أهم ما تناولته الصحافة الاسرائيلية 2017-4-27

تابعنا على:   14:01 2017-04-27

أمد / تل أبيب: تكتب صحيفة "هآرتس" ان اللجنة المركزية لحركة فتح ناقشت، امس، السياسة التي يجب اتباعها ازاء قطاع غزة، وقررت اتخاذ إجراءات ضد حماس، ونشرت بيانا هاجمت فيه الحركة واتهمتها بعدم الاستعداد للتنازل عن سيطرتها على القطاع. وقالت اللجنة ان حماس ترسخ وتعمق الانقسام بين غزة والضفة الغربية من خلال قرار تشكيل اللجنة الادارية لشؤون القطاع، والتي تصفها السلطة بأنها حكومة ظل.

وجاء في البيان ان اللجنة المركزية تصر على انهاء الانقسام ومنع تطبيق خطة حماس لفصل القطاع بشكل مطلق عن الضفة الغربية، وتصادق على انتهاج كل الخطوات المطلوبة من اجل تحقيق هذا الهدف". واشارت اللجنة الى فشل محاولات الحوار مع حماس، وعدم تجاوب الحركة مع مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح لتشكيل حكومة وحدة يمكنها حكم القطاع بشكل فعلي. 

وقال عضو في اللجنة المركزية لصحيفة "هآرتس" انه لم تناقش خلال الاجتماع تفاصيل الخطوات المقترحة، لكنه اكد بأن حكومة رام الله تنوي تطبيق بعضها خلال الفترة القريبة.

وكما نشر في صحيفة "هآرتس" في وقت سابق من هذا الاسبوع، من المتوقع ان تقلص الحكومة الفلسطينية ميزانية الصحة المخصصة للقطاع، كجزء من محاولة الرئيس عباس لممارسة الضغط على حماس.

وعلمت "هآرتس" ان الخطوة القادمة ستكون تقليص مخصصات المتقاعدين. وقال مسؤول فلسطيني: "سنعمل بطريقة شرائح النقانق وننقل الرسالة الى حماس". مع ذلك تقدر اوساط في السلطة بأن عباس لن يقدم على أي خطوة ضد حماس قبل لقائه بالرئيس ترامب.

سلطات السجون تصادر الملح والبهارات والسجائر من اقسام الاسرى المضربين عن الطعام

تكتب "هآرتس" ان اضراب الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية يدخل يومه الثاني عشر، اليوم الخميس، فيما اعلنت دائرة شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية، امس، نية الأسرى تصعيد الإضراب خلال الأيام القريبة. ويأتي ذلك على خلفية قيام حوالي 200 اسير من حماس بكسر الاضراب في نهاية الاسبوع. ويوم امس، اعلن 81 اسيرا من فتح قرارهم كسر الاضراب.

وعلم ان الأسرى مقطوعين تماما عن العالم الخارجي، وان سلطة السجون صادرت منهم الملح الذي يعتمدون عليه للصمود في الاضراب عن الطعام.

ويثير الاضراب الذي بادر اليه الأسير مروان البرغوثي، خلافا داخل حركة فتح، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس معني بتخفيض سقف اللهيب في الشارع الفلسطيني تمهيدا للقاء المرتقب بينه وبين ترامب في الاسبوع القادم، بينما يسعى انصار البرغوثي الى التصعيد.

ويوم امس الاول اعلن عباس عن دعمه للإضراب خلال اجتماعه بزوجة البرغوثي، فدوى.

وتقوم سلطة السجون منذ بداية الاضراب بممارسة الضغط على الاسرى المضربين، وتم زيادة عمليات التفتيش في غرف السجن، ومصادرة الملح الذي جمعه المضربون عن الطعام. كما تصادر سلطة السجون كل انواع البهارات والسجائر. وقال نشطاء من اجل الأسرى ان المضربين عن الطعام يعيشون على الماء والملح ولذلك فان مصادرة الاملاح تهدف الى تحطيم معنوياتهم.

كما قلصت سلطة السجون من حقوق الأسرى، وتتعامل معهم كموقوفين، وهذا يعني عدم السماح لهم بالتقاء ابناء عائلاتهم ومصادرة اجهزة الراديو والتلفزيون، ومنعهم من تلقي الصحف.

كما تقوم السلطة بمعاقبة الاسرى من خلال نقلهم الى سجون اخرى. وتم هذا الاسبوع تفكيك قسم الاسرى الامنيين في سجن هداريم وتوزيع الأسرى على سجون اخرى.

وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، المعدود على رجال البرغوثي، لصحيفة "هآرتس" ان "سلطة السجون فصلت الاسرى المضربين عن الطعام عن العالم الخارجي بشكل

كامل". وحسب اقواله فانه بالإضافة الى مصادرة الاجهزة ومنع زيارات العائلات، لا يسمح لغالبية الأسرى بالتقاء المحامين "رغم ان الكثير من المحامين يصلون الى السجون وفقا لتنسيق مسبق".

وقال ان الاتصال الوحيد مع الاسرى يتم بواسطة المحامين الذين يمثلون الاسرى الذين لا يشاركون في الاضراب عن الطعام. واضاف فارس بأن اسرائيل تقمع الاضراب ولا تحاول محاورة المضربين.

الى ذلك، ورغم ان سياسة سلطة السجون المعلنة هي رفض مفاوضة الاسرى المضربين، الا ان سلطة السجون تجري محادثات يومية معهم بهدف "فحص نبض" الإضراب.

في السياق نفسه، اعلن 200 اسير من حركة حماس في سجن الجلبوع، يوم السبت عن وقف الإضراب. واعربت سلطة السجون عن رضاها ازاء هذه الخطوة، وقالت ان قرار قسم كامل وقف الاضراب يشير الى ان الاسرى تلقوا اوامر من الخارج. وتتفق سلطة السجون ونادي الاسير الفلسطيني حاليا، على ان الإضراب اصبح يتوقف على اسرى فتح فقط. لكن 81 اسيرا من فتح في الجلبوع اعلنوا امس قرارهم وقف الاضراب. رغم ذلك فان عدد الاسرى المضربين لا يزال كبيرا اذا انه انضم اليهم المئات في الأيام الاخيرة، وبعد تراجع اسرى حماس وقسم من اسرى فتح عن الاضراب، يصل عدد المضربين حاليا الى 1200 اسير، ما يساوي ثلث اسرى فتح في السجون.

