الشهداء سعيد كمال و محمود أبو الهيجاء وموسى الحسيني

تابعنا على:   12:55 2017-03-26

لواء ركن/ عرابي كلوب

رحيل المناضل الوطني السفير سعيد كمال (أبو زياد)

ترجل يوم أمس 25/03/2017م في مدينة القاهرة أحد فرسان الدبلوماسية الفلسطينية المخضرمين ورجل المهام الصعبة المناضل الوطني السفير/ محمد سعيد وصفي كمال (أبو زياد) أحد رموز منظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين ومساعد رئيس الدائرة السياسية سابقاً بعد مسيرة عطاء ونضال أستمرت عدة عقود من الزمن.

السفير/ محمد سعيد وصفي كمال ولد في مدينة نابلس (جبل النار) عام 1938م، تخرج من كلية النجاح الوطنية عام 1956م، التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في بغداد عام 1958م، وفي نفس العام أبعد خلال أحداث الانقلاب العسكري الذي قاده/ عبد الكريم قاسم ضد الملكية في العراق، وكان ناشطاً في حركة القومين العرب، أنتقل إلى مصر والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية وحصل على شهادة البكالوريوس منها، خلال دراسته الجامعية كان سعيد كمال خطيباً بليغاً ومتحدثاً لبقاً حيث كانت كل خطاباته عن الوطنية والقضية الفلسطينية، وكان كادراً من الكوادر الوطنية النشيطة في العمل الوطني، حيث أهلته شخصيته الوطنية والقوية إلى أن يكون من المقربين من المرحوم الأستاذ/ أحمد الشقيري أول رئيس للجنة التنفيذية لــ (م.ت.ف) حيث عملا معاً في أصعب الظروف الوطنية التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وكان من المقربين منه.

عام 1966م أنتخب سعيد كمال عضواً في الهيئة التنفيذية لاتحاد طلاب فلسطين حتى عام 1969م، عين بعدها رئيساً لدائرة التنظيمات الشعبية الفلسطينية في القاهرة حتى عام 1970م.

توطدت علاقته مع الزعيم/ ياسر عرفات حيث أوكل إليه العديد من المهمات الوطنية الصعبة التي لا تعد ولا تحصي.

عام 1970م عين نائباً لمدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة حيث كان السيد/ جمال الصوراني مديراً لذلك المكتب.

عمل سعيد كمال في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية زهاء ثمانية عشر عاماً حتى عام 1988م، عين خلالها مساعداً لرئيس الدائرة السياسية الأخ/ فاروق القدومي (أبو لطف).

بعد اعلان قيام الدولة في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر عام 1988م عين سعيد كمال أول سفير لدولة فلسطين في القاهرة حتى عام 1994م، بعدها شغل منصب أمين عام مساعد بجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وممثلاً لفلسطين في منظمة شعوب آسيا وأفريقيا في القاهرة لمناصرة الشعب الفلسطيني خلال الأعوام (1994م – 2005م).

تقاعد السفير/ سعيد كمال نهاية عام 2006م.

سعيد كمال كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ سبعينيات القرن الماضي.

السفير/ سعيد كمال كان يعيش القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية وكان دائم الحضور في المحافل العربية والدولية والأحزاب عاش نظيفاً ونزيهاً حتى لاقى وجه ربه وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء.

كان سعيد كمال صاحب الصوت الأجش والقلب الأبيض والأيادي البيضاء، أنه المناضل الكبير ابن نابلس (جبل النار) والقومي والعربي والأممي الذي عاش لفلسطين لآخر لحظة من حياته، وسوف يظل أحد رموز النضال الوطني الفلسطيني.

سعيد كمال سوف تظل في قلوب أبناء شعبك الفلسطيني حاضراً نجترع بعدك الم الفراق ومرارة الغربة القاسيتين، ومكتوب لنا جميعاً أن نعيش غرباء ونموت غرباء بعيدين عن وطننا الحبيب فلسطين.

شارك السفير/ سعيد كمال في أهم المحطات النضالية الفلسطينية في (م.ت.ف) وكان له دور مؤثر في صياغة السياسات العامة خلال فترة التسعينيات، سعيد كمال شخصية وطنية كبيرة جديرة بالاحترام والتقدير، وكان صاحب قرار سديد، وسخر كل خبرته وجهوده وعلاقاته الدولية لنقل صورة حقيقية عن معاناة شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته للعالم.

