ابرز ما تناولته الصحف العبرية13/03/2017

تابعنا على:   12:22 2017-03-13

ريغف والكين يقترحان انشاء صندوق لترويج ارتباط اليهود بالحرم القدسي

تكتب "يديعوت احرونوت" ان وزيرة الثقافة ميري ريغف، ووزير شؤون البيئة وشؤون القدس، زئيف الكين، قررا تأسيس "صندوق ميراث جبل الهيكل"، الذي سيخصص له مبلغ مليوني شيكل سنويا، لترويج حملة اعلامية حول ارتباط اليهود بالموقع المقدس (المقصود بجبل الهيكل هو الحرم القدسي – المترجم) على امتداد التاريخ.

وستطرح ريغف والكين هذا الاقتراح على طاولة الحكومة قريبا، في رد على القرار الذي صدر عن اليونسكو في تشرين الاول الماضي، والذي نفى وجود صلة للشعب اليهودي بجبل الهيكل. وقرر الكين وريغف تأسيس الصندوق لكي يهتم فقط بمسائل جبل الهيكل – رغم ان اسرائيل تمنح دعما اقتصاديا ضخما لصندوق ميراث الحائط الغربي (حائط المبكى).

وجاء في مشروع الكين وريغف ان هدف الصندوق هو "غرس المعرفة بموضوع جبل الهيكل وارتباط الشعب اليهودي به، في وعي الجمهور الواسع في البلاد والعالم بواسطة ادوات جديدة، من بينها انتاج منشورات اعلامية بلغات مختلفة، اقامة وتفعيل موقع انترنت متعدد اللغات لعرض المضامين المتعلقة بميراث جبل الهيكل، نشاطات على الشبكة الاجتماعية، تطوير ونشر دورات موجهة لمجموعات مستهدفة.

ويدعي الكين وريغف ان "دولة اسرائيل تواجه في السنوات الاخيرة حملة نزع شرعية، يقوم جزء منها على استخدام جبل الهيكل، ميراثه وارتباط الشعب اليهودي فيه بشكل سلبي، لا يتفق مع الحقائق كما انعكست في الابحاث التاريخية والأثرية".

وقال الكين وريغف، امس، ان "هذا الصندوق هو رد صهيوني ملائم على قرار اليونسكو". وقالت ريغف ان "قرار اليونسكو الواهي من على منصة دولية جدية يثبت مدى نجاح الاسفين الفلسطيني"، فيما قال الكين ان "هذا هو الرد القاطع على قرار اليونسكو المخجل، ولا يوجد اكثر منه صحيحا عشية الذكرى الخمسين لتوحيد القدس".

مندلبليت يوصي بعدم تطبيق قانون مصادرة الاراضي الفلسطينية قبل صدور قرار المحكمة العليا في الالتماسات ضده

كتبت صحيفة "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، اوصى مساء امس (الاحد) بعدم مصادرة أي ارض في الضفة الغربية، بناء على قانون المصادرة الجديد، حتى تصدر المحكمة العليا قراراها بشأن طلب اصدار امر احترازي يجمد القانون حتى البت في الالتماسات ضده.

وجاء في الرد الذي قدمته النيابة الى المحكمة ردا على التماسين تم تقديمهما ضد القانون، ان "المستشار القانوني يقترح هذا الترتيب الذي سيسري، للأسف، حتى البت في قرار اصدار امر احترازي، يوازن بين المصالح المختلفة: أ. لن يتم القيام بأعمال تسجيل، انتزاع حقوق الملكية، تخصيص وتخطيط حسب البندين 3 و6 من القانون. ب. يتم تجميد اجراءات تطبيق الأوامر الادارية التي يسري عليها القانون، بشأن البناء القائم في المستوطنات المذكورة في البند 11 من القانون. ج. لن يتم تنفيذ أوامر عملية يسري عليها القانون، والتي من شأنها تغيير الوضع القائم (كأوامر الهدم)، بشأن البناء القائم في المستوطنات التي يسري عليها ظاهرا البند 3 والبند 7".

واكد المستشار في رده ان "المبدأ المتبع من قبل الدولة هو ان الدولة لا تقوم بعمل جوهري من اجل تطبيق القانون طالما لم يتم البت في امر احترازي. والامر صحيح في الأساس في هذا القانون، الذي يعتبر المستشار القانوني للحكومة ان هناك ما يمنع دفعه وان تطبيقه يمكن ان يثير مشاكل اخرى. ومن جهة اخرى، يحدد القانون جدولا زمنيا لتطبيقه، وقبل البت في طلب الأمر الاحترازي، نعتقد انه لا مكان للتجميد المطلق (للقانون) لأن من شأن ذلك منع الالتزام بالجدول الزمني الذي حدده المشرع، قبل مطالبة المحكمة بالبت في الأمر".

ويعني طلب مندلبليت ان لا يتم في الوقت الحالي مصادرة اراضي بواسطة هذا القانون، ومن جهة اخرى لا يتم تنفيذ اوامر الهدم ضد المباني في المستوطنات التي قد ينظمها القانون، في حال عدم الغائه من قبل المحكمة العليا.

ويؤكد الرد مرة اخرى بأن مندلبليت يعتقد بأن القانون ليس دستوريا ويجب الغائه. وجاء في الرد انه "خلال اجراءات تشريع القانون، اعرب المستشار القانوني للحكومة امام اللجنة الوزارية لشؤون القانون موقفه الذي يعتبر ان القانون لن ينجح في الاختبار القانوني ولذلك هناك ما يمنع دفعه".

