الإعلام الإسرائيلي يبثّ من الموصل

تابعنا على:   22:04 2016-10-23

أمد/ تل أبيب: بثّت أكبر قناتين إخباريتين في التلفزيون الإسرائيلي، الثانية والعاشرة، خلال نهاية الأسبوع الماضي وحتى اليوم، الأحد، مقابلات حصرية خاصة من داخل الأراضي العراقية، وتحديدًا من منطقتي كردستان العراق والموصل، وصورًا للمعارك الضارية التي تشهدها الأخيرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، في الموصل.

وخلال البث، توسطت المراسلة مقاتلي البيشمركة، وأجرت مقابلات معهم ورافقتهم إلى 'مناطق القتال'.

ولا يعرف تحديدا كيفية دخول المراسلين الإسرائيليين إلى العراق، إن كان عبر مطار بغداد الدولي أو عبر مطار أربيل، باستخدام جواز سفر إسرائيلي أو آخر أجنبي، لكن البث الحيّ من داخل الأراضي العراقيّة شكّل سابقة هي الأولى في تاريخ العراق، خصوصًا وأن المراسلة لم تخفِ اسم القناة التي تعمل لصالحها أثناء مقابلة العراقيين، إذ حملت مايكروفونَ يحمل شعار القناة الثانية. كما لا يعرف عدد الصحافيين والمرافقين لهم الذين دخلوا الأراضي العراقية، لكن المعروف أنهم تحت حماية قوات البيشمركة.

التصوير ميدانيا صعب ويشكل خطرا. يغطي مدينة الموصل دخان رمادي كثيف بشكل دائم، وهو يشير بدقة كبيرة إلى المناطق التي تدور المعارك فيها. هناك أخبار عن إعدامات جماعية يرتكبها تنظيم داعش تُسمع في خط الجبهة كل الوقت، ولكن المقاتلين يسعون إلى نقل رسالة أنّهم لا يخافون.

قال أحد المقاتلين لمراسلة القناة الإخبارية الثانية الإسرائيلية إنّ لديه 10 أطفال، ولكنه لا يخاف من الموت ومن داعش. وقف أحدهم أمام الكاميرا، وقال: "تفو على أبو بكر البغدادي".

عندما اقترب طاقم القناة العاشرة الإسرائيلية إلى الموصل، توقف عند جانب الطريق أمام مشهد مخيف، إذ رأى الطاقم سيارة محمية كانت تنقل فريقا إعلاميا لدولة أخرى، وهي تجتاز عبوة ناسفة وضعتها قوات داعش على هامش الطريق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. أصيب أحد المراسلين إصابة بالغة في رأسه. أصبحت الجسور في الطريق إلى المدينة مفجّرة، وباتت الأنقاض التي خلّفتها داعش وراءها واضحة جدا.

والآن باتت تتعاون قوات البشمركة الكردية، التي تحاصر الموصل من الشمال، جيدا مع فرق التصوير، التي وصلت إلى خط الجبهة تماما، على بعد نحو 20 كيلومترا من الموصل. بطبيعة الحال، لا يعرّف المراسلون أنفسهم كإسرائيليين. رغم العلاقات الجيدة بين إسرائيل والأكراد، فإنّ القتال يجري بالتعاون مع الجيش العراقي الشيعي وميليشيات شيعية أخرى بتمويل الإيرانيين، الذين لم يفرحوا بالتأكيد بالالتقاء بإسرائيليين.

حتى الآن، تتعاون كل القوات مع بعضها البعض، ولكن إذا نجح أفرادها في احتلال المدينة من أيدي داعش، فمن غير الواضع ماذا سيحل بمصيرها، وهل ستستمر أخوة المقاتلين بين الطوائف المختلفة، وهي القوات التي كانت تتقاتل فيما بينها قبل سنوات فقط، ولكنها أصبحت الآن تتعاون معا ضدّ العدو المشترك.

اخر الأخبار