ابرز ما تناولته الصحف العبرية16/02/2017

تابعنا على:   11:25 2017-02-16

عباس يؤكد تمسكه بحل الدولتين ونتنياهو يتهرب من تأكيد التزامه به

في الوقت الذي سارع فيه العديد من وزراء ونواب اليمين الاسرائيلي الى اظهار ابتهاجهم بالتصريحات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البيت الابيض، واعتبار قوله بأنه سيؤيد أي حل يختاره الجانبان، بمثابة دفن لرؤية الدولتين، اعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها بهذا الحل، فيما تهرب نتنياهو من تأكيد التزامه به، وواصل تكرار هجماته على رئيس السلطة زاعما انه يرفض الاعتراف بإسرائيل.

وتكتب صحيفة "هآرتس" في هذا الصدد انه خلال اللقاء الذي عقده نتنياهو مع الصحفيين اثر انتهاء اجتماعه بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، امس، تم سؤاله عدة مرات عما اذا تراجع عن خطاب بار ايلان ودعمه لفكرة الدولتين، الا انه تهرب من تقديم جواب واضح. كما تهرب نتنياهو من اعلان رأيه بشأن تصريح الرئيس ترامب بأنه على استعداد لتقبل حل الدولة الواحدة. وقال "ان تعريفنا وتعريف ابو مازن للدولة الفلسطينية ليس متشابها. الدولة التي يتحدث عنها ليست مقبولة علينا. لم اغير موقفي، الجوهر لم يتغير، قلت واكرر – انا لا اريد ضم 2 مليون فلسطيني الى اسرائيل ولست معنيا بأن يكونوا رعايا لنا، لكنه يجب الاهتمام بأن لا نكون خاضعين لتهديد دولة ارهاب فلسطينية في قلب البلاد".

في المقابل وخلافا لسلوكياته الاخيرة بشأن ارخاء الرسن للبناء في المستوطنات، اعلن نتنياهو انه سيكون مستعدا لمناقشة كبح البناء في مستوطنات الضفة الغربية مع الادارة الامريكية، كما طلب الرئيس ترامب. لكنه اوضح رفضه العودة لفرض قيود على البناء في القدس الشرقية، كما فعل خلال فترة الرئيس السابق براك اوباما.

وقال نتنياهو ان ترامب اعرب عن استعداده لتطوير العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، بشكل دراماتيكي، وانه تم تشكيل عدة طواقم مهنية من اجل ذلك. وأضاف ان "ترامب على استعداد لتطوير العلاقات في كل مجال، ولذلك فانه اذا جاء طلب من قبل الرئيس بفحص موضوع البناء في المستوطنات، فأنا اعتقد ان مصالحنا القومية تحتم التوصل الى تفاهمات. من المناسب بذل الجهود. لقد اتفقنا على مناقشة هذا الموضوع من خلال محاولة التوصل الى تفاهمات تتفق مع الطموح لتحقيق السلام والأمن".

واكد نتنياهو للصحفيين انه خلال اللقاء مع ترامب لم يتم التوصل الى تفاهمات بشأن البناء في المستوطنات، وان النقاش حول هذا الموضوع سيتواصل. واوضح ان قرار بناء 6000 وحدة في المستوطنات والقدس الشرقية لن يتغير، ولن يتم اعادة فرض قيود على البناء في القدس.

وبخصوص موضوع نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، تهرب ترامب من تقديم جواب واضح خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو، قبل اللقاء، وقال انه سيسره رؤية ذلك يتحقق، لكنه امتنع عن تحديد متى سيتم ذلك. اما نتنياهو فقال: "في موضوع السفارة قلت انني ادعم نقلها الى القدس. انه يفحص الموضوع بشكل جوهري لكنه استمع الى موقفنا القاطع. انه يطلب مهلة لفحص الموضوع".

نريد التوصل الى صفقة

وكان ترامب قد دعا خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نتنياهو، قبل اللقاء، الى كبح البناء في المستوطنات، قائلا: "كنت اريد رؤية اسرائيل تكبح ذلك قليلا في هذه الأثناء". واعلن اصراره على التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل والدول العربية، وقال: "نحن نريد التوصل الى صفقة. كل رئيس اراد عمل ذلك لكنه بدأ في وقت متأخر جدا. اعتقد اننا سنعقد صفقة تكون اكبر مما يفهم الناس هنا". وقال ترامب انه سيكون مستعدا لتقبل حل الدولتين او حل الدولة الواحدة طالما وافق الطرفان على ذلك. وقال: "انا افحص موضع الدولتين وموضوع الدولة الواحدة. يمكنني التعايش مع الحلين. ذات مرة كان يبدو ان حل الدولتين هو الحل الأسهل، ولكن اذا كان الأمر يسر بيبي والفلسطينيين فسيسرني ما يفضلانه".

ولم يدخل نتنياهو في مواجهة مع ترامب حول موضوع البناء في المستوطنات، وقال انه يريد التوصل الى تفاهمات تمنع التوتر بين اسرائيل والولايات المتحدة لاحقا. واضاف: "المستوطنات ليس اساس الصراع، يجب حل هذا الموضوع في اطار المفاوضات حول اتفاق سلام. نحن سنتحدث عن ذلك في سبيل التوصل الى تفاهمات ولكي لا نواصل التصادم طوال الوقت في هذه المسألة".

وقال ترامب ان الولايات المتحدة ستشجع الطرفان على التوصل الى سلام، ولكن على اسرائيل والفلسطينيين انفسهم التفاوض حول اتفاق كهذا. وقال ان على الاسرائيليين والفلسطينيين تقديم تنازلات، وتوجه الى نتنياهو قائلا: "انت تفهم ذلك، اليس كذلك؟".