السفير/ سعيد كمال (أبو زياد) كان مناضلاً بامتياز، حمل الأمانة بكل اقتدار، أفنى جل حياته في سبيلها والمحافظة عليها، كان صلباً في مواقفه، سياسياً لامعاً ودبلوماسيا محنكاً، قضى عمره في كل ساحات النضال الوطني الفلسطيني ولم يتوان لحظة منذ الصغر وريعان شبابه من القيام بكافة المهام الموكلة له على احسن وجه.

السفير/ سعيد كمال (أبو زياد) ابناً باراً من أبناء فلسطين الذين نذروا أنفسهم من أجل الوطن والشعب والقضية.

رحل سعيد كمال بعد حياة قضاها مدافعاً صلباً عن الحق وعن قضيته العادلة وقضايا أمته العربية، وكان مثالاً وقدوة في العطاء وخدمة الحركة الوطنية الفلسطينية حيث برحيله ترك لنا سيرة عابقة بالعطاء والتضحية ولينضم إلى قافلة شهداء شعبنا الفلسطيني حيث كان أحد أشهر وأنشطة وجوه الرعيل الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية.

السفير/ سعيد كمال عاني من المرض منذ فترة وهو موجود في القاهرة حيث فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها صباح يوم السبت الموافق 25/03/2017م عن عمر ناهز التاسعة والسبعين عاماً.

هذا وقد نعي السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) إلى شعبنا في الوطن والشتات المناضل الوطني الكبير السفير/ سعيد كمال الذي وافته المنية السبت الموافق 25/03 في العاصمة المصرية القاهرة، وتقدم سيادته لذوى الفقيد وأهله باحر التعازي والمواساة سائلاً المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

ونعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأخ/ سليم الزعنون مساء السبت القائد الوطني والمناضل/ سعيد كمال عضو المجلس الذي وافته المنية اليوم في القاهرة.

وقال الزعنون في تصريح صحفي إن المناضل/ سعيد كمال أمضي حياته مناضلاً صلباً ومدافعاً عن قضية شعبه بكل إخلاص وانتماء، وتوجه الزعنون باسمه وباسم أعضاء المجلس الوطني في الوطن والشتات بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لذوى الفقيد وكافة أبناء شعبنا بوفاة المغفور له بإذن الله داعياً الله عز وجل أن يسكنه واسع جناته وأن يلهم أهله عظيم الصبر وحسن العزاء.

ونعى سفير دولة فلسطين في القاهرة الأخ/ جمال الشوبكي ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وكادر السفارة والمندوبية المناضل الوطني السفير/ سعيد كمال الذي وافته المنية اليوم في القاهرة، وتقدم السفير وكادر السفارة والمندوبية بخالص العزاء لذوى الفقيد الكبير سائلين المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه.

كذلك نعي مجلس جامعة الدول العربية على مستوي المندوبين الدائمين اليوم الأمين العام المساعد الأسبق لشؤون فلسطين السفير/ سعيد كمال وتقدموا لأسرته وأهله بخالص التعازي والمواساة بالفقيد الكبير.

-----------------------------------------------------------

ذكرى استشهاد القائد محمود صالح سعيد أبو الهيجاء (أبو فتحي)

قائد قطاع عجلون بالأردن

ولد الشهيد البطل/ محمود صالح سعيد أبو الهيجاء عام 1935م في بلدة الحدثة/ قضاء طبريا، وذلك في تلك الفترة العصيبة من تاريخ فلسطين النضالي وقد رأى الثوار يجوبون البلاد ليلاً يهاجمون قوات العدو وقد زرعت تلك الأحداث في نفسه وهو طفل صغير لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره الشجاعة والبسالة والإقدام وفجأة يتم تشريد عائلته من بلدتهم عام 1948م أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني حيث وجد نفسه بعيداً عن الأرض التي اشتم رائحة عطرها وأطعمته من ثمارها وشعر بالمأساة والضياع والشتات، وقد حلت العائلة أولاً في منطقة الأغوار بالأردن ومن ثم استقرت في مخيم أربد، وهناك أحس بالنكبة والتشرد كأي فلسطيني حر، حيث تفتحت عيناه على هول تلك النكبة.

عمل في التجارة ليستطيع الانفاق على أهله وزوجته وأطفاله.

كان الشهيد/ محمود أبو الهيجاء من أوائل الرجال الذين التحقوا بحركة فتح عام 1963م، حيث آمن بالقضية وعدالتها وكان من ضمن لجنة تنظيم كوادر حركة فتح (القيادة الميدانية) فيما بعد بالإضافة للأخوة (أبو العبد القصاص، أبو ناصر الحايك، أبو حميد السويطي، الشيخ صبري، أحمد موسى الدلكي وآخرون).