ويشار الى انه بسبب معارضة مندلبليت للقانون، قررت الحكومة استئجار خدمات المحامي هرئيل ارنون، لتمثيلها في المحكمة العليا. ويستدل من وثائق المناقصة، التي وصلت الى "هآرتس" ان تكلفة تشغيل ارنون تبلغ 140 الف شيكل.

وقد التمست ضد قانون المصادرة العديد من المجالس المحلية الفلسطينية في الضفة الغربية، ومن بينها بلدة سلواد ورئيس مجلس قرية عين يبرود، واصحاب الاراضي وسلسلة من التنظيمات اليسارية، من بينها جمعية "يوجد قانون"، "جمعية حقوق الإنسان"، "سلام الآن" ومركز "عدالة".

اعتقال سبعة فلسطينيين بادعاء تنفيذ عمليات

تكتب "هآرتس" ان جهاز الشاباك الاسرائيلي، اعلن امس الأحد، عن اعتقال خمسة فلسطينيين اعضاء في خلية لحماس، في الشهر الماضي، بشبهة ارتكاب العديد من العمليات الارهابية. ويشتبه الخمسة، وهم من قرية بدو، بزرع عبوات ناسفة ورشق زجاجات حارقة باتجاه قوات الامن، واطلاق النار على مستوطنة "هار ادار" في 2015. كما يدعي الشباك ان الخمسة خططوا لتنفيذ عملية اخرى.

بالإضافة الى ذلك، اعلن الشاباك عن اعتقال ناشطين فلسطينيين من حركة حماس، في منطقة السامرة، ومنطقة الخليل في شباط الماضي، بشبهة التخطيط لتنفيذ عملية ضد اسرائيليين.

وحسب الشاباك فقد خططا لإطلاق النار على سيارات اسرائيلية، وقاما بعمليات رصد لهذا الغرض. ويشتبه احدهما بأنه اشترى سلاحا لتنفيذ العملية. وقد صودر السلاح بعد اعتقالهما. وقال الشاباك، ايضا، ان المعتقلين انتجا عبوات ناسفة واجريا عدة تجارب لفحصها.

مبعوث ترامب لعملية السلام يبدأ جولة اسرائيلية – فلسطينية لدراسة مواقف الجانبين

تكتب صحيفة "هآرتس" انه سيصل الى البلاد، اليوم، مبعوث الرئيس الامريكي لعملية السلام، جيسون غرينبلات. وقال مسؤولون كبار من اسرائيل والولايات المتحدة ان هدف الزيارة هو بدء دراسة مواقف الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بشكل اكبر، على خلفية الجمود السياسي في السنوات الأخيرة، وكذلك مناقشة التفاهمات مع اسرائيل بشأن البناء في المستوطنات.

وسيلتقي غرينبلات، ظهر اليوم، الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، ومن ثم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وسفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة رون دريمر، المسؤول من قبل نتنياهو عن صياغة التفاهمات مع الادارة الامريكية حول البناء في المستوطنات. وسيسافر غرينبلات، غدا الثلاثاء، الى رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين آخرين. وسيلتقي يوم الخميس في البلاد، برئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ.

وستصل مع غرينبلات الى اسرائيل، ياعيل لامبرات، التي تولت خلال فترة الرئيس اوباما، المسؤولية عن ملف اسرائيل في مجلس الامن القومي، والتي تواصل شغل هذا المنصب في ادارة ترامب.

ويصل غرينبلات الى المنطقة، بعد ايام قليلة من المحادثة الهاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تم خلالها دعوة عباس لزيارة البيت الأبيض.

الجيش يجدد مشروع طائرة غير مأهولة لكل قائد لواء

تكتب صحيفة "هآرتس" انه بعد خمس سنوات من التجميد، قرر الجيش الاسرائيلي تجديد برنامج تزويد قادة الألوية في الجيش بطائرات غير مأهولة . وسيبدأ الجيش خلال الفترة القريبة بتجربة استيعاب الطائرة غير المأهولة "Skylark-3"، من انتاج شركة "البيت" في وحدة "راكب السماء" في سلاح المدفعية. ومن المتوقع ان تبدأ الوحدة في الصيف القريب بتفعيل هذه الطائرات لتنفيذ مهام يحددها قادة الوية الجيش.

ويشار الى ان وحدة "راكب السماء" تقوم حاليا بتفعيل طراز قديم من هذه الطائرة "Skylark-1"، في خدمة قادة الكتائب. ويتميز النموذج الجديد من هذه الطائرات "Skylark-3"، في كونه أكبر وأثقل، ويستطيع البقاء في الجو لفترة اطول، تصل الى ست ساعات، والتحليق لمسافة 100 كلم تقريبا، وحمل كاميرات اكبر وافضل جودة. وتهبط هذه الطائرة بواسطة مظلة ووسادة هوائية من اجل الحفاظ على الكاميرات التي تحملها.

وقال ضابط في الوحدة ان تجديد منظومة الطائرات غير المأهولة سيسمح بتركيز نشاط الوحدة بما يتفق مع الاحتياجات العسكرية للقوات، خاصة اثناء الحرب. وسيوفر ذلك لقادة الألوية استقلالية نسبية في جمع المعلومات المتعلقة بنشاطهم، مثلا لتمشيط منطقة قبل هجوم مخطط.

يشار الى ان الجيش خطط لتمكين كل قائد لواء من تفعيل طائرة غير مأهولة قبل عشر سنوات تقريبا، لكن الخطة تأخرت، ومن ثم تم تجميدها. كما بدأ الجيش بتجربة تفعيل هذه الطائرات في عام 2012 في اطار لواء "شغيا" على حدود اسرائيل – مصر، الا انه تم وقف الأمر، ايضا بسبب معايير مالية.