واضاف ترامب: "يجب على الاسرائيليين اظهار الليونة، ويبدو لي انهم سيفعلون ذلك. انهم يريدون التوصل الى صفقة. ويجب على الفلسطينيين التخلي عن الكراهية التي يعلمونها منذ الصغر. يجب التحدث عن ليونة هناك، لكن هذا يبدأ من جيل مبكر. عليهم الاعتراف بإسرائيل. يتحتم عليهم عمل ذلك. لا يمكن التوصل الى اتفاق اذا لم يكونوا مستعدين للاعتراف بدولة رائعة وهامة، وانا اعتقد انهم سيرغبون بعمل ذلك. انا اؤمن انه سينضم لاعبون آخرون، ومن شأن ذلك ان يخفف على الطرفان".

من جهته امتنع نتنياهو عن اعلان دعمه بشكل واضح لإقامة دولة فلسطينية، لكنه قال انه "بدلا من التركيز على العناوين انا اريد التركيز على الجوهر. يوجد شرطان للسلام ولم يتغيرا – يجب على الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية ويجب على اسرائيل الحفاظ على قدراتها الأمنية في كل الضفة الغربية والا سنحصل على دولة اسلام متطرف. الفلسطينيون يواصلون الدعوة الى هدم الدولة اليهودية، لا بل ينكرون ارتباطنا التاريخي ببلادنا. الصينيون يسمون هكذا لأنهم جاؤوا من الصين، واليهود يسمون هكذا لأنهم جاؤوا من يهودا".

واستمرار لتصريح ترامب حول اشراك دول عربية اخرى في العملية السلمية، قال نتنياهو انه يجب فحص طرق جديدة وافكار جديدة لسبل التقدم نحو السلام. واكد انه يمكن للسلام ان يتحقق بواسطة مبادرة اقليمية مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل. وفي هذه اللحظة استدار ترامب نحوه وقال باسما: "انت لست متفائلا بشأن ذلك".

وهاجم نتنياهو تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: "ما الذي يقصده ابو مازن عندما يقول دولتان. دولة لا تحترم الدولة اليهودية؟ نحن نتحدث عن دولة مثل كوستاريكا ام مثل ايران؟ اذا قمنا بالتخيل فقط فسنحصل على دولة ارهاب، دكتاتورية اسلامية ستدمر كل مستقبل سلمي".

وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي ان الولايات المتحدة ستعارض كل مبادرة من جانب واحد ضد اسرائيل في الامم المتحدة، كما ستعمل ضد مقاطعة اسرائيل. واوضح انه سيبذل جهودا اكبر من الادارة السابقة من اجل منع ايران من التسلح النووي، مضيفا ان "التزامنا بأمن اسرائيل اكبر من أي وقت سابق".

يشار الى ان نتنياهو اجتماع الليلة قبل الماضية بوزير الخارجية ريكس تيلرسون. وقال ديوان نتنياهو ان اللقاء تناول العديد من القضايا الاقليمية، بما في ذلك الموضوع الايراني. كما جاء في البيان ان نتنياهو دعا تيلرسون لزيارة اسرائيل من اجل ترسيخ علاقات مباشرة بين وزير الخارجية وطاقمه، وديوان رئيس الحكومة.

نتنياهو يطالب ترامب الاعتراف بضم الجولان

وقال نتنياهو للصحفيين في اعقاب اجتماعه بالرئيس ترامب، انه طلب من الاخير اعترافا امريكيا بضم هضبة الجولان الى اسرائيل. واضاف: "يمكنني القول ان طلبي لم يثر الدهشة".

ويشار الى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لم يعترفوا بضم هضبة الجولان الى اسرائيل في 1981، وتعاملت الادارة الامريكية مع الهضبة كأرض سورية محتلة، وحاولت على مدار سنوات دفع مفاوضات بين اسرائيل وسورية من اجل التوصل الى سلام يشمل الانسحاب الاسرائيلي من الهضبة.

وقال نتنياهو، أيضا، انه والرئيس الأمريكي ينظران بالعين ذاتها الى التهديد الايراني، وناقشا النشاط الايراني في سورية. وقال: "لقد اعرب امامي عن التزامه بمنع ايران من امتلاك السلاح النووي وهو يعرف جيدا العدوان الايراني في المنطقة، في مجالات اخرى. لقد اتفقنا على التعاون من اجل صد هذا العدوان".

عباس: "ملتزمون بحل الدولتين، والدولة الواحدة = ابرتهايد"

في الجانب الفلسطيني، تكتب "هآرتس" تطرق ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تصريحات نتنياهو وترامب واعلن ان "السلطة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين". واضاف ان "السلطة الفلسطينية تدعو رئيس الحكومة للاستجابة الى مطالب ترامب والمجتمع الدولي وتجميد البناء في المستوطنات والقدس الشرقية".

وهاجم البيان "استبدال حل الدولتين بمبدأ الدولة الواحدة ذات النظامين، الأمر الذي سيقود الى الأبرتهايد". واضاف: "السلطة ملتزمة بحل الدولتين حسب مبادئ المجتمع الدولي وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67. والقيادة الفلسطينية مستعدة للعمل بشكل ايجابي مع ادارة الرئيس ترامب".

الى ذلك قال امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال مؤتمر صحفي عقده امس، ان رؤية نتنياهو بشأن الدولة الواحدة ستقود الى الأبرتهايد، لكن البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة واحدة تحقق المساواة في الحقوق لليهود والمسلمين والمسيحيين.