لكن نادي الأسير يقول ان عدد المضربين يبلغ 1500 اسير، وان عشرات الاسرى من الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية والجهاد الإسلامي وحماس انضموا الى الاضراب في هداريم.

وتم خلال الايام الاخيرة تنظيم عشرات التظاهرات والمسيرات تضامنا مع الاسرى، والتي انتهى بعضها بمواجهات على الحواجز العسكرية. كما اعلنت لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل عن دعمها للإضراب. وجرت تظاهرات امام سجون الجلبوع ومجدو وكيشون تضامنا مع الاسرى.ومن المقرر اعلان الاضراب العام في الضفة الغربية اليوم، واعلان "يوم غضب" غدا الجمعة، تضامنا مع الاسرى.

قائد المنطقة الوسطى يصادق على توسيع منطقة نفوذ مجلس الاستيطان بنيامين كتبت "هآرتس" ان قائد المنطقة الوسطى، روني نوما، وقع في الاسبوع الماضي، على أمر يقضي بتوسيع منطقة نفوذ المجلس الإقليمي مطيه بنيامين. وحسب ما ورد لصحيفة "هآرتس"، فان الأمر يوسع منطقة نفوذ المجلس في منطقة مستوطنة شيلو، في وسط الضفة الغربية، باتجاه التلة التي يسميها المستوطنون "جبعات غؤولات تسيون". ويدعي المستوطنون الذين تم اخلاؤهم من عمونة ان هذه محاولة لعرقلة اقامة مستوطنة جديدة خاصة بهم.

وكان مستوطنو عمونة قد اعربوا في السابق عن رغبتهم بانشاء مستوطنة لهم على تلة "غؤولات تسيون". وقالوا انه تم وعدهم بالتلة المجاورة لبؤرة "غؤولات تسيون"، التي يسمونها التلة "هـ". لكن الأمر الذي وقعه نوما لا يشمل هذه التلة، وانما عدة تلال اخرى. 

وتقيم على تلة "غؤولات تسيون" حاليا، عدة عائلات من المستوطنين الذين يتنكرون للمؤسسة الاستيطانية، ويقيم هؤلاء في مباني مؤقتة، وتقوم الادارة المدنية بإخلائهم منها بين الحين والآخر.

وقال مصدر مطلع على التفاصيل، انه يمكن اقامة المستوطنة التي يطالب بها سكان عمونة سابقا، على تلة اخرى تم ضمها مؤخرا الى منطقة نفوذ مجلس بنيامين – التلة ج – رغم انهم يطالبون بالتلة هـ - الواقعة الى الشرق. ويرفض سكان عمونة هذا الاقتراح، وقالوا ان الأمر الذي يوسع منطقة نفوذ المجلس الاقليمي هو محاولة لعرقلة اقامة مستوطنة خاصة بهم.

ويشار الى ان قائد المنطقة الوسطى لم يوقع حتى الان على امر يسمح بإقامة مساكن مؤقتة لمستوطني عمونة، رغم اجراء نقاشات حول الأمر في الأيام الاخيرة. ويوم الاحد الماضي عقد اجتماع في ديوان رئيس الحكومة، بمشاركة مسؤولين كبار من عدة وزارات، لمناقشة الموضوع، وحسب ما هو معروف لم يتم اتخاذ قرار. وادعى مستوطنو عمونة خلال الاجتماع بأن "جهات ذات اجندة يسارية تبذل كل جهد لتشويش والغاء وتذويب قرار اقامة مستوطنة لهم". وادعوا ان جهات قانونية في الجيش تعارض تنفيذ امر قائد المنطقة الوسطى الذي ينص على اقامة منازل مؤقتة لهم.

الدولة، بواسطة جمعية حوننو اليمينية، تمول قاتل الفتى محمد ابو خضير وارهابيين يهود اخرين

تكتب "هآرتس" ان القناة العاشرة كشفت بأن جمعية "حوننو" اليمينية التي تحصل على اعفاء ضريبي عن التبرعات، قامت بتحويل هبات مالية لاحد القتلة الذين اختطفوا واحرقوا الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير.

وحسب ما تم نشرته القناة فان وثائق داخلية للجمعية تبين بأن من جملة الهبات المالية التي تم دفعها، تم في 2015 تحويل مبلغ 3000 شيكل للقاتل بن دافيد الذي قاد المجموعة التي اختطفت ابو خضير من حي شعفاط واحرقته حيا في غابة القدس. وقد ادين بن دافيد بالجريمة وحكم عليه بالسجن المؤبد بإضافة 20 سنة اخرى. وتحظى جمعية حوننو بإعفاء ضريبي، ما يعني تمويلها من قبل الدولة. وتم تحويل الاموال اليه تحت باب "هبات المعيشة" الى جانب الاستشارة القانونية التي قدمتها له.

كما يستدل من التقرير ان الجمعية حولت هبات بقيمة الاف الشواكل لمئير اتينغر، احد كبار الجهات المستهدفة من قبل اللواء اليهودي في الشاباك، ويعقوب إلعاد سيلع الذي نقل معلومات استخبارية لنشطاء اليمين حين كان يخدم في الجيش، ولنساء الارهابيين اليهوديين عامي بوبر، وجاك طايطل، وكذلك لنشطاء يمين بارزين.

وقالت جمعية حوننو تعقيبا على النبأ ان "الجمعية تعمل بشكل دقيق حسب متطلبات القانون. حوننو تلتزم بكل المتطلبات القانونية. تم فحصنا المرة تلو الأخرى من قبل سلطات الضريبة، ولم يتم الصاق أي شائبة بنا". حوطوبيلي تعتبر "يكسرون الصمت" اعداء لإسرائيل 

تكتب "هآرتس" ان نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، وصفت امس الاربعاء، منظمة "يكسرون الصمت" بأنها عدو لدولة اسرائيل. وقالت حوطوبيلي ذلك على خلفية الغاء اللقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل، بسبب رفض الاخير الغاء اجتماعه بنشطاء "يكسرون الصمت" و"بتسيلم". وقالت حوطوبيلي لإذاعة الجيش الاسرائيلي: "يوجد اعداء من الداخل واعداء من الخارج. هؤلاء اعداء لنا، للحرب العادلة –حرب الدفاع عن اسرائيل".

كما تطرقت حوطوبيلي الى "بتسيلم" وقالت: "حروبنا عادلة، وطوال هذه الحروب وقف امامنا عدو يسمونه حماس وعدو اخر هي هذه التنظيمات". وقالت انها تكرس الكثير من الوقت "لموضوع التحقيق مع هذه التنظيمات" وانها التقت مع قادة تنظيمي اليمين "عاد كان" (حتى هنا) و"هئيميت شيلي" (حقيقتي). وقالت بشأن التنظيمات اليسارية انه "يسود الاشتباه بأن بعض هذه التنظيمات ارتكبت مخالفات جنائية وهذا يتطلب الفحص".