منع رئيس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني من دخول اسرائيل

ذكرت صحيفة "هآرتس" ان سلطة السكان والهجرة، ووزارة الشؤون الاستراتيجية، منعتا امس الاحد، دخول رئيس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني (PSC)، يو لانينغ، الى اسرائيل. وجاء في بيان مشترك صدر عن السلطة والوزارة انه تم اتخاذ القرار بعد مشاورات مع وزارة الخارجية، بسبب النشاط المتواصل الذي يقوم به لانينغ لفرض المقاطعة على اسرائيل. ومن المتوقع ان يغادر لانينغ مطار بن غوريون، صباح اليوم، عائدا الى بريطانيا.

وادعى البيان الاسرائيلي ان الحركة التي يترأسها لانينغ هي اكبر تنظيم ينشط في بريطانيا لنزع الشرعية الاسرائيلية، واحد كبار تنظيمات المقاطعة في اوروبا. ويعمل هذا التنظيم بتعاون وثيق مع تنظيمات اخرى لنزع الشرعية، من اجل دفع المقاطعة ونشاطات اخرى ضد اسرائيل. كما شارك نشطاء من التنظيم في اسطول مرمرة، حسب ما جاء في البيان الاسرائيلي، الذي اضاف ان الحركة نشرت على موقعها الالكتروني الكثير من البيانات التي تدعو الى دعم مقاطعة اسرائيل.

كما ادعى البيان الاسرائيلي ان لانينغ اجرى اتصالات مع قادة حماس في غزة، وقام في 2012 بزيارة غزة والتقى مسؤولين من حماس، بينهم اسماعيل هنية ونشطاء اخرين.

وقال وزير الشؤون الاستراتيجية غلعاد اردان، ان وزارته تقود مع وزارة الداخلية سياسة منع دخول من يعملون ضد اسرائيل. وقال: "يجب على من يعمل ضد اسرائيل الفهم بأن الواقع تغير. لن تسمح أي دولة عاقلة بدخول نشطاء المقاطعة المركزيين الذين يريدون المس بها وعزلها".

وقال وزير الداخلية ارييه درعي ان "من يعمل ضد اسرائيل والمس بأمنها، يجب ان يفهم بأننا ندير سياسة متعنتة لن تتجاهل بعد النشطاء الذين يتآمرون على وجودها. القرار الذي تم اتخاذه هو تصريح قاطع ضد نشطاء المقاطعة".

غضب اسرائيلي بسبب إطلاق سراح الاردني احمد دقامسة!

تكتب "يسرائيل هيوم" ان اطلاق سراح احمد دقامسة، من السجن الأردني، اعاد فتح جراح عائلات البنات الاسرائيليات السبع اللواتي قتلهن قبل 20 عاما، في منطقة "نهرايم" قرب الحدود الاردنية. وقالت نوريت فتيحي، والدة سيفان، انها تشعر بالصدمة، واضافت: "كان يجب ان يجلس سبع مؤبدات في السجن، ولكن هذه هي العقوبة القصوى في الأردن. اتمنى ان يتعفن في البيت ان لم يكن في السجن. اكثر ما يؤلم هو انهم يطلقون سراحه في يوم ذكرى القتل. لقد ارتكب بحقنا ظلما كبيرا. ما الذي تساويه 20 سنة من السجن على قتل سبع بنات. عائلاتنا تدمرت".

واضافت: "لقد ابلغونا مؤخرا فقط انه سيتم إطلاق سراحه نهائيا رغم احتجاجنا. اشعر بأنهم يسخرون من المنا الدائم. كان يمكن ان نكون الان مع ابنة تنجب لنا الاحفاد. كنا عائلة سعيدة جدا، ومنذ الحادث اعيش على حبوب التهدئة. اؤمن بأن الله سيعاقبه".

وقالت ميري مئيري، والدة يعلا، لصحيفة "يسرائيل هيوم": "هذه قبضة في البطن. رغم اننا عرفنا بأنه سيتم اطلاق سراحه، الا ان هذا اليوم صعب. اتمنى له كل الشر في العالم. هذا لن يعيد الي يعلا، التي كان يجب ان تكون ابنة 33 عاما اليوم، وكان يمكن ان تكون أما. اعتقدت انه سيموت في السجن، لكنه حسب الصورة يبدو في حالة صحية افضل مني".

يشار الى ان احدى الصور التي بقيت راسخة في ذاكرة الاسرائيليين كانت صورة الملك حسين الذي وصل لتقديم التعازي وركع امام العائلات وقدم لها التعازي. وكان البرلمان الأردني قد اتخذ في السنوات الاخيرة عدة قرارات بالعفو عن الدقامسة، لكن الملك عبدالله رفض ذلك. ورغم محاولة السلطات الاردنية منع مشاهد الاحتفال بإطلاق سراح الدقامسة، بحيث تم إطلاق سراحه في ساعات الفجر وفرض الاغلاق على قريته، الا انه تم استقباله بالفرح والزغاريد، وكتب على اللافتات التي علقت على مداخل القرية "اهلا بالعائد البطل".

وخلال لقاء منحه لشبكة الجزيرة بعد اطلاق سراحه تحدث الدقامسة بلسان شديدة اللهجة في كل ما يتعلق بعلاقات المملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية مع اسرائيل، وقال: "ادعو الشعب الأردني واخوتي الفلسطينيين الى عدم تصديق اكذوبة التطبيع مع الكيان الصهيوني. لا تصدقوا اكذوبة حل الدولتين. فلسطين هي دولة واحدة من النهر الى البحر، كلها لنا من رأس الناقورة حتى ام رشرش".

