ذكرى رحيل العميد مفلح أبو حجير و اللواء عبد الله داوود

تابعنا على:   22:50 2017-03-23

ذكرى رحيل العميد مفلح جمعة أبو حجير

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب

مفلح جمعة قاسم أبو حجير من مواليد مدينة بئر السبع عام 1946م، هاجرت أسرته إلى قطاع غزة عام 1948م وهو طفل صغير لا يتجاوز السنتين بعد أن تم تشريدهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم بعد حدوث نكبة عام 1948م حيث استقرت العائلة في مخيم البريج، تلقي تعليمه الأساسي والإعدادي في مدارس الوكالة والثانوية في مدرسة خالد بن الوليد.

انتمى مفلح أبو حجير إلى حركة فتح بعد عام 1967م وعرف بنشاطاته في صفوف مجموعات الحركة في مخيم البريج حيث تقطن عائلته.

أعتقل من قبل القوات الإسرائيلية أواخر عام 1968م على خلفية نشاطاته العسكرية حيث قضي قرابة العامين في السجون الإسرائيلية، قبل أن يتم أبعاده إلى الأردن عام 1970م.

بعد ابعاده التحق بالقوات المتواجدة في الأردن، وبعد أحداث أيلول الأسود، أنتقل إلى الساحة اللبنانية وعمل في جهاز الكفاح المسلح.

اختير مفلح أبو حجير من قبل الشهيد القائد/ أبو اياد رحمه الله بعد تأسيس جهاز الرصد في بيروت حيث أنضم إلى الجهاز، حيث أعجب بشجاعته وإقدامه واستعداده للقيام بأي مهام أمنية أو عسكرية.

كان المناضل/ مفلح أبو حجير أحد أعضاء منظمة أيلول الأسود التي أسست ونشطت بعد أحداث أيلول، حيث قامت بأبرز العمليات العسكرية المعروفة في تلك الفترة.

أوكلت منظمة أيلول الأسود للمناضل/ مفلح أبو حجير (أبو طارق) وزملائه من المجموعة مهمات خاصة، كان أهمها المشاركة في عملية الخرطوم أذار عام 1973م، حيث قام مع مجموعة الفدائيين باحتجاز دبلوماسيين غربيين في السفارة السعودية بالسودان، كان أبرزهم دبلوماسيان أمريكيان أحدهم القائم بأعمال السفارة الأمريكية (كان سفيراً بالأردن سابقاً) والسفير البلجيكي المعروفين بتأييدهم العلني لإسرائيل وذلك خلال حفل وداع له بالسفارة السعودية بالخرطوم، كان أخر حفل له قبل سفره إلى واشنطن حسب ما جاء في كتاب الشهيد/ صلاح خلف (فلسطيني بلا هوية)، كان من أهداف عملية الخرطوم أبراز القضية الفلسطينية للرأي الفلسطيني وللرأي العام العالمي والأمريكي، حيث كان مطالب الفدائيين طائرة تقلهم إلى واشطن لعرض قضيتهم، كما طالبوا بالإفراج عن زملائهم في منظمة أيلول الأسود المحتجزين بالأردن (مجموعة أبو داوود عودة وزملائه والمهددون بحكم الأعدام)، إضافة إلى أدانة اغتيال قادة المنظمة في أوروبا من قبل الموساد الإسرائيلي، إلاّ أن الرئيس السوداني رفض مطالبهم بعد عدة اتصالات مع الرئيس الأمريكي (نيكسون) وأمر بمهاجمة السفارة مما دفع أعضاء مجموعة أيلول الأسود إلى اعدام الرهائن لحظة مهاجمتها، حيث أعدم الدبلوماسيان الأمريكيان والدبلوماسي البلجيكي.

أنتهت أزمة مجموعة أيلول الأسود بتدخل رؤساء عرب وأهمهم الرئيس/ أنور السادات وهواري بومرين وأمير الكويت رحمهم الله حيث تم وقف أحكام الإعدام بحق مجموعة أبو داوود بالأردن وتم الاتفاق على نقل مجموعة السودان إلى مصر ليبقوا محتجزين في القاهرة، وتم فرض الإقامة الجبرية بمنازلهم قرابة العشر سنوات.

بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وخروج قيادة المنظمة إلى تونس قامت مصر بترحيل المجموعة إلى اليمن، وقد أمر الشهيد/ صلاح خلف باحضار المناضل/ مفلح أبو حجير (أبو طارق) فوراً إلى تونس حيث مقره الرئيس ليضمه إلى الأمن الشخصي الخاص به حيث لازم الأخ/ أبو إياد حتى اغتياله عام 1991م.

تلقي المناضل/ مفلح أبو حجير بعد التحاقه بجهاز الأمن الموحد في تونس دورات أمنية كان أبرزها دورة أمن في كل من المانيا الشرقية، وكوبا.

عاد المناضل/ مفلح أبو حجير إلى أرض الوطن أواخر عام 1994م، حيث لم يسمح له في البداية العودة مع القوات التي قدمت إلى أرض الوطن في شهر مايو من نفس العام.

أنضم إلى جهاز المخابرات العامة، حيث شارك في تأسيس القوة التنفيذية للجهاز وعينه المرحوم اللواء/ أمين الهندي نائباً لقائد القوة التنفيذية عام 1995م.

في عام 2004م عين العقيد/ أبو طارق أبو حجير قائداً للقوة التنفيذية، أبو طارق أبو حجير أكتسب أحتراماً وتقديراً عالياً من كل من عمل معه بالجهاز حيث عرف بشهامته ومواقفه الرجولية.

أحيل إلى التقاعد بتاريخ 01/09/2005م.

العميد/ مفلح أبو حجير (أبو طارق) متزوج وله خمسة من الأبناء غرس فيهم صفاته النضالية حيث أستشهد أحدهم (جمعة مفلح أبو حجير) عام 2007م بقصف إسرائيلي رافق الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الشرقية وسط قطاع غزة.

أنتقل العميد/ أبو طارق إلى رحمة الله تعالي بتاريخ 25/03/2006م بعد أن سطر مسيرة نضالية قاربت الأربعين عاماً قضاها في خدمة قضية وشعبه ووطنه.

كان الراحل/ أبو طارق إنساناً رائعاً وصادقاً ومخلصاً في عمله مؤمن بالمبادئ التي تعلمها منذ التحاقه بحركة فتح، متمسك بمواقفه لآخر لحظة في حياته.

كان كريم النفس، عفيف اللسان، صاحب أخلاق حميدة، أوصي أولاده بأن يكملوا المشوار الذي بداءه حتى تحقيق النصر والتحرير بإذن الله.

لم يتأخرا يوماً عن تلبية نداء الواجب حيث كان ملتزماً بتعليمات قيادته ومنضبطاً في تنفيذها.

كان دائم الحضور ولم يبخل بالعطاء حيث كرس حياته من أجل فلسطين وحريتها.

رحم الله العميد/ مفلح جمعة قاسم أبو حجير (أبو طارق) وأسكنه فسيح جناته

ذكرى رحيل اللواء المبعد  عبد الله داوود محمود عبد القادر (ابو يوسف)

اللواء/ عبد الله داوود محمود عبد القادر أحمد مبعدي كنيسة المهد عام 2002م ومدير جهاز المخابرات العامة في محافظة بيت لحم سابقاً ومن قادة العمل الوطني والعسكري داخل الأرض المحتلة حتى إبعاده الاول عام 1992م.

عبد الله داوود محمود عبد القادر ولد في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس عام 1962م لأسرة مناضلة ومن عائلة لاجئة من طيرة دندن عام 1948م والتي تم طرد أهلها بعد نكبة عام 1948م على أيدي العصابات الصهيونية، توفي والده وهو في مرحلة الطفولة، فعاش يتيماً، تذوق عبد الله داوود منذ صغره مرارة المعاناة حيث تربي على العمل الوطني منذ نعومة أظافره، التحق بمدارس المخيم ومن ثم حصل على الثانوية العامة، اعتقل أخاه خالد عام 1969م الذي كان قد شكل مجموعة فدائية بعد عام 1967م.

عبد الله داوود كان يقوم برفقه إخوته وأخواته بزيارة شقيقهم خالد في سجون الاحتلال وذلك في رحلة عذاب تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر وتنتهي في ساعات الليل الحالك، حيث تشرب عبد الله داوود منه روح العمل الوطني وحب فلسطين، حيث قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بابعاد شقيقه خالد إلى الأردن عام 1979م.

التحق عبد الله داوود بتنظيم حركة فتح بتاريخ 01/01/1979م، وكان من مؤسسي لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي عام 1981م.