أشترك بالإعداد لعملية نفق عيلبون والتي نفذت بتاريخ 01/01/1965م، والتي أستشهد فيها البطل/ أحمد موسى الدلكي بعد عودته من العملية، وتم اعتقال أبو فتحي أبو الهيجاء وبقية أخوانه من قبل الجيش الأردني واودعوا السجن لمدة ثلاثة أشهر.

رافق الشهيد القائد/ أبو علي اياد في عملية بيت يوسف بتاريخ 25/4/1966م وعملية الزراعة في نفس العام حيث انطلق البطل/ محمود أبو الهيجاء بمرافقة كلاً من تركي كنعان، محمد حيان، يوسف الصقري، وآخرين وقد تمكنوا من مهاجمة مستعمرة الزراعة وتدمير برج المراقبة وزرع بعض الألغام وعملية بيسان، وقاد عملية طوباس.

قام الشهيد البطل/ أبو فتحي بالاشتراك بعدة عمليات فدائية جريئة في قضاء القدس ونابلس والخليل وهنالك أستشهد شقيقه البطل/ (يونس صالح أبو الهيجاء).

التحق الشهيد البطل/ أبو فتحي في دورة عسكرية في جمهورية الصين الشعبية حيث كانت الدورة الأولى لحركة فتح وعددها ثلاثون كادراً، وبعد عودته عين قائداً لقطاع عجلون.

اشترك في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/03/1968م، كما شارك في العديد من المعارك منها: اشتراكه مع مجموعة من مقاتلي حركة فتح بتفجير مصنع دودج عام 1967م الحزام الأخضر، وحراب الفتح، والحمه الفلسطينية عام 1969م مع الشهيد/ خالد أبو العلا والشهيد/ أمين صفوري.

خلال أحداث أيلول الأسود عام 1970م بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني وما تلاها عام 1971م من أحداث وخلال زيارته إلى أسرته في مخيم أربد شمال الأردن، وذلك بتاريخ 24/3/1971م، وخلال تلك الأيام قام الجيش الأردني بتاريخ 26/3/1971م بقيادة اللواء المدرع (40) بأحكام السيطرة على مداخل المدينة والمخيم وأصدر تعليمات للمقاتلين بإلقاء السلاح والاستسلام، وعليه تم عقد اجتماع في قيادة المليشيا لكوادر وقيادات الحركة المتواجدة في الشمال وكان بيتهم القائد/ أبو فتحي أبو الهيجاء، حيث تم اتخاذ قراراً بالدفاع عن مواقع الثورة الفلسطينية حتى آخر لحظة وأبلغ الأخ القائد الشهيد/ أبو علي اياد بذلك والذي بارك القرار رغم أن المعركة سوف تكون غير متكافئة بين الطرفين حيث قاتل الشباب حتى أخر لحظة، وعليه جرت اتصالات مع الجيش الأردني لإبرام صفقة لوقف اطلاق النار مع قائد الحملة العسكرية الأردنية وكلف الأخ القائد/ أبو فتحي أبو الهيجاء بذلك، وخلال توجهه إلى الطرف الأخر عصر يوم السبت الموافق 26/03/1971م أطلقت عليه النار من جنود الجيش الأردني في حادث مروع أستشهد على أثرها فوراً، حيث ارتحل ملتحقاً بقوافل المناضلين الشهداء الذين رحلوا وعبدوا الطريق للأجيال القادمة.

وتسقط الشعلة من يد البطل وترتفع روحه الطاهرة إلى جنات الخلد، ويرتحل مع المرتحلين وقلادة من الغار على جبينه وعلى رؤوس الذين يحملون المشعل لينيروا الطريق والدروب أمام شعبنا البطل، ويرتقى الفدائي شهيداً أينما كان ويظل في قلب شعبه قمراً يحرس الحلم حتى الحرية والاستقلال.

سلام على روحك الطاهرة أيها القائد الشهيد، وإلى جنات الخلد يا أبا فتحي.

القائد البطل محمود أبو الهيجاء كان قائداً فتحوياً أصيلاً من أبناء حركة فتح البررة المخلصين.

لقد كان أبو فتحي أحد ركائز النضال الوطني الفلسطيني، وحركة فتح واحد ثوارها الكبار المشهود لهم بالعطاء رفيق درب القائد المؤسس/ ياسر عرفات.

