بعيدا عن السياسة .. غزة تحتاج الحل

تابعنا على:   15:10 2016-10-26

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

بعيدا عن الخلافات الفلسطينية الداخلية ، وبعيدا عن المناكفات الحزبية الضيقة ، وبعيدا عن المراهنات السياسية التي طال أمدها ، وبعيدا عن الاتهامات المقولبة الجاهزة لكل من يتحرك من اجل غزة ، وبعيدا عن الوعود التي أصبحت ممجوجة ولم يعد لها رصيد لدى المواطن .. وبعيدا عن الجبن والخوف من فعل شيء ممكن فعله ..

أقول من قلب قطاع غزة المحاصر – ليس حصارا واحدا بل حصارا مركبا – وبعد سنوات عجاف من العذاب والألم والانتظار ، سنوات مرت على معاناة المرضى والطلاب ورجال الأعمال وأصحاب الاقامات والحرمان من ابسط الحقوق لكل مواطن ، يبقى السؤال الأبرز ،.. الى متى ؟ ،، الى متى سيبقى القطاع أسيرا لجهات عديدة ، أسيرا لتحقيق طموحات البعض على جراحه ، أسيرا لعقاب من البعض على ثورته ، أسيرا لأن البعض يعتبره حالة متمردة أو حالة مزعجة ، أسيرا لحسابات البعض الضيقة ،، وأسيرا بأن يكون بالون اختبار لكل فكرة تطرح ،،

غزة قالت وبالصوت العال – شكرا – لكل من قدم لها العون ووقف الى جانبها في التخفيف من المعاناة التي يعانيها دون النظر الى الحسابات الأخرى سواء سياسية أو غير ذلك ،، قالت / شكرا قطر على مشاريعها التي تم تنفيذها والتي ساهمت بشكل كبير في التخفيف عن شعبنا ، وقالت – شكرا لدولة الإمارات على مساعدتها ومشاريعها ، وقالت – شكرا للمملكة العربية السعودية لما تقدمه من دعم ،، والشكر موصول لدولة الجزائر والأردن والكويت وغيرها ،، وكأن لسان أهل غزة يقول نحن لا ننكر الفضل لأهل الفضل ، ونقول لكل من يملك القدرة على رفع الظلم لا تتردد وتقدم ، بعيدا عن النوايا لأنها من علم الله والعارفين ببواطن الأمور ..

ولكن ستبقى عيون أهل غزة شاخصة تجاه مصر ، وسيبقى الأمل منعقدا بدولة مصر لأنها الشريان الممتد والمتواصل مع أهل غزة ، تاريخ وجغرافيا ، كل المساعدات لن يكتب لها النجاح بدون المرور بدولة مصر ،، كل عائلة فلسطينية تتأثر بأي قرار من مصر ،، مصر ليس مجرد دولة كغيرها تقدم مشروع لنشكرها عليه بل هي أعمق من ذلك بكثير ،، لذلك خلال الأيام الماضية عندما تم فتح معبر رفح لفترة أيام عديدة متواصلة شعر أهل غزة بجزء من الراحة ،، وعندما تعلن مصر أنها بصدد تطوير معبر رفح وتنظيم فتحه أمام المسافرين بشكل دوري شعر الجميع بحجم الفرج وقرب انتهاء المعاناة التي طالت مجموع الأهل في قطاع غزة ،، وستبقى تقولها غزة " شكرا ثم شكرا مصر "

مصيبة الحياة في قطاع غزة هي ارتباطها في أكثر القضايا تعقيدا وهي الخلاف السياسي القائم والذي أدى الى انقسام فلسطيني عنيف ، زرع حالة من انعدام الثقة والشك في كل خطوة وزراعة وهم المؤامرة في كل شيء ،، ليكون أهل غزة هم الضحية ،، وتصبح المعادلة المعقدة – معاناة من أجل الوطن أم حل على حساب القضية - ،، وأهل غزة يعلنون دائما أنهم لن يكونوا أبدا ضد قضيتهم المركزية وهم الذين لهم شرف قيادة انطلاقتها والدفاع عنها ، ولكنهم لن يكونوا أيضا رهينة مؤامرة تستهدف حياتهم وصمودهم ....

اخر الأخبار