واستقبل اطلاق سراح الدقامسة بالغضب من قبل بعض نواب الكنيست. ودعا اورن حزان (الليكود) الى مطالبة الاردن بإعادة اعتقال الدقامسة بتهمة التحريض. وقال ان "الدقامسة قاتل مع ايصالات، ولذلك فان دعوته لتكرار قتل اسرائيليين تجعل الأمر مقبولا، وبذلك فهو يشكل خطرا على النظام العام في الاردن، ايضا. اذا لم يتم اعتقاله فان دمه سيكون في رأسه. حقيقة استقباله كالملوك يثبت مدى هشاشة اتفاق السلام مع الأردن ومدى كونه ليس اكثر من خيال مغمس بالمصالح".

وقال النائب يوئيل حسون، ان "المخربين من كل الأطراف يجب ان يتعفنوا في السجن من دون عفو او صفقات". وقال نائب وزير الاسكان النائب جاكي ليفي انه "من المؤلم رؤية قاتل مقيت ارتكب عملية ذبح وحشية ضد فتيات اثناء قيامهن بنزهة في جزيرة السلام، وهو يعود الى بيته بعد هذا العمل الرهيب".

"يعلون لن يمنع تشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو"

تنقل "يسرائيل هيوم" عن مقربين من وزير الامن السابق موشيه يعلون، قولهم انهم يشعرون بالرضا ازاء نتائج الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية، في نهاية الاسبوع المنصرم، والذي اشار الى ان حزب يعلون الذي لم يتشكل بعد، قد يجتاز نسبة الحسم. ونفى المقربون منه امكانية ان ينضم يعلون الى الكتلة المانعة ضد بنيامين نتنياهو من اجل منع تشكيل حكومة يمين برئاسته، وقالوا في مكتبه، ان "يعلون لن يكون الشخص الذي سيمنع تشكيل حكومة يمين". وقالوا ان "محاولة ربط يعلون بالمعسكر اليساري المانع مع القائمة المشتركة هي مسألة مثيرة للسخرية. بوغي يعلون هو اليمين الرسمي، العقلاني، المسؤول والمستقيم".

وحسب استطلاع القناة الثانية من المحتمل ان يحصل يعلون على ستة مقاعد، فيما يحصل اليمين كله على 64 مقعدا، وبذلك يمكن ليعلون ان يكون عاملا حيويا في حكومة نتنياهو. ويشار الى ان استطلاع "صوت اسرائيل" تنبأ ليعلون بأربعة مقاعد، ولمعسكر اليمين كله بـ 67 مقعدا.

لجنة الكنيست تناقش غدا طلب فصل غطاس

تكتب "يسرائيل هيوم" ان لجنة الكنيست، ستجتمع يوم غد الثلاثاء، من اجل مناقشة طلب 71 نائبا فصل النائب باسل غطاس من الكنيست، في اعقاب اتهامه بنقل اجهزة هاتف خليوي لأسرى امنيين في سجن كتسيعوت. وتم في الآونة الاخيرة الاستماع الى اقوال غطاس من قبل المستشار القانوني للحكومة. وبدأت بين النيابة العامة وطاقم الدفاع عن غطاس، محادثات مكثفة بهدف التوصل الى اتفاق، يعترف غطاس بموجبه بالتهمة مقابل اكتفاء النيابة بطلب معاقبته بالسجن لثلاث سنوات.

ويسعى محامي غطاس، نديم شحادة، الى اجراء عدة تعديلات في الاتفاق، في مركزها مطالبة النيابة بعدم المطالبة بفرض عقوبة بالسجن على موكله.

وقال رئيس لجنة الكنيست، النائب يوآب كيش، ان "النقاش في اللجنة سيجري حسب المخطط، الا اذا عرض امام اللجنة اتفاق موقع من قبل الجانبين".

مقالات

اما ان تأتي المساعدة من الله او الترانسفير

يكتب عوزي بنزيمان، في "هآرتس" ان حاييم غوري سمع من يهوشواع كوهين، عضو حركة ليحي في ماضيه البعيد، ومن ثم الحارس الشخصي لبن غوريون، هذه الحكاية: اعضاء العصابة السرية اليهودية التي تم كشفها في سنوات الثمانينيات طلبوا الالتقاء به، فاستجاب الشاباك والشرطة للطلب. وخلال اللقاء سألهم كوهين عما اذا كانت خطتهم لتفجير مساجد الحرم القدسي، مجرد تفكير ميتافيزيقي فقط او خطة للتنفيذ. لكنهم صمتوا.

وبعد فترة من الوقت، قال احدهم انهم لو حصلوا على تصريح من حاخاماتهم، لكانوا قد توجهوا لتنفيذ الخطة. وحين سألهم كوهين عما اذا اخذوا في الاعتبار الأبعاد الخطيرة لتفجير المساجد – جهاد اسلامي عالمي ضد الشعب اليهودي – اجابوا: "كان يفترض ان يكون ذلك اختبار لله".

بفضل عمل الشاباك لم يتم تنفيذ الخطة، والله تهرب من الاختبار. لكن الله العلي لا يزال يُعتبر الحل النهائي بالنسبة للمفكرين القوميين التبشيريين اليهود، عندما يتعاملون مع قضية العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين. انهم يرتدعون عن التعبير عن مفاهيمهم بشكل مفصل، لكنها تطل من وراء المواقف التي يعرضونها والوصفات التي يرسمونها لتسوية الصراع على ارض اسرائيل، كما اتضح بشكل قوي خلال الاسابيع الأخيرة.

انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة حرر الزناد في المعسكر اليميني وجعله يطلق رغباته وافكاره الوهمية، التي احتفظ بها لنفسه حتى الان. فجأة، اصبح مطلب فرض القانون الاسرائيلي على الضفة الغربية او ضم غالبيتها او جزء منها، مسألة مشروعة. ومرة اخرى لم تعد مجرد طموح لأقلية متطرفة، وانما موقف جارف يؤيده غالبية اعضاء الائتلاف، ويغازله حزب المعارضة الرئيسي، ويؤيده رئيس الكنيست ووزراء في الليكود، بل يتماثل معه حتى رئيس الدولة. وتتراجع فكرة حل الدولتين ويحل مكانها المفهوم البديل – دولة واحدة للشعبين.

هذا الأمر لم يعد مجرد تفكير ميتافيزيقي وانما تحول الى خطة عمل فعلية. نفتالي بينت يدعو لضم مناطق C وترسيخ السيطرة الاسرائيلية على الضفة، بما في ذلك الاستثمار الضخم في تطوير البنى المدنية. اوري اريئيل يوصي بضم كل مناطق الضفة، ومنح مكانة الاقامة للفلسطينيين، واتاحة المجال، لمن يرغب منهم في المستقبل، بالحصول على المواطنة الاسرائيلية (بعد اجتيازهم لاختبار الولاء للدولة).

صحيح ان نتنياهو يدفع ضريبة شفوية لحل الدولتين، لكن لغة جسده تشير الى تنصله منه ("حل اقليمي"، "شبه دولة" وفي الأساس – مواصلة تذويب "عملية السلام"). وهكذا، ايضا، وزير الأمن افيغدور ليبرمان. في معسكر اليمين يسحبون من الجاهز مشروعا قضائيا لتشريع الدولة الواحدة: قرار الحكم الذي تبناه (في موقف اقلية) القاضي ادموند ليفي، في حينه، والذي برر السيادة الاسرائيلية على يهودا والسامرة.

تماما مثل اعضاء العصابة السرية قبل 35 عاما، هكذا هم قادة الجمهور اليميني في 2017، لا يجرون مع انفسهم حسابا كاملا حول معنى موقفهم. لقد خطط يهودا عتسيون ورفاقه بتفاصيل التفاصيل خطة تفجير مساجد الحرم القدسي، لأنهم آمنوا بأن العملية الدراماتيكية ستقود الى حرب يأجوج ومأجوج، التي سيأتي الخلاص بعدها (طبعا الى جانب رغبتهم بعرقلة اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري في حينه).

واليوم، يسعى رجال البيت اليهودي وامثالهم لضم يهودا والسامرة، من خلال ايمانهم بأنهم يحققون بذلك وصية توطين البلاد (طبعا الى جانب رغبتهم باستغلال ظروف دولية مواتية، التي يعتقدون انها ستزيل مرة والى الأبد غيمة الشعب الفلسطيني من سماء اسرائيل). وعلى غرار رجال العصابة السرية في 1980، يعي ساسة اليمين اليوم، ايضا، الدمار الذي يمكن لعملهم ان ينزله بإسرائيل، لكنهم يعتمدون في خبايا قلوبهم على العون الالهي.

نفتالي بينت ورفاقه يعرفون الخطر الكامن في تطبيق فكرة الدولة الواحدة وهو وضع حد للرؤية الصهيونية، كما تتجسد في دولة اسرائيل. كما انهم يفهمون بأنه لا يمكن التسوية بين طموحهم لتهويد الضفة الغربية وبين ضم كل مواطنيها الفلسطينيين الى دولة اسرائيل. وهم يعرفون، ايضا، التناقض الذي لا يمكن تسويته في حال الضم، بين "يهودية" و"ديموقراطية". كما يعرفون الطابع الكاذب للتصريحات التي تعد "بالمساواة الكاملة"، و"المواطنة الكاملة".

ما الذي يعتمدون عليه، اذن، عندما يعملون على تطبيق هذه الخطة؟ احتمالان: اما انهم يؤمنون بأن يد الله ستمتد من السماء وتحل الورطة، او انهم في خبايا قلوبهم يفكرون بحل آخر – الترانسفير.

"هذا كثير حتى علي" اجاب الله

يكتب اوري افنيري، في "هآرتس"، انه لو قال لي احد قبل 50 سنة بأن قادة اسرائيل والأردن ومصر التقوا من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط، لكنت سأعتقد بأنني احلم. ولو قالوا لي ان قادة الاردن ومصر عرضوا على اسرائيل السلام الكامل مقابل الانسحاب من المناطق المحتلة، مع تبادل للأراضي وعودة رمزية للاجئين، لكنت سأعتقد انه جاء المسيح. كنت سأبدأ بالإيمان بالله، او بكل من يجلس في أعالي السماء.

ولكن، ها قد علمنا قبل عدة اسابيع ان زعيما الاردن ومصر اجتمعا فعلا بشكل سري مع رئيس حكومة اسرائيل في العقبة، المدينة السياحية اللطيفة الواقعة في مكان تلتقي فيه الدول الثلاث. وطرح الزعيمان العربيان، اللذان يعملان في الواقع باسم العالم العربي كله، هذا الاقتراح. لكن بنيامين نتنياهو لم يقدم جوابا وعاد الى البيت. هكذا فعل ايضا المسيح.