كان صاحب الانتماء الصادق لحركته ووطنه وقضيته.

لقد كان الشهيد البطل/ مسيرة عطاء لا تنضب، حمل راية المقاومة والنضال والكفاح عن قناعه وأيمان راسخ، كان من جيل الرواد العمالقة الذين سطروا أروع صفحات البطولة والفداء والتضحية، حيث كانت له بصمات واضحة في قواعد وقوات العاصفة، وكان دائماً في خط المواجهة، يقاتل بالرصاص.

كان من مؤسسي قوات العاصفة، المشهود لهم بالعمل الجاد والدؤوب والمبادرة والمثابرة الخلاقة والمستمرة.

البطل الشهيد القائد/ محمود صالح أبو الهيجاء (أبو فتحي) حمل السلاح منذ صيرورة الثورة الفلسطينية، وكان قائداً مغواراً للعديد من العمليات الفدائية ضد العدو الصهيوني على ثرى فلسطين.

عرفه مخيم إربد بشجاعته وسيرته العطرة وحبه لشعبه وقضيته ووطنه، وعرفته أرض فلسطين مقاتلاً لا يهاب الموت على درب التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

عشيرة الشهداء الأبطال يستحقون الأوسمة ونوط الشجاعة، والعباقرة ينالون الجوائز، ولكن عائلة أبو الهيجاء تستحق أكثر وأكثر من ذلك، ويكفي أن نقول عنهم بأنهم عشيرة الشهداء الذين أهدوا خيرة شبابهم إلى أرض الشهداء، أرض فلسطين ونذكر منهم:

1. الشهيد/ علي تلجي أبو الهيجاء.

2. الشهيد/ يونس صالح أبو الهيجاء.

3. الشهيد/ موسى صالح أبو الهيجاء.

4. الشهيد/ صبحي صالح أبو الهيجاء.

5. الشهيد/ عبد الرحمن نجيب أبو الهيجاء.

6. الشهيد/ حسين يوسف أبو الهيجاء.

7. الشهيد/ حسين نجيب أبو الهيجاء.

8. الشهيد/ غالب عبد السلام أبو الهيجاء.

9. الشهيد/ علي مفلح أبو الهيجاء.

10. الشهيد/ شفيق أسعد أبو الهيجاء.

11. الشهيد/ محمد حسن أبو الهيجاء.

12. الشهيد/ محمد عبد القادر أبو الهيجاء.

13. الشهيد/ أحمد رشيد أبو الهيجاء.

14. الشهيد/ محمد رشيد أبو الهيجاء.

15. الشهيد/ محمد دياب أبو الهيجاء.

16. الشهيد/ علي يوسف أبو الهيجاء.

17. الشهيد/ يوسف علي أبو الهيجاء.

18. الشهيد/ لطفي حسين أبو الهيجاء.

19. الشهيد/ محمود صالح أبو الهيجاء.

20. الشهيد/ عبد السلام محمود أبو الهيجاء.

21. الشهيد/ محمد أحمد أبو الهيجاء.

22. الشهيد/ موسى حسين أبو الهيجاء.

رحم الله شهداء عائلة أبو الهيجاء والشهداء أجمعين

رحمك الله يا أبا فتحي أيها القائد الشجاع وأسكنك فسيح جناته

ذكرى رحيل الزعيم الوطني موسى كاظم سليم الحسيني

ولد/ موسى كاظم سليم الحسيني في مدينة القدس عام 1853م وهو ابن سليم الحسيني رئيس بلدية القدس خلال الفترة العثمانية، واحد رجالات القضية الفلسطينية البارزين، تلقي دراسته الأولية فيها ومن ثم انتقل إلى الاستانة حيث اتم تعليمه هناك وتخرج من (المكتب الملكي) وهو أرقى معهد عثماني في الامبراطورية العثمانية لإعداد طلابه للوظائف، الذي يعين خريجوه حكاماً في الأقضية (قائمقام).

التحق موسى كاظم الحسيني بعد تخرجه بخدمة الإدارة العثمانية فعين قائمقام في يافاً، وصفد، وعكا، وأربد، فمتصرفاً في عسير باليمن، ثم إلى تبليس وأرجميدان في الأناضول، وإلى حوارن في سورية، والعراق، عاد بعدها إلى القدس.