وكان وزيرة القضاء اييلت شكيد قد انضمت في السابق الى الهجوم على "يكسرون الصمت" وقالت بأنها "تنتزع لنفسها صلاحيات جمع معلومات تكتيكية حول الجيش". وحسب اقوالها فان "من يجمع معلومات كهذه يحاول المس بدولتنا بوسائل غير شرعية، وبشكل يمكنه التذكير بأعمال التجسس". وقال وزير السياحة ياريف ليفين ان "الحركة تعمل بتمويل اجنبي بهدف محاكمة جنود الجيش في الخارج، وردعهم عن القيام بمهامهم. وهذا يسمى خيانة فقط. الان لا يكتفون بذلك وانما بدأوا امتهان التجسس بكل معانيه".

وكان وزير الامن افيغدور ليبرمان قد وصف يكسرون الصمت وتنظيمات اخرى في عام 2011، عندما كان وزيرا للخارجية بأنها "تنظيمات ارهابية". وانتقد في حينه رئيس الحكومة ووزراء الليكود لرفضهم تشكيل لجان تحقيق برلمانية ضد تنظيمات حقوق الانسان. وقال: "هذه ليست تنظيمات يسارية ولا تنظيمات حقوق انسان وانما تنظيمات ارهابية وتنظيمات مساعدة للإرهاب".

ترامب ينوي زيارة المنطقة في اواخر ايار

اكد مسؤول امريكي رفيع لصحيفة "هآرتس"، امس، ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينوي زيارة اسرائيل. وقال المسؤول الرفيع ان البيت الابيض يفحص امكانية زيارة ترامب الى اسرائيل ودول اخرى في المستقبل.

وكان مسؤول رفيع في القدس قد كشف امس، بانه تجري اتصالات بين ديوان رئيس الحكومة نتنياهو والبيت الابيض، في محاولة لترتيب زيارة للرئيس ترامب الى اسرائيل، خلال الشهر المقبل. وحسب الموظف الرفيع، يجري فحص عدة مواعيد خلال الثلث الاخير من شهر أيار، لكنه لم يتم بعد الحديث عن موعد نهائي.

ويشار الى ان ترامب سيقوم في اواخر أيار بأول زيارة له الى الخارج كرئيس، حيث سيزور بروكسل للمشاركة في قمة حلف شمال الاطلسي. ويفحص البيت الابيض، حاليا، امكانية استغلال سفر ترامب الى اوروبا، من اجل ترتيب زيارات له في عدة دول في الشرق الاوسط بينها اسرائيل.

وقال المسؤول الاسرائيلي ان طاقما من البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية والخدمات السرية، سيصل اليوم الخميس الى اسرائيل من اجل مناقشة التحضيرات للزيارة. وستجري المناقشات في مقر وزارة الخارجية وديوان الرئاسة في القدس، وستتناول المسائل الامنية واللوجستية.

وتأتي الاتصالات لتنظيم زيارة ترامب الى اسرائيل قبل ايام من الزيارة المتوقعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن، لالتقاء ترامب، في الثالث من ايار، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي اجراها ترامب مع قادة عدة دول عربية في محاولة لتحريك العملية السياسية والتوصل الى صفقة اسرائيلية – فلسطينية. وستشمل زيارة ترامب الى المنطقة عدة دول عربية، لكنه ليس من الواضح اذا ستشمل السلطة الفلسطينية ايضا.

ويشار الى ان زيارة ترامب الى اسرائيل في اواخر ايار، ستأتي بين تاريخين مهمين. ففي 21 ايار سيتم احياء يوم القدس احتفاء بمرور 50 عاما على توحيد شطري المدينة في 1967، ويوم الاول من حزيران الذي ينتهي فيه مفعول القرار الذي وقعه الرئيس السابق براك اوباما بتجميد قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس. وسيكون على ترامب اتخاذ قرار حتى ذلك الموعد يحدد ما اذا سيمدد قرار التأجيل او يمتنع عن ذلك وبالتالي يسمح بنقل السفارة الى القدس.

ما الذي سيطرحه ترامب على نتنياهو؟

في السياق نفسه تكتب "يديعوت احرونوت"  انه لم يتضح حتى الان الجدول الزمني المتوقع لزيارة ترامب الى اسرائيل، لكنه يسود التقدير بأنه سيتم ترتيب الزيارة قبل او بعد مشاركته في مؤتمر قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل. وكما يبدو ستكون الزيارة قصيرة، تستغرق يوما ونصف يوم وتشمل زيارة قصيرة الى السلطة الفلسطينية.

لكنه في ظل التساؤلات المفتوحة حول الزيارة، هناك امر واحد جوهري بات يظهر، وهو ان الرئيس سيعلن عن تغيير في السياسة الأمريكية، يقضي باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، الى جانب اعلان الدعم لقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. لكنه ليس من المتوقع ان يعلن ترامب عن نقل السفارة الى القدس، كما التزم في السابق، وسيكتفي كما يبدو بتصريح مفاده ان الظروف لم تنضج بعد.

وسواء كانت زيارة ترامب الى اسرائيل رسمية او زيارة عمل، من المنتظر ان يجتمع بالرئيس الاسرائيلي ورئيس الحكومة لكي يناقش معهما دفع مبادرته السياسية. ويسود التقدير بأن ترامب ما كان سيصل الى المنطقة لو لم يطرأ تقدم في الاتصالات حول المبادرة السياسية الاقليمية، التي يسعى لدفعها.

وفي الاسبوع القادم سيجتمع ترامب في البيت الأبيض، بالرئيس الفلسطيني ابو مازن، وذلك على خلفية التقارير التي تتحدث عن نيته عقد قمة في البيت الابيض بمشاركة قادة عرب والفلسطينيين والاسرائيليين. ويسود التقدير في القدس بأن البرنامج الذي سيطرح خلال القمة هي المبادرة العربية التي لا يوافق نتنياهو على مركباتها. وعلم انه تم من وراء الكواليس مؤخرا، التوصل الى تفاهمات تنص على اهتمام ترامب بقيام نتنياهو بكبح البناء في الضفة وعدم البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، بينما يبدي ابو مازن استعدادا لخطوات بناءة للثقة ويوافق على الدخول في المفاوضات برعاية امريكية والعمل ضد الارهاب.

