هل أحرج محمد عساف الرئيس عباس باغنيته "يا طير الطاير"!

تابعنا على:   10:08 2017-01-20

وائل الحسن

أثبت الرئيس محمود عباس أنه "عاشق للفن" العربي كما اليهودي، وذلك بحضوره حفل هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني في ذكرى انطلاقة فتح، جلس الرئيس لمدة تزيد على 3 ساعات، بحضور الفنان المصري، أمير الطرب العربي هاني شاكر، وايقونة الفن الفلسطيني محمد عساف وغيرهم..

أن يمنح الرئيس عباس من "وقته الثمين جدا" كل هذا الوقت لحفل فني، وهو الذي لم يمنح أقل من ذلك بكثير لغيره من أعمال وطنية، لكن و"من الفن ما لزم الحضور".

الحفل الفني تميز باقتصار الحضور على قيادات فتحاوية، وغاب عنه أي مشاركة فصائلية ، عدم المشاركة إما أن تكون غضب فصائلي من توقيت الحفل،وتزامنه مع تنامي الجرائم الاسرائيلية في الضفة وحركة اعدامات ضد شباب فلسطيني، وما حدث لبلدة "أم الحيران" في النقب، او أن الرئيس عباس لم يكن يرغب أن يشاركه آخرين حفله الفني، ليكون بلا ضغوط سياسية ربما، او تنكيد على مزاجه الفني برؤية من يطالبون بالتغيير السياسي، وكأنها رسالة ردا على اللقاءات الأخيرة، التي طالبته بضرورة البدء الفوري لتشكيل حكومة جديدة..

ودون الاهتمام لما غابت الفصائل وقيادات فتحاوية أخرى، فالأمر الذي اثار الانتباه هو "تصرفات الرئيس عباس" عندما صعد الفتى عساف على منصة المسرح، ومن أغنية الى أخرى، وجد عساف صوته وجمهوره راقصا مع الأغنية التي كانت يوما سببا في "ازمة لنتنياهو"، عساف انطلق مع "يا طير الطاير"، وجمهوره رقص طربا وفرحا وهو يحلق بصوته من مدينة فلسطينية الى أخرى، ويبدو أن مخرج الحفل لم يكن يعلم أن تلك الأغنية تحديدا، كانت سببا في أزمة اختلقها رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، فنقل كاميراته لنقل "رد فعل الرئيس"، فكان ما لم يتخيله المشاهدين..

مشهد الرئيس كئيبا ناظرا الى الأسفل، متفاعلا سلبيا مع تلك الأغنية، عساف يصدح عشقا وهو يرفرف طائرا بين صفد وعكا وحيفا وغزة والخليل والنقب ويافا، والرئس عباس يتفاعل غليانا غضبا..

الرئيس عباس لم ينس، كيف أن نتنياهو أرسل رسالة احتجاج الى وزير الخاريجة الأمريكية جون كيري

قال فيها  إن أغنية محمد عساف "يا طير الطاير" هي تحريض على القضاء على إسرائيل، وهو ما لا يتماشى مع استئناف المفاوضات.

نتنياهو تطرق إلى مقاطع من أغنية محمد عساف (يا طير الطاير) أثناء استقبال فريق برشلونة الإسباني في أريحا ، وأبدى انزعاجه تحديداً من ذكر البلدات الفلسطينية مترجماً هذه الفقرة: "فلسطين بلادي حلوة يا ما شاء الله... ميّل ع صفد حوِّل ع طبريا... لعكا وحيفا سلّم عبحرها ... ولا تنسى الناصرة هالقلعة العربية... بشّر بيسان برجعة أهلها".

بالتأكيد، الرئيس عباس لم ينس تلك الرسالة ويعلم أن تلك الأغنية هي "أغنية أزمة له"، فكان الغضب والكآبة بدلا من الفرح والتفاعل الايجابي المبتسم والمصفق كما حدث مع غيرها من الأغاني..

والحقيقة، ان كلمات تلك الأغنية وأداء عساف لها بقدر ما تثيره فرحا وشوقا للوطن الفلسطيني التاريخي مدنا وبلدات، بقدر ما يوازيها غضب عن قيادات الكيان، وهو ما أغضب الرئيس عباس تحسبا لغضب نتنياهو، الذي لا يترك مناسبة دون شن هجوم ضد عباس..

ويبدو أن غضب الرئيس ازداد مع توقيت الأغنية - الأزمة مع قدوم ترامب رئيسا لأمريكا في اليوم التالي..

عساف نجح في التنكيد على الرئيس عباس رغم انه نجح بادخال الفرحة والبهة لكل فلسطيني، تجاوزا معها توقيت الحفلة الغنائية وفئويتها..

ياطير الطاير يارايح على الديرة

بتحميك عيوني وتصونك عين الله

والله يامسافر شعلانه هالغيرة

فلسطين بلادي حلوة ياماشاء الله

ميل ع صفد حوِّل ع طبريا

لعكا وحيفا سلم عبحرها

و لا تنسى الناصرة هالقلعة العربية

بشر بيسان برجعة اهلها

اخر الأخبار