فرج فودة .. يوم مقتل قاتله يبعث من جديد

تابعنا على:   16:24 2017-03-24

حمدي فراج

   لفت نظري خلال الاسبوع الفائت خبرا نشرته صحيفة "اليوم السابع" المصرية ، وتناقلته الكثير من وسائل الاعلام العربية ، ان قاتل المفكر المصري فرج فودة ، واسمه ابو العلا عبد ربه ، قد لقي مصرعه في سوريا وهو يحارب في صفوف جبهة النصرة . ليس اللافت للموضوع إسم نكرة كإسم القاتل ، يقترن بإسم مفكر معروف كإسم المقتول ، فهذه حقيقة معروفة منذ بدأ هذا النوع من القتل المخجل قبل مئات السنين ، بدعاوى التكفير والردة والزندقة واحيانا لمجرد الاختلاف في الرأي بين تيارات الدين الواحد والطائفة الواحدة ، كما يحدث اليوم في وطننا العربي من محيطه الى خليجة ، بدءا بالخلفاء الراشدين وانتهاء بقاتل المفكر الاردني ناهض حتر ، الذي اعدمت الدولة الاردنية قاتله قبل ايام دون ان يلتفت الناس ، حتى الذين أيدوه ووالوه في السر والعلن ، لمعرفة اسمه . هذا ما حدث مع حسين مروة و ناجي العلي ومهدي عامل  ونجيب محفوظ خلال العقود الثلاثة الاخيرة ، ظل من قام بإغتيالهم اشخاص نكرة بدون اسماء ، حتى عندما يتم القصاص والاقتصاص كما حدث مع قاتل فرج فودة ، فإن الاسم الذي يطغى هو اسم المقتول لا اسم القاتل ، واحيانا كثيرة تعطي عملية القتل صكا اضافيا لخلود صاحبها في قلوب الناس جيلا فجيل ، وكأنه في يوم مقتل قاتله انما يبعث من جديد ، حتى وصل الامر ان يذهب هؤلاء النكرة المستنكرون لأن ينبشوا قبر ابو العلاء المعري ، وكأن هذا النبش الجرذاني يسيء الى هذه القامة الباسقة التي مضى اكثر من ألف سنة على رحيلها .

   ما يلفت النظر في موضوع قاتل فرج فودة ، هو كيف خرج من السجن المصري وهو الذي حكم بالسجن المؤبد في عهد حسني مبارك ، ليتبين لنا ان الرئيس الاخواني محمد مرسي هو الذي أطلق سراحه ، فيذهب بعدها للمشاركة في تدمير سوريا ، عملا بالشعار الذي رفعه مرسي نفسه فيما اسمي بمؤتمر الجهاد حين قال : لبيك يا سوريا ، وها هما الاثنان مرسي الرئيس و النكرة قاتل فرج فودة ، يقبع أحدهما في السجن والثاني في القبر .

   انها دعوة لكل مسلم على هذه الارض التي حباها الله بكل هذا الخير ، ان يتوقف عن دعم وتأييد مثل هذا القتل المخجل ، حتى لو كان ذلك سرا بين الانسان وصحبه او حتى بينه وبين نفسه ، هؤلاء المفكرين والمبدعين هم الذين من شأنهم ان يرفعوا شأن الامة ، كما فعلت الامم الاخرى مع مفكريها ومبدعيها ، فترى تماثيلهم واسماءهم في الشوارع والساحات ومناهج الدرس ، ونحن نلاحقهم ونقتلهم ونستخسر الترحم عليهم ، ان نربأ بقتلهم لانهم مختلفين معنا في الرأي ، الحيوانات فقط هي التي لا تختلف مع بعضها في الرأي .

اخر الأخبار