حينما اغرد خارج السرب ..!!

تابعنا على:   18:08 2016-10-26

وئام ابوهولي

مقالة مختلفة بعنوان مختلف و مضمون جديد نوعا ما ، بعد فترة طويلة لم امارس بها طقوسي الفريدة بالكتابة و لأسباب يصعب تحديدها بخلاف حالة اليأس و الاحباط العامة , ما جعلني ابتعد فيها عن مدونتي و عن نشر المقالات أي كان سياقها و مضمونها ، لكني مجددا اعود للكتابة لأجد فيها الملاذ الوحيد لتفريغ الطاقة السلبية التي اعتاد المواطن على اكتسابها يوميا من البيئة المحيطة به ، و التي اصبحت مكون و عنصر اساسي يتم استنشاقه مع الهواء بلا مبالغة ، لكن بالفعل لم اجد اصدق من الكتابة كوسيلة لن تخذل احساسك بل تترجمه بأمانة و ضمير و لا تبخل عليك ابدا حينما تنتابك نوبات الانفجار الداخلي التي تصيبنا عادة نتيجة ضغوط الحياة الطبيعية لأي انسان ، و بشكل مضاعف بالنسبة لظروفنا الخاصة التي نعيشها .

لقد ارهقني التفكير كثيرا حول ما جدوى التركيز بحياتنا المعقدة ، كما ارهقني التفكير في حالة الانسان الذي لا يبالي بكل ما يدور حوله من مستجدات و ازمات تزداد يوما بعد يوم ، و في طور المقارنة بين تلك الحالتين ، زادت حيرتي حول ايهما يجب ان نكون ، و ايهما اكثر راحة و اطمئنان في هذه الحياة ، برغم ان المواطن في حالتي الغليان و التبلد لا يشعر براحة ابدا ، لان كلاهما لا يمثلان حالة انسان طبيعي يعيش حياة هادئة و مستقرة ، و توصلت الى ان هذه الحالة التي نعيشها من اضطراب و عدم اتزان نفسي و اجتماعي ربما هي جزء من المؤامرة المصاغة لكي يبقى المواطن العربي دائما في صراع مع ذاته و محيطه الخارجي مقارنة برؤيته للعالم .

و من هذا المنطلق توصلت الى اننا حتى و ان ظهرنا جميعا في هذا الاطار ضحايا لواقع يلعب فيه الجميع ضدك دور الجلاد ، عليك ان تجد لنفسك ملاذ و متنفس لن يكون حلا جذريا لمأساتك بل على الاقل سيمنع ان تكون مواطن مسحوق في واقعك الذي مهما مارست فيه من حقوقك الطبيعية بالاعتراض و التذمر سيدفعك بالنهاية الى خانة اللامبالاة و ان تفقد انسانيتك مع مرور الوقت .

اخر الأخبار