الذكرى الثامنة لرحيل المناضل عثمان غشاش (أبو لؤي)

تابعنا على:   15:28 2016-12-23

لواء ركن/ عرابي كلوب

الذكرى الثامنة لرحيل المناضل/ عثمان حسين علي غشاش (ابو لؤي) عضو المجلس التشريعي الفلسطيني سابقاً، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 23/12/2008م بعد مسيرة نضالية طويلة، وعمر حافل بالعطاء الموصول، والنضال الوطني المخلص، وسنوات من النضال والفداء والتفاني في خدمة وطنه وشعبه وقضيته الماجدة.

عثمان حسين علي غشاش هو نجل الشهيد/ حسين غشاش أحد مجاهدي ثورة عام 1936م، ولد في قلقيلية عام 1938م، ترعرع في كنف عائلة وطنية مجاهدة، وتلقى تعليمه المدرسي فيها حيث حصل على شهادة المترك من المدرسة السعدية عام 1956م، التحق بعدها بدار المعلمين العالية في عمان وتخرج منها عام 1959م، ليعود مدرساً لمادتي التاريخ والجغرافيا في المدرسة السعدية التي درس بها سابقاً، عام 1966م عمل معاراً في وزارة المعارف السعودية حتى عام 1968م، عاد بعدها إلى الأردن وعمل موجهاً تربوياً في مديرية التربية والتعليم في لواء جرش.

التحق أبو لؤي بحركة فتح عام 1966م، أثناء عمله في السعودية، وبعد عودته إلى الأردن عام 1968م، أصبح مسؤولاً عن تنظيم الحركة في لوائي عجلون وجرش في الأردن.

على أثر أحداث أيلول عام 1970م والتي حصلت بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني اعتقل أبو لؤي وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، أمضى منها ثلاث سنوات في سجني المحطة والجفر الصحراوي، وفي عام 1973م صدر عفو عام عن السجناء الفلسطينيين في الأردن, وعاد أبو لؤي لممارسة نشاطه النضالي حيث غادر الأردن متوجهاً إلى سوريا.

عين أبو لؤي عام 1975م مديراً لمدرسة أبناء الشهداء في سوق الغرب لبنان لمدة عام، بعدها عين مسؤولاً عن البعثات والمنح الدراسية في مكتب التعبئة والتنظيم التابع لحركة فتح.

التحق أبو لؤي بجامعة بيروت العربية وحصل منها على شهادة البكالوريوس في التاريخ.

بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية وقيادتها من بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي لها عام 1982م، انتقل أبو لؤي إلى تونس مع قيادته حيث مارس نشاطاً وطنياً في مفوضية التعبئة والتنظيم للكوادر الحركية، حيث سافر إلى العديد من الدول بالخارج لإعادة ترتيب أوضاع تنظيم الحركة فيها، مما كان له الأثر البالغ في إعادة تشكيل الأطر التنظيمية في بلاد المهجر.

تدرج أبو لؤي في الرتب السياسية والتنظيمية حتى أصبح عضواً في مفوضية التعبئة والتنظيم عام 1986م، كما كان له دوراً ريادياً في الإشراف على عقد العديد من المؤتمرات الحركية في مختلف أقاليم وساحات العمل الوطني.

بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993م، وعودة قيادة المنظمة إلى أرض الوطن عام 1994م، شد أبو لؤي الرحال وعاد إلى مسقط رأسه ومرتع صباه، بلدة قلقيلية عام 1995م.

أنتخب أبو لؤي عضواً في المجلس التشريعي الأول الذي عقد في ظل السلطة الوطنية كأول انتخابات نيابية فلسطينية وذلك بتاريخ 1/2/1996م، عن محافظة قلقيلية، وبقي كذلك حتى تاريخ 18/2/2006م.

أبو لؤي كان أيضاً مقرراً للجنة الأراضي والاستيطان في المجلس التشريعي، وعضواً في لجنة التربية والشؤون الصحية والاجتماعية، ورئيساً لجمعية رعاية شؤون العجزة والمسنين في محافظة قلقيلية.

أبو لؤي متزوج وله أربعة أبناء وثلاث بنات.

انتقل المناضل/ أبو لؤي إلى رحمة الله تعالى في المستشفى الوطني بنابلس بتاريخ 23/12/2008م، عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال، أمضى جلها في خدمة وطنه وشعبه وقضيته العادلة، وقد تم نقل جثمان الراحل الكبير إلى محافظة قلقيلية حيث تم الصلاة عليه بعد صلاة عصر ذلك اليوم في مسجد السوق (علي بن أبي طالب) وشيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في موكب عسكري جنائزي مهيب، شارك فيها المئات من أهالي محافظة قلقيلية والقرى المجاورة، تتقدمهم الشخصيات الرسمية والوطنية وقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة، وأم بيت العزاء وفود من كافة المناطق الفلسطينية لتقديم واجب العزاء بالفقيد الكبير.

لقد أفنى الراحل الكبير/ أبو لؤي عمره في خدمة القضية الفلسطينية ومستقبل شعبه ووطنه، مؤمناً بأن فلسطين هي الحق التاريخي والديني ومهد الإسراء والمعراج، وهي جوهر معتقده ومشعل عمله ونضاله السياسي الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود.

كان أبو لؤي يمتاز بشخصية محبوبة للجميع، يجذب قلوب الآخرين بكلامه الطيب وحسن خلقه ومعاشرته، تراه يحرص على مشاعر الآخرين ممن يجالسه وينتقي أفضل العبارات والحروف.

لا بد للفارس الراحل الكبير/ أبو لؤي أن يرتاح لتعانق روحه الطاهرة الروابي والبطاح، ولا بد لدقات قلبه الثائرة أن تهدأ، وتستكين، ولا بد أن ترتاح عيناه اللتان أعياهما السهر، من أجل الوطن والقضية، فكانت فلسطين على موعد مع الرجل الذي طالما أزاح الهم عن ترابها، فكانت هي اليوم من تحتضنه في ترابها، وتنصفه بعضاً من حقه.

هذا وقد أبرق السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) إلى آل غشاش معزياً بفقدان المناضل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى النائب/ عثمان غشاش، ونعته حركة فتح حيث قالت في بيانها: لقد كان المرحوم أحد رموزها ومناضلوها، رحل بعد عمر حافل كرسه لخدمة وطنه وشعبه وقضيته العادلة، حيث كان على مدى سنوات نضاله الطويلة وطنياً مخلصاً وابناً باراً من أبناء هذا الشعب الصامد الصابر الذين نذروا أنفسهم من أجل حريته واستقلاله.

كذلك أبرق الفريق/ عبد الرزاق اليحيى وزير الداخلية الأسبق ومدير المخابرات العامة، وقادة الأجهزة الأمنية معزيين بالراحل الكبير/ أبو لؤي.

رحمك الله يا أبا لؤي وأسكنك فسيح جناته.

اخر الأخبار