إضراب الأسرى انتصار للكرامة

تابعنا على:   23:31 2017-04-24

د. عماد أبو الجديان

يقبع حوالي 6500 أسير فلسطيني، بينهم 53 امرأة و300 طفل، في سجون الاحتلال الإسرائيلي حاليا، من بينهم نحو 700 يقبعون في الاعتقال الإداري بدون توجيه أية تهم بحقهم تحت مظلة السجن غير القانوني والتعسفي للمدنيين الفلسطينيين. يعيش الأسرى خلف القضبان ظروف قاسية والإنسانية ويتعرضون لسوء المعاملة، ويحملون معهم مرضهم بالفشل الكلوي والسرطان ويعانون شتى أنواع الاهمال الطبي.

يواصل اليوم (1500) أسير إضرابهم الجماعي المفتوح عن الطعام وخوضهم معركة "الحرية والكرامة" لاستعادة لحقوقهم المسلوبة، وانتفاضةً على المعاملة غير الإنسانية التي يتلقونها وإجراءات القمعية لإدارة سجون الاحتلال المتواصلة ضدهم والمتمثلة في عمليات النقل من وإلى السجون الأخرى، بالإضافة إلى الاقتحامات والتفتيشات المستمرة للأقسام، ومصادرة مقتنياتهم وعزلهم.

لم تقف المضايقات الإسرائيلية عند هذا الحد بل باتت تزيد من تعسفها بعدما بدأ الأسرى إضرابهم، منها منع المحامين والمؤسسات الحقوقية من زيارة الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام وذلك في إطار الجهود الإسرائيلية للمضايقة عليهم، والحد من فعالية متابعة العالم الخارجي لمعركة الحرية والكرامة التي يخوضونها.

يقدم أسرانا البواسل على خوض هذه المعركة وهم مستعدون لها نفسيا وسياسيا، ويقدمون أعز ما يملكون، يقدموا أرواحهم فداء للوطن، وعلينا كفلسطينيين جميعا أن نواصل دعمنا لمسيرة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظل مواصلتهم لمعركة الحرية الكرامة إلى إن تتحقق مطالبهم العادلة والمشروعة، ومطالبة الاحتلال الإسرائيلي باحترام حقوقهم الإنسانية وفقاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

إن إصدار المكتب التنسيقي لدول حركة عدم الانحياز وهو أكبر تجمع سياسي دولي يضم 120 دولة بياناً يؤكد فيه على تضامن الحركة مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وتضامن الحركة مع هذا التحرك السلمي وغير العنيف، من قبل الأسرى والمعتقلين احتجاجاً على المعاملة اللاإنسانية من قبل إسرائيل، إنما هو موقفاً مشرفاً من الحركة نعتز ونفتخر به، ونطمح أن يكون به من الخطوات العملية ما يخدم الأسرى وصمودهم في إضرابهم ومعركتهم نحو الحرية والكرامة.

إننا بحاجة إلى حراك متصاعد على المستويين المحلي والدولي والاستمرار في فعاليات التضامن مع الأسرى، بنشاطات عديدة من أجل ثني الاحتلال عن إجراءاته التعسفية ضد الأسرى، وإجبار سلطات الاحتلال على الانصياع وتلبية مطالب الحركة الأسيرة ونيل حقوقهم المشروعة.

يطرح الحراك الداخلي الشعبي والخارجي الذي تمارسه الجاليات والسفارات الفلسطينية في الخارج قضايا الأسرى أمام المجتمعات الدولية والتي لديها القدرة والسلطة لممارسة الضغط من اجل تفعيل قضايا الأسرى وتحقيق مطالبهم من خلال تكثيف التعاطف وتعريف العالم بما يدور الآن داخل زنازين الاعتقال ولماذا قام الأسرى بهذا الإضراب وما هي مطالبهم وحقوقهم المشروعة والتي تقضي بتحسين ظروف اعتقالهم والزام الاحتلال التقيد بالمواثيق والمعاهدات الدولية في تعاملها مع الأسرى داخل معتقلاتها .

يجب إخراج قضية الأسرى من دائرة أي خلاف أو اختلاف وجعلها قضية إجماع وطني فعلي من خلال انخراط جميع الأطياف والأطراف الوطنية في إسناد معركة الكرامة التي يخوضها أسرانا جميعهم. وعلى الفصائل أن تتوحد خلف قضية الاسرى، وعلينا جميعاً أن نضحى من أجل من ضحوا من أجلنا ومن أجل الوطن. إنهم بأمس الحاجة للنصرة والالتفاف وهو ما سيوفر لهم دعم معنوي وإسناد وتشكيل ضغط يسرع من الاستجابة لمطالبهم.

اخر الأخبار