ماذا يدور في رأس الرئيس

تابعنا على:   01:21 2016-10-21

محمود الشيخ

اي متتبع للدبلوماسية الفلسطينية يرى انها عاجزه عن مواجهة السياسة الإسرائيليه, والفرق هائل بينها وبين السياسة الإسرائيلية فالثانية تستعجل نهب الأراضي واقامة المستوطنات وهدم البيوت وتكثيف الإعتقالات وسفك دماء الشباب بحجة واهية تستهدف تبرير عمليات الإعدام التى يقوم بها جنود الإحتلال، على مسمع ومرأى العالم اجمع ومسمع ومرأى القيادة الفلسطينية قبل غيرها لأن ذلك يجري على ارض محيطة بها او قريبة منها على بعد كيلومترات من مقر المقاطعه، غير ابهة تلك السياسه والإجراءات التعسفيه باي ردة فعل من القيادة السياسيه لأنها اعتادت على سماع تصريحات حامية سرعان ما تفقىء، فكثير هددت القياده واخرها من على منبر الأمم المتحده من ان شعبنا لن يقبل بإستمرار الوضع القائم، ويعتقد من يسمع تلك التهديدات او التحذيرات ان الرئاسة الفلسطينية وفور انتهائها من القاء خطابها ستأمر بالقيام بإتخاذ اجراءات معينه تقضي ليس بالتنبيه اللفظي بل والتنبيه العملي والفعلي، ولكن القيادة الفلسطينيه اعتادت على التهديد دون ان تفعله، واسرائيل على سماع تلك التهديدات وتعرف لن يعقبها اي فعل، ولذلك لا تخاف تلك التحذيرات ابدا.

وتندرج سياسة اطلاق التهديدات والتحذيرات والتى لا تخرج عن اطار فشة خلق او محاولة لإرضاء الشعب الفلسطيني، او انها تأتي في اطار الدبلوماسية الناعمه التى تنتهجها القيادة الفلسطينية، والتى لا ترهب ولا تخيف اسرائيل وساستها بدليل ان اجراءاتهم على الأرض مستمره في عملية تهويد مستمره للضفة الغربيه، وسفك دماء الشباب في شوارع الضفة ايضا قائم دون وازع من ضمير، والقيادة الفلسطينية لا تحرك ساكنا، في حين تصريح لأي مسؤول فلسطيني تهز اسرائيل الأرض وتشغل كل طاقتها الإعلامية للتحريض على الدبلوماسية الفلسطينية، لتعتبرها ارهابيه ومن اجل كسب الرأي العام العالمي، وقد نجحت اسرائيل بغض النظر كيف في تعميم سياسة التطبيع في العالم العربي.

اليس غريبا استمرار تمسك القيادة الفلسطينية باتفاق شكل مصدر سلب ونهب للأرض الفلسطينية واعطى الإحتلال فرصة ذهبية لإستمراره في البلاد، ومع ذلك داس عليه والقيادة الفلسطينية متمسسكة به، وليس هذا فحسب يقتلون شبابنا والقيادة مستمره في التنسيق الأمني مع الإحتلال الذى يعتبر السلطه احد دوائره الأمنيه، للحفاظ على امنه، ومصدرا لمعلوماته.

اسرائيل تعلن صراحة عن اهدافها، الضم والتهويد والإستيطان والقتل والهدم، ورغم ان السياسة الفلسطينية لم تشكل تهديدا لأمنها ووجودها والسلطه تقدم خدمات لها، امنيه ووكيلة كمبرادورية له، ومع ذلك تتعامل معها بإستخفاف واستعلاء، وكانها تتعامل مع موظف يتقاضى راتبا شهريا عليه ان يؤدي واجباته.

لم تجرب القيادة الفلسطينية ولو لمرة واحده التضامن الدولي مع قضيتنا بأن تحتد يوما وتتخذ موقفا جريئا فيه تحدي لكل اجراءات الإحتلال، ليدرك انه يواجهه شعب يريد الإنتصار، وقيادة لديها استعداد وقدرة على المواجهة ايضا، وتحظى على احترام ومكانة وتفويض من شعبها، وهي ترفع شعارات التحدي، وهي غير عاجزه عن مواجهة اسرائيل بكل جبروتها بما انها متسلحة بشعب يريد الإنتصار وتحقيق الأمال.

قيادة جريئه تتحمل المسؤولية التاريخية الملقى على عاتقها، في اشد مراحل الكفاح الوطني الفلسطيني خطورة ، لا تأبهه اجراءات الإحتلال ولا تهديداته، تستغل التأييد العالمي لقضيتنا في مؤسسات الأمم المتحده من اعترافها بان المسجد الأقصى وحائط البراق لم يكون يوما لليهود اية علاقة فيه، واعتراف العالم بدولة فلسطينية مراقبه في الأمم المتحده، قيادة تتحدى اسرائيل بشعب موحد وموقف سياسي موحد للكل الوطني،  ولسلطة اداة كفاحية بيد شعب فلسطين، تدير ظهرها لإتفاق اوسلو ولكل افرازاته، وللتنسيق الأمني قيادة تحمي شعبها من كل اجراءات الإحتلال البغيض.

قيادة لا تنحني بل تبقى شامخه، تتجاوز العقليات والبرامج والسياسات المهزومه، تقوم بتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم الكل الوطني، وتعيد الهيبة ل ( م.ت.ف ) وتضمن ان تكون مع كل القوى المناهضه للإحتلال والإستغلال، تقف في وجه المنتوجات الإسرائيليه وتمنع دحولها للضفة الغربيه، وتوقف كل اشكال التوتر في المجتمع الفلسطيني.

سؤال مهم ماذا يدور في رأس الرئيس بعد كل هذا.

اخر الأخبار