الغاضب اليوم ورأسه أكثر صلاية من نيله برذاذ جبناء..

ويبدو أن قوة الأثر الوطني أجبرت البعض أن يعيد تصدير ذاته، عبر لحظات سرقها من وقته غير الخاص للشعب، فالتقط "صورتين" كي يبدو أنه حريص  بعد مضي ايام على الانطلاقة الكفاحية من سجن المحتل ضد المحتل..

وتكتمل لحظة المهزلة السياسية الكبرى عندما تقرأ لأحدهم أن "القيادة الفلسطينية" - ليس مهما تعريفها  الآن - تضع قضية الأسرى على سلم أولوياتها، فيما يخاطبنا آخر عبر "البحار"، ان القضية قريبا "ستفرج"..

وكلاهما قدم "الدليل العملي" على ذلك الاهتمام، فمركزية فتح لم تلتق الا بعد 11 يوما تحدثت في بيانها عن الأسرى مرورا عابرا، وتجاهلت الاستيطان، وتذكرت بقوة غير مسبوقة انقلاب حماس..

فتح الحركة فتحت معركة كبرى ضد حماس، وخرج كل أعضائها ليحتلوا وسائل الاعلام الرسمية للرئاسة الفلسطينية أو وسائل الاعلام العبرية، القضية المركزية ليس الأسرى ولا الاستيطان بل حماس..ونظريتهم الجديدة - مشم مهم من قال لهم ذلك الآن - تسليم قطاع غزة بلا شروط، يعني "استسلام" حماس - عنجد شي معتبر -..

وبالتأكيد الغبي فقط من يصدق أن هدف تلك المعركة حقا هو دحر الانقلاب أو إنهاء الانقسام.. فالهدف العملي هو تشويش سياسي صريح على حركة إضراب الحرية والكرامة..

فيما سيد الوعود التي تطلق من سنوات لم يتنبه أن أسرى حركته ليسوا جزءا من الاضراب، وأنه أوقف المشاركة كي لا يحسب لأسرى فتح بقيادة الاضراب أو لشخصية مركزية كمروان أن يكون قائد الإضراب..

أولوية الاهتمام تتطلب الا تفتح معارك تشويش سياسي ..وقبل وعد الأمل "اللغوي" ليشارك أسرى مطلق الوعد..وغير ذلك كلاكما "كاذب" بالفصحى.."تشذوب" بالفلاحي!

صحيح شو أخبار رواتب أسرى الحرية يا أصحاب مقولة "الأسرى أولوية لدى القيادة" يا "كيادة"!

ملاحظة: تعجب من أعضاء لجنة تنفيذية يتطوعون في الحديث عن قضايا مركزية، وهم لا يعلمون حقا ما هو الموضوع قيد البحث..لملمة الأخبار لا تعني المعرفة..أعضاء لجنة لا يغضبون لحجم الاستخفاف بهم لا يمثلون غير ذاتهم!

تنويه خاص: زمان عن اذا استمرت اسرائيل بالنشاط الاستيطاني لن نتركها..اعلان 15 ألف وحدة جديدة قابله "المستنكر الدائم" بقصف تهديدي جديد..شكله مع هيك قصف سيصبح الاستيطان هو السيد يا سيد..شو رأيك تسكت!

اخر الأخبار