التحق عبد الله داوود للدراسة بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، وأصبح عضو قيادة حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة من عام 1982-1985م.

كان عبد الله داوود أحد قادة العمل العسكري لحركة فتح بعد عام 1982م حيث أعتقل لأكثر من خمس سنوات قضاها في سجون الاحتلال بدعوى أنه من قادة الخلايا العسكرية لحركة فتح.

شارك المناضل/ عبد الله داوود في قيادة الانتفاضة الأولى عام 1987م بعد خروجه من السجن، حيث كان أحد أبرز المطاردين في تلك الانتفاضة حتى تم حصاره في جامعة النجاح الوطنية عام 1992م حيث قاد حصار جامعة النجاح الوطنية.

تم ابعاده بعد القاء القبض عليه إلى الأردن عام 1992م مع خمسة مع رفاقه توجه بعدها إلى تونس.

تلقى تدريبه الأمني في تشيكوسلوفاكيا خلال فترة الابعاد وكذلك تلقي التدريب العسكري في الجزائر عام 1993م.

عاد إلى أرض الوطن عام 1995م والتحق بجهاز المخابرات العامة بالمحافظات الشمالية حيث عين عام 1995م مدير المخابرات في محافظة سلفيت، وعام 1996م مدير المخابرات في محافظة قلقيلية، وعام 2000 م مدير المخابرات في محافظة طولكرم، وعام 2001م مدير المخابرات – محافظة بيت لحم حتى حصاره في كنيسة المهد خلال الانتفاضة الأقصى وابعاده خارج الوطن عام 2002م مع زملائه المحاصرين في الكنيسة.

خلال عمله في جهاز المخابرات العامة ركز المناضل/ عبد الله داوود على محاربة العملاء وملاحقة السماسرة.

خلال انتفاضة الأقصى كان أحد المهندسين المجهولين الرئيسيين لها، حيث ساهم بتزويد المقاومين بالسلاح والعتاد في شمال الضفة الغربية وحمله الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية عن قيادة ودعم كتائب شهداء الأقصى.

وصفته سلطات الاحتلال الاسرائيلي بأنه أبرز مطلوب في مدينة بيت لحم (المطلوب رقم 1) وذلك في عملية السور الواقي وحصار كنيسة المهد، حيث يحمله الاحتلال المسؤولية عن العديد من العمليات الاستشهادية والتي ادت إلى قتل العديد من الاسرائيليين، كذلك يعتبرونه المسؤول عن التخطيط وحماية ودعم مطلقي النار على مستوطنة جيلد.

لقد بقي المناضل/ عبد الله داوود، أبو يوسف على رأس القوة الخاصة بجهازه مع باقي المناضلين الذين حوصروا في كنيسة المهد والتي أستمر حصارها مدة (39) يوماً.

تم ابعاده إلى قبرص مع أثني عشر من رفاقه في حين تم ابعاد ستة وعشرون محاصراً إلى قطاع غزة.

أنتقل المناضل/ عبد الله داوود إلى موريتانيا حيث كان في ضيافة الرئيس الموريتاني لبعض الوقت بعد أن رفضت كل الدول الأوروبية على استقباله حيث تم وصفه بأنه ارهابي.

انتقل بعدها إلى الجزائر، حيث عمل مستشاراً أمنياً في سفارة دولة فلسطين بالعاصمة الجزائرية حتى وفاته.

أنتقل إلى رحمة الله تعالي بتاريخ 24/03/2010م بعد اجراء عملية جراحية له في القلب، وتم نقل جثمانه الطاهر إلى فلسطين بتاريخ 28/03/2010م حيث وورى الثرى في مقبرة شهداء مخيم بلاطة بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية وجمهور غفير من أبناء شعبنا الفلسطيني.

اللواء/ عبد الله داوود ، أبو يوسف كان شخصية قيادية فهو كتوم يعمل بصمت، ويستغل كل دقيقة للعمل فهو مناضل ومكافح وله تاريخ مشرف وكان انتماؤه فقط لوطنه.

المناضل/ عبد الله داوود يعتبر مدرسة نضالية ثورية وأحد مؤسسي لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي والتطوعي في الوطن حيث عقد أول اجتماع تأسيسي لها في منزله.

لقد كان عبد الله داوود بحق من قيادة الوطن التنظيمية والعسكرية والسياسية.

رحم الله اللواء المبعد/ عبد الله داوود عبد القادر (أبو يوسف) واسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار