انتهى الدرس يا عربي!

تابعنا على:   09:50 2017-04-25

محمد صالح السبتي

• أظن أن الدنيا وحوادثها قد ملّت من إعطاء الدروس للعقل العربي، وأخالها تصيح به: انتهى الدرس يا عربي. فرغم كثرة تلك الدروس والعبر والحوادث، إلا أننا ما زلنا لا نستوعب الدروس ولا نأخذ العبر. فمنذ الثورة العربية الكبرى، حين اجتمع كل العرب على إقامة دولتهم الكبرى - بزعمهم آنذاك - ومعرفتهم انقلاب السياسة الإنكليزية عليهم بعد تحقيق أهدافهم بطرد العثمانيين من أرض العرب واكتشافهم معاهدة سايس بيكو، ثم رفضهم كلهم لمعاهدات الوصاية والانتداب، ثم فشلهم أيضاً في إدارة شؤون بلادهم بعد إنهاء الوصاية الأجنبية، مرورا بحركات البعث والقومية التي علم العرب بعدها أنها صورة من صور الديكتاتورية ليس إلا! وعندما قامت حركات الصحوة الإسلامية في السبعينيات لم تنته إلا عن حركات سياسية بثوب ديني، وانتهى الأمر بثورات الربيع العربي الذي أسقط أنظمة ليحل محلها الفوضى العارمة... ومع كل هذه الدروس إلا أن العقل العربي ما زال عند حاله الأول لم يستفد منها!

• في حوار لي متلفز مع رجل الأعمال المصري أحمد أبوهشيمة، طرح الرجل فكرته التي يطمح لها وقال مما قال: لماذا لا نطمح نحن العرب إلا بتكامل سياسي أو تقارب مواقف أو ما يشابهها؟ لماذا لا نبدأ بعمل اقتصادي أولا وهو الذي سيوصلنا إلى غيره من أهداف سياسية وثقافية؟ تخيل - والكلام للسيد أبوهشيمة - لو تكامل العرب اقتصاديا بحيث تغطي كل دولة نواقص الدول الأخرى وبدأنا انتاجا وتجارة وتصنيعا أو تملكنا المصانع... وقتها سيأتي التكامل الآخر تلقائيا.

• ما لا نعرفه نحن العرب أو لا نريد أن نعرفه، أن كثيراً من الشركات العالمية قد يفوق إنتاجها ما تنتجه دولنا، وأن بعض هذه الشركات لها ميزانيات تقارب ميزانيات دولنا. شركة «نستله» السويسرية مثلاً، تبيع في السنة بما يقارب 1،3 مليار دولار ولها 450 مصنعاً وتوظف قرابة 380 ألف موظف، وكثير من الشركات على هذا المنوال. إذاً هناك حلقة مفقودة في طريقة تفكيرنا العربي أو لعلها حلقات وليست مجرد حلقة مفقودة!

• لو رأيت مواقفنا السياسية تجاه ما يحدث في العالم العربي داخليا وعلى مستوى إقليمي، لعلمت أنه لم يعد ثمة مجال لتعلم الدرس، فقد سئمت الايام من تلقيننا الدروس دونما أي استفادة... انتهى الدرس يا عربي!

عن الرأي الكويتية

اخر الأخبار