في اليوم الخامس لحرب الأيام الستة، وبعد ان احتل الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية وقطاع غزة، نشرت رسالة مفتوحة الى رئيس الحكومة ليفي اشكول، في حينه، وطلبت منه ان يقترح على الشعب الفلسطيني فرصة لإقامة دولته في هذه المناطق، وان تكون القدس الشرقية عاصمة له. وفور انتهاء الحرب دعاني اشكول لمحادثة خاصة، واصغى بصبر لمبرراتي. وفي النهاية ارسل نظرة مسلية نحوي وقال: "اوري، أي نوع من التجار أنت؟ التاجر الجيد يطلب في البداية اكثر ما يمكن ويقترح اقل ما يمكن. وبعد ذلك تجري المساومة ويتم التوصل الى تسوية، لكنك تأتي وتعرض كل شيء مسبقا". فقلت له: "هذا صحيح اذا كنا نريد بيع سيارة مستعملة، لكننا نريد صنع تاريخ".

في تلك الفترة، لم يصدق احد بأن العالم سيسمح لإسرائيل بمواصلة السيطرة على المناطق التي احتلتها. يقولون عن الجنرالات انهم يخوضون دائما الحرب الأخيرة. هذا صحيح ايضا بالنسبة للسياسيين. في اليوم التالي لحرب الأيام الستة، تذكر قادة اسرائيل اليوم التالي لحرب سيناء، عندما اجبر الرئيس الأمريكي دويت ايزنهاور والرئيس السوفييتي نيقولاي بولغانين، دافيد بن غوريون على الانسحاب مكللا بالعار من المناطق التي احتللناها، حتى الميليمتر الأخير. لذلك كان يبدو ان الخيار الوحيد الذي يقف امامنا هو اعادة الضفة الغربية الى الملك حسين، كما اقترحت الغالبية، او تسليمها للشعب الفلسطيني، كما اقترحنا نحن، انا ورفاقي. لكن اقلية صغيرة فكرت مثلنا.

خلال محادثة اخرى مع وزير التجارة والصناعة في حينه، حاييم تصادوق، رجل القانون الحكيم، قال لي: "اذا اجبرونا على اعادة كل المناطق، فسنعيد كل المناطق. اذا اجبرونا على حيازة جزء من المناطق، سنعيد جزء من المناطق. اذا اجبرونا على اعادة لا شيء، فلن نعيد أي شيء". وما حدث كان لا يصدق: الأمر لم يهم بتاتا الرئيس ليندون جونسون، وبقيت الغنيمة كلها في ايدينا حتى اليوم. هذه كارثة.

هذا يذكرني بطرفة قديمة. بعد قيام الدولة ظهر الله لدافيد بن غوريون وقال له: "احسنت صنيعا مع شعبي، انا مستعد لتلبية امنية واحدة لك". فرد بن غوريون: "اطلب بأن تكون اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية وان تمتد على كل البلاد من البحر وحتى الاردن". فرد الله: "هذا كثير حتى علي أنا. لكنني سأمنحك امكانية اختيار واحدة من هذه الصفات". ومنذ ذلك الوقت يمكننا اختيار الدولة اليهودية والديموقراطية التي لا تمتد على كل البلاد، او دولة ديموقراطية تمتد على كل البلاد لكن لا تكون دولة يهودية، او دولة يهودية تمتد على كل البلاد، لكن لن تكون ديموقراطية.

دولة يهودية في كل البلاد تعني دولة أبرتهايد، وعندها ستكون لدى انصار الضم عدة أحابيل. الاولى هي ضم الضفة الغربية من دون قطاع غزة، وفي هذه الحالة تكون لدينا دولة تبلغ نسبة العرب فيها 40% فقط، ولكن في دولة كهذه، كما هو الأمر في الدولة الحالية، ستسود الانتفاضة الدائمة، خاصة وانه لا يمكن الفصل بين غزة وفلسطين. لقد كانت غزة جزء من البلاد منذ العهود القديمة، ولذلك لن يكون هناك أي مفر من ضمها. والنتيجة ستكون دولة ذات غالبية عربية صغيرة، محرومة من الحقوق، وستزداد هذه الغالبية الصغيرة بسرعة الى ان تضطر اسرائيل في يوم ما الى منح حق التصويت لسكانها العرب.

المثاليون الذين يؤيدون الطوباوية سيرحبون بهذا الحل بفرح. كم هو رائع! حل الدولة الواحدة! ديموقراطية، مساواة، نهاية القومية. عندما كنت شابا، حلمت انا ايضا بمستقبل كهذا، لكن الحياة داوتني. كل من يعيش في هذه البلاد يعرف انه لا توجد امكانية كهذه. الشعبان سيواصلان محاربة احدهما الاخر خلال القرن القادم على الاقل، وربما خلال قرنين. خاصة وانني لم اشاهد حتى الان خطة جدية بشأن مبنى وتفعيل دولة كهذه، الا واحدة: في 1940 نشر زئيف جابوتنسكي خطة مفصلة، كان ينوي تقديمها لمؤتمر السلام الذي سينعقد بعد الحرب (والذي لم ينعقد ابدا). لقد اقترح مثلا انه اذا كان رئيس الدولة يهودي فسيكون رئيس الحكومة عربي. بعد شهرين توفي جابوتنسكي وماتت معه خطته.