وتعمل ادارة ترامب هذه الأيام على صياغة الاقتراح الامريكي لاتفاق السلام، في حين ترى بالأردن ومصر والسعودية شركاء في تحقيقه. وليس صدفة ان المبادرة الأمريكية تتبنى اجزاء واسعة من المبادرة السعودية. ومن المتوقع ان يقوم ترامب خلال زيارته الى المنطقة بزيارة الاردن والسعودية ايضا، من اجل اظهار التزامه ببناء تحالف سني مع واشنطن. وقالت مصادر سياسية ان هناك سبب آخر للزيارة، وهو استعداد ترامب لبث رسالة صداقة لإسرائيل خلافا لسابقه اوباما الذي زار اسرائيل فقط خلال دورته الرئاسية الثانية، وهو القرار الذي ندم عليه.

الى ذلك، علم انه بعد زيارة ترامب الى اسرائيل، سيصل للزيارة ايضا، وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وسفيرة بلاده في الامم المتحدة نيكي هايلي.

وحسب ما نشر في واشنطن، امس، فان هايلي التي تلقى الكثير من الاطراء في اسرائيل بسبب مواقفها الجريئة والقاطعة في الدفاع عنها في الامم المتحدة، يتوقع ان تزور اسرائيل خلال شهر حزيران. اما بالنسبة لتيلرسون فلم يتم تحديد موعد بعد.

وفي 15 ايار سيصل الى اسرائيل السفير الأمريكي الجديد ديفيد فريدمان، لتقديم اوراق اعتماده لرئيس الدولة. ويبدو ان فريدمان سيقفز مباشرة الى المياه العميقة، حيث ستكون اول مهمة له هي ترتيب زيارة الرئيس ترامب.

اسرائيل تتهم ايران بالوقوف وراء هجوم هاكرز كبير

تكتب "هآرتس" ان السلطة الوطنية لحماية السيبر في ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تعتقد ان هجوم السيبر الذي تم احباطه في الأيام الاخيرة، تقف من خلفه مجموعة هاكرز منظمة توجهها دولة. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه تم بلورة هذا الافتراض بعد تحليل الوسائل التكنولوجية التي استخدمها منفذو الهجوم، وكذلك تحليل الأهداف التي حاولوا مهاجمتها.

وتعتقد شركة حماية السيبر "كاسبارسكي" ان المجموعة التي وقفت وراء الهجوم هي مجموعة ايرانية تحمل اسم OilRig.

وقد استهدف الهجوم 120 هدفا، شملت مؤسسات اكاديمية ووزارات وشركات تجارية وشخصيات مستقلة، يجمع بينها العمل في الدراسات والتطوير التكنولوجي المتقدم، ومن بين ذلك في المجال الطبي. وقال المسؤول الرفيع: "نحن لا نعرف من وقف وراء الهجوم. لكننا نعرف انه خطوة حكيمة وان العدو ركز جدا في اختيار الأهداف التي ترتبط كلها بجهات البحث والتطوير المدني في اسرائيل. هذا يمكن ان يثير اهتمام الكثير من الجهات في العالم".

وقال رايف فرانكو، رئيس قسم رفيع في السلطة الوطنية لحماية السيبر، ان المعلومات الاولية حول هجوم السيبر بدأت بالتراكم في مركز المراقبة  (CERT)في السلطة، يوم الخميس الماضي. وقد وصلت المعلومات من مراكز مراقبة سلطات السيبر الأمريكية والبريطانية، وشركات الحماية الخاصة التي بدأت بتشخيص دلائل الهجوم، وكذلك من وزارة مدنية في اسرائيل قامت بالتبليغ عن الاشتباه بتعرضها للهجوم.

وقال فرانكو ان المركب المميز للهجوم الحالي يكمن في الذكاء التنفيذي. فقد تم ارسال "الفيروس" من عنوان بريد الكتروني يتبع لمؤسسة اكاديمية حقيقة، حيث قام المهاجم بزرع "الفيروس" من خلال التسلل الى مراسلات جارية بين بريدين الكترونيين وارسال ملف وورد ملوث بالفيروس. وبهذه الطريقة لم يتم اكتشاف الهجوم بواسطة برنامج مكافحة الفيروس، ولم تشتبه الجهات التي تم ارسال البريد اليها بأي شيء.

وفي اللحظة التي وصلت فيها المعلومات الاولية، تم الاتصال مع كل الجهات التي تعرضت للهجوم من اجل تحذيرها وفحص ما اذا تعرضت حواسيبهم للضرر من اجل تزويدهم ببرنامج يسد الثغرة الأمنية. وخلال الفحص تبين بأن ثلاثة اهداف من بين الـ120 هدفا التي هوجمت، قامت بفتح الرسائل ووقعت ضحية لمهاجمة حواسيبها، لأن الثلاثة كانوا مواطنين مستقلين يعملون في مجال الاكاديمية والطب.

وقال فرانكو: "حسب تقديرنا هذه هي الموجة الاولى فقط وستجري محاولات اخرى للهجوم. لقد شوشنا خطوة للمهاجمين، اصبنا المعدات التكنولوجية التابعة لهم ونحن نقدر بأنه يسود الاحباط الكبير لديهم". وكان ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد نشر بعد ظهر امس بيانا، جاء فيه ان السلطة الوطنية لحماية السيبر صدت هجوما واسعا ضد شبكات الحواسيب التابعة لجهات كثيرة في المجال المدني الاسرائيلي.

وجاء في البيان ان الجهة التي تقف وراء الهجوم تظاهرت بأنها تنظيم مشروع، وقامت بإرسال بريد الكتروني لـ120 تنظيما ومؤسسة ومكاتب وزارية ومؤسسات رسمية وجهات مستقلة من خلال استخدام شهادة حماية مزورة.

وتبين من تحليل الهجوم ان مصدره يتواجد على ملقم البريد الالكتروني التابع لمؤسسة اكاديمية، وملقم اخر يتبع لشركة تجارية. وحاول المهاجم استغلال الثغرات الأمنية لبرنامج "وورد" وارسل البريد الذي تضمن وثيقة تعرض الحاسوب للهجوم. ولم تكشف سلطة السيبر من هي الجهة التي تقف وراء الهجوم.

