نجاح المؤتمر السابع

تابعنا على:   13:32 2016-12-06

عمر حلمي الغول

نجح الرئيس ابو مازن في عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، متحديا العديد من العقبات الداخلية والخارجية. وتمكن بفضل الجهود المنظمة من تحقيق مخرجات تستجيب لتطلعاته للمرحلة القادمة. وتجاوز كل المحاذير والهواجس الأمنية والسياسية والتنظيمية حتى الآن. وتم تجديد الشرعية في المؤسسات الحركية. التي تشكل المدخل السليم للتجديد القادم في شرعيات منظمة التحرير، وتليها خطوات أخرى في مسار العملية الوطنية إن كان على صعيد حكومة الوحدة الوطنية او الانتخابات التشريعية والرئاسية وجسر هوة المصالحة مع ما  يتلازم معها من خطوات على المستوى العربي والاقليمي والدولي.

أنتخب المؤتمرون لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين. تبوأ فيها أسير الحرية مروان البرغوثي مكان الصدارة، كما إحتلت فدوى البرغوثي، زوجته ثانيا في المجلس الثوري. وكأن لسان حال المؤتمرين شاء ان يعلن وقوفه خلف القائد مروان، تأكيدا على الدعم غير المحدود لإسرى الحرية، وإعتبار قضيتهم، قضية أساسية في مسيرة الكفاح حتى تحرير آخر أسير في سجون وباستيلات دولة التطهير العرقي الإسرائيلية.

مخرجات المؤتمر الانتخابية كانت محصلة إحتدام التنافس والإستقطاب بين الاقطاب الرئيسية في المؤتمر السابع. وبغض النظر عن عدم محالفة الحظ لبعض القدماء من اعضاء اللجنة المركزية او ممن ترشحوا لعضويتها، ولم يتمكنوا من نيل ثقة المندوبين، كانت النتائج بسمة عامة مرضية لحركة فتح. وتحفظ البعض على النتائج، وتقديم البعض الآخر طعون لإعادة فرز الصناديق المتعلقة باعضاء اللجنة المركزية، لن يغير من السمة العامة للنتائج حسب تقديرات أعضاء لم يحالفهم الحظ. وأي كانت التحفظات على بعض الوجوه الصاعدة، غير ان النتائج العامة للانتخابات إستجابت لخيار وحدة الحركة وتعزيز دورها مجددا في المشهد السياسي الفلسطيني. فضلا عن ان اية إنتخابات في اي حزب او حركة سياسية لا يمكن ان تكون دائما على مقاس هذا الشخص او ذلك العضو او التيار. فلكل عملية إقتراع جوانبها الإيجابية والسلبية. وإن كانت الايجابيات دائما تكون الأكثر بروزا، لان نجاح عمليات الإقتراع وفوز عدد من المرشحين لقيادة مرحلة جديدة، هو بحد ذاته إنتصار للقوة او الحزب او الحركة بشكل عام.  

ورغم محاولات إسرائيل عبر منسق شؤونها للاراضي الفلسطينية المحتلة 1967، يؤآف مردخاي (بولي) الدخول على خط انتخابات اللجنة المركزية، ومحاولة الإساءة لشخص الرئيس ابو مازن بإلإدعاء "انه خضع لإبتزاز" دولتهم بشأن عدم محالفة الحظ لبعض الاخوة، إلآ أن النتائج العامة في الهيئتين المركزيتين كانت نتاج عملية التجاذب القائمة وليس نتاج الخشية من إسرائيل وجرائمها. وبالتالي على قيادة حركة فتح الجديدة عدم السماح لحكومة الإئتلاف اليمينية المتطرفة الإسرائيلية باستغلال نجاح او عدم نجاح هذا العضو او ذاك لعضوية اللجنة المركزية بإرتكاب أنتهاكات تمس باي منهم.

المهم الآن وبعد ان إنتهى المؤتمر السابع من أعماله، الذي شكل محطة هامة وضرورية لتعزيز دور الحركة في قيادة العملية التحررية وتجسير الهوة امام خيار المصالحة الوطنية، والإنطلاق لترتيب شؤون البيت الفلسطيني بشكل عام. فإن الضرورة تملي على الكل الفتحاوي العمل بروح التحدي لمواجهة التحديات الجديدة، وتعزيز البناء الداخلي والوطني، وعدم الإلتفات للخلف. وحماية دور ومكانة الحركة، لان اهمية عقد المؤتمر وما تمخض عنه من نتائج يفترض ان يجد إنعكاسه في ترسيخ هذه الايجابيات في المنابر المختلفة. ولا قيمة لإية مؤتمر إن لم يحافظ الفتحاويون على وحدتهم وريادة دور حركتهم في قيادة عملية التحرر الوطني والبناء. وبالتالي بقدر ما يرى المراقب الإيجابيات المتمخضة عن المؤتمر، بقدر ما سيبقى يضع اليد على القلب بإنتظار رؤية الترجمة الأمينة لمخرجات المؤتمر السابع في الواقع وعلى الأرض. فلا يكفي عقد المؤتمر، انما التطبيق الخلاق والمبدع للمخرجات، ومواكبة التطورات بروح التحدي.

مبروك لكل من حالفهم الحظ في تبوأ عضوية اللجنة المركزية او المجلس الثوري. وحظا أوفر للذين لم يحالفهم الحظ. ونجاح فتح بنجاح مؤتمرها وبمواصلة العمل على تعزيز وحدتها التنظيمية والدفاع عما تمثلة في الساحة الوطنية كقائدة للمشروع الوطني. وكل مؤتمر وانتم بخير

[email protected]

[email protected].

اخر الأخبار