الشقيقة الكبرى مصر شكرا..ولكن لازال كثيرا!

تابعنا على:   10:47 2016-10-24

كتب حسن عصفور/ بعيدا عن "تفاهات" الفرقة المتهالكة وطنيا، ذات البعد "التوراتي" المتحكمة في حال المشهد إغتصابا، فإن الأيام الماضية بخصوص أحداث معبر رفح، وانعكاسها على أهل القطاع الذين يعيشون "حياة لا مثيل لها" في كوكبنا، وعل أهل الكهف لم يخطر على بالهم حياة كما أهل غزة، ترسل رسالة للأشقاء في مصر حكما وحاكما وأجهزة أمنية، بأن أهل القطاع تنفسوا بعضا من "نسمات فرح قبل الحرية" عبر البوابة المصرية..

ايام تستحق الدراسة من أجهزة سيادية في "القيمة السياسية - الانسانية" للحدث المصري في علاقته بقطاع غزة، صاحب "الهوى المصري"، شاء من شاء وأبى من أبى واللي مش عاجبه يشرب كل ميه البحر الميت، ومجاري المستوطنات التي باتت جزءا من مياه الضفة، كما كان يحلو للزعيم المؤسس ياسر عرفات القول..

نعم، تأكد الآن، ان الإرهاب الأسود في سيناء يعمل بعيدا عن قطاع غزة بشكل أساسي، حتى لو تعاطف "البعض الإخواني الكريه" ممن يسكون قطاع غزة، مع تلك الأعمال السوداء، وهو ما يستوجب تقييما جديدا لمسار العلاقة مع قطاع غزة، أهلا وسكانا وتطلعات..

إعادة النظر في سياسة العمل على معبر رفح بأن يصبح بابا مفتوحا بلا قيود، هو خطوة أولى ضرورية للقضاء العملي على اي "مشروع انفصالي" يذهب بقطاع غزة الى أن يصبح "كيانا مستقلا" بدفع اسرائيلي ورعاية قطرية تركية، وموافقة ضمنية من بعض أطراف "الرسمية الفلسطينية"..

إن قيام "كيان غزة المستقل" ليس خطرا إستراتيجيا على المشروع الوطني الفلسطيني فقط، كما قد يعتقد البعض، ولكنه "خطر أمني إستراتيجي" على الشقيقة مصر، كونه سيصبح عمليا "قاعدة ارهاب علني" يدار بالرموت من أنقرة والدوحة لخدمة "المشروع الانقلابي الإخواني"..

المشروع جاهز بكل "مكوناته وأدواته" وهناك من يعمل له بكل السبل، مستخدما أساليب الحصار والاغلاق بوابة لتمرير ذلك المشروع التآمري على فلسطين مصر والأردن أيضا..

إقامة "كيان غزة المستقل" هو الوجه الآخر لـ"إقامة المشروع التوراتي في الضفة المحتلة – مملكة يهودا والسامرا"، وهو مشروع أصبح جزءا من "الحركة السياسية لدولة الاحتلال"، ولا يحتاج المرء سوى اعادة قراءة كل تصريحات رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في الكيان، وخطابه الأخير في الأمم المتحدة أمام العالم كان صارخا في الكشف، وليس صدفة أن يصر أمام هيئة عالمية على استخدام تعبير" يهودا والسامرا" بدلا من الضفة الغربية، أمام سمع وبصر الرئيس محمود عباس وفرقته الخاصة، ولم يخرج من بينهم في مؤتمر صحفي فوري ليرد عليه بفلسطينية ما ادعى تهويده، وفقا لقرار الشرعية الدولية قبل نص اتفاق أوسلو ذاته..

مشروع "كيان غزة المستقل" هو الوجه الآخر للتوراتية السياسية المتنامية، برضا وموافقة الرئيس عباس وفريقه، ومجددا ننشير الى بيان رأس القضاء الشرعي وكبير مستشاري عباس، محمود الهباش الموقع في مستوطنة اسرائيلية مع قادة "المشروع التوراتي" رجال دين وقادة مستوطنين..وهناك عملية لقاءات متواصلة يجريها الهباش مع قادة دولة الاحتلال من خلف صائب عريقات أو برضاه خوفا من قرارات فصل عباس!

 وهذا جرس إنذار علني لما يتم من خلق "تحالفات سرية علنية" بين أطراف فلسطينية ودولة الكيان بتأييد دول معادية للقضية الوطنية..

ليس سرا القول الآن، ان رفض الرئيس عباس وفرقته الخاصة، مقترح "الرباعية العربية" للوحدة الوطنية، هو جزء من تمرير المشروع التآمري الذي بدأ يطل براسه في الضفة والقطاع، وأكد بعض ملامحه وزير حرب الكيان ليبرمان عبر مشروعه الأشهر "العصا والجزرة"، ثم تأكيده الدائم على مخاطبة حماس من وراء ظهر "الرسمية الفلسطينية"..

 ولم يقتصر موقف الرئيس عباس وفريقه السياسي على رفض مقترح "الرباعية العربية"، بل فتح جبهة "حرب سياسية كاذبة وخادعة" ضد أطراف الرباعية تحت مسمى مثير للسخرية "الأجندات الخارجية"، في حين أنه وفريقه يتفاوضون لتقاسم بعض "بقايا البقايا" في الضفة مع دولة الكيان، ويتفاوض مع تركيا وقطر على "آلية فصل القطاع"..
وبعيدا عن مهزلة "حرب الأجندات" فهو وفريقه، أعادوا سلم أولوياتهم على قاعدة "العداء لمصر والرباعية" والصمت على العدو الحقيقي، وهذا لا يمكن اعتباره "سقط سهوا"، بل هو "خيار سياسي معلن"، ويعلمه الأشقاء دول الرباعية قبل غيرهم، حقيقة "الخيار العباسي" ..

ولذا، وكي لا نبقى في "دائرة اللطم السياسي"، بات واجبا الآن الانتقال الى خطوات عملية لمواجهة "الانفصاليين والتوارتيين الجدد" في "الباطن الفلسطيني، تبدأ بسياسية انفتاحية كاملة مع قطاع غزة، بالتوازي مع البحث عن "آلية حوار وطني" على قاعدة مبادرة "د.رمضان شلح"، دون التوقف عن الجهات الرافضة لها، لغاية في نفس "يعقوب التوراتي"..

سياسية جديدة مع القطاع وفتح دائم لمعبر رفح، مع انطلاق حوار فلسطيني شامل في العاصمة المصرية، برعاية "الرباعية العربية"، تبدأ ساعة العمل لقبر أخطر مشاريع تصفية القضية الوطنية منذ وعد بلفور واغتصاب غالبية الوطن عام 1948..

نعم..الانطلاقة الوطنية الكبرى لهزيمة الأخطر يجب أن تبدأ وفورا..دقت ساعة الفعل!

ملاحظة: سلطة الرئيس عباس لم تحتمل "همسة غاضبة" من بيبي، فسارع الى إطلاق سراح فرقة فلسطينية تعمل لخدمة المشروع التوراتي..الغريب أنهم يعتقلون كل من ليس على الهوى...واضح أن العدو لم يعد "يهوديا" في "الزمن العباسي"!

تنويه خاص: مقابلة "القدس" المقدسية مع ليبرمان لم تكن موفقة وليست ضمن "حرية المعرفة"،  هي "تسويق خطة تصفوية باتت علانية"..بالكم أجهزة عباس ستغضب كما غضبت يوما لمقال ضد "الحاكم المطلق"..أم ان الغضب على الوطن مش قصتهم!

اخر الأخبار