اذن، ان الحل الوحيد هو حل الدولتين للشعبين. انهم يقذفون ضد هذه الخطة ويدعون مرة تلو اخرى انها ماتت، لكنه من دونها سيضيع الشعبان. في هذه الأثناء ترفض اسرائيل مواجهة الواقع. نحن نعيش من يوم الى آخر ونتجاهل المشاكل، على أمل ان تختفي من تلقاء ذاتها. او حتى يأتي المسيح.

هل شمر ترامب عن ساعديه؟

يكتب البروفيسور ابراهام بن تسفي، في "يسرائيل هيوم" انه يبدو من النظرة الاولى ان امرا كبيرا حدث يوم الجمعة الأخير. فخلال المحادثة الهاتفية التي اجراها الرئيس ترامب مع رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، قال الرئيس انه حان وقت تسوية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وانه يمكن تحقيق هذا الهدف. الاستعداد العلني لوضع الصراع في مقدمة جدول اعمال البيت الأبيض، بعد أقل من شهرين على تسلمه للرئاسة، يثير التساؤل عما اذا كنا سنرجع في نفق الزمن الى الادارات السابقة التي منحت اولوية لهدف التسوية في المجال الفلسطيني، والتي سعت الى تحقيقه بلا كلل. ولكن اجراء فحص اساسي اكبر لـ"رمز التفعيل" لدى الرئيس الحالي، مقارنة بمعتقدات الرئيسين كارتر واوباما، يدل على براءة ترامب من أي التزام ايديولوجي للاتفاق وان توجهه الأساسي للموضوع يرتبط بتشكيلة من المعايير البراغماتية والتجارية، لا ترتبط كلها مباشرة بالخطوط العريضة العينية لهذا الصراع.

على هذه الخلفية، يطرح السؤال حول ما يدفع الرئيس ترامب الى التشمير عن ساعديه والدخول في العملية، سواء بشكل مباشر او من خلال ارسال مستشاره للمفاوضات، جيسون غرينبلات الى الحلبة. الجواب على ذلك هو مزيج من امرين، يمكن من خلالهما منح المنظور الصحيح للأمور، من دون لمسة درامية والشعور بإلحاح لا يحتمل التأخير. الأول يشتق، بشكل مصقول، من مفاهيم الرئيس. في جوهر هذا المفهوم يقف الافتراض بأن المنظومة الدولية هي انعكاس دقيق للحلبة الداخلية من ناحية شروط اللعب الأساسية المتبعة فيها. ومن هذه الناحية يرى ترامب في الآليات والأجهزة الناجعة جدا لتحقيق الصفقات على المستوى الاقتصادي داخل القارة الامريكية، مثالا يصلح للسلوك على الحلبة الخارجية للولايات المتحدة.

ترامب هو ممثل واضح للطراز القومي الامريكي، القائم على الايمان التقليدي بوجود حل لكل مشكلة، ومنه ينمو تطور التكتيك والأدوات التي يمكن استخدامها للتوصل الى صفقة عادلة. ولكن مجموعة الافتراضات والتوقعات هذه، التي ترجع الى طابع البراغماتية والمساومة التي تميز الثقافة الاقتصادية الامريكية، ليس بالضرورة ان تكون صحيحة حين يجري تطبيقها في مسالة الصراعات المشبعة بالتوتر والخلافات الايديولوجية والدينية والعرقية والقومية. فصراعات من هذا النوع، بما في ذلك الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، التي تشمل في اطارها مسائل جوهرية من الاعتراف والهوية، ليست قابلة، بالضرورة، لحل عملي يقوم على اسس الصفقات، حتى الاقليمية، بروح الميراث الامريكي. ويستدل على ذلك، من جملة امور اخرى، من الرفض الفلسطيني الجارف لمقترحات الاتفاق بعيدة المدى التي عرضتها اسرائيل خلال وفي اعقاب مؤتمر كامب ديفيد، الذي انعقد في صيف 2000.

محاولة البيت الأبيض الحالية للتعامل، ظاهرا، بشكل متساوي بين المجال التجاري المحلي والبيئة الخارجية والمعقدة، التي لا يجري فيها دائما التركيز على تحقيق الربح المادي المقاس، يمكن ان تقود الى باب موصد. وهذا على الرغم من النوايا الجيدة للوسيط، لأن المنطق التجاري البارد، الذي يقوم في اساسه على هذه المحاولة، لا يعكس الملخص الايديولوجي المشحون لهذا الصراع. ويستدل على ذلك، ايضا، من رفض رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، التفكير بشكل جدي بمخطط الاتفاق الذي عرضته اسرائيل قبل عقد زمني، في اواخر فترة ايهود اولمرت كرئيس للحكومة، والذي شمل الاستعداد لتقديم تنازلات اقليمية كبيرة من جانب القدس.

الأمر الثاني، الذي يوضح جذور الخطوة الأمريكية، يعكس تفكير المستشار المقرب من الرئيس، ستيف بانون. فبانون الذي يعتبر داعما كبيرا لاستراتيجية "امريكا اولا"، يرى في الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني شرطا مسبقا وهاما على مسار التقدم نحو تحقيق هذا الهدف. لأن تحييد الفتيل على هذه الجبهة سيقلص المخاطر الكامنة في اندلاع مواجهات محلية وتصعيد اقليمي. هكذا ستنجح امريكا بقيادة ترامب، بالتركيز على التحديات الرئيسية التي تهدد امنها القومي، حسب طريقة بانون (بما في ذلك صد ايران واجتثاث داعش)، وذلك من دون ان يؤثر ظل المشكلة الفلسطينية على خطواته. لم يتبق الا انتظار رؤية ما اذا كان هذان الامران، اللذان يشكلان خطة هيكلية وليس بالذات خطة عملية، سيحفزان على تحقيق الانفراج.