وفي اعقاب الهجوم المخطط، نشرت السلطة الوطنية لحماية السيبر توجيهات الى الجهات المدنية حول كيفية الاحتماء على الشبكة. ويعتبر بيان ديوان رئيس الحكومة استثنائيا، لأنه لم يصدر عنه، تقريبا، اي بيان حتى اليوم يفصل صد هجوم سيبر من قبل السلطة الوطنية لحماية السيبر.

وقالت سلطة السيبر ان شركة ميكروسوفت اصدرت تحديثا للحماية يمكن من خلاله الاحتماء من الهجوم. وتوصي السلطة بتحميل التحديث بأسرع ما يمكن. اصابة فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن

تكتب "هآرتس" ان فتى فلسطينيا حاول، امس الاربعاء، طعن اسرائيليين بالقرب من مقر لواء السامرة، في منطقة حوارة، قضاء نابلس. وتم اطلاق النار على الشاب قبل تمكنه من اصابة احد في المكان. وحسب الجنود، فقد وصل الفلسطيني من جهة نابلس سيرا على الاقدام، وعندما اقترب منهم ركض وحاول طعنهم. وبعد اطلاق النار عليه تم نقله الى مستشفى بيلنسون في بيتح تكفا.

وقال الجيش ان الفلسطيني هو قريب امجد ماهر صالح، الذي حاول امس الاول طعن اسرائيليين في المنطقة نفسها، وتم اطلاق النار عليه واصابته بجراح بالغة.

ميركل تأسف لقرار نتنياهو الغاء اجتماعه بوزير خارجيتها

تكتب "يسرائيل هيوم" ان شتيفان زايبرت، الناطق بلسان المستشارة الالمانية انجليكا ميركل، قال  بان "وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل تصرف بشكل مناسب عندما أصر على التقاء مندوبي بتسيلم ويكسرون الصمت خلال زيارته الى اسرائيل". وحسب اقواله فانه "يجب على الدولة الديموقراطية السماح للأجانب بالتقاء جهات ناقدة في المجتمع المدني خلال زياراتهم".

واضاف بأن ميركل "تأسف" لإلغاء اللقاء مع نتنياهو. وقال، ايضا، ان المستشارة تدأب على التقاء ممثلي التنظيمات خلال زياراتها خارج المانيا، ولذلك فان ما فعله غابرييل ليس استفزازا.

واوضح زايبرت بأن القضية لن تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، وان "العلاقات الاسرائيلية الالمانية تنطوي على اهمية عليا".

ونشرت منظمة "امنستي"، امس، بيانا شجبت فيه قرار نتنياهو، وقالت انها "تشعر بالقلق ازاء مقاطعته للمسؤولين الكبار الذين يلتقون ممثلي التنظيمات التي تعارض سياسة حكومته".

البيت اليهودي ينتخب رئيسه اليوم

تكتب "يسرائيل هيوم" ان نحو 31 الف عضو في حزب البيت اليهودي، يتوجهون اليوم، لانتخاب رئيس للحزب، في اول انتخابات يواجه فيها رئيس الحزب الوزير نفتالي بينت، منافسين على المنصب. وستجري الانتخابات في 68 صندوق اقتراع. ويأمل طاقم بينت الانتخابي ان يحظى بتأييد 80% من الناخبين، لكي يتمكن من مواصلة قيادة البيت اليهودي.

وستبدأ الانتخابات في الساعة الثانية ظهرا وتتواصل حتى الساعة العاشرة ليلا، وستجري بطريقة محوسبة، بحيث يمكن اعلان النتائج بعد فترة قصيرة من اغلاق صناديق الاقتراع.

ويتخوف قادة الحزب من لامبالاة النشطاء ازاء الانتخابات، ووصول نسبة منخفضة من المصوتين الى صناديق الاقتراع.

وينافس بينت على رئاسة الحزب الحاخام يتسحاق زاغا، والعقيد (احتياط) يونتان برانسكي. وقال زاغا، امس، ان الصهيونية  الدينية تلقت اهانة اخرى في اعقاب قرار اغلاق المدرسة العسكرية الداخلية للمتدينين مقابل الابقاء على المدرسة العلمانية في حيفا. وهاجم زاغا بشدة ضعف رئيس الحزب بينت، وقال: "ربما تشرحوا لي كيف حصل ذاك الذي لديه خمسة نواب على حقيبة الامن، ويقوم بإغلاق مؤسسة دينية بتمييز صفيق وعلني، وهذا الذي لديه ثمانية نواب يكون الاحمق في كل مرة. يتضح ان القوة السياسية هي ليست مسألة عدد النواب فقط".

لكن المنافس الذي يعتبره بينت خصما قويا، هو العقيد برانسكي، الذي قال، امس: "قبل خمس سنوات قالوا لنا انه حان الوقت لكي لا نبقى العجلة الخامسة ونتوقف عن الاعتذار. قالوا لنا انه حان الوقت لكي يستلم البيت اليهودي دفة القيادة في اسرائيل. في حينه بدا ذلك جيدا، واليوم نفهم جميعا الخديعة".

واتهم برانسكي رئيس الحزب بينت بأنه يستغل المنصة السياسية التي منحها له الجمهور المتدين القومي من اجل مراكمة القوة، بينما يتنصل من الطريق الحقيقي للصهيونية الدينية. انه يتنصلمن الحمض النووي للحزب ويحاول تحويله الى حزب اجواء".

اما بينت فتوجه الى الناخبين وقال: "امل ان تخرجوا للتصويت لكي تمنحوني الثقة من اجل منحي القوة لمواصلة العمل من اجلكم ومن اجل شعب اسرائيل. البيت اليهودي يتواجد اليوم في ارفع موقع تأثير في تاريخه، ونحتاج الى دعمكم من اجل مواصلة العمل. يحظر اظهار عدم المبالاة".

مقالات

ما   هو   السبب   الملح   الذي   جعل   نتنياهو   يتشاجر   مع   وزير   الماني؟

يكتب رئيس ادارة مركز "بتسيلم" دافيد زونشاين في "هآرتس" ان المعارضة الاسرائيلية لا تهم بنيامين نتنياهو. فقادتها جلسوا في حكومته السابقة حتى قام بفصلهم، ويمكن بصعوبة ملاحظة فوارق ايديولوجية بينه وبينهم. ميرتس صغيرة، والقائمة المشتركة لا تأخذها في الاعتبار حتى قوائم المعارضة الكبيرة. المعارضة لا تهم نتنياهو، لأنها لا تهدده ولا تهدد المشروع الضخم الذي اقامته دولة اسرائيل في المناطق التي احتلتها في حزيران 1967.

