قراءة في رواية: "قلبي هناك"

تابعنا على:   01:03 2017-04-25

فيقة عثمان

2017، للكاتب المقدسي: مهند صبّاح، دار الجندي للنشر القدس
باكورة أعمال الكاتب مهنّد الصباح، رواية قلبي هناك، في 218 صفحة، وتصنّف رواية قلبي هناك، ضمن الروايات الواقعيّة، ويمكن تقسيمها على نصفين، النصف الأوّل من الرواية، اهتم في عرض على ما يبدو سيرة ذاتيّة للكاتب، ومن ثمَّ تدرّج نحو كتابة إحياء الذاكرة الفلسطينيَّة للمكان، والإنسان، والزمان,
اختار الكاتب الكتابة النبش عن الذاكرة الفلسطينيّة، من خلال إجراء الجولات المنظَّمة إلى القرى المُدمّرة والمُهجّرة، منذ عام 1948، وعام 1967. في غربي القدس؛ وكان البطل إبراهيم هو المرشد لهذه الجولات.
لم يكن اختيار الكاتب عفويّا لهذه المناطق، خاصّةً قرية قالونيا، ولفتا، والقسطل، وغيرها من القرى المحيطة. نجح الكاتب في تسجيل بعض الأحداث والوقائع، والوصف لأحوال القرى التي قام بزيارتها، مع زائرين آخرين، بأعمار مختلفة، ومنهم من كان من المُهجّرين,
حاز المكان على حيِّز كبير في نصوص الرواية، حيث كان للمكان حضور واضح، وهام في الرواية، بذكر كل أسماء القرى، والآثار القديمة، وكذلك حضور الزمان، "الزمنكيَّة."
استخدم الكاتب أسلوب السرد السلس لدور البطل بالتحدّث بضمير (الأنا)، مما أضفى مصداقيّة، وتماهيا مع شخصيّة البطل، وأتاح الفرصة؛ لإجراء أسلوب الحوار الذاتي (المونولوج)، بطريقة متكرّرة في نصوص الرواية. كما ورد صفحة 166، 168-170. هذا يُحسب لصالح الكاتب، افتقرت الرواية لعنصر الخيال الخصب، ولم تظهر قمّة الحبكة في الرواية.
لغة فصيحة، سهلة وبسيطة، ولم تخلُ اللغة من اللهجة العاميّة، وفق الشخصيّات التي تعكس لهجة القرية التي قدم منها البطل المتحدِّث؛ مما أضفى تشويقا على السرد، ولم يكن هذا الاستعمال مملّا بل على العكس.
صفحة 184، لم يكن تمهيد لولادة طفل لإبراهيم وصوفيا، حبّذا لو تخلَّل السرد تمهيدا بسيطا حول ولادة طفلهما.
ورد صفحة 200، معلومات مغلوطة حول أصل أهالي قرية أبوغوش، " يقال أنَّ أصل أهل القرية يعود إلى الشيشان ، وأنغوشيا، وقد بني فيها مؤخّرا مسجد ضخم بأربعة مآذن على الطراز الشيشاني بتمويل من الحكومة الشيشانيّة"، حبّذا لو استند الكاتب على مصادر علميّة؛ لعرض هذه الحقيقة، وعدم الاعتماد على الأقاويل فحسب؛ كي لا يُعزّز الكاتب تشويه الهويّة لأهالي القرية، كما أراد لها البعض وعزلهم عن قوميّتهم، والتشكيك يهويّتهم. إن وجدت عائلة شيشانية واحدة قاطنة في القرية، فهذا لا يعني بأنَّّ أصلهم شيشان، كذلك بناء المسجد، لا يؤكّد بأنَّ أصل أهل القرية شيشانيون.
وردت أخطاء لغويّة، ونحويّة متعدِّدة في كافَّة النصوص كما ورد في الصفحات التالية على سبيل المثال:
تذويد الفكرة – تذوُّت الفكرة- صفحة 16، يا لها من مفاجئة – مفاجأة - ص 35، ليسوا بأفضل حال - أفضل حالا ص46، ينفضّ المصليِّين – المصلُّون،
كان جدّك وجدّتك ( يقولون – يقولان )، ( يتناولون- يتناولان)، (يضيرهم- يضيرهما)، ( يملُّون- يملَّان)، ( يكلُّون- يكلَّان). ص 92، اطلقننا – انطلقنا ص 92
كما فعل زاك وبربارة معك. هم من يريدونها حرب – هما كما يريدانها حربًا ....ص95، نتحدَّث فيما بعد حتّى لا تملِّين - حتّى لا تملِّي ص 123، كيف احوالكم؟ - احوالكما؟ (إبراهيم ومحمود ص 137، ترق لي بنتًا في هذه المدينة- بنتُ ص144، تسأل – لا تسلْ ص144

تعتبر رواية "قلبي هناك"، رواية توثِّق أسماء الأماكن مع تعاليمها، وأحداث جرت فيها في زمن قبل التهجير. من الجدير ذكره بأنها رواية تنعش الذاكرة، وتستحق قراءتها خاصَّة من قِبل طلاب المدارس؛ كي لا ينسوا.

اخر الأخبار