العرب للجيش الاسرائيلي

يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت أحرونوت": لن اكشف هنا سرا من اسرار الدولة اذا قلت ان ميكي مخلوف زوهر، عضو كتلة الليكود في الكنيست، هو ليس قلم الرصاص الحاد في المقلمة، او كما يقال اليوم ليس المنديل الاكثر رطبا في العلبة. الحل الذي اقترحه للصراع، ضم الضفة من دون اعطاء سكانها حق الانتخاب والترشيح، تم طرحه في السابق في دول مختلفة، ولم ينجح. التجربة الفاشلة الاخيرة كانت في جنوب افريقيا. واطلق عليها اسم أبرتهايد. حسنا قال المستشرق. لدي حل بديل: اذا تجندوا للجيش الاسرائيلي او للخدمة القومية، يمكنهم التصويت. ولكن اعتمدوا علي، انهم سيفضلون التخلي عن حق التصويت على تقديم خدمة للدولة.

لقد اغرقت تصريحات زوهر الشبكة الاجتماعية بفيض من التعقيبات، من الثناء المتحمس وحتى الشتائم والاساءات. وعلى مدار يوم او يومين كان يبدو ان زوهر يهزم زميله اورن حزان في الصراع على اصابع رواد الشبكة. لكن ما اقلقني هو شك آخر، لا يقل ازعاجا: هل يوجد تحت كوم الهراء الذي طرحه نواة حقيقة. اعتقد انه يوجد.

ولنبدأ بتحديد زوهر بأن حل الدولتين مات. لبالغ الأسف، هذا التحديد صحيح. من المؤكد انه صحيح في مصطلحات التكلفة والفائدة: الثمن السياسي الذي سيجبيه التوقيع على اتفاق من قادة السلطة في الجانبين، اعلى بشكل لا يقاس من المقابل الذي سيجنونه. لا يوجد بين نهر الأردن والبحر زعيم سيكون مستعدا لدفع هذا الثمن.

النقاش الحقيقي في الجهاز السياسي في اسرائيل يدور بين من يقول كفى للتعتيم، آن أوان الضم، وبين من يتمسك بكل روحه بالوضع القائم. بينت مقابل نتنياهو. هذا نقاش تكتيكي، ليس ايديولوجيا. لا احد منهما يريد اعادة احتلال نابلس ورام الله. بينت يريد مأسسة السيطرة الاسرائيلية بواسطة القانون على غالبية الضفة؛ ونتنياهو يفضل عمل ذلك بالغمز. في هذه النقطة قصد المستشرق رأي الكبار. عندما تضم اسرائيل الضفة، يقول، ستقترح على الجمهور المضموم صفقة: حق التصويت للكنيست مقابل الخدمة العسكرية او القومية.

لكي نحلل هذه المسالة يجب علينا الرجوع الى الوراء، الى اسرائيل في سنواتها الأولى. في تلك الفترة اتخذ بن غوريون سلسلة من القرارات التاريخية، التي نتمتع بثمارها حتى اليوم، لكنه كانت لديه قرارات تبين على المدى الطويل بأنها تعيسة. احداها كان التجنيد الجزئي: لقد اعفى من الخدمة البنات المتدينات، الشبان المتدينين المتزمتين والعرب (لقد أمر بتجنيد الشبان المتدينين والشبان الدروز والشبان البدو). هذا التقسيم رفع الأسوار بين القطاعات المختلفة، وابقى اجزاء كبيرة من المجتمع الاسرائيلي خارج الخيمة المشتركة.

هذا الوضع لا يمكن ان يستمر الى الأبد. لقد كانت اوائل المتمردات هن الفتيات في القطاع الصهيوني المتدين. انهن تتجندن للجيش، حتى للوحدات القتالية، بأعداد متزايدة. بعدهن جاء الشبان المتدينين المتزمتين الذين سئموا الفقر المعنوي والمادي الذي فرضه عليهم الحاخامات. ومن ثم جاء العرب المسيحيين، اقلية داخل اقلية، وهنا وهناك تجند مسلمون ايضا.

هؤلاء الشبان والشابات يصارعون ببطولة ضد تحالف ضخم، يمتد من الأجنحة المتدينة المتطرفة جدا، مرورا بيهدوت هتوراة، شاس وحاخامات البيت اليهودي، وصولا الى القائمة العربية المشتركة. الصراع ضد التجنيد علني، فظ وعنيف. في كل دولة طبيعية كانت الحكومة ستوفر الدعم لمن يطلبون التجنيد. لكن ليس لدينا.

قبل قيام النائب زوهر ورفاقه بضم جمهور الضفة، من المناسب ان يسألوا أنفسهم ما الذي فعلوه من اجل مواطني اسرائيل في الناصرة، سخنين وام الفحم. طالما كان الأمر يتعلق بهم، فان هذه الأماكن يجب ان تتحول الى ارض محتلة، تخضع للحكم العسكري. هناك سلسلة من القوانين المتشددة التي فكروا بها لطرد ممثلي الوسط العربي من الكنيست، او – لبالغ الأسف – الابقاء عليهم فيها على اساس كسالى. سيكون على العرب اداء يمين الولاء لدولة اسرائيل اليهودية كل يوم، وسيعفى اليهود من اداء يمين الولاء لدولة اسرائيل الديموقراطية. "هناك سيرتوي من الوفرة والسعادة ابن العربي وابن المسيحي وابني"، وعد زئيف جابوتنسكي في نشيد بيتار. لكن هذا ليس في مدرستهم.

اخر الأخبار