وكان عريقات يعقب على ما قاله مسؤول رفيع في الادارة الامريكية للصحفيين الليلة قبل الماضية، قبل لقاء ترامب، وهو ان الاخير يضع مسألة تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في مكانة متقدمة في جدول اعماله، لكنه لا يلتزم بأن يقوم ذلك على حل الدولتين.

وقال عريقات ان "اسرائيل، تحاول من خلال سياسة الاستيطان في الضفة، دفن حل الدولتين وعلى المجتمع الدولي التدخل فورا". واضاف ان "التخلي عن حل الدولتين ستكون له ابعاد حابلة بالمخاطر على المنطقة كلها." كما اشار عريقات الى انه لن تقوم دولة فلسطينية من دون قطاع غزة، ولن تقوم دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء، فهي ارض مصرية خالصة.

واضاف بأن القيادة الفلسطينية لا تزال تتبنى حل الدولتين، وان الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة في اطار هذا الحل. وحسب قوله فان "الادارات الأمريكية كلها تبنت منذ عام 1967 حل الدولتين، وعلى الادارة الأمريكية العمل من اجل تطبيق هذا الحل."

كما عقبت وزارة الخارجية الفلسطينية على تصريحات المسؤول الامريكي، وقالت انه اذا صح ما قاله فان هذا يعني حدوث "تغيير خطير" في الموقف الأمريكي من الصراع. واعربوا في الوزارة عن املهم بأن يكون المقصود مجرد تسريب غير موثوق وان يوضح البيت الابيض بشكل رسمي موقفا داعما لحل الدولتين على اساس حدود 1967.

وقالت وزارة الخارجية: "نحن نفهم جيدا انه توجد في اسرائيل قوى، خاصة في الائتلاف اليميني الفاشي، تريد تصفية كل فرصة لحل الدولتين، وان تلك القوى تحاول التأثير على القرارات في البيت الأبيض". واضافت: "امام الاشتباه بحدوث تدهور خطير في السياسة الامريكية في هذا الشأن، سيعمل الفلسطينيون على تشكيل جبهة دولية واسعة من اجل الحفاظ على حل الدولتين". وحسب اقوالهم فان نقطة البداية يجب ان تكون الاتحاد الاوروبي رغم انه توجد في الاتحاد الاوروبي عدة دول ستعتبر الموقف الأمريكي خطوة ايجابية.

اليمين يسارع الى "دفن" حل الدولتين

في اوساط اليمين الاسرائيلي ساد الفرح ازاء تصريحات ترامب، وسارع قادته، بشكل خاص في البيت اليهودي والليكود، الى الاعلان، عن دفن رؤية الدولتين، وذلك في اعقاب المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو.

وقال وزير التعليم نفتالي بينت (البيت اليهودي)، الذي ضغط على نتنياهو لكي يتنصل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، انه "تم اليوم انزال علم فلسطين عن السارية واستبداله بعلم اسرائيل. الفلسطينيون يملكون دولتين: في غزة والاردن. لا حاجة لدولة ثالثة. انا احيي رئيس الحكومة الذي اتخذ هذا القرار الصحيح، واظهر القيادة والجرأة وحصن امن اسرائيل وسيادتها". من جهتها اكدت زميلته في الحزب وزيرة القضاء اييلت شكيد الالتزام العلني بعيد المدى لترامب بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي في المستقبل.

اما حسب تصريحات وزير الامن الداخلي غلعاد اردان (ليكود) فان "تصريحات الرئيس ترامب تثبت اننا في عهد جديد. المواقف التي عبر عنها الرئيس تدل على الفهم بأن حل الدولتين هو ليس الحل الوحيد لتحقيق السلام، وانه حان الوقت لقلب المعادلة وتفعيل الضغط على الجانب الفلسطيني".

وترجمت وزيرة الثقافة ميري ريغف (ليكود) تصريح ترامب الى رسالة عملية، وقالت: "انتهى عهد التجميد. انتهى التجميد في يهودا والسامرة. انتهى تجميد العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. اليوم بدأ في واشنطن عهد جديد".

وقال زميلها الوزير اوفير اوكونيس انه "تم اخيرا الانتهاء من الفكرة الخاطئة والخطيرة: اقامة دولة ارهاب فلسطينية في قلب ارض اسرائيل. الرئيس ترامب ايضا يفهم ان صيغة "حل الدولتين" لن تحقق السلام في الشرق الاوسط، وانه يجب العثور على حلول اخرى من اجل تحقيق السلام".

في المقابل قال رئيس المعارضة، ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ انه "كان من المخجل رؤية نتنياهو يتلوى ويتلوى فقط من اجل التهرب من فكرة الانفصال عن الفلسطينيين بصورة حل الدولتين. على كل اسرائيلي هذا المساء ابداء القلق ازاء حقيقة المفهوم بأن امكانية قيام دولة واحدة بين البحر والاردن، تعني عدم وجود دولة يهودية. هذه كارثة خطيرة جدا، وسنحاربها بكل الطرق الممكنة".

وادعت النائب شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) انه لم يطرأ أي تغيير ملموس على السياسة الامريكية ازاء اسرائيل. وحسب رأيها فان "ما سمعه نتنياهو من ترامب لا يختلف بتاتا عن تصريحات سابقه: لقد طالب اسرائيل بوقف الاستيطان وصرح بأنه سيقوم بعمل صعب من اجل صفقة جيدة سيضطر الطرفان الى تقديم تنازلات في اطارها، وطلب من اسرائيل اظهار الليونة والتسوية والتنازلات". واضافت: "ادعو نتنياهو الى استغلال منظومة العلاقات الممتازة مع الرئيس ترامب والفهم بأنه الان بالذات انتهت كل الذرائع وعلى اسرائيل عرض خطة سياسية واضحة وشجاعة. هذه فرصة لرئيس الحكومة لكي يتوقف عن التصرف كمسؤول حزبي وبدء العمل كسياسي".