وخلافا للمعارضة في الكنيست، فان تنظيمات مثل "بتسيلم" و"يكسرون الصمت"، التي تساوي  في ميزانياتها وعدد موظفيها، قسما هامشيا في وزارة الرفاه، تهم نتنياهو جدا، الى حد أنه كلف نفسه خلال حكوماته الثلاث الأخيرة، تمرير قوانين لتضييق خطوات هذه التنظيمات. وتم سن بعض تلك القوانين في الكنيست، فيما تم صد اخرى بفعل الضغط من قبل الجهات الدولية القلقة على سلامة الديموقراطية الاسرائيلية.

من خلال هذه القوانين ضد التنظيمات، يحاول نتنياهو تحقيق ثلاثة أهداف: الأول، تحديد سيطرة اسرائيل في المناطق بواسطة اضعاف المعارضة الفاعلة بواسطة القانون. والثاني، المس بالتنظيمات التي تفهم الطابع الدولي للسيطرة على ملايين البشر من غير المواطنين، ولذلك فإنها لا تحصر عملها على الساحة الاسرائيلية. ليس صدفة ان هذه التنظيمات لا تخشى التعبير، في اسرائيل والعالم، عن دعمها لدولة اسرائيل الى جانب معارضتها للسياسة المدمرة في المناطق.

والهدف الثالث، وهو الأهم: حرف النقاش عن الجوهر، وهو جوهر السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين، الى الشخصي – هوية اولئك الذين يريدون وقف هذه السيطرة.

هذه هي، كما يبدو، خلفية الاصرار المثير للاستهجان والذي قاد الى الغاء لقاء نتنياهو مع وزير خارجية اقوى اقتصاد في اوروبا، المانيا، والذي قرر خلال زيارته الى اسرائيل التقاء ممثلي "بتسيلم" و"يكسرون الصمت". كم هو رمزي: في اليوم التالي لذكرى الكارثة يلغي رئيس حكومة اسرائيل لقاء مع وزير الماني لأنه يريد لقاء تنظيمات حقوق انسان تعمل، بقوة المعاهدات الدولية. تلك المعاهدات كتبت الى حد كبير بأيدي يهود، ردا على احداث الحرب العالمية الثانية، عامة، والكارثة خاصة.

سيحقق نتنياهو المزيد من الانجازات التكتيكية مقابل تنظيمات حقوق الإنسان، لكنه سيخسر المعركة، وسينتهي الاحتلال.

حرب   فصد   الدماء

يكتب اوري مسغاف في "هآرتس": عشية يوم الذكرى لشهداء الجيش الاسرائيلي، اريد الحديث عن شهداء حرب فصد الدماء. انا اعرف انه مع سماع الصافرات والوقوف الصامت سيتحدثون عاليا عن الشهداء وعن تضحياتهم وبطولاتهم، وسيؤكدون انهم في موتهم أورثونا الحياة.

لكن بطولة قتلى حرب فصد الدماء كانت عبثية، وفي موتهم لم يورثوا لنا الحياة نفسها، وانما العيش مع الذنب والكبت.

اريد الحديث عن ابناء جيلي، القتلى والجرحى والمصابين بندوب التواجد الزائد في جنوب لبنان بين سنوات 1982 و2000.

اطول حرب في تاريخ اسرائيل. لكنه لا يوجد لها حتى اسم مثل "حرب الاستنزاف". انها حرب بدون رمز، كما سماها في حينه العقيد موشيه تمير في كتابه حول الحرب. كتاب متشدد وجذاب، لكنه تكتيكي تماما. كتاب لكولونيل بالزي العسكري. يقوم في اساسه على النظرية التي تقول ان اسرائيل وجيشها تخلفوا المرة تلو الأخرى في فهم الواقع الامني في جنوب لبنان، ولكنه يفتقد الى الرؤية القومية – الاستراتيجية. يفتقد الى كلمة "لماذا"؟ بعد حرب التضليل التي قادها مناحيم بيغن، اريئيل شارون ورفائيل ايتان في 1982، بقي

الجيش منتشرا في لبنان. في 1985 قاد وزير الامن يتسحاق رابين انسحابا محدودا، واستعدت اسرائيل لسبب ما للدفاع عن حدودها الشمالية من داخل جنوب لبنان. الحزام الفاصل الذي تحاربت فيه قوات حزب الله والجيش الاسرائيلي وميليشيات جيش جنوب لبنان التي عملت برعايته، تم تسميته بالحزام الامني. كان من المناسب تسميته بحزام غياب الامن.

في المنطقة الفاصلة قتل واصيب الاف الجنود الاسرائيليين، وكذلك مواطنين من جنوب لبنان، بدون أي سبب واضح، وبدون جوهر حقيقي. لقد كتب على جدران مواقع الحزام الأمني ان "الهدف: الدفاع عن بلدات الشمال" لكن هذا كان اكذوبة،  مفهوم. ذات مرة، كطالب في دورة لضباط الاستخبارات، لم استطع مواصلة تحمل مؤامرة الصمت، وخلال جولة في القيادة الشمالية سألت، لماذا يجب في الواقع الدفاع عن بلدات الشمال من داخل لبنان وليس من الحدود الشمالية.

لم أتلق الجواب حتى اليوم. الدولة يفترض بها الدفاع عن نفسها من على حدودها الدولية  المعترف بها: اسرائيل تفعل ذلك جيدا منذ 17 سنة، منذ الانسحاب من لبنان. لدينا يحبون الحروب. يحبون ايضا لجان التحقيق حين تفشل. حرب يوم الغفران، وحرب لبنان الاولى وحرب لبنان الثانية. كيف يمكن تقبل عدم تشكيل لجنة تحقيق في حرب دامت 18 عاما، وكانت فاشلة وحمقاء؟ لقد دعم افضل القادة والضباط هذا الاستعباد القومي. امة بأكملها احنت رؤوسها استسلاما وارسلت خيرة ابنائها للموت والاصابة في المواقع، في الكمائن، في الطلعات الجوية والقوافل. من يفهم على ماذا ولماذا. الحديث عن اكثر من 500 قتيل، الى جانب الاف الجرحى والمصابين بالصدمة.

في أيام العصور الوسطى كانوا يعتقدون ان فصد الدم المتعمد، بكمية مدروسة، يساعد على العلاج. في نهاية القرن العشرين اعتادت اسرائيل على الرذاذ الثابت للضحايا في لبنان كأمر أمني نزل من السماء. 

"الانحراف عن المعايير" فقط، ككارثة المروحيات وكارثة البحرية، بدأت بتحريك شيء في الوعي القومي. في حينه ايضا، واصلوا التعامل مع انصار الانسحاب كخونة، كجبناء، وكسكين في ظهر الأمة. وحققت التحول في نهاية الأمر النساء الشجاعات والحازمات من حركة "اربع امهات"، ورئيس حكومة جريء اسمه ايهود براك.

في حينه، ومنذ ذلك الوقت تعرضت نساء الحركة، وكذلك براك، الى كثير من الشتائم والقذف.

ربما لم تكن مشاهد الانسحاب لطيفة للحظة، وخيانة جيش جنوب لبنان قاسية ومستفزة، لكن الدولة المجنونة فقط يمكنها التعامل مع خطوة استراتيجية مطلوبة وجبرية، كإخفاق او اهانة.

"لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ"، كتب في توراة اسرائيل، لكن المجتمع الاسرائيلي لم يقف فقط على دماء ابنائه في لبنان طوال 18 عاما، وانما حرص بعد ذلك على تجنب اجراء حساب قومي مع النفس. أي اهانة للضحايا ولعائلاتهم ولمحبيهم. 

من   أصيب   بالذعر   من   اضراب   الأسرى؟ 

يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل يهوم" ان رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون  الأسرى في السلطة الفلسطينية، عبد الناصر فراونة، وصف بمرارة، قبل يومين، سيناريو فشل اضراب الاسرى. وحسب اقواله فقد انعكس هذا الفشل في مشاركة 1500 اسير فقط من بين 6500 اسير، في الاضراب، وفي حقيقة انه من بين 3500 اسير لحركة "فتح" لم يشارك الكثير في الإضراب بسبب الانقسام الداخلي في الحركة.

لقد ادعى فراونة ان اسرائيل مصرة على قمع الاضراب قبل لقاء ابو مازن مع ترامب. وقال ان الاسرائيليين متعنتين ولن يستجيبوا لأي مطلب، بل انهم على استعداد حتى لترك الأسرى يموتون من اجل كسر "روح المقاومة والنضال"، مستغلين بذلك عدم مبالاة العالم، وخاصة غوص العالم العربي في حالة الفوضى، كعوامل تحرف الانظار عن اضراب الأسرى.

وحسب اقواله فان بصيص الفرص بأن تنضم حماس الى الاضراب زال عن الجدول، سواء بسبب رواسب الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحماس، او بسبب التمزق الخطير بين الكيانين.

وبالفعل، لقد اقتربت لحظة الحقيقة في العلاقات المتوترة بين السلطة الفلسطينية وحماس، التي ترفض مطالب السلطة بتسليمها صلاحيات الحكم في القطاع.

في الوقت الذي تراكم فيه حماس الملايين من جباية الضرائب، وتستثمرها في التسلح، تقوم السلطة الفلسطينية، التي تخضع للانتقادات الأمريكية والاسرائيلية بسبب دفع الاموال للإرهابيين، بتحويل مبالغ ضخمة لتمويل الرواتب والكهرباء والمياه والعلاج الطبي لسكان القطاع. هذا الاحتفال يقترب من نهايته، وعشية زيارته لواشنطن، لا يرغب ابو مازن بتاتا بتأجيج اضراب الأسرى.

اليسار الاسرائيلي لا يزال يتخوف من انتفاضة البرغوثي، ويعاني من "اعراض ستوكهولم"، التي تتميز بالتعاطف، التماثل والتعلق العاطفي للضحية بقامعه. هكذا فقط يمكن تفسير الحنين والأمل الذي لا يزال الكثيرين يعلقونه على القاتل مروان البرغوثي وامثاله.

مسألة صغيرة: البرغوثي، المبادر الى الاضراب، اعترف بقتل خمسة اسرائيليين وحكم عليه بسلسلة من المؤبدات في السجن، والان يدير، بتحريك من زوجته فدوى، حملة فاشلة على طريقة "نلسون مانديلا" لإطلاق سراحه من خلال استغلال الأمعاء الخاوية لقسم من رفاقه من اجل دفع اهدافه (خلال الاضراب السابق عن الطعام تم ضبط زعيم المستقبل وهو يأكل سرا). بسبب كونه لجأ الى الارهاب، بالذات بعد اتفاقيات اوسلو، فان البرغوثي هو ارهابي عاد الى طريق الشر. طبيعته هذه لم تمنع قطيعا من رجال الفكر وقادة اليسار من انصار السلام، من التقائه ومنحه كتبهم بتوقيعهم، بل والحج الى غرفته في السجن.

هؤلاء الأشخاص يؤيدون اطلاق سراح القاتل، رغم انه مقابل شعارات السلام التي اطلقها قبل سجنه، ارسل خلايا الارهاب لقتل يهود. الان يطلبون التجاوب مع البرغوثي الذي يطالب بهواتف للأسرى من اجل ادارة العمليات الارهابية من سجونهم، وهو يعرف انه لا يمكن رصد الاف المحادثات والمضمون المشفر.

الحقيقة هي انه حتى من ناحية الفلسطينيين لا يعتبر البرغوثي اكتشافا عظيما، رغم فوزه في انتخابات نهاية 2016 بالمكان الاول في اللجنة المركزية لحركة فتح. الكثيرين في التنظيم المتصارع يفضلون ان لا يخرج ابدا من سجنه. والدليل على مكانته المختلف عليها، يكمن في التجاوب الجزئي مع اضراب الأسرى الذي بادر اليه، وفشل خرق النظام والانتفاضات التي حاول تحريكها ميدانيا.

هناك شخصيات فلسطينية ونشطاء ميدانيين يعرفون البرغوثي ويدعون ان المقصود شخصية مراوغة ومواربة، ولا يتمتع بميزات الهيبة المطلوبة لقيادة الشعب الفلسطيني. حسب اقوالهم، هذا النموذج يناسب قيادة عصابة اجرامية او ارهابية (زعيم عصابة)، جبان سيمتنع عن السلام مع اسرائيل فقط بسبب الخوف من ان يعتبر "خائنا". لقد انعكست رغبة اليسار في إطلاق سراح القاتل والتجاوب مع مطالبه (هواتف) في شعار "نصنع السلام مع الاعداء". هذا المنطق الأعوج، الذي ينبع من الادعاء بأن الارهابي الذي عاد الى طريق الشر، كالبرغوثي، هو الذي سيقود الفلسطينيين نحو السلام المأمول، لا صلة له بالواقع، وتجرفه نزوات وامنيات لا اساس لها.

