يوم "ثلاثي الأبعاد"!

تابعنا على:   09:45 2017-03-21

كتب حسن عصفور/ لنتجاهل كليا ما نشر تحت عنوان "تقرير السعادة"، ومكانة "بقايا الوطن" في ذيل جدولها، بما يعكس تراجعا في حال الانسان، لنترك مساحات "النكد" التي أنتجها "حكمي النكبة الانقسامية ضفة وقطاع"، ولنعش فيما يمنحك تعويضا عما فقده الانسان، لنقف أمام مواعيد الطاقة الايجابية التي لن تنتهي بأي حكم أو مشهد نكد..

اليوم 21 مارس (آذار) يوم مختلف للفلسطيني عن غيره من أبناء المعمورة، رغم انه يتشارك معهم في اثنين منها، لكن للفلسطيني دوما ما إحساس به وله، بحكم ما يعيش ..

في هذا اليوم نتذكر الأم، ملح الأرض في يومها، كل منا يقف أمام الوالدة بسجود يصل الى حالة القداسة، وكلما نسمع تعبير الأم، الوالدة، ينتابنا إحساس غريب يدخلك الى عالم لا مثيل، وربما تختلف حالات الارتباط بين شخص وآخر بأمه، لكن الرابط العام الذي يوحد الانسانية هو ذاك الارتباط الفريد بها ولها..

في يوم  كهذا لا يملك الانسان سوى ان يقول "أمي" انت سيدة الكون،  ولأمي بشكل خاص اقول، رحلت دون كلمة وداع، لا تزال تختنق في حلقي..دون دمعة تريح غياب جسد، كنت ابا وأما في آن، واقر أنني لم أشعر يوما بفقدان الأب بحضورك..

وأي مصادفة تلك التي تربط بين عيد الأم وقدوم الربيع، فصل الفرح وتفتح الطبيعة والذي معه تتراقص الحياة، يوم 21 مارس انطلاقة فصل هو الأكثر بهجة وسعادة للإنسان، يأتي ليزيل ما كان لفصل الشتاء، رغم ما يمنحه ذاك الفصل من عناصر خير وعطاء، لكن الانسان بفطرة غريبة ينتظر رحيله وقدوم ربيعه..

لم يكن صدفة أن يكون للربيع الأغاني الخاصة به وله، وتبقى كلمات مأمون الشناوي ألتي أحالها الموسيقار الكبير فريد الأطرش الى رائعة غنائية، الاختصار الأدق في تكثيف ما ينتظره الإنسان في يوم الربيع.."آد الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره" ..

يحتلفون به بعيد اسموه "شم النسيم"..تسمية بذاتها تمنحك طاقة حيوية نحو قادم الأيام..شم النسيم تلخيص مكثف لفصل الفرح والسعادة وغالبا يرتبط بالحب..

و21 مارس ليس كغيره من ايام العام للفلسطيني، ليس قولا يقال بل هو حقيقة لم يتركها التاريخ تمر مرورا عابرا في الحياة الانسانية، 21 مارس (آذار) هو ايضا "يوم الكرامة"، وهنا يرتبط المسمى بالمغزى في حالة توحد ربما لا مثيل لها..

الكرامة بلدة في الأردن الشقيق، حمل لها هذا اليوم ما لم يكن في حسبان من كان بها ساكنا، في 21 مارس 1968 تجسدت في "بلدة الكرامة" أحد أهم "معارك الكرامة" عندما انتفض الفدائي منتصبا بقامته ليواجه دبابة لغازي اعتقد أن الأرض طابت له بعد عدوان يونيو 1967، اشهر لا غير كان يظن الغازي أنه ذاهب لإنهاء "بؤر عسكرية لمجموعات فدائية"، ويغلق ملفا اصاب "فرحه بما حقق" بصداع..

تقدمت قوات الاحتلال تحت وهم أنها ذاهبة في "نزهة " لتكمل "ربيع نصرها"، لكن ما كان ليس كما كان يرغب ذاك الغازي المحتل..

تلاحم الفدائي المنطلق في يناير 1965 عبر رصاصة العاصفة لتخط الأحرف الأولى لانطلاقة حركة فتح، ومجموعات فلسطينية مختلفة، مع قوة من الجيش الأردني بسلاح أراد أن يعيد بعضا من "كرامة" تم خدشها كثيرا في حرب قبل اشهر كان نتيجتها فقدان الضفة الغربية..

يوم 21 مارس هو يوم الكرامة الوطنية لبني فلسطين، وبه يتذكرون تلاحم بندقية لرد غزو مفاجئ بين الفدائي الفلسطيني والجيش الأردني، ملحمة كان لها أن تنتج صورا لكرامة تتسع أكثر..

في يوم الكرامة صنع الفدائي من حذائه أفقا ثوريا للشعب الفلسطيني ، وفتح مسار تاريخي جديد للثورة الفلسطينية المعاصرة لتحرير وطن وإنسان، ومنع مؤامرة تشتيت الوعي وتشريد الأهل وأذابة الهوية..

يوم 21 مارس انطلاقة ثورية تحتفظها الذاكرة الوطنية، ولا تزال صورة الخالد ياسر عرفات ورفقه من حاملي راية الثوة خالدة في الوعي وهي ترفع البندقية ملتحفة بكوفية رمزا لعصر جديد..بدأ وسيستمر رغم النكسات والنكبات وحضور الخانعين صدفة لحرف مساره، التاريخ لن ينكسر مهما حاول هؤلاء..

يوم الكرامة بدأ ومستمر الى "يوم النصر"..وكما قالها مؤسس الوطنية المعاصرة ابو عمار "ترونها بعيدة واراها قريبة.." وخسئ كل "كرازي طارئ" على ثورة يريد أن يخمد شعلتها والتي ستبقى حتى نصرها!

يوم 21 مارس يوما "ثلاثي الابعاد" للفلسطيني به نعيش مع الأم والفرح والكرامة!

ملاحظة: مدع يقول أنه يريد "تطهير نابلس" من الفوضى التي تخدم الاحتلال، وهو بذاته الحارس الأمين لقوات المحتل لضرب كل بؤر رفض الاحتلال، هو من ينسق لهم وليس معهم للقيام بـ"واجبهم" بعباية "التنسيق الأمني المقدس"..صار بدها تعريف جديد لكلمة "محتل"!

ملاحظة: عضو مركزية فتح، عفوا أمين سرها يدعي أن ترامب سيعمل على دعم شعب فلسطين..طيب شو تحكوا بهيك حكي..معقول الانحدار يصل الى هذا المستوى..لك الصبر يا شعبي!

اخر الأخبار