عباس يجتمع برئيس سي. أي. ايه

علمت "هآرتس" من مصدر امني فلسطيني، ان رئيس الـ "سي. أي. ايه"، مايك بومبيو، التقى ظهر الثلاثاء في رام الله، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحضور رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فراج وعدد من كبار المسؤولين، بينهم صائب عريقات. وخلال اللقاء الذي لم يكشف مضمونه، طرحت عدة قضايا سياسية وامنية تتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، وكذلك مسائل اقليمية، كالتطورات في سورية.

وحسب المصدر فقد تم تنسيق اللقاء مع رئيس الـ"سي. أي. ايه"، في الأسبوع الماضي، خلال لقاء عقده رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني مع مسؤولين في المخابرات الامريكية. وقال ان رئيس الـ"سي. أي. ايه" نقل رسائل مطمئنة في موضوع حل الدولتين، لا تتفق مع الرسائل التي تم نقلها من البيت الابيض.

التوجه الايراني ازاء اسرائيل لم يتغير

تكتب "يسرائيل هيوم" انه عندما تم توقيع الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى، في تموز 2015، قيل ان المقصود خطوة اولى نحو اعادة دمج ايران في حضن الشعوب. لكنه بعد مرور سنة ونصف، يبدو ان التوجه ازاء اسرائيل لم يتغير منذ ذلك الوقت، سواء في صفوف النظام او الشعب الايراني، حسب ما يستدل من تقرير جديد اعده مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة الذي يترأسه د. دوري غولد، المدير العام السابق لوزارة الخارجية.

وحسب التقرير فان برنامج الصواريخ طويلة المدى هو دعامة مركزية في استمرار التطرف ضد اسرائيل، كما يمكن الاستدلال على ذلك من شعار "يجب شطب اسرائيل من الخارطة/العالم" المكتوب على صواريخ الجمهورية الاسلامية. كما ان الزعيم الروحي الايراني علي خامنئي هو الذي يمهد الأرض لبقية الجهات الايرانية، سواء الجيش او الشعب.

فعلى سبيل المثال، اعتمد مسؤول عسكري في 26 تشرين اول 2015، على تغاريد كتبها خامنئي تقول بأن اسرائيل ستختفي خلال 25 سنة، وذلك من اجل الشرح بأن برنامج الصواريخ يهدف الى تحقيق هذه الرؤية. وقد قال المسؤول العسكري في حينه: "يعنينا رؤية كيف ستنجح اسرائيل بتحقيق اقوال خامنئي بشكل عملي بأسرع ما يمكن". كما يشير كبار المسؤولين الآخرين في الجهاز الامني الايراني، بشكل متواصل، الى رغبتهم بتحقيق رؤية خامنئي، من خلال الاستخدام الدقيق لمصطلحاته.

اضف الى ذلك ان تصريحات خامنئي تحظى بتأييد واسع على الشبكات الاجتماعية وتقود الى انتاج رسوم توضيحية لتصريحاته، كتلك التي تصور "مطر صواريخ" يسقط على اسرائيل. وجاء في التقرير، ان "هذه الايديولوجية الاسلامية المتطرفة، التي تتكرر في المواعظ التي تدعو الى تدمير اسرائيل، الى جانب الثرثرة حول برنامج الصواريخ طويلة المدى، يجعل ايران اشد خطورة بشكل خاص. هذه الثقة الذاتية الزائدة تقود الى مواصلة تصدير الارهاب الى التنظيمات الفلسطينية وحزب الله وغيرها".

فتى من اللد يحاول اختطاف سلاح مجندة

تكتب "يسرائيل هيوم" ان فتى عربي (13 عاما) من اللد، حاول امس، اختطاف سلاح جندية اسرائيلية بالقرب من محطة القطار. وبعد قيام الجندية بصده هرب الى حي "حاباد" المجاور، فيما لاحقه المارة حتى القوا القبض عليه ومن ثم تسليمه للشرطة. وقالت شرطة المنطقة الداخلية انه تم تحويل الفتى للتحقيق معه.

في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي، امس، انه اعتقال خلال نشاط واسع في الضفة، 20 فلسطينيا ووضع اليد على عدة قطع سلاح و12 سيارة غير قانونية.

وزير الصحة يهدد بوقف علاج الجرحى السوريين

تكتب "يديعوت احرونوت" انهقبل شهر ونصف فاخر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالعلاج الذي تقدمه الدولة للجرحى السوريين، حيث قال: "لقد عالجنا الاف الجرحى من المأساة السورية في اسرائيل، الان انا اسعى للعثور على طرق لإحضار نساء واطفال ورجال من حلب للعلاج في اسرائيل، شريطة ان لا يكونوا من المحاربين".

لكن التصريحات شيء، والتنفيذ شيء آخر. اذ يتضح ان دولة اسرائيل لم تقم، تقريبا، بتحويل المدفوعات للمستشفيات في الشمال لقاء معالجة اللاجئين من الحرب الاهلية السورية. وتصل تكلفة يوم العلاج في المشفى الى حوالي 10 الاف شيكل، الا ان المستشفيات تحصل على 1300 شيكل فقط.

والان يهدد وزير الصحة بأنه اذا لم يتم تحويل المال خلال عدة ايام، "فسنأمر المستشفيات في الشمال بالتوقف عن معالجة الجرحى السوريين"، قال الوزير يعقوب ليتسمان لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، واضاف: "الحكومة قررت معالجة الجرحى السوريين، وانا اعتقد ان هذا صحيح، وليست لدي مشكلة مع ذلك، لكنه لا يمكن لهذا الأمر ان يدخل المستشفيات في ديون ضخمة. هناك مستشفيات دخلت في حالة عجز كبير بسبب هذا العلاج فقط. اذا تواصل الأمر، سأصدر أمرا بوقف معالجتهم نهائيا".