لقد ظهرت هذه الأجندة بشكل فظ في وسائل الاعلام، من خلال نظرية احد المنافسين البارزين على قيادة اليسار، الذي شهد على نفسه مؤخرا كـ "يساري علني ومفاخر". هذا البطل تصور وهو يحتضن جبريل الرجوب – الارهابي تماما كالبرغوثي – الذي صرح انه لو كان يملك قنبلة نووية، لكان سيدمر اسرائيل. الأمر اذن هو ان يبقى البرغوثي في السجن ويواصل تناول الطعام سرا، وبدون تلفون.

"كيف   سنواصل   العيش   من   دون   الطفلين؟"

تنشر ايلانا كورئيل تقريرا حوا ابناء العم محمود (10) وعمر (8) ابو قويدر، ضحايا انفجار قنبلة من مخلفات الجيش قرب قريتهما. وتقول انهما خرجا امس الاول لجمع زجاجات فارغة ومخلفات تركها الجنود الذين تدربوا بالقرب من قريتهما. وبعد جمع ما عثرا عليه، دخلا الى الخيمة، وعندها وقع الانفجار. واتضح في وقت لاحق ان المقصود قنبلة يدوية خلفها الجنود في المكان.

ولم تكن امام محمود وعمر أي فرصة للنجاة من الانفجار.

والد محمود، محمد (43) استيقظ فزعا من نومه. وقال امس مستذكرا ما حدث: "لا اعرف كيف لكنني كنت خلال ثواني مع الولدين. ودخلت في حالة صدمة.. عمر كان ميتا، وابني كان لا يزال يتنفس بعض الشيء.. وحاولت انعاشه". لكنه بعد فترة وجيزة تم تحديد وفاة ابناء العم. وقال المضمدون الذين وصلوا الى المكان انه لم تكن امامهما أي فرصة.

ابناء عشيرة ابو قويدر يعيشون في قرية الزرنوق الكبيرة نسبيا، على شارع 25. القرية تفتقد الى البنى التحتية، والعائلات تعيش في اكواخ وخيام وبيوت من حجارة. ويقول الأب: "بعد عودتهم من المدرسة لا يجد الاولاد مكانا للعب. لا توجد حديقة العاب ولا نادي ولا بركة سباحة. لا يوجد شيء.

 الاولاد يعيشون في خطر كل لحظة ولحظة".

الخيمة الصغيرة التي قتل فيها محمود وعمر تقوم في ساحة كبيرة يلعب فيها الاطفال كرة القدم ويركبون الدراجات.

 ويقول محمد: "من حسن الحظ انه لم يتواجد هناك المزيد من الاولاد.

ماحدث هو امر مرعب. لا اعرف كيف سنواصل العيش بعد ذلك".

الأب، الذي يدير شركة لأعمال التراب، يوجه اصبع الاتهام للجيش: "بعد الحادث وصل خبراء المتفجرات. قوة كبيرة، وقاموا بعملهم من دون تقديم أي جواب. الجنود يتواجدون هنا بين البيوت احيانا. هذه ليست منطقة اطلاق للنيران، لكنهم يتدربون هنا. يتجولون مع السلاح والعيارات النارية والقنابل. ينامون في المنطقة ليلة او ليلتين ويتركون من خلفهم القاذورات والذخيرة".

وفي تعقيب الجيش قال ان "الحادث يخضع للتحقيق في الشرطة".

الكارثة الرهيبة هذه ليست الاولى التي تتسبب فيها ذخيرة الجيش بقتل البشر في التجمعات البدوية. حقيقة ان الكثير من البدو يقيمون بالقرب من مناطق اطلاق النار تعرض حياتهم للخطر، والاولاد البدو يتعرضون للإصابات بشكل خاص. المحاميان دافيد وحايا مينع يمثلان عائلات كثيرة قتل اولادها جراء انفجار الذخيرة، ويقولان ان "حقول النقب مليئة بمخلفات القنابل والذخيرة المهجورة. انها حقل موت لأولاد البدو الذين يلعبون فيها، والدولة ترفض تعويض العائلات".

كما يدعيان وجود تمييز في تعامل الدولة مع الاولاد اليهود والبدو الذين يصابون جراء ذخيرة الجيش الاسرائيلي. هكذا، على سبيل المثال، عندما داس الطفل دانيئيل يوفال على لغم في هضبة الجولان، وفقد قدمه، تم توجيه اصبع الاتهام للدولة، ولكن عندما يصاب البدو او يقتلون جراء الذخيرة العسكرية يتم توجيه اصابع الاتهام اليهم. ويقول المحامي دافيد مينع: "الولد في تل ابيب او نهريا لديه حديقة عامة لكي يلعب فيها، لكنه لا توجد حديقة لأولاد البدو. انهم يخرجون الى الحقول ويلعبون بمخلفات الجيش ولا يعرفون انها متفجرات. الدولة تشتبه بأن الاولاد البالغين يجمعون المخلفات من اجل بيعها كحديد. الدولة تبحث عن هذه الذريعة لكي تمتنع عن دفع تعويضات.يجب تغيير هذا التوجه.

كما يتم دفع تعويض لولد يهودي داس على لغم وفقد قدمه، يجب دفع تعويض لولد بدوي لعب بالذخيرة او مخلفات التدريبات العسكرية في النقب".

احد الامثلة على ذلك ما حدث لعائلة من عبدا التي قتل ابنها جمال (15 عاما) في عام 2011، نتيجة انفجار مخلفات قذيفة بالقرب من تل عراد. لقد قدمت العائلة دعوى ضد الدولة طالبت فيها بدفع تعويض لها، الا ان المحكمة المركزية في بئر السبع رفضت الدعوى.

لقد نفت الدولة بأن تكون مخلفات القذيفة تابعة للجيش، رغم انها كانت قذيفة عسكرية للجيش الاسرائيلي.

ورأت المحكمة بأن القذيفة سرقت كما يبدو من منطقة تدريب، وان النظم التي يتبعها الجيش لإزالة مخلفات الذخيرة معقولة. وحدد القاضي في حينه انه حتى لو وافق على الدعوى، فان الطفل القتيل مذنب في موته لأنه اخذ مخلفات القذيفة من مجمع لمخلفات الذخائر ومشى بها.

في نهاية الأمر اوصى القاضي الدولة بتعويض العائلة في ضوء حقيقة ان الطفل اصيب جراء ذخيرة عسكرية في منطقة خاضعة للجيش. لكن العائلة لم تحصل على التعويض حتى اليوم.

اخر الأخبار