عين موسى كاظم الحسيني رئيساً لبلدية القدس مع بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين وذلك في شهر مارس عام 1918م، بعد وفاة شقيقه حسين الذي تولي البلدية خلال الفترة ما بين عامي (1909 -1918) وعزله الانتداب في عام 1920م بعد خطابه عن المواجهات التي اندلعت في منطقة النبي موسى ودعمه للحكومة المستقلة لفيصل بن حسين في دمشق.

أنتخب المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث الذي عقد في حيفا بتاريخ 13/12/1920م بعد سقوط حكومة الملك فيصل في دمشق موسى كاظم الحسيني رئيساً للجنة التنفيذية العربية التي ظل يترأسها حتى وفاته، وقد أعلن المؤتمر برئاسته بطلان وعد بلفور، والغاءه ومنع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وطالب بتأسيس حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس (برلمان) ينتخب أعضاءه أهل فلسطين، ونادي بتوحيد فلسطين مع شقيقاتها العربيات.

وعلى أثر ثورة يافا التي نشبت عام 1921م وامتدت إلى انحاء فلسطين كلها، عقد المؤتمر العربي الرابع في القدس يوم 25/06/1921م وقد تقرر فيه ارسال وفد إلى بريطانيا برئاسة/ موسى كاظم الحسيني لعرض القضية على الرأي العام البريطاني، وبنتيجة اتصالات الوفد رفض مجلس اللوردات في 20/06/1922م الموافقة على صك الانتداب على فلسطين، ولكن مجلس العموم أتخذ قراراً معاكساً بتاريخ 04/07/1922م أيد فيه سياسة الحكومة البريطانية القائمة على إنشاء (الوطن القومي اليهودي) في فلسطين.

كان موسى كاظم الحسيني الأب الجليل للحركة الوطنية الفلسطينية طوال السنوات التي قضاها رئيساً للجنة التنفيذية العربية، وترأس خلالها جميع الوفود التي ذهبت إلى لندن لأقناع حكومتها بالتخلي عن سياسة وعد بلفور.

موسى كاظم الحسيني كان له الدور السياسي الكبير في الحياة السياسية الفلسطينية حينما قدم المطالب الفلسطينية للمسؤولين البريطانيين في لندن، وترأس أربعة وفود خلال الفترة منذ عام 1921-1930 وكانت المطالب متمثلة في الغاء وعد بلفور، وإنشاء حكومة وحدودية تمثيلية مع الدول العربية المجاورة ووقف الهجرات اليهودية إلى فلسطين؟

كان موسى كاظم الحسيني كبير رجالات القضية الفلسطينية في العشرينات ومطلع الثلاثينيات من القرن الماضي.

قاد موسى كاظم الحسيني النضال الوطني الفلسطيني ضد الانتداب البريطاني، وعقد المجلس التشريعي الفلسطيني، وقد تأثر بحكم عمله في الامبراطورية العثمانية على أن يكون العمل الوطني عن طريق المفاوضات وإرسال الوفود والبعثات أو تقديم العراض والمطالب للسلطات المعنية، فقد فشل في تحقيق المطالب الوطنية، حيث ترك الساحة لمن هم أصغر منه سناً كالحاج/ أمين الحسيني رئيس المجلس الاسلامي الأعلى.

في اكتوبر عام 1933م تعرض موسى كاظم الحسيني للضرب من قبل جيش الانتداب البريطاني بعد مشاركته في مظاهرة ضد الهجرات الصهيونية في مدينة يافا، وأصيب على إثرها بعدة كسور في جسده، حيث توفي بعد عدة شهور عام 1934م.

عندما بدأ العرب يقومون بالمظاهرات ضد الاحتلال والهجرة اليهودية ويحملون الرايات كان موسى كاظم الحسيني رئيس البلدية آنذاك في الطليعة، وكان يطل من شرفة البلدية ويخطب في الجماهير مؤيداً ومشجعاً، حيث صدر أمر تنحيه عن رئاسة البلدية، فخرج من رئاسة البلدية ليتزعم الحركة الوطنية الفلسطينية حتى وفاته عام 1934م.

موسى كاظم الحسيني هو والد المجاهد/ عبد القادر الحسيني وجد القائد الشهيد/ فيصل عبد القادر الحسيني.

أنتقل موسى كاظم الحسيني إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 27/03/1934م متأثراً بإصابة ألحقها به جنود الاحتلال البريطاني خلال مظاهرة مدينة يافا بتاريخ 27/10/1933م ودفن في باحات المسجد الأقصى.

رحم الله الزعيم المناضل/ موسى كاظم سليم الحسيني وأسكنه فسيح جناته

 

اخر الأخبار