ومن المتوقع ان يجتمع مدير عام ديوان رئيس الحكومة، ايلي غرونر، اليوم، مع مسؤولين من وزارة الصحة من اجل ترتيب مسألة الديون. ويشار الى انه تم حتى اليوم تقديم العلاج لـ 2278 جريحا سورية.

وقال الدكتور مسعد برهوم، مدير المركز الطبي الجليل في نهاريا: "نحن نعالج الجرحى السوريين منذ اربع سنوات. جراحهم بالغة التعقيد وتحتاج الى عمليات معقدة مع طواقم كبيرة. نحن نمتص تكلفة العلاج وهذا يعني اننا لا يمكننا تجديد التقنيات وترميم المباني ولا حتى تقديم العلاج الجيد لسكان الشمال".

مقالات

ليبرالي ام مؤيد للضم

تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، انه قبل اللقاء بين نتنياهو وترامب، وعلى خلفية النقاش الدائر حول الموضوع الفلسطيني، قرر رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، القاء كامل ثقله في الحلبة، واعلن في مؤتمر صحيفة "بشيباع" في القدس، عن تأييده لضم كامل المناطق. وقال: "انا اؤمن بأن صهيون كلها لنا"، واضاف ان معنى الضم هو "منح المواطنة لكل من يعيش في المنطقة، لا يوجد قانون واحد للإسرائيلي وقانون آخر لغير الاسرائيلي". 

الحل المشتق من اقتراح الرئيس – دولة واحدة – يبدو، ظاهرا، بأنه ليبرالي ومتنور: اقامة دولة ديموقراطية متساوية، تشكل نموذجا للسلام والأخوة. لكن ريفلين يعرف، ان نوايا الضم التي يطرحها اعضاء الحكومة الحالية، خاصة حزب "البيت اليهودي" تختلف في جوهرها. فنفتالي بينت لا يتخيل امكانية اعطاء المواطنة الكاملة لكل الفلسطينيين. اليمين القومي المتدين مستعد لمنح المواطنة لعدة عشرات الالاف من الفلسطينيين المقيمين في المناطق C، فقط من اجل تعميق مشروع الاستيطان والتخريب على امكانية اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

لكن فكرة الدولة الواحدة حسب رواية ريفلين، مكتظة بالمشاكل. لقد اقيمت دولة اسرائيل كبيت قومي للشعب اليهودي، تسمح له بالحفاظ على التاريخ، اللغة، الثقافة والديانة. دولة توفر له الامن الجسدي، الاقتصادي والاجتماعي. الفلسطينيون، ايضا، يريدون اقامة دولتهم القومية في الضفة، لكي توفر لهم طموحاتهم القومية. اضف الى ذلك ان التاريخ يعلمنا بأن الدول التي حاولت استيعاب عدة قوميات عانت وتعاني من الحروب الداخلية، بعضها علني، والبعض الاخر خفي. من شأن حل الدولة الواحدة جر الشعبين الى حرب اهلية لا تنتهي.

اقتراح ريفلين، هذا الاسبوع بالضم واعطاء المواطنة الكاملة للفلسطينيين، لا يتفق مع ما قاله قبل سنة ونصف لصحيفة "هآرتس" وهو ان "اتفاقيات اوسلو اصبحت حقيقة واقعة". كما قال خلال اللقاء انه يجب الاهتمام بأن يكون في اسرائيل 14 مليون يهودي من اجل الحفاظ على طابعها اليهودي. كما قال انه يجب سن دستور يمنع الكنيست من تغيير طابع الدولة كيهودية وديموقراطية.

من المؤكد ان ريفلين يفهم بأن اقتراحه بمنح المساواة الكاملة لملايين الفلسطينيين في الضفة لا يتفق مع الحفاظ على الفكرة الصهيونية التي تقوم على اساس بيت قومي للشعب اليهودي. تصريحاته خطيرة، ايضا، لأنه يمكن للفلسطينيين فقدان الامل بشأن فرص التوصل الى دولة مستقلة، والرد بانتفاضة اخرى بسبب كثرة اليأس وخيبة الأمل.

الحل الوحيد المعقول، الذي من شأنه انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، بشكل عادل واخلاقي، هو حل الدولتين. وكل اقتراح آخر ليس الا مصيدة خطيرة.

الاتفاق الاقليمي الذي تحدث عنه ترامب يبدو اكثر كأمنية لنتنياهو. 

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان التفاؤل الذي خرج بوفرة من فم الرئيس ترامب، امس، حول امكانية التوصل الى صفقة سلام كبيرة، تفوق بكثير اتفاق السلام "الصغير" مع الفلسطينيين، يبدو وكأنه امنية تم شراؤها بتخفيض كبير من نتنياهو، اكثر من كونه خطة مستدامة. هل ينوي ترامب احياء المبادرة العربية من عام 2002، وتبني صيغة "المناطق – كل المناطق – مقابل سلام شامل مع الدول العربية"؟ لأن هذا هو، حاليا، الاقتراح المنطقي الوحيد الذي يعد بتحقيق حلم الرئيس الامريكي. ليس معروفا ما اذا كان ترامب ملما بكل شروط المبادرة العربية، لكنها تشمل شرطا حتميا واحدا، الانسحاب الاسرائيلي يسبق تطبيق العلاقات مع الدول العربية.

يمكن بالطبع التفاوض على الانسحاب، لكن هذه المفاوضات يجب ان تتم بين اسرائيل والفلسطينيين، حاليا، وفق شروط تحددها اسرائيل. ولكن الفلسطينيين رفضوا حتى الان تقبل هذه الشروط، ومن ضمنها الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية لليهود، والسيطرة الاسرائيلية المطلقة على الامن في المناطق. "الصفقة" التي يتسلى بها ترامب ونتنياهو قد تكون موجهة للسلام "من الخارج الى الداخل"، أي خطوات بناءة للثقة بين اسرائيل ودول عربية معينة، كمرحلة تمهيدية للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين.  لكن مثل هذه الخطة، ايضا، يجب ان تلتزم بمقابل ملموس للفلسطينيين، او على الأقل عرض التزام اسرائيلي رسمي بشأن الاستعداد للانسحاب من المناطق والسماح بإقامة دولة فلسطينية. في هذه النقطة سيتم صد الباب، ايضا، امام هذا الخيار. نتنياهو يتمسك بموقف يقول انه لن تكون هناك شروط مسبقة لكل مفاوضات، وبالتالي فان الاغراء على اقامة علاقات مع دول عربية، اذا تم عرضه اصلا، سيعتبر شرطا مسبقا، وهذا قبل دخول القوى السياسية الداخلية في اسرائيل الى الهجوم.

عندما يتحدث نتنياهو/ترامب عن صفقة شاملة، فان نيتهما في الأساس هي مجموعة من الدول التي تسمى "الدول السنية الموالية للغرب"، ومن بينها السعودية، قطر، الامارات المتحدة، البحرين، عمان، وربما تونس ايضا. مع بعض هذه الدول توجد اتصالات عشوائية، واحيانا، تبادل معلومات وتنسيق. لكن هناك مسافة ضخمة بين هذا الاحتكاك والاتفاق الرسمي. حتى مع الدول التي تقيم اسرائيل معها علاقات دبلوماسية كاملة، كمصر والاردن، لا يجري تطبيع العلاقات بسبب الصراع مع الفلسطينيين، فما بالك بالدول التي يعمها الرفض الشعبي العميق لعلاقات سلام مع اسرائيل. هذه معارضة تعتمد في الأساس على الطموح لمنح الفلسطينيين حقوقهم القومية والسياسية وانهاء الاحتلال اليهودي للأراضي العربية. هذه أسس أيديولوجية وليست أمرا الاهيا، وبالتالي فانه يمكن لها ان تتحقق في ظروف مناسبة، مقابل الانجاز الذي سيعتبره الفلسطينيون ملائما. الا ان مثل هذه الظروف ليست قائمة الان، واسرائيل ترفض مناقشة المقابل للفلسطينيين.

خلافا لمصر والأردن، لا تعتمد دول الخليج في معيشتها على الولايات المتحدة والمساعدات الامريكية. بل على العكس. ولكن في المقابل، تحتاج هذه الدول الى الحماية الامريكية في مواجهة من تعتبر عدوة لها – ايران. ولكن هنا، ايضا، يوجد فارق بين السعودية التي تحارب ايران على الهيمنة في المنطقة، وبين قطر، الكويت، واتحاد الامارات التي تقيم علاقات سياسية وتجارية راسخة وكاملة مع ايران. وهكذا فانه حتى اذا عرض ترامب صفقة دائرية، مثلا، ضغط اخر على ايران مقابل دفع العلاقات مع اسرائيل، لن تجد غالبية الدول في هذا الاقتراح أي اغراء ملموس.

ولأن السلام مع إسرائيل لا يقدم لهذه الدول بديلا لسياساتها ضد إيران أو حتى ضمانات إضافية ضدها، فإنه لا ينطوي على مردود اقتصادي (فمنتجات التكنولوجيا الاسرائيلية يشترونها في كل الأحوال، بطرق غير مباشرة، الآن ايضا)، كما انه يفتقر إلى المنطق الاستراتيجي بالنسبة لها، لأن إسرائيل بالفعل لا تهددها. هل ستوافق هذه الدول على الخطو في الطريق السياسي مع اسرائيل فقط لإرضاء ترامب؟ هذا الاحتمال قائم نظرا، كما حدث في تركيا التي غيرت من موقفها بعض الشيء ازاء الأسد لكي تحقق المصالحة مع روسيا، بعد قيامها بفرض عقوبات شديدة على تركيا في اعقاب اسقاط الطائرة الروسية. ولكن العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة ليست كذلك، ومن المشكوك فيه ما إذا كان هناك أو سيتم التوصل الى صفقة أميركية مربحة يمكن لترامب أن يعرضها على الدول العربية من دون مطالبة إسرائيل بدفع ثمنها الكامل.

هناك فرضية عمل أخرى تقول انه يكفي بأن تقتنع السعودية بالوصول إلى أي مفاوضات مع إسرائيل من أجل تحقيق خطوة تجر بقية دول الخليج وربما بعض الدول العربية الأخرى مثل السودان أو دولة اسلامية مثل باكستان، والتي تتمتع السعودية بتأثير كبير عليها. ولكن "قوة الجر" السعودية ليست مؤثرة جدا. فهي لم تنجح حتى بتشكيل تحالف عربي فعال للتدخل عسكريا في سورية، كما انها أخفقت في دفع إيران خارج العراق، لا بل حتى لبنان الصغير اخرج لها لسانه. والأهم من ذلك كله، انه سيكون من الصعب، ان لم يكن من المستحيل، اقناع الجمهور في اسرائيل بأنه مقابل السلام مع الباكستان، من المناسب التخلي عن عوفرا او اريئيل. من المشكوك فيه ان السلام الكامل مع السعودية فقط، حتى لو شمل رحلات في سيارات 4X4 في جبال عسير الرائعة، سيرضي تحالف اليمين في اسرائيل. ولكن ما الذي يمكنه ان يجعل السعودية تتنصل من المبادرة التي اطلقتها بنفسها، والانفصال عن شركائها في المبادرة، وعن الشروط التي تحددها، والحجيج الى القدس؟ اذا كانت السعودية تملك كنزا استراتيجيا يمكنه التأثير على عملية السلام فهي المبادرة التي تكمن قوتها في شموليتها. هذه المبادرة خدمت بشكل جيد حتى الان السعودية والدول الموقعة عليها، بكونها منحتها مكانة الراغبة بالسلام مقابل اسرائيل. تفكيك هذه المبادرة يعني التجرد من هذا الكنز من دون شروط.

يمكن (حتى الان) الصفح لترامب عن احلامه، لكن نتنياهو لن يستطيع مواصلة التمتع من هذه النعمة. انه يعرف جيدا، انه لا يوجد في المنطقة من يشتري بضاعة الاتفاق الاقليمي. انه من نوع البضائع التي يجب الدفع مقابلها لكي يتسنى تسويقها. بضاعة يمكن ان يتم الكتابة على غلافها "لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء".

ترامب جيد لليهود

يكتب بوعاز بيسموط، في "يسرائيل هيوم" انه اذا كان لا يزال احد يشك بأن دونالد ترامب جيد لإسرائيل، فقد جاء المؤتمر الصحفي في البيت البيض، امس، قبل اللقاء مع نتنياهو، ليثبت ان ترامب جيد لليهود، رغم صافرات "اللاسامية في امريكا" التي سمعت منذ فوزه في الانتخابات. عهد جديد في واشنطن واكثر منعشا من قبل.

المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان كالمنعطف عن كل ما سمعناه، عرفناه، استوعبناه ومضغناه (لكننا لم نهضمه) منذ عدة عقود.

فكرة الدولتين كخيار وحيد للسلام، خارطة الطرق، المفاوضات المتعددة الاطراف، المبادرات الدولية، التهديد بالعقوبات ضد اسرائيل، اصبع الاتهام للمستوطنات – هذه كلها اصبحت بكل بساطة غير ذات صلة، او ثانوية على الغالب.

ليست سنوات اوباما الثمانية فقط تحولت الى تاريخ، بل حتى عهد كلينتون بات يبدو قديما ولا ينتمي الى الحاضر. لقد سلم ترامب اتفاقات اوسلو ومبادرات السلام لعلماء الآثار. ادارة ترامب تعمل على صيغة جديدة، من المؤكد انها لن تعجب اليسار الاسرائيلي، ولكن يجب الانتظار ايضا، لرؤية مدى ملاءمتها لرغبات اليمين. باختصار، يوجد لإسرائيل صديق جيد في البيت الابيض، ويوم امس كان ذلك واضحا. صحيح انه لا يمكن لأحد ضمان انتظار السلام مع الفلسطينيين خلف الزاوية، لكنه سيكون لنا سلام مع البيت الأبيض. بعد سنوات اوباما الثمانية، هذا ايضا يعتبر شيء جيد. قالوا لنا اننا فقدنا امريكا؟ لا، بشكل قاطع.

يمكن لنا ان نستنتج من المؤتمر الصحفي ان الرئيس الامريكي يستمتع بدعم من دول الخليج لمبادرة سلام اقليمية. ترامب ينظر الى البعيد ويتمنى السلام الاقليمي. انه لا يملك صيغة واضحة، لكنه من الواضح ان الرئيس الامريكي اعد جيدا للقاء، حتى وان خرجت من فمه عبارة ستدخل الى الكلاسيكية: "دولتان، دولة واحدة – سأرحب بكل ما تقرره الاطراف بينها".

لا شك انه سيكون لدى السعوديين الكثير مما يقولونه – الصيغة الجديدة التي سيطرحها ترامب، ستجعل السعوديين يعيدون طرح مبادرتهم، لكن على القدس توضيح النقاط الاشكالية فيها. الفكرة جيدة والتطبيق أقل. التهديد الإيراني سيحث الأطراف على التوصل الى تسوية. على حساب من؟ ليس بالذات على حساب اسرائيل، وهذا هو التغيير الكبير في عهد ترامب.

سيعاد توزيع الأوراق

لقد اعترف دونالد ترامب قائلا: "اعتقدت ان حل الدولتين هو الحل الأسهل، ولكن في الواقع .. الحل الذي ستقرره الأطراف فيما بينها سيكون الأفضل، وهو ايضا الحل الذي سيرضيني". بعبارة اخرى، اصبحت فكرة الدولة الفلسطينية تواجه عقبة جدية. لقد اصر الفلسطينيون على عدم الموافقة وعدم الاعتراف بإسرائيل منذ اقتراح التقسيم. من المحتمل جدا انهم فوتوا القطار.

قد يكون هناك حل آخر – زيادة المنطقة، حكم ذاتي، او إخلاء مستوطنات. فجأة تتولد الكثير من الامكانيات الجديدة. الاوراق يعاد تقسيمها. في المجمل العام يمكن الاستنتاج بأن فكرة الدولتين تمر في حالة نزاع متقدم، وانه لا يوجد في الغرفة في واشنطن طبيب سيحضر لإنقاذها.

دونالد ترامب يصغي بشكل اكبر للاحتياجات الأمنية الاسرائيلية. ايران والارهاب الجهادي هم بالنسبة له العدو الذي يجب محاربته – والانتصار عليه. حتى التثقيف على الارهاب في السلطة الفلسطينية اشكالي وخطير جدا، بالنسبة له، وهو مستعد لتسمية الارهاب الاسلامي باسمه.

ترامب يعتقد ان الجانبان يجب ان يقدما تنازلات. نحن والفلسطينيين. لا شك ان هذا ينطوي على تجديد ايضا. فلقد اعتدنا بأن اسرائيل فقط هي التي يجب ان تقدم تنازلات. منذ الان ينطبق هذا على الفلسطينيين، ايضا.

طبعا، تم طرح مسألة المستوطنات خلال اللقاء. صحيح ان ترامب يعتقد بأن المستوطنات ليست عقبة امام السلام، لكنه عاد وطلب امس من اسرائيل ان تنسق معه: "ارغب بأن تتوقفوا قليلا في كل ما يتعلق بالمستوطنات.. وانا اريد التوصل الى صفقة".

هناك من سيبرزون كلمة "توقفوا"، ولكن بعد سنوات اوباما الثمانية يسمح بالذات بوضع التوكيد على "قليلا". كل واحد خرج من البيت الأبيض مع ما اراد سماعه.

كان هناك من خرجوا من المؤتمر الصحفي، امس، وقالوا ان ترامب لا يفهم، ولا يملك نظرية بشأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لكن ترامب يريد التوصل الى صفقة. كيف يتم عمل ذلك بالضبط، انه لا يعرف بعد. وربما يكون هذا جيد بالذات: لقد رأينا الهاوية التي قادنا اليها كل اولئك الخبراء الذين يفهمون بالسلام.

يمكن تنفس الصعداء. الرئيس صديق حقيقي.

مصيدة العسل

يكتب شمعون شيفر، في "يديعوت احرونوت" انه لو كان اريئيل شارون قد شاهد المؤتمر الصحفي لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، امس، في الجناح الشرقي من البيت الابيض، لربما كان سيردد بازدراء: "عارض الأزياء يتذلل مرة اخرى امام النبيل حين صرح بأنه لا يوجد صديق للشعب اليهودي واسرائيل اكبر من ترامب".

جميع رؤساء حكوماتنا اعتادوا خلال لقاءاتهم مع الرؤساء الامريكيين على توجيه الشكر لهم لتوجههم الايجابي واهتمامهم بتلبية توقعات اسرائيل في المجالات المتعلقة بحماية امنها القومي.

لكن نتنياهو تفوق على سابقيه. في الوقت الذي يقوم فيه ترامب منذ دخوله الى البيت الأبيض بركل كل المبادئ التي تحتم على من انتخب لتولي المنصب السامي احترام المحكمة ووسائل الاعلام ومن لا يوافقون على افكاره، يقف رئيس الحكومة ويصدر شهادة تشريع لكل تغريده تصدر عن الرئيس.

ما تبقى من مراسم الاستقبال اللزج التي شاهدناها امس، يمكن ان يتحول الى مصيدة عسل على الأقل، والى فخ يمكن للإسرائيليين دفع ثمنه القاتل.

لقد قال ترامب انه يمكنه التعايش مع دولتان ومع دولة واحدة، وهذا كله يتعلق بما يقرره نتنياهو والفلسطينيين. هذا يبدو جيدا. ولكن، لحظة. دولة واحدة؟ سيسأل السائل، اسرائيل ستضم المناطق مع اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني؟ هذه وصفة لنهاية الدول اليهودية. بل اكثر من ذلك: المحيطون بترامب يتلهون بفكرة الاتفاق الاقليمي الذي تقف في مركزه المظلة التي ستمنحها الدول العربية المسماة "معتدلة" للاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني.

المشكلة تكمن في التفاصيل. مصر، العربية السعودية ودول الخليج ستفتح المظلات فقط بعد ان يعرب نتنياهو عن استعداده للانسحاب الى حدود 67 مع تبادل للأراضي ومع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وماذا بالنسبة لقطاع غزة؟ في الايام الأخيرة تم انتخاب يحيى سنوار لرئاسة الجناح العسكري لحماس في القطاع. سنوار، احد محري نتنياهو، او بكلمات اخرى، قاتل حقير تم اطلاق سراحه في اطار صفقة شليط، على ايدي رئيس الحكومة نتنياهو، ينوي اختطاف اسرائيليين، من المدنيين والجنود، من اجل اطلاق سراح المزيد من القتلة. في خنوعه لصفقة شليط منح نتنياهو الوقود لسنوار لكي يواصل تخطيط العمليات القاتلة ضد الاسرائيليين.

الامور التي لم يقلها ترامب ونتنياهو في كل ما يتعلق بحل الصراع بواسطة اقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين، ستسرع النشاط الدبلوماسي الشديد من جانب اوروبا ودول اخرى ضد اسرائيل. وليس هذا فقط: الفلسطينيون، الذين تجدر الاشارة الى توجههم السلبي ازاء كل محاولة لدفعهم الى الموافقة على اتفاق، سيستخدمون تصريحات ترامب ونتنياهو من اجل اعادة اشعال العمليات الدامية ضدنا.

الأمور يجب ان تقال: نتنياهو، نفتالي بينت وقادة الليكود انتصروا عليك. بعد عودتك مكللا بالإطراء من واشنطن من المناسب ان تتخذ قرارا – ضم المناطق، ضم قسم من المناطق او العمل لترسيم الحدود من جانب واحد. بات واضحا منذ الان: ان الخلاص لن يأتي من شجب رئيس الولايات المتحدة او الاعتماد على نسيبه غارد كوشنير. يجب على الجانب الاسرائيلي صياغة اقتراح لحل المواجهة مع الجيران. الفلسطينيون لن يختفوا، اما دونالد ترامب فسيكون مبسوطا من كل حل يعرضونه عليه – انه يبحث عن صفقة، كما قال امس.

 

اخر الأخبار